سرايا - في ظل الأحاديث طالإسرائيلية" عن احتمال سفر رئيس الموساد للقاهرة والدوحة، للمشاركة في المداولات مع الوسطاء، تبدو احتمالات الصفقة ضئيلة، بسبب مثابرة رئيس الحكومة نتنياهو على تعطيلها بطرح “مسمار جحا” جديد، كما فعل في مرات سابقة.

على خلفية ذلك، شهدت "إسرائيل"، أمس، تصعيداً بالمعركة الدائرة على وعي "الإسرائيليين"، بين من يؤّيد وقف الحرب وإتمام صفقة الآن ويعتبرها مصلحة عليا "لإسرائيل"، ومن يزعم أنها خطيرة عليها، فيرفضها ويعطّلها، ويهدّد بتفكيك الحكومة بحال تمّت.



في مراسم إحياء الذكرى العاشرة لحرب “الجرف الصامد” على غزة، في تموز 2014، عبّر وزير الحرب يوآف غالانت عن موقف المؤسسة الأمنية الراغبة بوقف الحرب الآن، وإحراز صفقة، بقوله إن نافذة فرص محدودة قد فتحت لاستعادة المخطوفين. وقبل ذلك، شدد على “نجاحات” جيش الاحتلال في الحرب من ناحية تدمير قوات المقاومة وقتل آلاف من جنودها، وهذه محاولة لقطع الطريق على نتنياهو، الذي يزعم أن وقف الحرب الآن يعني انتصاراً لـ “حماس”. وهذا هو موقف المؤسسّة الأمنية بكل مركباتها، الراغبة، لعدة عوامل، بوقف الحرب، وتحقيق صفقة. وتعبّر عن ذلك بتصريحات وتلميحات وتسريبات، ومن خلال محلّلين عسكريين وجنرالات في الاحتياط مقربيّن منها.

وضمن المعركة المحتدمة على وعي "الإسرائيليين" حول مستقبل الحرب والصفقة، يقول جيش الاحتلال، في الأيام الأخيرة، إن الضغط العسكري ناجع، وحققنا نتائج مهمة، وهذه رسالة "للإسرائيليين" أن الحرب حقّقت أهدافها، وهذا هو الوقت لوقفها.

ليس فقط التقاط الأنفاس
عل سبيل المثال، يتبنّى المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل رؤية المؤسسة الأمنية بتأكيده ما يقوله الجيش إن ضغطه العسكري حسّنَ شروط الصفقة. وهذه هي غاية تقرير الجيش عن نجاحه بقتل وإصابة 14 ألفاً من جنود “حماس”، ويبدو أنه يرجح أن يترك مثل هذا المعطى مفاعيل في نفوس "الإسرائيليين"، تخفف شهوة الانتقام والبحث عن انتصار، أو صورة انتصار، في غزة، وتدفعهم لتأييد صفقة.

وقبل ذلك، كشف موقع “يديعوت أحرونوت” عن أن الجيش يعترف بنقص بالدبابات والجنود، نتيجة الحرب المستمرة للشهر العاشر، أطول حرب في تاريخ الصراع، وهذه تسريبات متعمّدة تهدف، على ما يبدو، لإيصال رسالة مبطنّة "للإسرائيليين" مفادها أن الجيش يحتاج لراحة وإنعاش من خلال وقف القتال وعقد صفقة.

