هل ينجح مسلسل فول آوت في إعادة اللعبة إلى الحياة؟
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
في مطلع أبريل/نيسان الماضي، أصدرت شبكة "برايم (Prime) التابعة لأمازون أحدث إنتاجاتها، وهو مسلسل مبني على قصة سلسلة الألعاب الشهيرة "فول آوت" (Fallout)، ورغم أن الجزء الأخير من السلسلة صدر في 2018، أي منذ 6 أعوام، فإن المسلسل حقق نجاحًا باهرًا، وتمكن من جذب 65 مليون مشاهدة خلال أسبوعين فقط.
المسلسل لم يعد تقديم إحدى قصص اللعبة القديمة، وبدلًا من ذلك اعتمد على تقديم قصة مبتكرة وجديدة كليًا تدور في العالم ذاته دون الخروج عن النص أو كسر قواعد اللعبة، إذ يعد المسلسل متفقًا مع عالم اللعبة ومكملًا لها بشكل غير مباشر.
النجاح الكبير الذي حققه المسلسل دفع بالملايين إلى عالم "فول آوت"، إذ كشفت "بيثيسدا" (Bethesda) الشركة المطورة للعبة عن انتعاش ألعابها القديمة ووصول 5 ملايين لاعب جديد عبر جميع الأجزاء السابقة لها مع وجود أكثر من 100 ألف لاعب نشط في مختلف الأجزاء، وهذا يدفعنا للتساؤل، هل نرى الجزء الخامس الذي طال انتظاره من لعبة "فول آوت" قريبًا؟.
جمهور جديد كليًّالعبة "فول آوت 76″، وهي آخر جزء صدر من السلسلة في عام 2018، كانت لعبة جماعية تعتمد على الاتصال بشبكة الإنترنت بشكل مباشر، إذ إنها صدرت في وقت كانت كل الشركات تحاول تقديم ألعاب جماعية مستمرة بعد نجاح "جي تي إيه في" (GTA V)، ورغم هذا، فإن أكبر عدد لاعبين متصل معًا في آن واحد وصلت له الشركة لم يتجاوز 15 ألف لاعب، وبعد صدور المسلسل قفز هذا العدد ليتجاوز 72 ألف لاعب.
وفي "فول آوت 4" نلاحظ النمط ذاته، مع مراعاة أن اللعبة صدرت في 2016، ولم تتمكن طول 9 سنوات من تخطي حاجز 50 ألف لاعب نشط معًا، وبعد المسلسل، حطمت اللعبة حاجز 180 ألف لاعب مستمر محققةً نموًا تجاوز 3 أضعاف الوضع السابق، وإذا عدنا إلى جميع ألعاب السلسلة، فمن المتوقع أن نجد نموًا مماثلًا خلال الأسابيع الماضية، وهو نمو يعزى لصدور المسلسل في هذا التوقيت.
يشير النمو الكبير في أعداد اللاعبين إلى قدرة المسلسل على اختراق طبقات وفئات لم تكن مهتمة باللعبة في السابق، سواءً كانوا من أبناء الجيل زد الذين لم يعاصروا زهوة اللعبة أو حتى من معاصريها الذين فقدوا شغفهم تجاهها.
ويعد الوصول إلى هذا الجمهور الجديد هو النجاح الأكبر الذي حققه المسلسل، إذ تمكن من مد رقعة شعبية اللعبة إلى أطراف جديدة غير مسبوقة، وهو الأمر الذي يقدم فرصة تجارية ذهبية لمطوري اللعبة لإعادتها.
مالك جديد لسلسلة "فول آوت"عانت شركة "بيثيسدا" في السنوات الماضية من الأوضاع الاقتصادية السيئة، ويقف وراء ذلك مجموعة من الألعاب لم تحقق النجاح المطلوب منها إلى جانب زيادة تكلفة تطوير الألعاب والتسويق لها، وهو الأمر الذي انتهى في عام 2021 عندما قررت "مايكروسوفت" الاستحواذ على "زينيماكس" المالكة لأستوديو ألعاب "بيثيسدا"، ليبدأ عصر جديد للشركة وعناوينها المختلفة.
