السعودية: ترجمة خطب الحرمين تستهدف إيصال الرسالة الوسطية للعالم أجمع
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
أكد مستشار رئيس الشؤون الدينية السعودية فهيم الحامد أن مشروع الترجمة الفورية لخطب الحرمين الشريفين يستهدف إيصال الرسالة الوسطية بأكثر من لغة للعالم أجمع.
وقال المسؤول السعودي ـ في مقابلة خاصة مع قناة (الإخبارية) السعودية اليوم السبت إن مشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة الفورية يعد أكبر مشروع لترجمة الخطب في يوم عرفة وعيد الأضحى والأعياد الرسمية من خلال ترجمة الخطب للزوار والمعتمرين الناطقين بغير اللغة العربية عبر استخدام التقنيات الحديثة والمنصات الرقمية منها منارة الحرمين والمقرأة الإلكترونية.
وأضاف أن هذا المشروع انطلق هذا العام بدعم من الشيخ عبد الرحمن السديسي لترجمة 20 لغة عالمية استفاد منها أكثر من 621 مليون مستمع لخطبة يوم عرفة، ما يعد رقما قياسيا في تاريخ الشؤون الدينية السعودية، مؤكدا أن هذا المشروع لا يستهدف مخاطبة الأمة الإسلامية فقط بل يستهدف مخاطبة العالم أجمع.
وأشاد بالجهود الكبيرة التي بذلها رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، مع قيادات الرئاسة السعودية لإيصال خطبة يوم عرفة إلى العالم وترجمة خطبة عيد الأضحى المبارك بأكثر من لغة عالمية.
وكان الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، قد أعلن في وقت سابق نجاح مشروع الترجمة الفورية لخطبة عرفة خلال موسم الحج هذا العام إلى 20 لغة عالمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئاسة الشؤون الدينية السعودية ترجمة خطب الحرمين خادم الحرمين الشريفين عيد الأضحي
إقرأ أيضاً:
المرجعية الدينية صمام الأمان في الأزمات
بقلم : علي الحاج ..
لطالما كانت المرجعية الدينية في العراق الملاذ الآمن والحصن الحصين عند اشتداد الأزمات، والدليل الحي على ذلك ما شهدته البلاد من مواقف مصيرية، أبرزها ما بعد عام 2003، حيث أسهمت المرجعية بدور محوري في إعادة تنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والأمنية.
يشير سماحة الشيخ قيس الخزعلي في كلمته إلى أن المرجعية الدينية العليا، المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، كانت بحق صمام الأمان، ليس فقط للمذهب الشيعي، بل لكل العراقيين. وقد تجلّى هذا الدور في دعوة المرجعية للاستفتاء على الدستور، وفي فتوى الجهاد الكفائي التي أوقفت تمدد تنظيم داعش الإرهابي، وحمت العراق من الانهيار الكامل.
لم تكن الفتوى مجرد بيان ديني، بل كانت تحوّلًا استراتيجياً في مسار الأحداث، جمعت تحت رايتها آلاف المتطوعين ممن لبّوا نداء المرجعية وحققوا أعظم الانتصارات، مثبتين أن المرجعية ليست طرفاً سياسياً، بل قيادة أخلاقية وروحية وشرعية تتدخل عندما يبلغ الخطر ذروته.
يؤكد الشيخ الخزعلي أن المرجعية تمثل الامتداد الطبيعي للمعصومين في زمن الغيبة، فهي المرجع في الفتوى والحكم الشرعي. ومن هنا فإن كل من يخالف فتوى المرجعية أو يتنصل منها فهو يخالف الحق، لأن الحكم الشرعي الصادر عن الفقيه الجامع للشرائط هو الموقف الذي يُبرئ الذمة أمام الله.
وقد واجهت المرجعية محاولات متكررة للتشكيك بمكانتها، خصوصًا بعد الانتصار على داعش، حيث برزت أصوات تشكك في أصل التقليد وتدعو إلى الاستقلال عن العلماء، مدفوعة بمخططات هدفها تفريق كلمة الشيعة وإضعاف وحدتهم. إلا أن هذه المحاولات فشلت، لأن وعي الجماهير وتمسكهم بقيادتهم كان أقوى من حملات التضليل.
وفي زمن تتعدد فيه العناوين وتتكاثر فيه الدعوات، تبقى المرجعية الدينية هي البوصلة التي توجه الناس نحو الحق، وهي القلعة التي تتحطم على أسوارها مؤامرات الخارج وأصوات الداخل المنحرفة. فالمرجعية لم تكن يومًا عبئًا على الدولة أو المجتمع، بل كانت رافعة للمشروع الوطني والديني، ومصدر إلهام للصبر والثبات وتحقيق الانتصار.
وهكذا، فإن التمسك بالمرجعية هو تمسك بالثوابت، والابتعاد عنها هو تضييع للبوصلة. فبها يُعرف الحق، وعندها يُفصل النزاع، ومن خلالها يُحفظ الدين والوطن.