عصام هلال عفيفي يكتب: حطمت مطامع الإخوان
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
أنقذت ثورة 30 يونيو الوطن من السقوط فى نفق مظلم، كان من الممكن أن يُقضى على الهوية الثقافية والدينية والاجتماعية والحضارية المصرية، فجماعة الإخوان جماعة لا تعترف بمفهوم الوطن، فجاءت الثورة التى اتحد فيها الشعب وانحازت فيها القوات المسلحة إليه، وتعاونت معها الأجهزة الأمنية لتحبط هذا المخطط الخطير، الذى كاد يقضى على الدولة المصرية وتاريخ مصر العريق وحضارتها وهوية الوطن والمواطن.
جماعة الإخوان فشلت فى مخططها لطمس الهوية الوطنية، والقضاء على مفهوم الدولة السليم، فهى حاولت بكل الطرق تدمير الهوية الثقافية الوطنية المصرية أثناء اعتلائها الحكم، وحاولت جاهدة أخونة المؤسسات واتخاذ سيناء عاصمة للإرهاب، تحت مسمى الدين وإعلان دولة الخلافة، كما أطلقوا عليه، إلا أن وعى المصريين وخروجهم فى 30 يونيو كان الصخرة التى تحطمت عليها مطامع الإخوان، ليعبر الشعب المصرى عن رفضه لتلك المساعى بكل قوة وحزم، واستعادوا الدولة من أيدى فئة ضالة حاولت إسقاط الدولة المصرية.
ثورة 30 يونيو لم تثمر عن استقرار الدولة وحماية الأمن القومى المصرى فقط، إنما سطرت عهداً جديداً من الإنجازات بسواعد وعزيمة المصريين فى مختلف المجالات، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى رفع شعار التنمية بالتوازى مع عملية التطهير الشاملة ومواجهة الإرهاب، فصنعت مصر ركيزة الأمن والأمان، وحافظت على عزة وكرامة المصريين ومؤسسات وطنهم، وهو ما ساعد أيضاً على مواجهة الأزمات والتحديات، وحافظ على استقرار البلاد.
ومن بين إنجازات ثورة 30 يونيو استعادة مصر دورها وريادتها ومكانتها إقليمياً وعربياً ودولياً، وبدء الانطلاق لعصر الإنجازات والبناء والتعمير، لبناء دولة جديدة وجمهورية ثانية تستعيد بها مصر مكانتها ومجدها، والابتعاد عن الركود، والتحول لاقتصاد صامد قادر على التعامل مع الأزمات والتحديات، ويحفز على الاستثمارات، ويدعم بناء الإنسان المصرى، وتوفير حياة كريمة له على كافة الأصعدة سياسياً واقتصادياً وصحياً وتعليمياً واجتماعياً.
الحروب والصراعات التى يشهدها العالم الآن وتنافس القوى العظمى على النفوذ والقيادة، وكذلك الصراعات التى يشهدها الإقليم والتى من بينها مخططات تحاك ضد الوطن ومؤامرات خبيثة تجعلنا نرى الحكمة العظيمة من 30 يونيو التى قادت مصر للصمود.
30 يونيو كانت نقطة مضيئة فارقة فى تاريخ الوطن والمنطقة، بنتيجة نجاحها فى القضاء على مؤامرات الشرق الأوسط الكبير، التى كانت تنفذها الجماعة الإرهابية لمصلحة قوى الشر، كما أعطت الأمل للمصريين لتحقيق طموحاتهم، ونجت مصر من حرب أهلية كانت ستتسبب فى تفشى الإرهاب وانعدام الأمن والاستقرار.
الثورة جاءت لتكون آخر طوق نجاة لخلاص المصريين من عهد حاول فيه الإرهابيون أن تعلو كلمتهم وأن يحكموا دولة حاربت سنوات عدة ضد الأعداء، بإرادة شعبها ورجالها البواسل، وجاءت كالوميض الذى أنار للمصريين ضرورة عدم الصمت على حكم هؤلاء الطغاة، الذين حاولوا تحويل الدولة المصرية بتاريخها ومجدها إلى حلبة صراع وبقعة لتحقيق أهدافهم الخبيثة، وكانت بداية جديدة لدولة قديمة أرادت أن تنجو من المستنقع الذى بات يهدد أمن واستقرار شعبها.
إن احتفال 30 يونيو هذا العام يختلف عن كل الأعوام السابقة، حيث يأتى فى وقت نحتاج فيه إلى تكاتف وترابط الشعب بأكمله كما حدث فى 2013 خلف دولته الوطنية وقياداته السياسية، ومهما كانت المؤامرات التى تحاك ضد مصر يكفى فقط تكاتف وترابط المصريين خلف قيادتهم السياسية لدحرها، فمصر استعادت دورها الإقليمى والدولى، فهى حجر الزاوية فى سياسات الشرق الأوسط كله، ورقم مهم فى معادلة حل جميع نزاعات المنطقة.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، ذو الإرادة والحكمة الرشيدة استطاع إنقاذ البلاد، بل وسعى إلى الانتقال بها بكل التحديات والمخاطر التى كانت تواجهها آنذاك إلى مرحلة جديدة لم تنعم بها مصر منذ تاريخ بعيد، قوامها البناء والتنمية والسلام، والتأكيد على حجم وصورة ومكانة مصر التى كانت وما زالت فى أذهان وضمير العالم.
