جراء استمرار العدوان الإسرائيلي.. (الفاو) تحذر من خطر انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
روما-سانا
اعتمد مجلس منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) اليوم قراراً بالإجماع والتوافق بين الدول الأعضاء حول قطاع غزة، حذر فيه من أن استمرار العدوان الإسرائيلي عليه سيزيد دمار الأراضي والمنشآت الزراعية ما يعرض 2.4 مليون شخص فيه لخطر انعدام الأمن الغذائي.
وذكرت وكالة وفا أن القرار الذي اعتمده المجلس بعنوان “الوضع في غزة فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمسائل ذات الصلة الواقعة ضمن نطاق ولاية المنظمة” جاء في الجلسة الخاصة بمناقشة الأوضاع والمستجدات في قطاع غزة جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 251، خلال الدورة الـ 175 لمجلس
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما، خلال الفترة ما بين 10و 14 حزيران الجاري.
وعبر القرار عن قلقه الكبير إزاء الوضع الكارثي في قطاع غزة ونتائجه الكبيرة على المدنيين وبالأخص النساء والأطفال، لافتاً إلى خطورة تقديرات مركز الأمم المتحدة والتي تشير إلى أن نحو 81 كم مربعاً من الأراضي الزراعية على الأقل قد تدمرت جراء العدوان الإسرائيلي.
وتضمن القرار دعوة المجلس إلى مواصلة تقييم الوضع الحالي في قطاع غزة وتأثيره على الحق في الغذاء ومواصلة توفير المساعدات التقنية والمدخلات الزراعية إلى القطاع، مشدداً على ضرورة العمل المشترك لمعالجة التدهور الصحي والغذائي وأثره على الأمن الغذائي في قطاع غزة.
وشدد القرار على ضرورة مواصلة الاستعداد والدعم لضمان الانتعاش المبكر وإعادة الإعمار والتأهيل في قطاع غزة، ودعم دور منسق للإغاثة الإنسانية العليا للقطاع من قبل الأمم المتحدة عند تنفيذ وقف إطلاق النار.
وأكد القرار ضرورة متابعة الأوضاع في قطاع غزة من قبل منظمة الأغذية والزراعة وتقديم التقارير الدورية بهذا الخصوص إلى الدول الأعضاء.
وبالنسبة للمساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب، لفت القرار إلى أن القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية ومحدودية توزيعها يعمق خطر المجاعة إذا استمر منع دخول المساعدات بهذا الشكل، مؤكداً الحاجة الماسة لإيصال مقومات الحياة الإنسانية الأساسية وخاصة الغذاء والماء والدواء بشكل سريع وآمن وتشجيع إقامة ممرات إنسانية لهذا الغرض، ومنع تهجير الفلسطينيين من بيوتهم.
وحول اعتداءات وجرائم المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، أعرب القرار عن القلق من تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين والاستيلاء على الأراضي الزراعية الفلسطينية، وإلحاق الضرر بالمزارع والمخزون الحيوي والحد من وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم في الضفة الغربية وهو بدوره ما يؤثر أيضاً على الأمن الغذائي.
من جانبها، رحبت الممثل الدائم لدولة فلسطين في منظمات الأمم المتحدة عبير عودة باعتماد “الفاو” القرار، مؤكدة أنه يأتي في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني والتي استهدفت كل شرايين الحياة الأساسية، ما يفرض ضرورة العمل المشترك والجاد لتطبيق ما تضمنه القرار كونه حقاً أساسياً من حقوق هذا الشعب.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الأمن الغذائی فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من خطر التفكك في سوريا بعد تصاعد العنف في السويداء وتدخلات الاحتلال
حذّر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، من أن تصاعد العنف في سوريا، وخاصة في محافظة السويداء، يُقوّض الثقة الهشة ويزيد من مخاطر التفكك الداخلي في البلاد، داعيًا إلى وقف الانتهاكات وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني.
جاء ذلك في إحاطة قدّمها بيدرسون، مساء الاثنين، أمام مجلس الأمن الدولي خلال جلسة خُصصت لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الملف السوري.
وقال بيدرسون إن التصعيد العسكري الأخير في السويداء، بما يشمله من غارات جوية إسرائيلية استهدفت عناصر من قوات الأمن السورية ومقاتلين من العشائر البدوية، تسبب في سقوط ضحايا مدنيين، ما يزيد من هشاشة الأوضاع ويهدد بتدهور أوسع.
وأدان المبعوث الأممي "الانتهاكات التي وقعت بحق المدنيين والمقاتلين في السويداء"، وكذلك الغارات الإسرائيلية التي وصفها بـ"الخطيرة" على السويداء والعاصمة دمشق، مؤكداً أن مثل هذه التدخلات "تعمّق الأزمة وتؤخر أي جهود حقيقية للحل السياسي".
وأشار بيدرسون إلى أن "عملية خفض التصعيد الهشة" لا تزال قائمة في بعض مناطق البلاد، لكنها عرضة للانهيار في ظل التوترات المتصاعدة، وغياب آلية قيادية موحدة داخل سوريا تضمن الأمن وتُوجّه الجهود نحو تسوية سياسية شاملة.
وشدد على أهمية تشكيل مجلس للشعب يكون ممثلاً لكافة مكونات المجتمع السوري، داعيًا الأطراف الفاعلة إلى الانخراط في مسار إصلاحي يضع حدًا للصراع الممتد منذ أكثر من عقد.
أوتشا: عنف السويداء فاقم الكارثة الإنسانية
من جهتها، قالت إيديم ووسورنو، مديرة المناصرة والعمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن أحداث السويداء الأخيرة عمّقت من مأساة السوريين، مشيرة إلى أن العنف تسبب في نزوح نحو 175 ألف شخص خلال أيام قليلة، بينهم أطفال ونساء وكوادر طبية، في ظل ظروف إنسانية كارثية.
وأضافت ووسورنو: "الأسابيع الأخيرة كانت تذكيرًا صارخًا بأن سوريا لا تزال تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، مع تفاقم الأوضاع بفعل الصدمات المناخية، من جفاف وندرة مياه وتراجع الإنتاج الزراعي، ما ضاعف من الاحتياجات الأساسية للسكان".
وأكدت أن الأمم المتحدة لاحظت استمرار عودة بعض السوريين إلى بلادهم رغم التطورات السلبية، وهو ما يستدعي، بحسب قولها، تكثيف الجهود الدولية لدعم إعادة الإعمار وتحقيق التنمية في المناطق المتضررة.
وكانت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية قد شهدت منذ 19 تموز/يوليو الجاري اشتباكات عنيفة بين مجموعات درزية مسلحة وعشائر بدوية سنية، أسفرت عن مقتل 426 شخصًا، وفق بيانات "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".
وعلى إثر ذلك، أعلنت الحكومة السورية الجديدة أربعة اتفاقات متتالية لوقف إطلاق النار، في محاولة لاحتواء الأزمة، لكن ثلاثة منها فشلت في الصمود، حيث تجددت الاشتباكات عقب اتهامات لمجموعة تابعة للشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز مشايخ الدروز، بارتكاب عمليات تهجير قسري بحق أفراد من عشائر البدو، وارتكاب انتهاكات ممنهجة ضدهم.
وتسعى الإدارة السورية الجديدة، التي تسلمت السلطة في كانون الأول/ديسمبر 2024 عقب الإطاحة بنظام المخلوع بشار الأسد بعد 24 عامًا من الحكم، إلى فرض الأمن وإعادة هيكلة المؤسسات، إلا أن المواجهات المتكررة، وغياب توافق مجتمعي شامل، لا يزالان يمثلان تحديًا كبيرًا أمام هذه الجهود.