من هو النبي الذي آمن به جميع قومه؟.. تابوا إلى الله قبل وقوع العذاب
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء لإصلاح البشر والدعوة إلى توحيده وعبادته، وتم ذكر العديد من قصص الأنبياء في الأحاديث الشريفة والآيات القرانية، وسميت سور كاملة بأسماء الأنبياء، مثل «يوسف، يونس، هود، إبراهيم، نوح، محمد ﷺ» ليأخذ البشر منها العبرة والحكم.
يونس عليه السلام هو النبي الذي آمن به جميع قومه.
فقال تعالى: «وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ* فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ» سورة الصافات: 147، 148، وقد اختلفت الأقوال في عددهم، إذ قيل ما بين 110 آلاف إلى 170 ألفًا، وفقًا لدار الإفتاء.
وذكر الله في كتابه العزيز قصة سيدنا يونس.. إذ أرسل الله نبيه يونس عليه السلام إلى مدينة نينوى بالعراق، تقريبًا بالقرن الثامن قبل الميلاد، ليدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده، ولكنهم رفضوا دعوته فأخبرهم أن العذاب سوف يأتيهم خلال 3 أيام، فلما جاء ثالث يوم خرج النبي يونس عليه السلام من البلد، قبل أن يأذن له الله بالخروج، ولم يكد يونس أن يبعد عن بيوت قومه، وبدأ العذاب يوافيهم، واقترب منهم الهلاك، فشعروا بالخوف، وتأكدوا من أن حق دعوة نبي الله يونس، ومدى صدقه، وأن العذاب سوف يقع عليهم، مثلما وقع على الأمم من قبلهم.
فوقع في نفوسهم اللجوء لله، فيؤمنون به، ويتوبون من شركهم، ويستغفرون الله من ذنوبهم وخطاياهم، ثم خرجوا لرؤوس الجبال، وتوجهوا بالدعاء لله، وقد بسط الله جناح رحمته عليهم بعد هذا، ورفع نقمته عنهم، وتقبل التوبة منهم، إذ أنهم أخلصوا في التوبة، وصدقوا في الإيمان، فرد الله العقاب عنهم، ومنع العذاب، ثم رجعوا إلى ديارهم آمنين، وتمنوا أن يعود يونس إليهم ويعيش بينهم ولكن مضى يونس في سبيله، وركب السفينة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قصص الأنبياء الأنبياء
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: القلب السليم أصدق من صورة الطاعة أو المعصية
أكدت دار الإفتاء المصرية أن طاعة الله ورسوله هي سبيل الفوز الحقيقي برضا الله وجنته، وأن من ثمرات الطاعة مرافقة النبيين والصديقين والشهداء، مستشهدة بآيات قرآنية متعددة تدل على أن الطاعة طريق النجاة، ومنها قوله تعالى: ﴿ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات...﴾ [النساء: 13]، و﴿فقد فاز فوزا عظيما﴾ [الأحزاب: 71].
وشددت الدار في بيانها على أن المعصية سبب في الهلاك والعذاب والغضب الإلهي، مصداقا لقوله تعالى:﴿ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا﴾ [الأحزاب: 36].
القلب هو المعيار الحقيقي
وأوضحت دار الإفتاء أن القلب هو الميزان الحقيقي في القرب من الله، مستندة إلى قول الله تعالى:﴿فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب﴾ [الحج: 46]، وإلى حديث رسول الله:
«إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم».
الطاعة ليست بالمظهر
وأكدت الدار أن الطاعة التي لا تورث تواضعا وانكسارا، وتنتج عنها حالة من الكبر والعجب، لا تعد طاعة حقيقية، بل قد تصبح سببا للخذلان، بينما قد تكون المعصية التي تدفع الإنسان إلى التوبة والتذلل والخشوع أقرب إلى القبول عند الله، مشيرة إلى قول الإمام ابن عطاء الله السكندري:“معصية أورثت ذلا وافتقارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا”.
وبينت دار الإفتاء أن هذا المعنى يتفق تماما مع مقاصد الشريعة وأصول السلوك الروحي، إذ يركز على مراقبة القلوب لا مجرد الظواهر، مشيرة إلى أن المقصود ليس مدح المعصية أو ذم الطاعة، وإنما التحذير من الغرور والتعالي بعد الطاعة، والتنويه بقيمة التوبة والخضوع بعد الذنب.
دعوة للتوبة والتجرد
ونقلت دار الإفتاء قول العارف بالله أبو مدين:
“انكسار العاصي خير من صولة المطيع”، مؤكدة أن الانكسار والافتقار صفات عبودية يحبها الله، بخلاف الاستكبار الذي هو من صفات الربوبية، ولا يليق بالعبد.
وختمت الإفتاء بيانها بالدعاء أن يرزقنا الله قلوبا سليمة، خاشعة، لا تعرف الكبر بعد الطاعة، ولا تيأس بعد الذنب، مستشهدة بقوله تعالى:
﴿يوم لا ينفع مال ولا بنون ۞ إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ [الشعراء: 88-89].