واستطاعت مصر أن تسترد عافيتها وقوتها الإقليمية والعالمية وأصبحت رقماً مهماً فى حل مشاكل المنطقة وتثبيت دعائم الدولة الوطنية فى العديد من البلاد المجاورة، ونستطيع أن نكرر فى النهاية أن الزعيم والقائد الرئيس عبدالفتاح السيسى أصبح هو قائد البقاء والبناء لمصرنا الحبيبة
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: 30 يونيو الاخوان الإرهاب الإخوان
إقرأ أيضاً:
القرعان يكتب: نعم مخرجنا ثورة بيضاء يقودها ولي العهد
صراحة نيوز ـ كتب ماجد القرعان
استوقفني مقال للزميل احمد الوكيل ناشر موقع زاد الأردن يدعو فيه إلى ثورة بيضاء بقيادة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله.
واقول للزميل الوكيل سلم قلمك وبوحك فقد وصفت افضل دواء لداء تراكمات ادارة شؤون الدولة بالفزعة من قبل العديد من الحكومات المتعاقبة ومعها الحكومة الحالية بالرغم من التفاؤل الذي رافق تشكيلها برئاسة الدكتور جعفر حسان الذي تؤكد سيرته ومسيرته بأنه صاحب رؤى وطنية ويحمل أفكارا ريادية ومشهود له بان يده لا ترتجف عند اتخاذ القرار وقد يكون من الرؤساء الندرة الذي وضع نصب عينيه تنفيذ مضامين كتاب التكليف الملكي لهذه الحكومة … لكن يبدو الرياح تجري بما لا تشتهي السفن .
بطبعي احرص دائما بالنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس وهو ما يمثل انجازات الأولين التي نتغنى بها وكانت ركيزة بناء الدولة الأردنية وولوجها المئوية الأولى من عمرها لكنني وفي الوقت نفسه لا استطيع كما غيري من ابناء الوطن تجاهل النظر الى النصف الفارغ من الكأس رغبة في تحقيق المزيد من النمو والتطور لكن هيهات ان يتحقق ذلك وبيننا فئة همهم مصالحهم يعيثون فسادا دون ادنى اعتبار لذهنيتنا ومداركنا لتحقيق مآربهم على حساب الصالح العام للدولة معتقدين انه من السهل رضوخنا واستسلامنا وبالتالي فنحن بالفعل بحاجة الى ثورة بيضاء لتصويب المسيرة قبل فوات الأوان .
أقولها بصريح العبارة كان الله في عون سيد البلاد جلالة الملك حفظه الله ورعاه الذي عبر مرارا وتكرارا عن الواقع المؤلم عبر العديد من الرسائل خلال لقاءه المسؤولين والمواطنين على حد سواء ( الوزير والمسؤول الذي ليس على مستوى يروح ) مشددا باستمرار الى انه الى جانب شعبه ومستقبلهم .
جلالته يتولى ادارة العديد من الملفات الثقيلة والمسؤوليات وقد سعى مرارا الى تنوير المسؤولين على أمل ان يتحملوا مسؤولياتهم وابرزها الأوراق النقاشية لجلالته والتي لم تأخذ حقها من قبل صناع القرارات والمخططين لكن ثبت ان ( سمعان ) لدى الحكومات المتعاقبة منذ نشر هذه الأوراق وحتى اليوم ما زال غائبا ( مش هون ) .
ومع تقديري لأهمية الإنطلاقة الميدانية لرئيس الحكومة الدكتور جعفر حسان لتلمس احيتاجات المواطنيين والتي باشرها منذ لحظة تحمله المسؤولية اتسائل وغيري ما جدوى ذلك ان لم يقتدي به اعضاء الفريق الوزاري ( عملا وليس استعراضا ) وهو أمر غير خافي علينا فقد انهكتنا جولات العديد منهم لا بل اصبح شغلهم الشاغل الإستعراض والشو عبر زيارات مرتبة لا نلمس نتائج لها ولا يتعدى هدفها جمع اللايكات .
قلتها سابقا واكررها هنا ان المسؤول الذي يحمل اجندة ويدون الملاحظات خلال جولاته الميدانية سيرسخ في ذهنه معاناة الناس ما يُمكنه لاحقا من اتخاذ القرار المناسب لتخفيف تلك المعاناة او معالجتها وهي الميزة التي انفرد بها فقط رئيس الحكومة ولمسنا في كثير من الإحيان نتائج على ارض الواقع .
والحديث في هذا الشأن يطول ويطول ويطول حيال اشكال واسباب ما نعانيه ومن غير الممكن ان نخرج من معاناتنا دون ثورة بيضاء فاعلة يقودها شخصية تؤمن بضرورة الإصلاح المبني على العدالة ومحاربة الشللية ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب .
ومن هنا اضم صوتي الى ما قاله الزميل احمد الوكيل في مقالته ليس ثمة قائد أنسب لقيادة هذه المرحلة من سمو الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد الأمين لما يتمتع به من حضور شعبي وتفاعل حي مع القضايا الوطنية واطلاع واسع على التحديات التي تواجه الدولة واستعداده الدائم للتواصل المباشر مع الناس فالثورة البيضاء ليست مشروع شخص بل مشروع دولة لكنها بحاجة إلى راية يحملها صاحب رؤية يُحسن الإصغاء ويملك الشجاعة للتغيير وهذه المواصفات تتجسد في شخصية سموه وقد عهدنا فيه امتيازات القيادة وقناعته بدور الشباب الواعي والمبادر وإيمانه بقدرتهم على تحمل مسؤوليات البناء والتطور .