صاروخ ياسين يصيب وعي "الإسرائيليين"
لكن البحث عن الراحة والتقاط الأنفاس جزء فقط من حسابات المؤسسة الأمنية، فهي تخشى أيضاً من استمرار حرب الاستنزاف المكلفة بكل المستويات، مثلما تخشى من اندلاع حرب أخرى خطيرة لا تريدها الآن مع “حزب الله”. يضاف لذلك، ترى المؤسسة الأمنية، كبقية الدولة العميقة، وبخلاف رؤية ائتلاف نتنياهو الحاكم، بأن هناك مصلحة إستراتيجية باستعادة المحتجزين من غزة، وأن هذه ليست مهمة إنسانية فحسب: تعي الدولة العميقة أن موت هؤلاء في الأسر مثله مثل توجيه صاروخ لوعي "الإسرائيليين" بشكل مباشر، من شأنه زعزعة ثقتهم بغدهم وبأنفسهم. طيلة عقود قالت الصهيونية، ومن بعدها "إسرائيل"، إن الدولة اليهودية هي الملجأ والمكان الأكثر أمناً لليهود في العالم، وعندما يرون أنهم معرّضَون للخطف من داخل غرف نومهم، ولا يجدون دولة تحميهم وتستعيدهم وتخلّصهم من كابوس الأسر داخل الأنفاق، فإن الرسالة للوعي، خاصة وعي الشباب منهم، خطيرة، وتدفعهم للكفر بالصهيونية، وبالبحث عن أفق جديد في الغرب.

نتنياهو: الضغط العسكري ينبغي أن يتواصل
في ذات مراسم إحياء ذكرى “الجرف الصامد”، كرّر نتنياهو عكس موقف غالانت تماماً، بزعمه ضرورة استمرار الضغط العسكري على “حماس”، والذي يقربها من الانهيار، وهذا تبرير لمواصلة حرب باتت بنظر أوساط "إسرائيلية" مكلفة ومستنزفة وبلا أفق.

ولتعطيل الصفقة، عاد نتنياهو وشدد على ضرورة سيطرة "إسرائيل" على محور فيلادلفيا، وعلى محور “نيتساريم”، ومنع الغزيين من العودة لديارهم في شمال القطاع بحرية، وهذا يتنافى مع المقترح المعلن من قبل الرئيس بايدن، في نهاية أيار الماضي، وهو نص "إسرائيلي" في جوهره، وصادق عليه نتنياهو، ووافقت عليه “حماس” لاحقاً، رغم أنه لا يشمل وقفاً فورياً للحرب.

ويعبّر كاريكاتير “يديعوت أحرونوت”، اليوم، عن “مسمار جحا” الجديد الذي يطرحه نتنياهو لإفشال الصفقة قبل استئناف مداولاتها، حيث يبدو نتنياهو في الرسم سائلاً زوجته سارة: “أقوم بتوضيب حقيبة السفر لواشنطن.. هل نسيت شيئاً؟ وفي خلفية الزوجين نتنياهو تظهر صورة الجنديات المحتجزات في غزة، وخلفها صورة قائد “حماس” إسماعيل هنية، وهذه رسالة بأن نتنياهو نسي المخطوفين.

وكذلك يوجّه رسم كاريكاتير “هآرتس”، اليوم، سهماً ناقداً لفضح ألاعيب نتنياهو، فيظهره وهو متسلق سطح معبر رفح، فيما يقوم غالانت بتقديم سلّم له لينزل، لكن نتنياهو يقول: “مازالت هناك مصاعب”.

تهديد بتفكيك الحكومة
وتعتقد بعض أوساط معارِضة في "إسرائيل" أن نتنياهو، ونتيجة الضغوط الخارجية والداخلية، بات يميل لإتمام صفقة، لكنه يخشى من “مغامرة سياسية”، ومن سقوط حكومته، كما قال الوزير المستقيل بيني غانتس ورئيس المعارضة يائير لبيد.

وفي هذا المضمار، يعبّر المعلق عاموس هارئيل عن قناعة أوساط "إسرائيلية" واسعة ترى أن نتنياهو يتعرّض لضغوط اليمين ويرفض وقف الحرب، ويرفض تشكيل لجنة تحقيق، ويتهرب من صفقة.

وكانت الوزيرة المستوطنة المتطرفة أوريت ستروك (الصهيونية الدينية) قد هدّدت بتفكيك الحكومة، بحال الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم، وهي بذلك تعكس موقف حزبها وحزب بن غفير.

