#سواليف

قال المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استمرار السلطات الإسرائيلية في فرض #حصار تعسفي على قطاع #غزة، ومنع دخول المساعدات والمواد الأساسية التي لا غنى عنها للبقاء، بما في ذلك منع إدخال #أدوات_التنظيف والنظافة الشخصية في خضم انتشار #الأمراض المعدية والظروف المعيشية الصعبة لنحو 2.3 مليون فلسطيني هو تكريس لجريمة #الإبادة_الجماعية الشاملة التي تنفذها منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وأعرب الأورومتوسطي عن بالغ قلقه إزاء التداعيات الوخيمة لاستمرار تعمد إسرائيل تأزيم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ومنع دخول مواد التنظيف والنظافة الشخصية والأدوات الصحية ومواد التعقيم، وعدم السماح بإدخال الكثير من الأصناف الضرورية ذات العلاقة، مشيرًا إلى أن لا سبب يبرر إخضاع السكان لظروف معيشية قد تؤدي بهم إلى الهلاك الفعلي، بما في ذلك من خلال تفشي الأمراض المعدية والجلدية الخطيرة ومرض الكبد الوبائي وغيره.

أضطر إلى قص فوط أطفالي إلى قطع صغيره واستخدامها كفوط صحية خلال الدورة الشهرية رغم أنها غير ملائمة أبدًا للاستعمال، كما أنني اضطر أن أقضي اليوم كاملًا باستخدام فوطة واحدة فقط، وهو ما تسبب لي بتسلخات والتهابات عديدة

آية كمال عاشور عابد (20 عامًا) نازحة في مدرسة وسط قطاع غزة
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن استمرار إسرائيل بحرمان جميع سكان قطاع غزة بشكل تعسفي ومنهجي من أدوات ومواد النظافة يساهم في الانتشار السريع للكارثة الصحية الهائلة التي صنعتها إسرائيل في قطاع غزة، والتي تفاقمت إثر النزوح القسري وواسع النطاق والمتكرر للسكان، وافتقارهم إلى المعقمات ومواد والنظافة الشخصية، لا سيما في مراكز ومخيمات الإيواء المكتظة بمئات آلاف النازحين، وذلك بسبب منع وعرقلة إسرائيل المتواصل لدخول الإمدادات الأساسية إلى القطاع، واستمرار تفشي الأمراض المعدية وتلوث المياه وغياب خدمات الصرف الصحي، بفعل تدميرها من قبل قوات الجيش الإسرائيلي.
وشدد الأورومتوسطي على أن الحصار الإسرائيلي التعسفي والمتواصل وإغلاق كافة المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية قبل نحو عشرة أشهر، ومنع وعرقلة إدخال الإمدادات الإنسانية، أدى إلى تراكم خطير لمجموعة من الأزمات التي تهدد بشكل مباشر حياة وصحة سكان قطاع غزة، وفي مقدمتها حرمانهم من المواد الغذائية، والماء الصالحة للشرب، والأدوية، والمستهلكات الطبية، وكذلك الأدوات الصحية ومواد التنظيف.

مقالات ذات صلة إسرائيليون يغلقون شارعا في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل / شاهد 2024/08/01

وفي إفادة لفريق الأورومتوسطي، قالت “آية كمال عاشور عابد” (20 عامًا)، وهي أم لطفلين، ونازحة في مدرسة “دير البلح الإعدادية للبنات” وسط قطاع غزة: “نحن أكثر من 30 شخصًا نعيش في هذا الفصل منذ نحو 9 أشهر، كان عددنا نحو 70 شخصًا قبل أشهر، ولكن تقلّص العدد قليلًا عند خروج بعض النازحين إلى خيام خارج المدرسة”.

