رصد – أثير

أعلنت شركتان من أكبر شركات الطيران في العالم مساء أمس الأربعاء عن إلغاء الرحلات المخطط لها إلى تل أبيب لأيام عدة، وسط تصاعد التوترات مع حزب الله وإيران وتوقعات بحدوث هجمات كبيرة على إسرائيل، ومخاوف من موجة إلغاء متتالية للرحلات.

ووفق موقع فورتن بالعربية، ألغت الشركتان الأميركيتان دلتا ويونايتد رحلاتهما حتى 2 أغسطس الجاري، وحتى السادس من الشهر نفسه على التوالي.

وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن هذه الإلغاءات تركت عشرات الآلاف من الإسرائيليين عالقين في الولايات المتحدة، مضيفة أن إلغاء الرحلات من قِبل يونايتد ودلتا، اللتين تعدان على التوالي ثاني وثالث أكبر شركات الطيران في العالم، قد يؤدي إلى موجة من الإلغاءات من قِبل شركات طيران أخرى، حسبما ورد في صحيفة هآرتس العبرية.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، ألغت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا رحلتين ليليتين إلى إسرائيل من فرانكفورت وميونيخ يوم الاثنين وسط تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل. وتشمل مجموعة لوفتهانزا شركات الطيران لوفتهانزا، وسويس، والنمساوية، وبروكسل إيرلاينز، ويورو وينغز.

وقد ألغى طيران بريتيش آرويز وفلاي دبي أيضاً رحلاتهما إلى إسرائيل حسبما ورد في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

في أكتوبر الأول الماضي، وإثر عملية “طوفان الأقصى” التي انطلقت من غزة ضد مستوطنات الغلاف، ألغى وخفف عدد من شركات الطيران الدولية رحلاته إلى مطار بن غوريون في تل أبيب، من هذه الشركات الخطوط الجوية الأميركية، وشركة يونايتد إيرلاينز وخطوط دلتا الجوية والخطوط الجوية الفنلندية “فين إير”، وشركة الطيران الهولندية (KLM)، ولوفتهانزا، والخطوط الجوية الكندية، والخطوط الجوية الفرنسية، ومصر للطيران، وطيران الإمارات.

انخفاض السياحة وتدهور الأعمال

انخفضت حركة السفر إلى إسرائيل بنسبة 76% في أول ستة أشهر من عام 2024 حسبما أفادت به وكالة الإحصاء الإسرائيلية، في حين تُواجه حوالي 10% من الفنادق في إسرائيل خطر الانهيار المالي في ظل انخفاض حاد في معدلات الإشغال منذ بدء الحرب على غزة، حسب التقرير الذي أصدرته جمعية الفنادق الإسرائيلية (IHA) والذي يغطي الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران 2024 ويبرز الضائقة المالية الشديدة التي يواجهها قطاع السياحة والضيافة في إسرائيل.

تتمتع الفنادق في بعض المناطق، بما في ذلك البحر الأحمر وإيلات، بمعدلات إشغال مرتفعة فقط لأنها تستضيف الإسرائيليين الذين نزحوا بسبب الحرب من المناطق الحدودية القريبة من غزة ولبنان. وقد أُغلِقَت الفنادق وبيوت الضيافة على طول الحدود الشمالية منذ بدء الحرب على غزة قبل 10 أشهر.

وعلى صعيد الأعمال، تواجه الشركات الإسرائيلية تداعيات الحرب الطويلة في غزة، ومن المتوقع أن تغلق نحو 60,000 شركة أعمالها في عام 2024. وتلي هذه التوقعات المتشائمة إغلاق 46,000 شركة أبوابها خلال الأشهر التسعة التي تلت اندلاع الحربفي غزة. وقد عانى العديد من الشركات بسبب الفائدة المرتفعة، وارتفاع تكاليف التمويل، ونقص الأيدي العاملة، والانخفاض الحاد في الإيرادات والعمليات، وتعطل الخدمات اللوجستية والإمدادات، وعدم كفاية المساعدة الحكومية.

وصف موقع “كالكاليست” الإسرائيلي قطاع السياحة بأنه يعيش حالة انهيار خاصةً في الجليل ومناطق الشمال التي لم تعد تستقبل أي زوار، وهي المناطق التي تشهد اقتتالاً يومياً مع حزب الله.

وحسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، فقد دخل إسرائيل 288 ألف سائح بين يناير وأبريل 2024 مقارنة بـ 1.3 مليون في نفس الفترة من عام 2023، بخسارة تصل إلى 80% على أساس سنوي.

انخفاض التدفقات الأجنبية

لا يؤثر التوتر في قطاع الطيران على السياحة والسفر فحسب، بل يأتي بنتائج سلبية أيضاً على بيئة الأعمال والتدفقات المالية الأجنبية إذ يخفف من جاذبية الدولة بالنسبة للمستثمرين.