يشار، في هذا السياق، إلى أن هناك مداولات بين "إسرائيل" ومصر لصياغة تدابير أمنية تتيح الانسحاب "الإسرائيلي" من فيلادلفيا، وفق ما قالته إذاعة جيش الاحتلال اليوم الأربعاء، فيما قالت صحيفة “واشنطن بوست”، اليوم، إن هناك اتفاقاً أمريكياً "إسرائيلياً" بنقل السيطرة الأمنية داخل القطاع لجهة أوروبية بمشاركة السلطة الفلسطينية.

بلادة الإحساس وجلد الفيل
وتدرك عائلات المحتجزين بتجربتها الطويلة المرّة أن نتنياهو غير معني بالصفقة، وإنه يماطل حتى صعود ترامب، ولذا صعدت، أمس، مساعيها لكسب الشارع ضمن المعركة على وعي "الإسرائيليين"، فبادرت، للمرة الأولى في هذا التوقيت الآن، لنشر صورة جنديات محتجزات داخل غرفة في غزة، وهن جريحات وخائفات، في محاولة لزعزعة الحكومة، واستدرار تعاطف "الإسرائيليين"، مدركة أن الوزراء يمتلكون جلداً أسمك من جلد الفيل، ولا يكترثون لأوجاعها.

وعلى هذه الخلفية، توجّه المعلقة السياسية البارزة في “يديعوت أحرونوت” سيما كادمون انتقادات لحكومة الاحتلال، بقولها إنها تمتاز ببلادة إحساس بهيمية. وتضيف: “يمكن فهم لماذا امتنعت عائلات الجنديات المراقبات عن نشر صورتهن في الأسر في البدايات، وما لا يمكن فهمه كيف وصلت هذه العائلات للحالة اليائسة، حيث تضطر لنشر الصورة المدهشة الصادمة، على أمل أن تحرك وتدفع نحو صفقة تستعيدهن”.

ويبدو أن كل ذلك لا يغيّر موقف نتنياهو الباحث عن البقاء في التاريخ وفي سدة الحكم وخارج السجن بسبب تهم فساد خطيرة، إلا إذ ا شعر أن حكومته منهارة حتماً، فعندها سيوافق على إتمام صفقة، أو صفقة جزئية يطبّق فيها المرحلة الأولى، ليعاود الحرب عل غزة بعد شهرين.

 

 


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: المؤسسة الأمنیة أن نتنیاهو وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

هدنة على الطاولة... ترامب يشيد بردّ حماس ونتنياهو يستعد لواشنطن

عواصم " وكالات": رجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ونقلت شبكة "يورونيوز" الإخبارية، اليوم السبت، عن ترامب قوله إن من "الجيد" أن حركة حماس ردت "بروح إيجابية" على المقترح المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مرجحا أن يشهد هذا الأسبوع إمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في غزة، وإن كان لم يتلق بعد إحاطة رسمية بشأن تطورات المفاوضات.

وجاءت تصريحات ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أثناء توجهه من قاعدة أندروز في ولاية ماريلاند إلى منتجع بيدمينستر في نيوجيرسي.

وأوضح الرئيس الأمريكي: "قد نشهد هذا الأسبوع اتفاقا بشأن غزة، لكنني لم أطلع بعد على مستجدات الوضع ولم أتلق إفادة رسمية".

وأضاف الرئيس: "علينا أن نفعل شيئا بخصوص غزة. نحن نرسل الكثير من المال والمساعدات"، دون أن يقدم توضيحا إضافيا بشأن المقصود.

وعلى صعيد المفاوضات، قالت صحيفة غارديان البريطانية إن هناك "مؤشرات متزايدة" على اقتراب التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد قرابة 21 شهرا من الحرب.

في هذه الاثناء، يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض غدا الإثنين، في لقاء حاسم لمستقبل قطاع غزة.

ويأتي ثالث لقاء بين ترامب ونتانياهو في واشنطن في غضون ستة أشهر، بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب بين الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية في 24 يونيو، وأحيَا وقف إطلاق النار في الحرب التي استمرّت 12 يوما الآمال في وقف الحرب في قطاع غزة الذي يشهد سكانه البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص، أوضاعا إنسانية كارثية.