وأضافت “عابد” أنه “على الرغم من أن عددنا كبير جدًا ونحتاج بشكل متواصل لمواد التنظيف والنظافة الشخصية، إلا أننا لا نحصل عليها إلا بشكل محدود كل شهرين أو ثلاثة. حتى في الأسواق لا توجد مواد صحية مثل المحارم والصابون والشامبو، وإن توفر ذلك يكون بسعر مرتفع جدًا. على سبيل المثال، سعر مكعب الصابون وصل إلى 30 شيكل (نحو 9 دولارات أمريكية)، وعبوة الشامبو وصلت إلى 90 شيكل (نحو 25 دولارًا أمريكيًّا). من أين لنا أن نوفر هذه المبالغ فقط للنظافة الشخصية ونحن لا نجد ما نأكل؟”

وذكرت “عابد” التي نزحت من منزلها في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، بعد قصفه في أكتوبر/تشرين أول الماضي، أن ابنيها الاثنين أصيبا بحساسية وبكتيريا تحتاج إلى مراهم لا تستطيع توفيرها ولا تتوفر في عيادات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مضيفة: “عرضت ابني على الطبيب فأبلغني أن جسده بأكمله مصاب بالبكتيريا بشكل خطير بسبب قلة النظافة”.

وأوضحت أن معاناتها الأكبر باتت في توفير الفوط الصحية، والتي أصبح توفرها في الأسواق المحلية شحيح وسعرها مرتفع، وقالت “أضطر إلى قص فوط أطفالي إلى قطع صغيره واستخدامها كفوط صحية خلال الدورة الشهرية رغم أنها غير ملائمة أبدًا للاستعمال، كما أنني اضطر أن أقضي اليوم كاملًا باستخدام فوطة واحدة فقط، وهو ما تسبب لي بتسلخات والتهابات عديدة”.

ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى وجود نحو 680 ألف امرأة وفتاة في سن الحيض في قطاع غزة، لا تتوفر لهن بشكل كافٍ الإمدادات الضرورية الخاصة بالدورة الشهرية، وبخاصة الفوط الصحية، فضلًا عن عدم كفاية المياه ومستلزمات النظافة والمراحيض، وانعدام الخصوصية، واضطرارهن إلى استخدام مواد ملوثة أو غير معقمة، مما يعرضهن لخطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك سرطان الرحم، والتهابات الجهاز التناسلي والمسالك البولية والعقم.

وأبرز الأورومتوسطي تفاقم مخاطر غياب الأصناف الأساسية لمواد التنظيف الشخصية والأسرية في قطاع غزة، في ظل الاحتياج الشديد للتنظيف والرعاية الشخصية، جراء إجبار أكثر من 2 مليون نسمة على النزوح القسري، غالبيتهم لعدة مرات، ولجوء مئات آلاف منهم إلى مراكز إيواء وخيام تفتقر لأدنى مقومات الحياة والنظافة الشخصية والرعاية الصحية، إلى جانب مخاطر تراكم النفايات وغرق الطرقات والأسواق بطفح المياه العادمة نتيجة عدم القدرة على تصريفها، بسبب قطع إسرائيل الكهرباء عن قطاع غزة بشكل كامل، ومنعها لدخول الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية البديلة، عدا عن تدمير غالبية البنية التحتية الحيوية في القطاع، بما في ذلك شبكات الصرف الصحي.

وقتل “محمد سعد أبو هيثم” (42 عامًا)، إن عائلته المكونة من 8 أفراد وتقيم في خيمة في منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، تعاني بشدة جراء غياب مواد التنظيف وعدم وجود صابون للنظافة الشخصية أو صابون لغسيل الملابس، ولو توفر الصابون يصعب شراؤه بسبب غلاء اسعاره.

وأضاف “أبو هيثم” لفريق الأورومتوسطي: “لا نملك المال اللازم لشراء وجبات الطعام الكافية لأطفالنا حتى نستطيع شراء مواد التنظيف والصابون في ظل أسعارها العالية ونقص كميات العروض منها، وقد انتشر القمل في شعر زوجتي وأطفالي ونعاني جميعنا من الأمراض الجلدية بسبب قلة الاغتسال وعدم توفر الصابون والشامبو”.

ولاحظ فريق الأورومتوسطي عرض كميات من مواد التنظيف البديلة والبدائية التي يتم تصنيعها محليًا وتعد غير آمنة ولا تفي بالغرض إلى حد كبير، في أسواق وسط وجنوب قطاع غزة، وذلك باستخدام صبغات الطعام كبديل عن الصبغات المستخدمة في تحضير الصابون السائل ومواد التعقيم، والتي لم تدخل إلى قطاع غزة منذ أشهر بفعل الإغلاق الإسرائيلي للمعابر وفرض الحصار التعسفي.

وقد سجلت نقاط طبية في مراكز الإيواء وتجمعات النازحين في الخيام، عشرات آلاف حالات الإصابة بالأمراض الجلدية، وبالتحديد الأكزيما التي تظهر بشكل ملحوظ على أيدي النساء ممن يعملن على تنظيف أواني الطعام بمواد بدائية غير آمنة، في وقت تشير الأمم المتحدة إلى أن الطفح الجلدي والالتهابات الجلدية، لا سيما بين الأطفال، آخذة في الارتفاع بشكل حاد في قطاع غزة.

وأشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن إسرائيل تفرض على سكان غزة حصارًا تعسفيًا خانقًا بقصد الإهلاك العمد لهم، عبر التجويع، ومن خلال حشرهم في بيئة بمساحات جغرافية ضيقة، ومنع الأدوية ومواد التنظيف عنهم وحرمانهم من القدرة على الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والاستخدام الإنساني، وارتفاع درجات الحرارة.

وأكد الأورومتوسطي على أن الحق في الكرامة هو حق أساسي ومضمون لجميع الأفراد دون تمييز أو استثناء، بما يشمل توفير الظروف التي تتيح للناس العيش بكرامة، وحمايتهم من الإذلال والإهانة، وضمان حصولهم على الاحتياجات والحقوق الأساسية الأخرى، مثل الحق في الصحة والحق في الوصول إلى المياه والصرف الصحي، التي تعتبر حقوقا إنسانية معترف بها دوليًا للحفاظ على حياة السكان وحفظ كرامتهم.

وشدد الأورومتوسطي على أنه لا يمكن كفالة حقوق سكان قطاع غزة إلا من خلال وقف جريمة الإبادة الجماعية ورفع الحصار التعسفي عن قطاع غزة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في القطاع الذي بات غير قابل للحياة على كل الصعد، مشيرًا إلى أن كل يوم تأخير من شأنه أن يوصل القطاع إلى نقطة اللاعودة أو لدفع كلفة باهظة من أرواح المدنيين وصحتهم.

وجدد الأورومتوسطي دعوته إلى المجتمع الدولي لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما يشمل دخول العناصر الأساسية الغذائية وغير الغذائية الضرورية للاستجابة للوضع الكارثي الذي يعاني منه سكان القطاع بأكمله، وبشكل فوري وآمن وفعّال، بما في ذلك إلى شمال قطاع غزة، وإعطاء الأولوية لتوفير الإمدادات الكافية من منتجات النظافة الشخصية والأسرية، وتلك الخاصة بالدورة الشهرية للنساء والفتيات في قطاع غزة، بالإضافة إلى خدمات الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية لمنع وتخفيف المزيد من الضرر للنساء والأطفال بشكل خاص، ولجميع السكان الفلسطينيين بشكل عام، بحسب ما يقتضي القانون الدولي لحقوق الإنسان والالتزامات الدولية ذات العلاقة.

كما دعا إلى ضرورة الضغط على إسرائيل لإعادة تشغيل خطوط أنابيب المياه الرئيسية التي تصل إلى قطاع غزة، خاصة في شمال القطاع، وضمان سلامة الفنيين وإتاحة الفرصة لهم لإجراء أعمال الإصلاح وإعادة التأهيل لخطوط المياه ومصادرها المتعددة، إلى جانب صيانة مرافق وخدمات الصرف الصحي.

