خطاب نصرالله والرد المحسوم.. أسهم الحرب الشاملة تتراجع؟!
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
مطابقًا للتوقعات، جاء خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الأول بعد جريمة الاغتيال الإسرائيلية التي استهدفت القائد العسكري الكبير في الحزب فؤاد شكر، المُصنَّف على أنّه المسؤول العسكري الرقم واحد في صفوفه، سواء لجهة التأكيد على صمود المقاومة وصلابتها، وقدرتها على تجاوز "صدمة" الاغتيال، أو لجهة التأكيد على "حتميّة" الرد، الذي لا نقاش ولا جدال في أنّه آتٍ، ولو تعمّد عدم تحديد أيّ مهلة زمنية له.
في الخطاب، كان السيد نصر الله واضحًا وحازمًا في "تشخيص" فداحة الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل، حين عدّد جوانبها المختلفة، بدءًا من استهداف عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، وصولاً إلى اغتيال فؤاد شكر مع كلّ ما ينطوي عليه من رمزية، لكن مرورًا أيضًا بالفاتورة "الثقيلة" على المدنيّين تحديدًا، باعتبار أنّ المبنى الذي تمّ استهدافه مليء بالسكان وليس قاعدة عسكرية، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، جلّهم من النساء والأطفال.
وإذا كانت الأنظار كلّها شخصت نحو ما يمكن أن يقوله السيد نصر الله، على وقع "حبس الأنفاس" المستمرّ منذ ارتكاب العدو الإسرائيلي لجريمته، التي تزامنت أيضًا مع جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، فإنّ علامات الاستفهام بقيت مطروحة في أعقابه حول السيناريوهات والاحتمالات، فهل خفّض الخطاب أسهم "الحرب الشاملة" بعدما وصلت إلى ذروتها في الأيام الأخيرة، أم أنه رفعها بصورة أو بأخرى؟!
قواعد اشتباك جديدة
من استمع إلى خطاب السيد نصر الله لا بدّ أن يستنتج أنّ ما بعد جريمة اغتيال القائد العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر لن يكون كما قبله، على كلّ المستويات، بما في ذلك مستوى "الإسناد" الذي سيستمرّ على جبهة الجنوب، الذي عادت إلى نشاطها بعيد الخطاب مباشرة، وذلك بعد "تجميد قسري" لم يصمد طويلاً، علمًا أنّ الأمين العام للحزب كان واضحًا بأنّ عمليات الجبهة غير مرتبطة بالردّ على اغتيال شكر، الذي سيأتي منفصلاً، بالشكل والمضمون.
من ضمن الاستنتاجات أيضًا أنّ "جبهات الإسناد" بمجملها ستختلف بدورها عن المراحل السابقة، فما حصل من اغتيال لفؤاد شكر وإسماعيل هنية في ليلة واحدة، لا يُفهَم سوى في سياق "الضغط الميداني" على هذه الجبهات، وهو تحديدًا ما دفع السيد نصر الله للحديث عن "معركة كبرى ومفتوحة"، باعتبار أنّ "هذه لم تعد جبهات، بل معركة مفتوحة في كلّ الجبهات"، مشدّدًا على أنّها دخلت في "مرحلة جديدة"، وهنا بيت القصيد على هذا الصعيد.
بهذا المعنى، يتحدّث العارفون عن "قواعد اشتباك جديدة" ستدخل حيّز التنفيذ في المرحلة المقبلة، على مستوى الجبهة الجنوبية وغيرها من الجبهات، فالعدو الإسرائيلي هو الذي كسر قواعد الاشتباك السابقة، ولو لم تكن مُعلَنة، وهو الذي تجاوز كلّ الخطوط الحمر، وبذريعة يدرك القاصي والداني أنها كانت واهية، وبالتالي فلا بدّ من أن يتحمّل التبعات والنتائج، مهما بلغ مستوى الاستنفار الدولي، وفق قاعدة أنّه من بادر إلى الهجوم والغدر.
الردّ المنتظر وسيناريوهات الحرب
بعيدًا عن الجبهة الجنوبية وقواعد الاشتباك الجديدة على خطّها، تبقى كلّ الأعين شاخصة نحو ردّ المقاومة على اغتيال قائدها العسكري، والذي كان السيد نصر الله أكثر من حازم في تمرير الرسائل بشأنه، بدءًا من "فصله" عن كل العمليات القائمة حاليًا على الجبهة الجنوبية، حتى لا يعتقد أحد أنّ الفاتورة سُدّدت بعملياتها، ولو كانت "نوعية"، وصولاً إلى تأكيد "حتميّته"، ليس فقط من باب ردّ الاعتبار، ولكن أيضًا من باب "الثأر" بما يليق بدم الشهيد شكر.