ويدعو دونالد ترامب، الذي قال هذا الأسبوع أنّه سيكون "حازما جدا" مع نتانياهو، إلى وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما في غزة.

وقال الخميس إنّه يريد "الأمان" لسكان غزة، مضيفا "لقد مرّوا بجحيم".

وبعد زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن، تمّ تقديم مقترح هدنة إلى حركة حماس عن طريق الوسطاء القطريين والمصريين.

وحث ترامب حماس على قبول مقترح الهدنة "النهائي"، بعد 21 شهرا من الحرب المدمّرة التي اندلعت في أعقاب هجوم نفذته الحركة على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023.

وأعلنت حماس أنها "جاهزة بكل جدية للدخول فورا" في مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار.

وقال مصدر فلسطيني مطلع لوكالة فرانس برس إن المقترح الجديد "يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين".

من جانبه، قال المحلل الجيوسياسي مايكل هورويتز لفرانس برس، "أعتقد أنّنا سنرى اجتماعا استراتيجيا، يُنتج صفقة كبيرة على غرار ما يحب ترامب".

وأضاف "حتى نتانياهو يُدرك أنّنا نقترب من إتمام ما يمكن تحقيقه في غزة، وأنّ الوقت قد حان للتخطيط للخروج. ومن المؤكد أنّ نتانياهو يريد أن يتمّ ذلك تدريجيا".

وأشار هورويتز إلى أنّ نتانياهو يخضع لضغوط من ائتلافه الحكومي وسيسعى إلى كسب الوقت، بينما يشدّد على أنّ "خروجا تدريجيا من الحرب ينبغي أن يتم بالتوازي مع جهود رامية إلى تطبيع العلاقات مع شركاء إقليميين ".

انقرة:الضغط الأمريكي على إسرائيل سيكون "حاسما"

من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم السبت أنّه طلب من نظيره الأمريكي دونالد ترامب التدخّل لوقف عمليات إطلاق النار على منتظري المساعدات في قطاع غزة والتي تقول الأمم المتحدة إنّها أسفرت عن استشهاد أكثر من 500 شخص.

وقال إردوغان إنّه التقى ترامب في قمة لحلف شمال الأطلسي في نهاية يونيو، وقال له إنّ "هناك أشخاصا يُقتلون في طوابير (انتظار الحصول على) الطعام. يجب أن تتدخّل كي لا يتمّ قتل هؤلاء الأشخاص"، حسبما أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.

وأضاف "طلبت منه التدخل في عملية غزة، قائلا: أنت الشخص الأنسب لإدارة هذه العملية، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. هناك أشخاص يُقتلون تحديدا في طوابير انتظار الطعام. يجب عليكم التدخل حتى لا يُقتل هؤلاء الناس"، بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأناضول اليوم السبت.

في مطلع مارس، فرضت إسرائيل حصارا مطبقا على غزة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يشهد حربا مدمرة.

وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع مساعدات غذائية في غزة في 26 مايو، بعدما منعت الدولة العبرية لأكثر من شهرين دخول الإمدادات الغذائية إلى القطاع الفلسطيني.

لكن عملياتها تشهد فوضى مع تقارير شبه يومية تفيد بوقوع قتلى بنيران إسرائيلية في صفوف منتظري تلقي المساعدات.

واستشهد حوالى 613 شخصا خلال عمليات توزيع مساعدات في قطاع غزة منذ نهاية مايو، بينهم 509 استشهدوا قرب مراكز "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة امس .

واتهم الجيش الإسرائيلي حماس بالوقوف وراء الحوادث.

وهذا الأسبوع، نفى رئيس مؤسسة غزة الإنسانية جوني مور وهو قس إنجيلي مقرّب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سقوط شهداء فلسطينيين في مواقع التوزيع الأربعة التابعة لها أو بالقرب منها.

كذلك أعلن إردوغان إن انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل أتاح فرصة جديدة لإنهاء القتال في غزة.

وقال "فتح وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بابا أيضا لغزة". وأضاف بعد أيام من اجتماع رئيس جهاز الاستخبارات التركية ووزير الخارجية التركي على انفراد مع مسؤولين كبار في حماس "أظهرت حماس مرارا حسن نيتها في هذا الصدد".

