منتخب الشواطئ يخسر أمام تونس وإسبانيا في مونديال اليد
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
فشل منتخبنا الوطني لكرة اليد الشاطئية في تحقيق الفوز خلال جميع مبارياته التي خاضها في الدور الثاني من منافسات بطولة كأس العالم لكرة اليد الشاطئية في نسختها الحادية عشرة المقامة حاليا على الملاعب الرملية بمدينة بينجتان الصينية، وذلك حينما تلقى خسارتين متتاليتين اليوم أمام المنتخب التونسي صفر / ٢، ومن ثم تلقى الهزيمة أمام إسبانيا ١ / ٢، ليفشل في تعويض الخسارة التي مني بها أمام البرازيل صفر / ٢ في مستهل مشواره بالدور الثاني.
خسارة من تونس
وكان منتخبنا قد تعثر اليوم في ثاني لقاءاته بالدور الثاني أمام تونس بنتيجة صفر / ٢، وقدم لاعبوا منتخبنا أداء عاليا خلال مجريات الشوط وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل قبل أن يحسمه المنتخب التونسي بالهدف الذهبي، وفي الشوط الثاني حاول منتخبنا جاهدا العودة بالنتيجة لكنه فشل في ذلك رغم تقارب المستوى ليتلقى الخسارة مجددا.
الشوط الأول للمباراة بدء بدون مقدمات، حيث تبادل الفريقان الهجمات مع أفضلية نسبية للمنتخب التونسي الذي تقدم في النتيجة ٨ / ٤، وحاول لاعبوا منتخبنا الوصول لشباك تونس في أكثر من مناسبة لكن يقظة حارس المرمى حالت دون ذلك حين أبعد تصويبات مهند الزرافي ومحمود الوهيبي، ثم واصل المنتخب التونسي إحراز الأهداف وتوسيع الفارق قبل أن يعود منتخبنا ويقلص النتيجة وبعدها نجح في تعديلها ١٤ / ١٤، وتصدى حذيفة السيابي حارس مرمى منتخبنا لعدد من تصويبات لاعبي تونس، وشهدت الدقائق التالية صراعا محموما وتساويا في الأداء، لينتهي توقيت الشوط بتعادل الكفة، ويلجأ المنتخبان للهدف الذهبي الذي فاز به المنتخب التونسي. وقدم منتخبنا خلال هذا الشوط مستويات عالية وكان قريبا في الفوز بنتيجته لولا سوء الحظ الذي لازم اللاعبين بإهدارهم الفرص أمام المرمى التونسي.
وفي الشوط الثاني، دخل لاعبوا منتخبنا اللقاء طمعا في الفوز بالشوط لمعادلة النتيجة، وحاول الفريقان بسط سيطرتهما على مجريات اللعب، حيث تبادلا هز الشباك ٤ / ٤، ومن ثم أحرز المنتخب التونسي ستة أهداف جديدة ليتقدم ١٠ / ٤، ثم عاد منتخبنا بقوة ونجح في التعديل ١٠ / ١٠، وقدم المنتخب التونسي بعدها أداء متوازنا في الدفاع والهجوم، لينجح في الابتعاد في نتيجة اللقاء ١٤ / ١٠، ومع حلول الدقيقتين الأخيرتين من الشوط نجح منتخبنا في تذليل الفارق إلى هدفين، ثم سعى جاهدا لتعديل الكفة لكنه اصطدم بحارس مرمى تونس الذي ابعد جميع الكرات، ليضيف بعدها المنتخب التونسي هدفين جديدين، فيما سجل منتخبنا أربعة أهداف جديدة، لينتهي الشوط بخسارة منتخبنا ١٤ / ١٦. لينتهي اللقاء بهزيمة منتخبنا أمام تونس صفر / ٢.
هزيمة صعبة أمام إسبانيا
وفي ثالث لقاءات منتخبنا في الدور الثاني، مني منتخبنا بخسارته الثالثة بعد مباراة قوية حسمت بركلات الترجيح. الشوط الأول للمباراة شهد أفضلية إسبانيا على حساب منتخبنا، ليتقدم في النتيجة ٤ / صفر، ثم اشتد التنافس بين الجانبين، حيث أحرز المنتخب الإسباني المزيد من الأهداف، بينما تألق لاعبوا منتخبنا محمود الوهيبي وبقية اللاعبين ناجحين في تقليص فارق الأهداف، لكن المنتخب الإسباني واصل تألقه وابتعد في النتيجة ووصل إلى ١٤ هدفا، فيما تألق في صفوف منتخبنا محمود الوهيبي ومهند الزرافي في الصناعة والتسجيل ليصلوا بأهداف منتخبنا إلى ٨، ومع مرور خمس دقائق من زمن الشوط الأول نجح المنتخب الإسباني في التقدم ١٦ / ١٠، ثم واصل لاعبوا إسبانيا نجاعتهم التهديفية، بينما لم يستطع لاعبوا منتخبنا مجاراة رتم اللعب السريع الذي فرضه لاعبوا إسبانيا ليتأخروا في النتيجة ١٤ / ٢٦ مع بقاء دقيقتين على نهاية الشوط، وشهد اللقاء سيطرة ميدانية كبيرة للاعبي إسبانيا وسرعة الارتداد الهجومي والإنهاء الناجح للفرص التي سنحت لهم أمام مرمى منتخبنا، وحاول لاعبوا منتخبنا تقليص الفارق الكبير في الأهداف إلا أنهم وجودا صعوبة بالغة في اختراق الجدار الدفاعي للإسبان، لينتهي الشوط الأول بهزيمة منتخبنا ٢٠ / ٣٢.