تملك "مايكروسوفت" خزانة ضخمة قادرة على دعم ألعاب الأستوديو عبر توفير التغطية الإعلامية المناسبة للألعاب أو حتى دعم المطورين ومساعدتهم لإخراج كامل قدراتهم، وهو الأمر الذي ظهر بوضوح عند الإعلان في 2023 عن لعبة "ستارفيلد" (Starfield) التي تعد أحدث ألعاب "بيثيسدا" ومن الألعاب الطموحة للغاية في عالمها وما تقدمه إلى جانب المستوى الرسومي المبهر لها.
عاود هذا الدعم ظهوره مجددًا مع انبعاث "فول آوت" مجددًا، إذ سارعت الشركة بتقديم عدة تحديثات لتشغيل اللعبة على أجهزة المنصات الحالية ومعالجة بعض الأخطاء الرسومية فيها ودفع رسوم اللعبة إلى أقصى درجة، كما قدمت خوادم جديدة للعبة حتى تستطيع تحمل أعداد اللاعبين الجديدة.
اشتهرت "بيثيسدا" بتقديمها للعناوين المميزة من فئة ألعاب تقمص الأدوار أو ما يعرف اختصارا بآر بي جي (RPG)، وهو ما حدث مع سلسلة "ذا إلدر سكرولز" (The Elder Scroll) و "فول آوت" أيضًا، ورغم انتظار الملايين للأجزاء الجديدة من هذه الألعاب، فإن الشركة أبت أن تكشف عنها أو تشير حتى إلى تطويرها.
ومع هذا الغياب بزغت التكهنات عن قدرة "بيثيسدا" لتقديم الألعاب المميزة كما كانت في السابق، وهي التكهنات التي تم تأكيدها عند استحواذ "مايكروسوفت" عليها، ولكن الآن بعد أن امتلكت الشركة مصدرًا ثابتًا للتمويل، هل نرى الجزء الخامس من "فول آوت"؟.
ظل الجزء الخامس من السلسلة يداعب أحلام محبيها منذ عام 2016 مع صدور "فول آوت 4″، وربما كان هذا السبب الذي جعل "فول آوت 76" أقل نجاحًا من الأجزاء السابقة، والآن بعد النجاح الكبير الذي حققه المسلسل، عاودت أحلام الجزء الخامس ظهورها مجددًا.
ولن تجد "مايكروسوفت" فرصة أفضل من هذه للإعلان عن تطوير الجزء الخامس من السلسلة، فهي تمتلك كافة حقوق السلسلة ووصلت إلى صفقة مناسبة مع "سوني" لإطلاق ألعابها على أجهزة "بلاي ستيشن 5″، والأهم هو وجود القاعدة الجماهيرية التي تنتظر هذه اللعبة، وهو ما يوفر الكثير من الجهود التسويقية التي قد تحتاجها الشركة.
مما لا شك فيه أن نجاح المسلسل الواسع وضع "فول آوت" على خريطة "مايكروسوفت" المستقبلية، وهو الأمر الذي كان واضحًا في تقديمها الدعم المباشر للعبة مضى على إصدارها 9 سنوات.
تشير بعض التقارير إلى أن لعبة "فول آوت 5" قيد التطوير بالفعل، وأن "مايكروسوفت" قررت تسريع تطوير اللعبة ولكنها مازالت تبحث عن حلول لهذا الأمر كون فريق التطوير مرتبطا بالعديد من المشاريع الأخرى، ولكن الشائعات عن وجود "فول آوت 5" في مرحلة التطوير موجودة منذ عام 2016.