وأشار إلى أن الضغط الأمريكي على إسرائيل سيكون "حاسما" في ضمان نجاح الاقتراح الهدنة الأخير لمدة 60 يوما في غزة، مضيفا أن مسألة الضمانات "ذات أهمية خاصة".

وأكد أنه "في حال وقف إطلاق النار، يتعين على المجتمع الدولي الاستثمار بسرعة في مشاريع لإعادة الإعمار". وقال "إذا أمكن تحقيق وقف إطلاق نار دائم، يمكن فتح طريق نحو سلام دائم في المنطقة".

وفي السياق، أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل اليوم السبت إصابة اثنين من موظفيها الأمريكيين في "هجوم" على أحد مراكزها لتوزيع المساعدات الغذائية في جنوب القطاع.

وأوضحت أنّ "الهجوم الذي نفذه بحسب المعلومات الأولية مهاجمان ألقيا قنابل يدوية على الأمريكيَّين، وقع في نهاية عملية توزيع ناجحة تلقى خلالها آلاف الغزيين مواد غذائية بأمان".

وأشارت المؤسسة إلى أنّه "لم يُصب أي من عمال الإغاثة المحلّيين والمدنيين بأذى... والأمريكيان الجريحان يتلقيان العلاج الطبي وحالتهما مستقرّة"، مؤكدة أنّ حياتهما "ليست في خطر".

ونظرا للقيود التي تفرضها إسرائيل على التغطية الإعلامية في غزة، يتعذّر على وكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من الأعداد والتفاصيل الواردة من الدفاع المدني وغيرها من السلطات المحلية.

في المقابل، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "بيوم صعب" في غزة، وذلك بعد اعتراف جيش الاحتلال بمقتل جنديين وإصابة اثنين بجروح خطرة إثر استهدافهم بقذيفة مضادة للدروع في خان يونس.

الدفاع المدني: استشهاد 35 فلسطينيا في غارات إسرائيلية

وعلى الارض، أعلن الدفاع المدني استشهاد 35 فلسطينيا اليوم السبت في غارات جوية شنها سلاح الجو الإسرائيلي في مناطق مختلفة في قطاع غزة حيث وسعت إسرائيل عملياتها بعد 21 شهرا من الحرب المدمرة.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إنه "سجل 35 شهيدا على الأقل وعشرات المصابين من بينهم أطفال ونساء، جراء غارات شنها الاحتلال واستهدفت بشكل خاص منازل وخياما للنازحين ومدرستين تؤويان نازحين".

ونُقل إلى مستشفى ناصر بخان يونس، "8 شهداء وأكثر من 40 مصابا" بنيران القوات الإسرائيلية عندما كانوا مع آلاف آخرين ينتظرون في منطقة الشاكوش قرب مركز لتوزيع المساعدات في شمال غرب رفح جنوب القطاع.

وأكد أن فلسطينيا آخر استشهد وأصيب آخرون بنيران أطلقتها القوات الإسرائيلية باتجاه منتظري المساعدات قرب مفترق نتساريم في جنوب مدينة غزة، ونقلوا إلى مستشفى الشفاء في المدينة.

كذلك استشهد فلسطيني وأصيب عدد أخر بنيران القوات الإسرائيلية التي أطلقت باتجاه منتظري المساعدات قرب مفترق نتساريم في جنوب مدينة غزة. ونقل القتيل والجرحى إلى مستشفى الشفاء، وفق المتحدث.

وأفاد شهود عيان أن آلاف الفلسطينيين من أعمار مختلفة، تجمعوا بعد منتصف الليل قرب مفترق نتساريم، وقرب جسر وادي غزة في وسط القطاع للحصول على مواد غذائية من مركز قريب لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية التي ترفض وكالات الأمم المتحدة التعاون معها وتتهمها بعدم الحياد.