وفي الشوط الثاني، تكافئ الأداء بين المنتخبين، حيث تقدم منتخبنا أولا بفضل تركيز اللاعبين والإنهاء المثالي أمام المرمى، ومن ثم عادل الإسبان النتيجة ٦ / ٦ مع مرور دقيقتين على انطلاق الشوط، وكاد منتخبنا أن يحرز التقدم عبر مهند الزرافي لكن تصويبته أبعدت من قبل حارس إسبانيا بصعوبة، بعدها استغل المنتخب الإسباني دربكة في دفاع منتخبنا وسجل هدفين جديدين تقدم بهما في النتيجة، وتناوب الجانبين في تسجيل الأهداف، حيث تساوت الكفة ١٠ / ١٠، وتألق لاعبوا منتخبنا وتقدموا في النتيجة ١٥ / ١٤ مع مرور ٧ دقائق على زمن الشوط، وتقارب المستوى بين الجانبين، حيث أمطر كلا الفريقين شباك الآخر مع أفضلية التسجيل لمنتخبنا ١٧ / ١٦، واشتد التنافس في الثواني الأخيرة للقاء والذي نجح منتخبنا في حسمه لصالحه بنتيجة ٢١ / ٢٠. وقدم لاعبوا الأحمر خلال هذا الشوط أداءا استثنائيا وتحكموا في رتم اللعب ونجحوا في الفوز بالشوط بكفاءة. ومع فوز كل منتخب بشوط وتعادل الكفة، تم اللجوء إلى ركلات الترجيح التي لم تخلوا من الإثارة والحماس وانتهت بفوز المنتخب الإسباني على حساب منتخبنا ٨ / ٦. لتنتهي المباراة بخسارة منتخبنا أمام إسبانيا ١ / ٢
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنتخب الإسبانی المنتخب التونسی الشوط الأول فی النتیجة
إقرأ أيضاً:
البحر يكتسح اليابسة.. 35% من شواطئ تونس تتعرض للتآكل
لم يتوقع محمد العيادي السويسي وهو صياد وصاحب مطعم على شاطئ جزيرة قرقنة بمحافظة صفاقس جنوب شرقي تونس أن تغمر مياه البحر جزءا كبيرا من مطعمه وتتهدد لقمة عيشه ومصدر رزقه نتيجة الانجراف البحري، وقد باتت هذه الظاهرة تتفاقم بفعل التغيرات المناخية والتوسع العمراني المفرط.
وتمثل الشواطئ الممتدة من شمال تونس إلى جنوبها إلى جانب المناطق الصحراوية والواحات، إحدى أهم الوجهات التي تسعى السلطات إلى التسويق لها في الخارج لاستمالة السيّاح الأوروبيين الباحثين عن أشعة الشمس على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3المانغروف.. كنز بيئي نادر تتهدده المشاريع الساحليةlist 2 of 3في يومها العالمي.. "الغابات المطيرة البحرية" في خطرlist 3 of 3هل يمكن أن تغرق مدينة الإسكندرية المصرية بسبب التغير المناخي؟end of listلكن أكثر من 35% من شواطئ تونس تتعرض للتآكل حسب الدراسات، حيث تفقد مناطق مثل الحمامات بمحافظة نابل ما يصل إلى 8 أمتار من الشاطئ سنويا، وفق تقرير صادر عن البنك الدولي عام 2021. ويُعد أرخبيل قرقنة الهش على الساحل الشرقي المكان الأكثر وضوحا لذلك.
وتواجه السواحل التونسية تهديدا فعليا بخسارة متر ونصف متر من الخط الساحلي سنويا، مما أدى عمليا إلى اختفاء 90 كيلومترا من الشاطئ ويعرض للخطر 190 كيلومترًا إضافيا من الخط الساحلي الرملي البالغ طوله 570 كيلومترا الصالحة للسباحة.
وكان البنك الدولي قد كشف في تقارير سنة 2023 أن تونس تعد من بين أكثر البلدان تضررا من الانجراف البحري عالميا، حيث يقدر طول الشريط الساحلي المتضرر بنحو 260 كيلومترا من مجموع 670 كيلومترا من الشواطئ الرملية.