وطالب بضرورة الضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المواد اللازمة لأعمال الإصلاح وإعادة تأهيل البنى التحتية المدنية لتقديم الخدمات التي لا غنى عنها لحياة السكان المدنيين في قطاع غزة وانقاذهم من خطر الكوارث الصحية، بالإضافة إلى ضمان إدخال الوقود الكافي لتشغيل البنى التحتية للمياه والصرف الصحي، بما في ذلك محطات تحلية المياه وآبار المياه، ودورات المياه المتنقلة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الأورومتوسطي حصار غزة أدوات التنظيف الأمراض الإبادة الجماعية الإبادة الجماعیة النظافة الشخصیة مواد التنظیف إلى قطاع غزة فی قطاع غزة بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

منظمتان حقوقيتان في إسرائيل تؤكدان ارتكاب إبادة جماعية بغزة

أكد "مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة – بتسيلم"، و"أطباء لحقوق الإنسان"، اليوم، الإثنين، ارتكاب إسرائيل لإبادة جماعية في قطاع غزة .

وحذرت المنظمتان الحقوقيتان في تقريرين أصدرتهما من اتساع الإبادة إلى مناطق فلسطينية أخرى خارج القطاع، ودعتا إلى ضرورة مواجهة الإبادة من أجل وقفها ومنع اتساعها.

ورغم ممارسات إسرائيل الوحشية في الأراضي المحتلة، إلا أن "مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة – بتسيلم" شدد في تقريره على أنه "منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، غيرت إسرائيل سياستها تجاه الفلسطينيين بشكل جذري. شنّت إسرائيل عمليّة عسكرية مكثفة في قطاع غزة، لا تزال مستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا. ويشمل هذا الهجوم على سكان قطاع غزة القتل الجماعي وخلق ظروف معيشية كارثية تؤدي إلى أعداد هائلة من الوفيات؛ إلحاق الأضرار الجسدية أو النفسية الجسيمة بجميع سكان قطاع غزة؛ تدمير البنى التحتية والمقوّمات الحياتية على نطاق مهول؛ تدمير النسيج الاجتماعي والمؤسسات والمواقع الثقافية والتعليمية الفلسطينية؛ الاعتقالات الجماعية والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين في السجون التي تحولت فعليًا إلى معسكرات تعذيب؛ التهجير القسري الجماعي وجعل التطهير العرقي لسكان القطاع أحد أهداف الحرب الرسمية؛ الهجوم على الهوية الفلسطينية والمتمثل في التدمير المتعمد لمخيمات اللاجئين ومحاولة إلحاق ضرر جسيم بـوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا ".

وأضاف "بتسيلم" أن "التمعّن في السّياسة الإسرائيليّة في قطاع غزة وتقصّي نتائجها المروّعة، على خلفيّة تصريحات كبار المسؤولين السياسيّين والعسكريّين الإسرائيليّين حول هدف هذا الهجوم، يقوداننا إلى استنتاج قاطع بأنّ إسرائيل تعمل بشكل منسّق وانطلاقًا من نوايا واضحة من أجل تدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة. أيْ أنّ إسرائيل تنفذ إبادة جماعيّة ضدّ الفلسطينيّين سكّان قطاع غزّة.

وأفاد بأن "مصطلح الإبادة جماعيّة يصف ظاهرة اجتماعيّة - تاريخيّة – سياسيّة، ويتطرق إلى أفعال تُرتكب عمدًا بنيّة إبادة جماعة قوميّة أو إثنيّة أو عرقيّة أو دينيّة، كلّها أو جزء منها. لا يمكن تبرير الإبادة الجماعيّة تحت أيّ ظرف، لا من الناحية الأخلاقية ولا من الناحية القانونية، ولا حتى في إطار الدّفاع عن النفس".

ولفت "بتسيلم" إلى أنه "تحدث الإبادة الجماعيّة دائماً ضمن سياق: ثمة ظروف تُتيح ارتكابها وأحداث تحفّزها وأيديولوجية توجّهها. ينبغي فهم الهجوم الحاليّ الذي يستهدف الفلسطينيّين، في قطاع غزّة والفلسطينيّين بشكل عام، على خلفيّة أكثر من سبعين عامًا من نظام حُكم قمعيّ عنيف وتمييزيّ تفرضه إسرائيل على الفلسطينيّين جميعًا، وبشكله الأكثر تطرّفًا، على الفلسطينيّين في قطاع غزّة".

وأضاف أنه “منذ قيام دولة إسرائيل، عمِل نظام الأبارتهايد والاحتلال بشكل منهجيّ على مأسَسة وتفعيل آليات للسيطرة العنيفة والهندسة الديمُغرافية والتمييز وتفكيك الشعب الفلسطيني ككيان جماعي. هذه الأسس النظامية هي التي مكّنت حكومة اليمين المتطرف من استغلال الصدمة التي عاشها الجمهور الإسرائيلي جراء هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023، وشنّ حملة إبادة ضد الفلسطينيين".

وشدد "بتسيلم" على أنه "لا يمكن عزل الهجوم على الفلسطينيّين في قطاع غزّة عن العُنف المُتزايد الذي يُمارسه النظام نفسه بدرجات مُتفاوتة وأشكال مُتعدّدة ضدّ الفلسطينيّين الذين يعشون تحت سيطرة النظام الإسرائيلي، في الضفة الغربيّة وفي داخل إسرائيل. العُنف والتدمير في هذه المناطق آخذان في التصاعُد مع مرور الوقت وفي غياب جهاز داخليّ أو دوليّ يعمل بشكل فعّال على وقفهما. إننا نحذّر من خطر واضح وفوريّ بأنّ الإبادة الجماعيّة لن تقتصر على قطاع غزّة وأن تُطبَّق الإجراءات والتوجهات التي تكمن في أساسها على مناطق أخرى".

ومن جانبها، أشارت المنظمة الحقوقية "أطباء لحقوق الإنسان" في ورقة موقف، اليوم، إلى أنه "في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرا بإخلاء 22 مستشفى في مدينة غزة وشمال القطاع، ليشكل ذلك بداية هجوم غير مسبوق على نظام الرعاية الصحية في غزة. على مدار الأشهر الاثنين والعشرين الماضية، نفذت إسرائيل حملة استهداف ممنهجة للبنية التحتية الصحية في القطاع: قصفت 33 من أصل 36 مستشفى وعيادة، ومنعت عنها الوقود والمياه. قتل أو اعتقل أكثر من 1800 من العاملين والعاملات في المجال الصحي".

ووصفت المنظمة الحقوقية توثيقها الشامل لهذا الهجوم بأنه "تفكيك متعمد، تراكمي وممنهج لمنظومة الصحة في غزة، ولقدرة السكان على البقاء. وهو ما يرقى إلى مستوى جريمة الإبادة الجماعية. قصفت إسرائيل المستشفيات، ودمرت الأجهزة الطبية، واستنفدت الأدوية، مما جعل الحصول على الرعاية الطبية العاجلة والممتدة أمرا شبه مستحيل. انهار النظام الصحي تحت وطأة القصف المتواصل والحصار الخانق".

وأضافت أن "عشرات الأشخاص يموتون يوميا نتيجة سوء التغذية، وحرم 92% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين من الغذاء الكافي، فيما توفي ما لا يقل عن 85 طفلا بسبب الجوع. وهجرت إسرائيل تسعة من كل عشرة من سكان غزة، ودمرت أو ألحقت أضرارا جسيمة بـ92% من منازلهم، وحرمت أكثر من نصف مليون طفل من التعليم ومن أي روتين يضمن لهم الاستقرار والنمو الطبيعي".