لكن، بموازاة التأكيد على هذه "الحتميّة"، ترك خطاب السيد نصر الله الباب مفتوحًا أمام الكثير من السيناريوهات "غير الحتمية"، فهو لم يحدّد شكل الرد، ولا توقيته، الأمر الذي يضعه العارفون بأدبيّات الحزب في خانة الرغبة بترك الإسرائيلي على تأهّبه واستنفاره، وهي الحالة التي بدأها منذ لحظة تنفيذ جريمته في الضاحية الجنوبية، ولو أكثر من التهديد والتهويل، وفق قاعدة أنّ الحرب تبقى مرهونة بردّة فعل "حزب الله" على الهجوم الإسرائيلي.
ومن الأسئلة التي تركها الخطاب مفتوحة، ذلك السؤال عن أسهم الحرب، التي لا شكّ أنّها وصلت إلى ذروتها في الأيام الأخيرة، ولكن ثمّة من يعتقد أنها عادت لتتراجع، ولو "نسبيًا" بعد الخطاب، للعديد من الأسباب، بينها ما فُهِم أنّ الرد "المحسوم" لن يكون فوريًا وانفعاليًا، بل مدروسًا، علمًا أنّ السيد نصر الله مرّر رسالة أساسيّة في هذا الصدد، حين قال إنّ محور المقاومة يقاتل "بغضب" لا بدّ من أنّ تفجير الضاحية زاده، ولكن أيضًا "بعقل وحكمة"، وهنا نقطة الارتكاز.
إذا كان العدو الإسرائيلي "يرهن" الحرب المفتوحة كما يقول، بحسب حجم ردّ "حزب الله"، فإنّ الأخير يعتبر أنّ العدو هو الذي فتح باب المعركة المفتوحة بـ "العدوان" الذي شنّه على الضاحية الجنوبية لبيروت. ومع أنّ الحزب يؤكد على معيار "الحكمة" في التعامل مع ما حصل، فإنّ الثابت بالنسبة إليه أنّ "ردع" الجنون الإسرائيلي يبقى واجبًا عليه، حتى لا تصبح بيروت ساحة مستباحة بالنسبة إليه، مهما كلّف الأمر من تضحيات!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: السید نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
محافظة حمص تعقد مؤتمراً صحفياً حول مشروع بوليفارد النصر والرد على التساؤلات حوله
حمص-سانا
عقدت محافظة حمص اليوم مؤتمراً صحفياً في مبنى ديوان المحافظة، لشرح تفاصيل مشروع بوليفارد النصر، والرد على التساؤلات والمخاوف التي طرحتها بعض الأوساط الشعبية، وذلك في إطار تعزيز الشفافية والتواصل المباشر مع المواطنين في مشاريع إعادة الإعمار.
وأجاب المعنيون بالمشروع، عن كل الاستفسارات والتساؤلات التي طرحها الإعلاميون والنشطاء حول أهدافه وآليات التنفيذ، والمدة الزمنية وبعض خيارات التعويض على الأهالي المتأثرين بالمشروع، وخاصة المتضررين منهم.
وأوضح محافظ حمص الدكتور عبد الرحمن الأعمى، خلال المؤتمر الصحفي الخاص بمشروع بوليفارد النصر، أن “المشروع جزء من سلسلة مشاريع لإعادة إعمار المناطق المتضررة في حمص”.
وبيّن أن “جزءاً من المشروع سيخصص لذوي الدخل المحدود وعائلات الشهداء، كما ستخصص نسبة لهم في جميع المشاريع الأخرى”، موضحاً أن “مشروع بوليفارد النصر سيقام في مناطق المصابغ وسوق الهال، أما حي القرابيص، فلن يتم إعماره ضمن هذا المشروع إلا بعد الاتفاق مع أغلبية الأهالي”.
وقال المحافظ: “لن نبدأ بإعادة إعمار القرابيص قبل التوصل إلى اتفاق مع الأهالي، وسنضمن آليات تعويض عادلة وشفافة”، وأشار إلى أن الاتفاق مع سكان حي القرابيص، يجب أن يتم خلال 3 أشهر كحد أقصى، بعد عقد جلسات معهم، ويمكن تقسيم الحي إلى قطاعات لاتخاذ القرار بناءً على اتفاق مع أغلبية السكان في كل قطاع”.
ولفت الأعمى، إلى أن “مشروع بوليفارد النصر يتضمن إنشاء منتزه عام لأهالي حمص بمساحة 350 ألف متر مربع، يضم مسطحات خضراء ومائية وملاعب”.
