جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-30@14:37:03 GMT

هل ستنتقل دوامة العنف إلى أمريكا؟

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

هل ستنتقل دوامة العنف إلى أمريكا؟

 

 

علي بن سالم كفيتان

عقب إطلاق النَّار على الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب، في تجمع انتخابي، أثيرت العديد من التساؤلات؛ أبرزها: هل تدخل الولايات المُتحدة في دوامة من العنف بعد هذه الحادثة؟ خاصة بعد كلمة الرئيس بايدن المُقتضبة التي دعا خلالها الشعب الأمريكي إلى أهمية زيادة لحمته والدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية والتعبير عن الاختلاف بالطرق السلمية، وليس عبر استخدام السلاح؛ فالمُتتبع يرى في الكلمة محاولة لتبرئة الرئيس نفسه وحزبه من أي ضلوع في تصفية ترامب من السباق الانتخابي عقب الأداء المُخيب للرئيس العجوز في أول مناظرة رئاسية ظهر من خلالها حائراً وضعيفاً أمام قوة وثبات وهجوم ترامب، في الوقت الذي لم يصدق فيه البعض أن العملية كانت حقيقية، ويرى فيها نوعًا من التمثيل الهوليودي الذي تجيده الولايات المتحدة الأمريكية، فلا يُعقل أن يعتلي سطح المبنى المجاور للقاء انتخابي مُسلحون لديهم بنادق صيد مزودة بمناظير مقربة، على مرأى ومسمع من الجميع، بمن فيهم الحضور الذين التقطوا صورًا ومقاطع فيديو لمنفذ العملية وهو يجهز بندقيته ومن ثم ينبطح أرضاً ليصوب ناحية المنصة، وفي الأخير تصاب أذن ترامب بخدش طفيف.

لفت أنظار العالم الرئيس بايدن وهو يقول بأنَّه لن يسمح لدوامة العنف والكراهية أن تصل أمريكا، في الوقت الذي يسمح لنفسه بأن يتسبب بذلك في مكان آخر من العالم عبر تصدير الأسلحة والقذائف التي تحمل آلاف الأرطال ويزود بها الدولة الصهيونية لتسقطها على رؤوس الأبرياء في فلسطين، فهو يصنع دوامة عنف وتطهير عرقي، ويسمح بها في أي مكان بالعالم، لكنه لن يسمح بها في أمريكا، قمة التناقض والضعف والوهن الذي أصاب القيادة الأمريكية، وكالعادة سيستأنف المرشح ترامب جولاته الانتخابية، وسيُوظف هذا الحدث بكل ما أوتي من قوة للظفر بمقعد بايدن في نوفمبر المُقبل، فهل هي تمثيلية ترامبية ألفها له أحد أصدقائه من الوسط الفني، أم أنها لحظة أراد من خلالها القائد العجوز إزاحة ترامب من الساحة واللعب مع عجوز يُماثله من الطرف الآخر؟

إن المشهد لا يزال فيه الكثير من الضبابية في ظل التراخي الأمني للحراسات الخاصة التي أحاطت بالحدث، وسمحت للرجل أن يُطلق خمس طلقات على المنصة، وسط ذهول الجميع قبل أن تتم تصفيته؟

الذي يعلم أمريكا وعاش بها، يرى أنَّ الحادثة عادية جدا؛ فالشعب الأمريكي مصرح لهم بحمل السلاح، ولا توجد ضوابط صارمة لذلك، وتختلف من ولاية لأخرى، وسبق أن تم قتل الرئيس كندي ومحاولة أخرى لاغتيال ريجان، وغيرها من الأحداث التي تضع هذا السيناريو ممكن الحدوث؛ وبالتالي المجتمع الأمريكي لن يتأثر ولن يدخل في دوامة عنف أو حرب أهلية، بل سيعتبر ذلك حدثاً عارضاً أعطى المزيد من الإثارة للصراع الانتخابي الأمريكي، وسيكمل الرجلان المشوار حتى يقصي أحدهما الآخر، ولا شك أنَّ الصين وروسيا تتمنيان الفوضى للداخل الأمريكي الذي يخوض حرباً شعواء في الشرق الأوسط مع الصهاينة لتكتمل الصورة المرسومة لإضعاف أمريكا داخليًّا وخارجيًّا، واستلام الشرق لراية قيادة البشرية أما العرب المنتظرون إعادة انتخاب ترامب لكي يعودوا إلى ردهات البيت الأبيض ويستمتعوا بجلسات كامب ديفيد وإحياء فكرة الشرق الأوسط الجديد، وتوحيد الديانات الإبراهيمية؛ فمن المؤكد أنهم كانوا قلقين على صحة الرجل الذي صنع كل تلك الأحلام قبل أربع سنوات، ثم غاب عنهم وتركهم يحملون ألواحهم تائهين بها بين المشرق والمغرب يخوضون في مغامرات غير محسوبة العواقب مع شعوبهم تارة ومع جيرانهم تارة أخرى.