وفي مدينة غزة، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مسعفيه نقلوا بعد ظهر اليوم السبت "3 شهداء وعددا من الجرحى" الذين أصيبوا في غارة استهدفت محطة السلطان لتعبئة وتحلية المياه قرب مبنى المجلس التشريعي المدمر، في حي الرمال.

وأكد بصل استشهاد فلسطينيَين في غارة إسرائيلية أخرى استهندفت حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة.

وفي الحي نفسه، سقط "5 شهداء وعدد من المصابين في غارة جوية فجرا على مدرسة الإمام الشافعي في منطقة عسقولة" والتي تؤوي مئات النازحين،.

وأشار شهود عيان إلى أن الغارة أسفرت عن "أضرار جسيمة" في عدد من الغرف المدرسية.

واستشهد ثلاثة أشخاص أخرين وأصيب 11 من بينهم "عدد من الأطفال" جراء غارة جوية أخرى أسفرت عن تدمير منزل عائلة الزيناتي بجانب مدرسة "الموهوبين" التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان في شمال المدينة. ونُقل المصابون وبينهم عدد من النازحين إلى مستشفى الشفاء.

ومنذ بدء الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، لجأ مئات آلاف إلى المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء، ومع ذلك فهي تشكل أهدافا للقصف. ويقول الجيش، إنه يستهدف فيها مسلحين لحماس.

وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قال الجيش إنه لا يستطيع التعليق على الغارات من دون إحداثيات دقيقة.

وفي الشمال، استشهد شخصان في غارة استهدفت جباليا، وفق الدفاع المدني.

وأفاد بصل بسقوط "شهيدين من عائلة أبو بريك وعدد من الجرحى في غارة جوية استهدفت منزلهم" في مخيم المغازي وسط قطاع غزة. كما نقل المسعفون شقيقين من عائلة السمّاك استشهدا في غارة مماثلة استهدفت منزلهما في مخيم البريج وسط القطاع.

وفي منطقة المواصي غرب خان يونس استشهد 4 فلسطينيين نازحين هم "الطبيب موسى خفاجة وابنه عادل وشقيقتاه شذا وجودي خفاجة" بعد استهداف خيمتهم.

وقال بصل إن "الجثث وصلت متفحمة" إلى مستشفى ناصر بخان يونس.

وقال محمد خفاجة (24 عاما) أثناء وداع عمه الطبيب موسى، إنها "مجزرة ارتكبها الاحتلال، الجثامين متفحمة". وقال إن طائرة حربية إسرائيلية أطلقت "صاروخا على خيمتهم في منطقة المواصي... اشتعلت النار واحترقت جثثهم، لم يستطع أحد أن ينقذهم".

وأضاف متحدثا عن أوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي "يقولون إن منطقة المواصي آمنة، يكذبون ويقتلون الناس بدون رحمة".

وذكر الناطق باسم الدفاع المدني أنه تم نقل "3 شهداء في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة أخرى قرب مبنى كلية الرباط" المدمر، في المواصي.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الروسي: هناك تمرد داخل حلف الناتو العسكري
  • كيف سعت إيران لتجنيد جواسيس داخل إسرائيل؟ تقرير لـ”الغارديان”: “طلبت اغتيال نتنياهو”
  • إعلام إسرائيلي: نخشى أن نتنياهو يريد صفقة ومواصلة الحرب
  • نتنياهو يصف رد حماس بـغير مقبول وعائلات الأسرى الإسرائيليين يستنجدون بترامب
  • بن غفير يطالب نتنياهو برفض صفقة التبادل واحتلال غزة
  • أول ظهور علني لخامنئي بعد التصعيد العسكري مع إسرائيل (فيديو)
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب بصفقة شاملة: "أعيدوا المخطوفين وأنهوا الحرب"
  • هدنة على الطاولة... ترامب يشيد بردّ حماس ونتنياهو يستعد لواشنطن
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب بصفقة شاملة لإعادة الأسرى وإنهاء الحرب في غزة
  • “دماء الجنود الإسرائيليين ذهبت سدى؟”.. صراخ بين نتنياهو وزامير وإهانة سموتريتش باجتماع غزة الخطير