إن كان هناك وقت مناسب لتعلن "مايكروسوفت" عن الجزء الجديد من "فول آوت" فهو الآن، ولكن هل تستطيع الشركة اتخاذ القرار في الوقت المناسب قبل أن تخمد شعلة الاهتمام؟.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وهو الأمر الذی الجزء الخامس من السلسلة ألف لاعب نجاح ا
إقرأ أيضاً:
مستشفى «سلمى» بأبوظبي ينجح في علاج مريض تعرض للشلل الكامل
هدى الطنيجي (أبوظبي)
أعلنت شركة صحة، التابعة لـ«بيورهيلث»، أكبر مجموعة للرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط، نجاح إعادة تأهيل مريض يبلغ من العمر 34 عاماً تم تشخيصه بمتلازمة غيلان باريه (GBS) في مستشفى سلمى لإعادة التأهيل، بعد أن كان يعاني حالة شلل كامل، ليتمكن من العودة إلى حياته الطبيعية، حيث وصل المريض ياسر إلى المستشفى، وهو يعاني شللاً كاملاً بالجسم، ويعتمد على التهوية الميكانيكية، وبعد برنامج إعادة تأهيل مكثّف ومنظم متعدد التخصصات، استعاد استقلاليته، وغادر المستشفى بحالة مستقرة.
وبدأت أعراض ياسر في أوائل مايو، بضعف في الأطراف السفلية تطور سريعاً إلى شلل كامل، وخلال أيام تم إدخاله إلى وحدة العناية المركزة بسبب ضعف التنفس. وتم تشخيصه بمتلازمة غيلان باريه، وهي حالة عصبية نادرة يهاجم فيها الجهاز المناعي الأعصاب الطرفية. ورغم خضوعه للعلاج بالأجسام المضادة والبلازما (فصل البلازما)، ظلّت حالته حرجة، حيث كان مشلولاً تماماً، غير قادر على الكلام أو البلع، ويعتمد على جهاز التنفس الصناعي عبر فتحة في القصبة الهوائية.
خطة تأهيل شاملة
وعند نقله إلى مستشفى «سلمى» لإعادة التأهيل، كان ياسر في حالة حرجة، يعاني ضعفاً شديداً في العضلات، وشللاً في الوجه. ووضع الفريق متعدد التخصصات في «سلمى» -ويضم أطباء، ومعالجين فيزيائيين، ومعالجين وظيفيين، واختصاصيي نطق ولغة، واختصاصيي نفس، وممرضين متخصصين- خطة تأهيل شاملة ومصممة خصيصاً لحالته. وركز العلاج الفيزيائي على تقوية العضلات الأساسية، وتحسين التوازن، واستعادة القدرة على الحركة. وبعد أن كان طريح الفراش، بدأ ياسر يستعيد القدرة على الوقوف تدريجياً، ثم المشي بمساعدة. وبنهاية الشهر الأول، أصبح قادراً على المشي والتنقل على السرير بشكل مستقل. وساهم العلاج الوظيفي في استعادة المهارات الأساسية للأنشطة اليومية، مثل العناية الشخصية والتواصل. وباستخدام أدوات مساعدة وتقنيات قائمة على الواقع الافتراضي، تقدم أداء ياسر تدريجياً في المهارات الحركية الدقيقة، واستعاد ثقته في أداء الروتين اليومي ولعب علاج النطق واللغة دوراً محورياً في تعافي ياسر.
التدخلات الدقيقة
قالت ريا الأشقر، اختصاصية النطق واللغة في مستشفى سلمى لإعادة التأهيل: «عند دخول ياسر، لم يكن قادراً على المضغ أو التحدث بوضوح. ولكن بفضل التدخلات الموجهة والتزامه، استعاد القدرة على الكلام الوظيفي والتحكم بعضلات الوجه. كما أن مشاركته في جلسات العلاج الجماعي كانت دليلاً على صلابته، وأصبح مصدر إلهام للمرضى الآخرين».
كما كان الدعم النفسي والعاطفي جزءاً أساسياً من رحلة التأهيل. فالانتقال من الاستقلال التام إلى الاعتماد الكلي شكّل تحديات نفسية كبيرة. وبفضل الدعم النفسي والمشاركة الاجتماعية، تغلب ياسر على القلق الأولي، وأصبح مساهماً فاعلاً في بيئة المستشفى الاجتماعية.