إنَّ ثورة السابع من أكتوبر أسقطت حكومات وأحزابًا وغيرت خارطة العالم السياسية التي لا تزال تتشكل فمن دعم واعتراف غير مسبوق بفلسطين في عدد من بلدان الغرب الأوروبي وامتناع الحصون المنيعة الأخيرة الداعمة للصهيونية كألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى سقوط مدوٍّ لهم بانهيار الأحزاب الحاكمة في فرنسا وبريطانيا واعتلاء سدة الحكم أحزاب تدعم وقف الحرب ومُحاكمة إسرائيل والاعتراف بفلسطين ولن تكون ألمانيا استثناء من القاعدة، حتمًا سيشملها التغيير الذي عمَّ أوروبا والعالم بعد السابع من أكتوبر، ولا شك أنَّ بايدن سيسقط وستنهار الحكومة الصهيونية وسيُحاكم نتنياهو ويودع السجن وستعود فلسطين وقضيتها العادلة إلى الواجهة مجدداً بدماء الشهداء لا بصيحات الخذلان ووهن الأنظمة العميلة للغرب...حفظ الله فلسطين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التصنيع الأمريكي تحت الضغط.. تكاليف الرسوم قد تطيح بالوظائف

#سواليف

يستعد #الرئيس_الأمريكي #دونالد_ترامب لفرض #زيادات_جديدة على #الرسوم_الجمركية، وقد بدأت تداعيات هذه السياسات تظهر بقوة.

ومن بين القطاعات المتضررة قطاع التصنيع المحلي، الذي يعتمد بشكل كبير على سلاسل الإمداد العالمية. وأشار تحليل لمركز “واشنطن للنمو العادل” إلى أن تكاليف الإنتاج في المصانع قد ترتفع بنسبة تتراوح بين 2% و4.5%.

ونقل تقرير نشرته وكالة “آسوشيتد برس” عن الباحث كريس بانغرت-درونز، معدّ الدراسة، إن هذه الزيادات رغم صغرها النسبي قد تكون كافية لإحداث ضغط كبير على مصانع ذات هوامش ربح ضئيلة، مما قد يؤدي إلى تجميد الأجور أو حتى تسريح العمال وإغلاق المصانع في حال أصبحت التكاليف غير قابلة للتحمّل.

مقالات ذات صلة CFI تحقق حجم تداول قياسي يبلغ 1.51 تريليون دولار في الربع الثاني من العام 2025 2025/07/29

وترامب، من جانبه، يواصل الترويج للرسوم باعتبارها وسيلة لتعزيز التوظيف الصناعي وتقليص العجز التجاري، مشيرًا إلى أنها ستوفر دخلًا يُستخدم لسد العجز في الميزانية. وقد أعلن عن أطر تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان والفلبين وإندونيسيا، تتضمن فرض رسوم تتراوح بين 15% و50% على واردات عدة.

لكن الدراسة الحديثة تسلط الضوء على التكاليف الاقتصادية والسياسية المحتملة لهذه السياسات، خاصة في ولايات حاسمة مثل ميشيغان وويسكونسن، حيث تمثل الوظائف في قطاعات الصناعة والبناء والتعدين والطاقة أكثر من 20% من سوق العمل.

وبينما يؤكد البيت الأبيض أن هذه الاتفاقيات ستفتح أسواقًا جديدة للشركات الأمريكية، إلا أن قطاع الذكاء الاصطناعي – الذي يراهن عليه ترامب كمستقبل للاقتصاد – يعتمد على واردات كثيرة، حيث أن أكثر من 20% من مدخلات صناعة الإلكترونيات تأتي من الخارج، ما يعني أن الرسوم قد ترفع بشكل كبير كلفة تطوير هذا القطاع.

وفي استطلاع أجراه الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، أشار غالبية الشركات إلى أنها ستمرر نحو نصف التكاليف الناتجة عن الرسوم الجمركية إلى المستهلكين عبر رفع الأسعار. كما أظهرت بيانات وزارة العمل فقدان 14,000 وظيفة صناعية منذ إعلان الرسوم في أبريل/نيسان، مما يزيد الضغط على إدارة ترامب لإثبات قدرتها على تحفيز نمو حقيقي.

ولا يقتصر تأثير الرسوم على الشركات المستوردة. ففي ميشيغان، يعاني مصنع “Jordan Manufacturing” من ارتفاع أسعار لفائف الصلب بنسبة تصل إلى 10%، رغم أنه لا يستورد من الخارج. فبفضل القيود المفروضة على المنافسة الأجنبية، رفعت المصانع الأمريكية أسعارها أيضًا.

أما “Montana Knife Co”، المتخصصة في صناعة السكاكين، فتواجه رسومًا بنسبة 15% على معدات ألمانية لا بديل أمريكي لها، فضلًا عن رسوم مستقبلية بنسبة 50% على الفولاذ السويدي بعد إفلاس المورد الأمريكي السابق.

ورغم طمأنة البيت الأبيض بأن التضخم تحت السيطرة، تشير تقديرات “Budget Lab” في جامعة ييل إلى أن الأسر الأمريكية قد تخسر نحو 2400 دولار سنويًا بسبب تأثيرات الرسوم. ويبدو أن الاقتصاد الأمريكي يسير على حافة التوازن، وسط تصاعد المخاوف من أن الرسوم قد تضر أكثر مما تنفع.

مقالات مشابهة

  • التصنيع الأمريكي تحت الضغط.. تكاليف الرسوم قد تطيح بالوظائف
  • ابتداءً من أغسطس المقبل.. الرئيس الأمريكي يفرض رسومًا جمركية على الواردات الهندية بنسبة 25%
  • إدارة ترامب توقف أكثر من نصف التمويل الفيدرالي المخصص للوقاية من العنف المسلح
  • هل ستعترف أمريكا بالدولة الفلسطينية بعد إنذار بريطانيا؟ ترامب يرد
  • الرئيس عباس يعقب على النداء الخاص الذي أطلقه نظيره المصري
  • السيسي يناشد الرئيس الأمريكي ترامب لوقف الحرب في غزة
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • وزير الدفاع التركي يلتقي السفير الأمريكي
  • استئناف المحادثات بين أمريكا والصين.. ما هي التوقعات؟
  • الطلب على السجون الخاصة في أمريكا يزدهر بسبب سياسات ترامب