وشددت المنظمة على أن إسرائيل "أبادت الخدمات الصحية الأساسية، مثل غسيل الكلى، ورعاية الأمومة، وعلاج السرطان، ورعاية الأمراض المزمنة كمرض السكري. لم تخلق إسرائيل أزمة مؤقتة، إنها انتهجت استراتيجية متعمدة لتقويض الشروط الأساسية للحياة. وحتى لو أوقفت هجومها العسكري اليوم، فإن آثار الدمار الذي تسببت به ستواصل حصد الأرواح بفعل الجوع والعدوى والأمراض المزمنة لسنوات مقبلة. هذا ليس ضررا جانبيا، وهذه ليست نتائج حرب فحسب إنما سياسة إقصاء وجودي ممنهجة. لقد خلقت إسرائيل بصورة منهجية، ظروف حياة لا تحتمل ولا تطاق، ونفت عن سكان غزة أبسط مقومات البقاء. هذه إبادة جماعية واضحة المعالم".

وطالبت "أطباء لحقوق الإنسان" بأنه يتوجب على الحكومات والهيئات الدولية أن تتحرك فورا، وأن تحمل إسرائيل مسؤولية أفعالها، من خلال: فرض وقف فوري لإطلاق النار؛ حماية نظام الرعاية الصحية في غزة وإعادة بنائه؛ استعادة آليات الدعم التابعة للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والفلسطينية؛ ضمان حرية حركة المساعدات الإنسانية دون عوائق؛ توفير الحماية الكاملة للطواقم الطبية والعاملين والعاملات في القطاع الصحي.

ورأت المنظمة أنه "تمثل هذه الخطوات إجراءات عاجلة لا غنى عنها، ويجب الشروع في تنفيذها دون إبطاء، من أجل وقف المزيد من الخسائر في الأرواح. أما القدرة المحدودة المتبقية للنظام الصحي في غزة، فتعتمد اليوم بالكامل على التزام الطواقم الطبية وصمودهم، وإليهم نهدي هذا التقرير وكل ما بقي من أمل".

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية سموتريتش يتراجع عن انسحابه من الحكومة: "ندفع عملية استراتيجية جيدة" صحيفة: واشنطن تدرس صفقة شاملة لإنهاء حرب غزة وتحرير الرهائن إسرائيل تقرر تجميد خطة إقامة "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح الأكثر قراءة اعتراض مسيرة "أطلقت من اليمن" بعد الهجوم على الحديدة منظمة التعاون الإسلامي تعقد اجتماعًا طارئًا لمناقشة العدوان الإسرائيلي تفاصيل الاتصال الهاتفي بين الرئيس عباس وبابا الفاتيكان الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية برية بدير البلح وسط غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الغرب يُسلّح “إسرائيل” ويُرسل الطحين ببطاقات عبور
  • نشطاء ألمان يتظاهرون للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • لأول مرة.. عضوة جمهورية بالكونجرس تصف ما تفعله إسرائيل في غزة بـ الإبادة الجماعية
  • نائبة أوروبية: الاتحاد الأوروبي متواطئ في الإبادة الجماعية بغزة
  • "المركز الفلسطيني": "إسرائيل" تحوّل المساعدات إلى فخاخ موت وتواصل الإبادة
  • ارتفاع ضحايا الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة إلى 60 ألفا و34 شهيدا
  • "رماد الطناجر".. وسيلة "رغد" لتجسيد مآسي غزة تحت وطأة الإبادة
  • منظمتان حقوقيتان في إسرائيل تؤكدان ارتكاب إبادة جماعية بغزة
  • عماد الدين حسين: إسرائيل تُفشل جهود الإغاثة لتجويع غزة.. ومصر تواجه المخطط
  • "الأورومتوسطي": مناورة "إسرائيل" الإعلامية بشأن إدخال المساعدات إلى غزة فاضحة