وأشار إلى أن “حمص بحاجة إلى مخطط تنظيمي جديد، حيث تضم 13 حياً مدمراً وبنى تحتية متضررة وأزمة طرق، ما يبرز أهمية المشاريع الكبيرة لإعادة إعمار المناطق، بدءاً من مشروع بوليفارد النصر، ليشمل لاحقاً بقية الأحياء المتضررة”.
بدوره أوضح معاون محافظ حمص لشؤون الإعلام سالم أبو السعود في تصريح لمراسل سانا، أن مذكرة التفاهم الموقعة بشأن المشروع لا تعني البدء بتنفيذه، وإنما تشكل خطوة أولية تسبق مرحلة ثانية تعتمد على موافقة الأهالي والتوصل إلى اتفاق معهم، مؤكداً أن لجنة مختصة ستعمل على مناقشة التفاصيل مع أصحاب المنازل، مع مراعاة خصوصية كل حالة من حيث الموقع ونسبة الضرر، ولفت إلى أن المؤتمر يشكل بداية لسلسلة خطوات للإعلان عن المشروع والتواصل مع المواطنين بشأنه، مشيراً إلى أنه سيتم إطلاق موقع إلكتروني خاص بالمشروع في حال إقراره.
وبين أبو السعود، أن المشروع لا يزال في مرحلة المفاوضات، خصوصاً فيما يتعلق بحي القرابيص 1 و2، وسيبدأ المشروع بالمصابغ وبعدها سوق الهال، وصولاً إلى المرحلة الثالثة التي سيعلن عنها بعد موافقة الأهالي، مؤكداً أن جميع المشاريع التي ستنفذ في حمص ستكون معلنة بشفافية كاملة.
من جانبه، شدد رئيس مجلس مدينة حمص المهندس بشار السباعي، على أن الهدف من المؤتمر الصحفي هو إعادة بناء الثقة بين المواطن والجهة الحكومية، من خلال خطوات وتصريحات مدروسة ودقيقة يمكن ترجمتها عملياً على أرض الواقع، مؤكداً التزام المحافظة بنهج التواصل المباشر مع المواطنين.
ويعد مشروع “بوليفارد النصر” من أبرز مشاريع التطوير العمراني في مدينة حمص، ويهدف إلى إعادة تنظيم وتأهيل مناطق متضررة بشدة خلال الحرب، عبر إنشاء شوارع رئيسية ومرافق خدمية وأسواق حديثة، مع تحسين البنية التحتية وتشجيع النشاط الاقتصادي.
ومشروع بوليفارد حمص، وهو أحد المشاريع الاستثمارية الـ12 التي جرى توقيع مذكرات تفاهم حولها في ال7 من الشهر الجاري في قصر الشعب، مع عدد من الشركات الدولية لتنفيذها في عدد من المحافظات.
محافظة حمص مشروع بوليفارد النصر 2025-08-11Ali Ghaddarسابق اختتام دورة تأهيل حكام ألعاب القوى بدرجة مستجد انظر ايضاً بوليفارد النصر بحمص: تطوير عمراني يوفر 4500 مسكن و15 ألف وظيفةحمص-سانا وقّعت محافظة حمص مذكرة تفاهم مع شركة العمران للتطوير والاستثمار العقاري
آخر الأخبار 2025-08-11عواصف قوية وفيضانات تجتاح ولاية ويسكونسن الأمريكية 2025-08-11التعليم العالي تناقش مع جامعة قرطبة تحدياتها وسبل دعمها 2025-08-11الهيئة العامة للتدريب السياحي تطلق أول دورة للأدلاء عن بعد 2025-08-11مدير الشؤون الآفروآسيوية والأوقيانوسية بالخارجية السورية يلتقي مساعد وزير الخارجية الياباني 2025-08-11سوريا والجزائر تبحثان التعاون المشترك في إطار الاستجابة للكوارث 2025-08-11صحفيون وإعلاميون سوريون ينظمون وقفات تضامنية مع صحفيي غزة وأهلها 2025-08-11وزير الطاقة السوري يصل إلى بغداد لبحث التعاون الثنائي 2025-08-11وزير التعليم العالي يبحث مع خبراء سوريين في اليابان مجالات التعاون 2025-08-11وزير الطوارئ السوري يبحث مع القائم بأعمال السفارة اليونانية التعاون عند وقوع أي كارثة 2025-08-11وزير الطوارئ والكوارث يزور عائلة حمزة العمارين في نوى بريف درعا
صور من سورية منوعات تحطم نيزك في الولايات المتحدة أقدم من الأرض ب 20 مليون سنة 2025-08-11 فريق صيني ينجح برقمنة نقوش عظام الأوراكل القديمة في أوروبا 2025-08-11
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |