الخليل - صفا

كشفت تقارير إسرائيلية عن تواطؤ جهات رسمية مع "مجموعة الأمر 9" اليمنية المتطرفة، لعرقلة وصول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة، في وقت تزعم حكومة الاحتلال السماح بإدخال المساعدات للقطاع الذي يعيش حرب إبادة جماعية منذ تسعة أشهر.

وقبل أيام، تجمهر عدد من المستوطنين بتنظيم من المجموعة المذكورة، قرب مدخل مدينة أريحا الشرقي في محيط معبر الكرامة الحدودي، لإتلاف مساعدات أردنية متوجهة إلى قطاع غزة، فضلاً عن إتلاف حمولة شاحنات مساعدات إنسانية عند معبر كرم أبو سالم، وتحطيم أخرى وإحراقها لدى مرورها قرب حاجز ترقوميا غربي الخليل جنوبي الضفة الغربية، دون تدخل من قوات الاحتلال لحمايتها.

وأكد المختص في الشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش، أن حكومة الاحتلال متورطة في دعمها وتأييدها لـ "مجموعة الأمر 9"، وتُسهل عمليات النهب والاعتداء على شاحنات المساعدات.

ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، منعت حكومة الاحتلال دخول شاحنات المساعدات، إلا بأعداد محدودة جداً، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والماء، خاصة في شمال القطاع، وهي المنطقة التي تعيش مجاعة متفاقمة.

وقال أبو غوش، في حديثٍ لوكالة "صفا"، إن الأزمة الإنسانية لم تكن نتيجة عرضية للحرب، بل كانت هدفاً للاحتلال منذ اليوم الأول للعدوان، وإن ما يقوم به الجيش من تدمير منهجي للبنى التحتية، والمرافق العامة، وشبكات المياه، والمدارس، والمستشفيات والمخابز، يهدف إلى تجويع المدنيين وإبادتهم.

وأضاف أن أكبر الداعمين والمؤيدين لـ "مجموعة الأمر 9" المتطرفة، هم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ما يثبت تورط الحكومة وتواطئها مع هذه المنظمة غير الشرعية.

وبيّن أن بن غفير أمر نائب مدير شرطة الاحتلال، بمنع توفير الأمن لقوافل المساعدات، متجاوزاً مدير الشرطة كوبي شبتاي، ما أثار خلافاً داخلياً بسبب انتهاك بن غفير لأمر المحكمة العليا، الذي يمنعه من إصدار تعليمات تنفيذية في عمل جهاز الشرطة.

وبدأت عمليات "مجموعة أمر 9" في 18 بداية يناير/ كانون ثاني من العام الحالي، حين خيّم عشرات المستوطنين لمدة ثلاثة أيام أمام معبر كرم أبو سالم، لمنع مرور شاحنات مساعدات إنسانية إلى رفح، وسمحوا بمرور 9 شاحنات فقط من أصل 100 شاحنة.

وقال أبو غوش إن اسم المجموعة مستوحى من "الأمر 8"، المخصص لاستدعاء جنود الاحتلال في حالة الطوارئ، وتحظى المجموعة بالدعم من أعلى مستويات حكومة الاحتلال، وتهدف إلى تنظيم تظاهرات ميدانية لاعتراض طريق المساعدات الإنسانية المتجهة إلى القطاع.

ووفق تقرير لصحيفة هآرتس العبرية، فإن هناك شكوكًا حول وجود متعاونين مع "مجموعة الأمر 9" من عناصر الشرطة والجيش، يسربون إلى نشطاء المجموعة معلومات عن مسار الشاحنات وموعد عبورها.

وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على المجموعة، وشددت على المسؤولية الواقعة على عاتق حكومة الاحتلال في حماية قوافل المساعدات.

وحول الوضع الإنساني في القطاع، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، "إن العديد من الأسر في جنوب قطاع غزة تتناول وجبة واحدة يومين أو ثلاثة أيام، بينما تعتمد أسر أخرى على تقاسم الطعام مع بعضها البعض.

وأضاف أن مئات آلاف النازحين جنوبي القطاع يعانون من ضعف الوصول إلى المأوى والرعاية الصحية والغذاء والمياه والصرف الصحي، كما يضطر الناس إلى الوقوف في طوابير لساعات للحصول على المياه.

وأفاد المكتب بانتشار الأمراض المعدية، وانتشار الحشرات والقوارض والثعابين، والافتقار بشكل كامل إلى مواد النظافة ومرافق الصرف الصحي.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى حکومة الاحتلال مجموعة الأمر 9

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: وزراء في حكومة نتنياهو يعتقدون أن قرار احتلال غزة بات وشيكا

ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن وزراء بالمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) يعتقدون أن صدور قرار باحتلال قطاع غزة أصبح قريبا.

وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "بعض الوزراء في الكابينت يقدرون أن قرار احتلال غزة أصبح قريبا"، عازية ذلك إلى ما ادعت أنه "ابتعاد التوصل إلى اتفاق بين حماس وتل أبيب"، في ظل ما أسمته "تصلب مواقف الحركة الفلسطينية، مما يُقرّب خطة الحرب الشاملة على غزة".

وأضافت أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش دعا إلى اجتماع مغلق لكتلة حزبه "الصهيونية الدينية" (يميني متطرف)، لبحث الخطوات الإسرائيلية الأخيرة بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.

وزعم جيش الاحتلال الأحد أنه سمح بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.

واعتبرت منظمات دولية أن خطوة الاحتلال "تروّج لوهم الإغاثة"، بينما يواصل جيشه استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر استمرار إغلاق المعابر بوجه المساعدات.

والاثنين قال سموتريتش الاثنين إنه باق في حكومة بنيامين نتنياهو، بعدما هدد بالانسحاب في حال دخلت المساعدات لقطاع غزة.



والأحد، أفادت وزارة الصحة في غزة بارتفاع حصيلة ضحايا منتظري المساعدات إلى "ألف و132 شهيدا، و7 آلاف و521 إصابة" منذ 27  أيار/ مايو الماضي.

وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الاثنين، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 147 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

والاثنين، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ توم فليتشر إن واحدا من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام، ودعا إلى إيصال المساعدات بشكل سريع.

ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تشن دولة الاحتلال حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • فرق الدفاع المدني السوري في معبر بصرى الشام الإنساني تواصل مهامها في تسهيل دخول المساعدات والمدنيين إلى محافظة السويداء
  • شاحنات المساعدات تدخل إلى غزة لليوم الرابع على التوالي عبر معبر كرم أبو سالم
  • رغم عراقيل الاحتلال.. شاحنات المساعدات المصرية تكسر حصار غزة
  • بين منى وأخرى في عِقْدٍ آخر.. قراءة في مجموعة «ظلّ يسقط على الجدار»
  • هدن مزيفة ومساعدات منهوبة.. خداع إسرائيلي يفاقم معاناة المجوّعين بغزة
  • جيش الاحتلال يرفض تأمين شاحنات المساعدات لغزة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني يشيد بجهود مصر في تخفيف معاناة أهالي القطاع
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية تقدر مواقف مصر الداعمة لغزة
  • حكومة غزة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة ومصيرها
  • إعلام إسرائيلي: وزراء في حكومة نتنياهو يعتقدون أن قرار احتلال غزة بات وشيكا