حينما سقطت دبابات إسرائيلية في كمين سوري محكم
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
توصف معركة السلطان يعقوب التي دارت بين القوات الإسرائيلية والسورية في سهل البقاع يومي 10 -11 يونيو عام 1982 بأنها أكبر معركة بعد الحرب العالمية الثانية.
إقرأ المزيدفي تلك المعركة التي بدأت في اليوم الرابع للغزو الإسرائيلي للبنان صيف عام 1982، تمكن الجيش السوري من محاصرة أرتال من الدبابات الإسرائيلية تابعة للفرقة 90 التي توغلت في الأراضي اللبنانية بهدف السيطرة على طريق بيروت دمشق السريع قبل سريان هدنة تم الاتفاق عليها، بدأ سريانها ظهر يوم 11 يونيو.
في الكمين السوري المحكم الذي نصب بالقرب من قرية السلطان يعقوب سقط معظم أفراد الكتيبة الإسرائيلية 362 وقسم من الكتيبة 363.
الدبابات الإسرائيلية المحاصرة لم تتمكن من الخروج من الفخ لفترة طويلة، كما فشلت وحدات الاحتياط التي دُفع بها إلى أرض المعركة في اختراق الحصار من الخارج.
بنهاية المطاف تمكنت وحدات المدفعية الإسرائيلية من تأمين غطاء ناري مكن معظم الدبابات الإسرائيلية من النجاة، فيما غنم الجيش السوري ثماني دبابات سليمة من طراز "إم 48 إيه 3".
بحسب بيانات غير رسمية قتل في معركة السلطان يعقوب حوالي 35 جنديا إسرائيليا وتم تدمير عشرات الدبابات الإسرائيلية وناقلات الجنود المدرعة علاوة على دبابات تركت في أرض المعركة ولم يتكن الإسرائيليون من تدميرها. هذه الدبابات التي وقعت في قبضة السوريين كانت مزودة بمعدات سرية بما في ذلك ذخائر جديدة ووسائل حماية من القنابل اليدوية المضادة.
على الرغم من محاولة أغلب التقارير التي تحدثت عن المعركة التقليل من أهميتها، إلا أن عددا من الخبراء الإسرائيليين أقروا بالفشل في تلك المعركة وعزا بعضهم الهزيمة إلى فشل الاستخبارات الإسرائيلية في اكتشاف الكمين السوري.
الباحث الإسرائيلي أوري ميلشتاين رأى أن معركة السلطان يعقوب تعتبر في الذاكرة الإسرائيلية الأكثر فشلا في تلك الحرب، مضيفا في مكان آخر في كتاب له تحدث فيه عن دور إيهود باراك، الذي تولى لاحقا لفترة منصبي رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع، وكان حينها نائبا لقائد الفيلق 446، قوله إن معركة السلطان يعقوب سببت صدمة عميقة للجمهور الإسرائيلي.
هذا الباحث، إضافة إلى قادة ميدانيين إسرائيليين، اتهم إيهود باراك بإعطاء أمر خاطئ وتأكيده مرارا لقادة الوحدات الإسرائيلية المهاجمة "عدم وجود أي أثر للسوريين على الأقل حتى السلطان يعقوب"!
علاوة على ذلك وصف ضابط في الاستخبارات الإسرائيلية يحمل لقب "عيرون" ما جرى قائلا: "لم تكن تلك معركة، بل مطحنة حيث أردنا فقط الخروج من المكان على قيد الحياة، خرجنا من نار جهنم".
الفشل الإسرائيلي الذي تمثل في سقوط مئات الدبابات في كمين سوري في معركة السلطان يعقوب كان محط عددا من التحقيقات الإسرائيلية التي يقول خبراء أنها لم تكشف حقيقة ما جرى.
أحد الضباط الإسرائيلية الميدانيين ويدعى آفي ريت، تحدث عن الأوضاع أثناء الحصار مشيرا إلى فوضى كاملة عمت صفوف الإسرائيليين وإلى أن السوريين أطلقوا النار عليهم بجميع أنواع الأسلحة، مضيفا " أدركنا أننا محاصرون بشكل أساسي من جميع الاتجاهات ولا يمكننا التحرك، لا إلى الأمام ولا إلى الخلف ولا إلى الجانب. كانت منطقة محظورة. نحن نقف مكشوفين تماما وليس لدينا مكان نختبئ فيه، وهم يستهدفوننا فقط".
الباحث الإسرائيلي رافي عزيزي يصل إلى خلاصة عن أهمية معركة السلطان يعقوب، قائلا إنها تعد في الأساس "آخر معركة تقليدية للجيش الإسرائيلي ضد جيش نظامي معادي، باستخدام أكبر تشكيل تكتيكي لجيش الدفاع الإسرائيلي على الإطلاق، الفيلق 446 تحت قيادة الجنرال أفيغدور بن غال".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الدبابات الإسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
الشيخ عكرمة صبري: الاحتلال يستغل حرب غزة لحسم المعركة في القدس
#سواليف
وجّه رئيس “الهيئة الإسلامية العليا في #القدس” و #خطيب_المسجد_الأقصى المبارك، #الشيخ_عكرمة_صبري، نداءً عاجلاً إلى #الأمة_العربية و #الإسلامية، حذّر فيه من #مخططات #تهويد #المسجد_الأقصى ومدينة القدس، واصفًا ما يجري بأنه “أخطر المراحل” في تاريخ المدينة، في ظل #استغلال #الاحتلال لانشغال العالم بحرب الإبادة في #غزة لتنفيذ مشاريعه التهويدية.
وجاءت كلمة الشيخ صبري في تسجيل مصوّر بث خلال أعمال “مؤتمر العهد للقدس”، الذي انطلقت فعالياته اليوم السبت في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة نخبة من المفكرين والعلماء والشخصيات الإسلامية والوطنية.
وأكد صبري أن ما يحدث في القدس هو “حرب دينية بامتياز”، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى عبر تكثيف الاقتحامات اليومية، وأداء الطقوس التلمودية العلنية، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني.
مقالات ذات صلةوأضاف أن “الاحتلال يستغل الصمت الدولي والعربي، والانشغال بمجازر غزة، لينقض على القدس، ويُسرع من وتيرة الاستيطان وهدم المنازل، في محاولة لحسم المعركة الديموغرافية والسياسية لصالحه”.
وشدد الشيخ صبري على أن “العهد للقدس” لا يكون بالشعارات، بل بالعمل الجاد والدؤوب من أجل التحرير، قائلاً: “إن عهدنا مع القدس هو عهد العقيدة، وعهد المسؤولية، وعهد عدم التفريط بذرة تراب منها”.
كما حيّا صمود أهل غزة، واصفًا إياهم بـ “رأس الحربة” في الدفاع عن كرامة الأمة، مؤكداً أن دماء الشهداء في غزة والضفة هي التي تعبّد طريق الحرية نحو القدس.
وفي ختام كلمته، دعا الشيخ صبري علماء الأمة وشعوبها إلى التحرك الفوري والجاد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ودعم صمود المقدسيين الذين يشكّلون “خط الدفاع الأول” عن قبلة المسلمين الأولى، مطالبًا بتحويل مخرجات المؤتمر إلى “برامج عمل واقعية” تلامس جراح القدس وتدعم ثبات أهلها.
وتتواصل فعاليات مؤتمر “العهد للقدس” اليوم السبت وغدًا الأحد، عبر كلمات ومحاور ومبادرات تتناول مختلف محطات المواجهة مع الاحتلال في القدس والضفة وغزة، والبحث في سبل استعادة الأمة لإرادتها في مواجهة حرب الإبادة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.