وفي الواقع، أنهت إسرائيل عام 2023 بانخفاض حاد يقارب 29% في الاستثمارات الأجنبية مقارنة بعام 2022. وقد بدأ هذا الانخفاض قبل وقت طويل من اندلاع الحرب، وهو عكس الاتجاه العالمي. وتعد نسبة الانخفاض المماثلة التي بلغت 8% في صادرات الخدمات، وهي مولد رئيسي للنمو في الاقتصاد، أمراً مقلقاً بنفس القدر.

ووفقاً لبيانات المكتب المركزي للإحصاء، انخفضت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في عام 2023 من مستوى 23 مليار دولار إلى 16.4 مليار دولار فقط. وهذا أقل بقليل من الاستثمارات المسجلة في عام 2017 والبالغة 16.8 مليار دولار، عندما بدأ النمو الاقتصادي المتسارع في إسرائيل.

وقد انخفضت الاستثمارات في الشركات الناشئة الإسرائيلية أيضاً في عام 2023 بنسبة 55% مقارنة بعام 2022، وفقاً لتقرير صادر عن هيئة الابتكار الإسرائيلية.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: شرکات الطیران عام 2023 فی عام

إقرأ أيضاً:

خبير في الشؤون الإسرائيلية: إسرائيل تستعد لهجوم واسع على إيران

قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين الأخيرة تحمل أبعادا مهمة تتعلق بمثلث إيران إسرائيل والولايات المتحدة.

وأوضح مصطفى في مقابلة مع الجزيرة نت أن إسرائيل تدرك منذ البداية أن الولايات المتحدة تستعملها أداة ضغط على إيران من أجل التوقيع على اتفاق نووي، وذلك عبر التهديد بهجوم إسرائيلي مرتقب في حال فشلت المحادثات.

وأضاف أن الإدارة الأميركية تعمل على نشر أو تسريب المحادثات مع إسرائيل لإيصال رسالة إلى إيران مفادها أن البديل عن الاتفاق سيكون ضربة عسكرية إسرائيلية كبرى تستهدف عموم إيران ومشروعها النووي خصوصا.

ورأى مصطفى أن إسرائيل واعية لهذا الأسلوب، لكنها في المقابل تستفيد منه دون علم واشنطن، إذ تعزز هذه التسريبات شرعية شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران إذا فشلت المباحثات النووية.

وأكد أن إسرائيل تستعد فعليا لهذا الهجوم، بل وتتوق إلى تنفيذه، مشيرا إلى أنه يحظى بإجماع سياسي واسع داخل إسرائيل، والأهم من ذلك أنه يحظى بتأييد من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وهو ما يمثل تحولا كبيرا، حيث كانت هذه المؤسسة تتحفظ على مثل هذا الهجوم في السابق ودعمت الاتفاق النووي لعام 2015، قبل أن ينسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018 بتحريض من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

إعلان

وأوضح مصطفى أن هذا الموقف تغير اليوم، حيث باتت المؤسسة العسكرية تدعم تنفيذ هجوم على إيران، لكن إسرائيل لن تقدم على ذلك دون موافقة أميركية صريحة.

وأضاف أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن المحادثات ستفشل، وأن إسرائيل لن تنتظر طويلا بعد ذلك لتنفيذ الهجوم، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، سواء أجريت في موعدها المقرر في أكتوبر/تشرين الأول 2026، أو تم تقديمها في حال تم حل الكنيست نتيجة الأزمة المستمرة بشأن قانون تجنيد الحريديم.

مقالات مشابهة

  • الخطوط الجوية السورية تطلق أولى رحلاتها إلى مطار إسطنبول بعد انقطاع دام 12 عاماً
  • إيران: وجهنا ضربة استخباراتية غير مسبوقة وقاصمة إلى الكيان الصهيوني
  • الطيران السوري يستأنف الرحلات الجوية المباشرة إلى تركيا
  • هذه تفاصيل العملية الاستخباراتية الإيرانية في قلب الكيان الصهيوني
  • بيان صادر عن مكتب الإعلام الدولي بدولة قطر رداً على التقارير المفبركة التي تم تداولها على وسائل الإعلام الإسرائيلية
  • خبير في الشؤون الإسرائيلية: إسرائيل تستعد لهجوم واسع على إيران
  • العراق مستمر بتعليق الرحلات الجوية مع سوريا وارتفاع رسوم الفيزا يثير الجدل
  • عاجل.. وقفات احتجاجية في لندن وبرلين دعما للسفينة مادلين التي احتجزتها إسرائيل
  • إسرائيل تُسكت “مادلين”.. السفينة التي حملت ما تبقى من إنسانية
  • لأول مرة..عودة شركات الطيران إلى الكيان مرهون بقرار من اليمن