وتشير التوقعات بأن تبلغ تكلفة الخسائر الناجمة عن ذلك 1.37 مليار دولار حتى سنة 2030 وأكثر من 2.3 مليار دولار للفترة ما بين 2030 و2050.
وتحدث محمد العيادي السويسي بحرقة عما آل إليه الوضع في المنطقة الساحلية التي ركز فيها مشروعه، وقال لرويترز "خلال 5 سنوات أخرى، لن يبقى شاطئ"، مضيفا أن "المد يأتي ويمكنك أن ترى مستويات المياه ترتفع في كافة أنحاء قرقنة".
إعلانوتشكل الطبيعة البيئية للسواحل في تونس عاملا مهما في الدخل للتونسيين كما تمثل المدن والقرى الساحلية في البلاد أهمية كبرى للإنتاج وتوفير فرص عمل في بلد تمتد سواحله بطول 1148 كيلومترا.
ويرى خبراء أن تونس تقف اليوم أمام خطر يهدد جزءا كبيرا من أراضيها وسواحلها، التي مثلت على مدى عقود رمزا للجمال الطبيعي ووجهة سياحية متميزة غير أن الانجراف البحري بات شبحا يهدد التوازن البيئي، والتنمية السياحية والاقتصادية، وحتى التاريخية.
وقال الجغرافي سمير القبايلي من مدينة قرقنة إن خلال الـ30 عاما الماضية "لاحظنا تآكلا كبيرا في منطقة قرقنة التابعة لمحافظة صفاقس تحت تأثير عوامل طبيعية مناخية وارتفاع مستوى سطح البحر".
وأضاف أن هناك عوامل بشرية أيضا منها تركز العديد من المباني مباشرة على الساحل مما تسبب في إعاقة النمو الطبيعي للشواطئ والسواحل.
كما أشار إلى أن خطر الانجراف "شمل حتى التاريخ، حيث توجد فوقنا هنا مدينة أثرية منذ العهد القرطاجي وتسمى "سرسينة" كانت تقع في الأصل بعيدا عن البحر ليغمر جزءا هاما منها الآن".
ومن جهته، بين رياض بوعزيز، أستاذ الجغرافيا لرويترز أن "معدل التعرية يتراوح بين 0.5 إلى 0.8 متر سنويا، استنادا إلى الصور الجوية من عام 1963 وحتى الآن"، مضيفا أن البحر "يكتسح اليابسة ومعدل تملح التربة يرتفع بشكل أسرع بما يصل إلى هكتارين سنويا".
وكما تهدد التغيرات المناخية بارتفاع معدل ملوحة المسطحات المائية إلى جانب خسارة ما يقارب 16 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية وفق دراسة أعدتها وزارة البيئة التونسية.
يؤكد مرسي الفقيه المدير الجهوي لوكالة حماية الشريط الساحلي بصفاقس لرويترز أن 30% من طول الشواطئ التونسية "مهددة بالانجراف البحري أو عرضة لتأثيرات التغيرات المناخية".
وضمن برامج الحماية قال إنه "في إطار التعاون التونسي الألماني وحماية الشريط الساحلي التونسي تمت برمجة حماية نحو 11 كيلومترا من جزيرة قرقنة من الانجراف والمد البحري في 7 مناطق".
ومع تفاقم الظاهرة، تتسابق الجهود الوطنية والدولية لإيجاد حلول عاجلة ومستدامة تنقذ ما تبقى من شواطئ تونس الذهبية لحمايتها من التآكل المستمر.
وكانت وزارة البيئة في تونس نبهت إلى الخسائر التي قد تنتج من هشاشة السواحل التونسية، وأكدت دراسة لها أن مستوى سطح البحر سيرتفع ليتراوح ما بين 30 و50 سنتيمترا بحلول عام 2050.
وذكرت الدراسة ذاتها أن ارتفاع مستوى البحر وتآكل السواحل بالمعدلات المذكورة يعد سببا في تدهور القطاع السياحي وتكبده خسائر قد تصل إلى 55%، بسبب خسارة الفنادق المحاذية للشواطئ لموارد تساوي تقريبا 30 ألف غرفة نتيجة انحسار الشواطئ، إضافة إلى تأثر البنية التحتية للموانئ.
وخلال الفترة من 2013 إلى 2024 تم إنجاز مشاريع حماية وإصلاح لنحو 35 كيلومترا من السواحل، شملت جزيرة قرقنة بمحافظة صفاقس، والرفراف في محافظة بنزرت، وسوسة.
كما شملت أيضا شاطئ حمام الشط بمحافظة بنعروس، وسليمان بمحافظة نابل، وجرجيس بمحافظة مدنين، إلى جانب استصلاح الكثبان الرملية الساحلية في طبرقة- الديماس بالمنستير، ومحافظة المهدية، وجرجيس وفق وزارة البيئة التونسية.
إعلان