وادي قدرون أو وادي جهنم في القدس.. هنا يلتقي الموت والحياة
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
يقع وادي قدرون بين جبل الزيتون والجهة الشرقية للبلدة القديمة في القدس، ويعرف أيضا بـ"وادي جهنم"، يمتد من وادي الجوز في القدس وينتهي في البحر الميت.
وهو من أطول الوديان، ويحد القدس بطول 68 كيلومترا من الجهة الشرقية، ويعد من المعالم الجغرافية والتاريخية والدينية المهمة في المنطقة.
ومع الاعتقاد السائد بين كثير من الناس في المنطقة بأن هذا الوادي هو "صلة الوصل بين السماء والأرض وبين الحياة والموت"، كثرت القبور فيه وتدرجت بين القبور العادية المفردة وما بين قبور ضخمة البناء وقبور جماعية.
ويعكس وادي قدرون تراثا غنيا يجمع بين التاريخ والدين والثقافة، وهو أحد المواقع البارزة في مدينة القدس التي تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
له عدة أسماء، منها الوادي المقدس ووادي قدرون، وهو اسم كنعاني معناه الوادي السحيق المظلم.
ويسمى أيضا وادي جهنم لأن بعض المعتقدات تقول إن الصراط المستقيم يوم القيامة سيمتد من باب الرحمة إلى جبل الزيتون، اللذين يفصل بينهما الوادي، ومن لا يتمكن من عبور الصراط سيسقط فيه، لذلك سمي وادي جهنم.
ويطلق عليه أيضا وادي ستنا مريم، وذلك لوجود كنيسة على رأسه يعتقد بعض المسيحيين أن السيدة مريم العذراء دفنت فيها.
يسمى كذلك وادي الأرواح، وهي تسمية تعتمد على أساطير تقول بوجود أرواح كانت تتعذب في هذا المكان، وتقول واحدة من هذه الأساطير إن هذا المكان شهد تعذيب وقتل المسيحيين على يد الإمبراطور الروماني ديوكلتيانوس، الذي كان يعدم كل من كان يعتنق الديانة المسيحية في هذا الموقع.
ويعرف الوادي أيضا بوادي الملوك، وسبب هذه التسمية هو القيمة الأثرية والتاريخية والدينية لهذا المكان.
وكان الوادي أيضا ممرا رئيسيا لأهل مدينة القدس قبل فتح الطرق الرئيسية التي كانت تمتد من وادي الصرار ووادي الجوز مرورا على بيت لحم الى البحر الميت.
في بعض التأويلات والتفسيرات لدى بعض المسلمين، يرون أن الوادي يعرف بـ"وادي جهنم" انطلاقا من بعض التفاسير المتداولة للآية 13 من سورة الحديد في القرآن الكريم، وهي قوله تعالى (فضُرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قِبَله العذاب)، إذ ترى هذه التفاسير أن الصراط المستقيم يوم القيامة سيمتد من باب الرحمة في القدس إلى جبل الزيتون، ومن لا يتمكن من عبور الصراط سيسقط في "وادي جهنم".
وفي التقاليد اليهودية يعرف الوادي باسم "يهوشافاط"، ويعتقد أنه كان مكانا لعبادة الأصنام وتقديم الأطفال ضحايا وقرابين خلال العصور القديمة، مما جعله رمزا للعذاب والنار في الأدب الديني اليهودي.
أما في الأدبيات المسيحية فيعتبر بعض أهل هذا الاعتقاد أن وادي قدرون مكان هام لأنه مرتبط بالأحداث الأخيرة في حياة المسيح عليه السلام، إذ يعتقدون أنه عَبَرَ هذا الوادي في طريقه إلى جبل الزيتون وصلّى فيه في بستان جتسيماني قبل أن يتم القبض عليه.
من أشهر المعالم الموجودة في الوادي:
قبر زكريا عليه السلام: ويبلغ ارتفاعه 12 مترا، وهو عبارة عن مكعّب تزيّنه أعمدة أيونيّة، ويعلوه هرم. "طنطور فرعون": وهو مجموعة من القبور حفرت في الصخور وبنيت على النظام اليوناني. وسمي بهذا الاسم بسبب شكل الطاقية التي تعلو هذا القبر الذي يعود إلى حوالي 2000 سنة، وهو منحوت في الصخر وفي قمته قبعة كزهرة اللوتس وبالقرب منه توجد قبور تعود للفترة اليونانية، وهنالك أيضا قبر يعود إلى حوالي 2700 سنة قريبا من بلدة سلوان. ويعود القبر إلى أميرة فرعونية، وتعد هذه المنطقة عموما مكانا مشهورا بالقبور القديمة المزخرفة بزخارف حجرية على شكل نباتات وأشكال هندسية. قبور عائلة بني حزير: وهي إحدى العائلات الأرستقراطية التي سكنت المدينة في القرن الأول قبل الميلاد، وتتكون هذه القبور من شرفة ثلاثية المداخل وفيها 3 أعمدة مرتفعة عن الأرض بمقدار 6 أمتار، وتوجد ساحة قريبة خاصة بمراسم الدفن، ثم تقود إلى القبور من خلال فتحة موجودة في الصخر حيث القبور الثلاثة. الكنائس والقبور المسيحية: وهي منتشرة في الجهة الغربية من الوادي باتجاه البلدة القديمة، وتوجد فيها بعض القبور المسيحية التابعة للكاثوليك.يُعرف وادي قدرون بتاريخ طويل يمتد عبر العصور القديمة، حيث شهد العديد من الأحداث التاريخية الهامة، فقد استخدم على مر العصور مكانا للدفن، واشتهر بمقابره الكثيرة.
ويشتهر الوادي أيضا بطبيعته الجغرافية المتنوعة، حيث تحيط به تضاريس جبلية ووديان أخرى صغيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی القدس فی وادی
إقرأ أيضاً:
كارثة الطائرة الهندية.. هذه آخر كلمات الطيار قبل الموت
كشفت السلطات الهندية عن آخر كلمات طيار رحلة "إير إنديا" رقم 171 التي تحطمت الخميس، مسلطة الضوء على اللحظات الأخيرة المأساوية قبل سقوط الطائرة في ولاية غوجارات، ما أسفر عن مقتل 241 شخصا على متنها وعلى الأرض.
وأكدت هيئة الطيران المدني في الهند أنّ الطيار وجّه نداءات استغاثة قبل تحطم الطائرة المتجهة من أحمد أباد إلى مطار غاتويك في لندن.
آخر كلمات الطيار
طيار الرحلة كان الكابتن سوميت ساباروال، وهو طيار مخضرم لديه خبرة 3 عقود.
وقال الطيار عبر جهاز الاتصال: "قوة الدفع لم تتحقق.. نحن نسقط.. ماي داي.. ماي داي.. ماي داي"، وذلك قبل لحظات من فقدان السيطرة على الطائرة.
وعبارة "ماي داي" هو نداء استغاثة متعارف عليه دوليا، يطلق من خلال الاتصالات اللاسلكية (الراديو) للإبلاغ عن خطر جسيم يهدد مركبة ما (طائرة أو سفينة أو قطار) ويجب على مطلق النداء أن يكرره ثلاث مرات.
الطائرة من طراز بوينغ 787 دريملاينر اصطدمت بمبنى سكني تابع لكلية طبية في منطقة مأهولة شمال غربي مدينة أحمد أباد، بعد دقائق من إقلاعها. ونجا شخص واحد فقط من الكارثة.
وكان على متن الطائرة 230 راكبا و12 من أفراد الطاقم، من بينهم 169 هنديا، و53 بريطانيا، و7 برتغاليين، وكندي واحد، وفق ما أعلنت "إير إنديا".
وقد باشرت السلطات تسليم جثامين الضحايا إلى عائلاتهم بعد تحديد هوياتهم باستخدام اختبارات الحمض النووي. وقال راجنيش باتيل، مسؤول في مستشفى أحمد أباد المدني، إنّه تم حتى الآن التعرف على 32 جثة، وتسليم رفات 14 ضحية إلى ذويهم.
وفي موازاة التحقيق الرسمي، شكّلت الحكومة الهندية لجنة رفيعة المستوى للتحقيق في أسباب الحادث، ولصياغة توصيات تمنع تكرار كوارث مماثلة في المستقبل.