الثورة نت../

فضح جندي مظلي سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، جرائم الجيش الصهيوني في حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي بما في ذلك سلوكيات القتل العمد وأعمال النهب الواسعة وتدمير المنازل فقط بدافع الانتقام.

وأكد “يوفال جرين”، وهو جندي مظلي سابق يبلغ من العمر 26 عامًا في مقابلة مع شبكة (CNN) الأمريكية، ارتكاب القوات الإسرائيلية في غزة لسلوكيات سيئة للغاية، والافتقار إلى الانضباط في هيكل القيادة.

وجرين هو واحد من مجموعة قليلة من الجنود الذين قاتلوا ضمن الحرب على غزة، وهم الآن ينتقدون علنًا الطريقة التي تتم بها شن الحرب والانتقام العام من المدنيين في القطاع.

ووصف جرين سلوكيات وأفعال زملائه الجنود أثناء قتالهم في قطاع غزة، واليوم الذي قرر فيه إخبار قادته أنه لم يعد بإمكانه أن يكون جزءًا من وحدته.

أجواء “شيطنة أهل غزة”

وقال جرين إنه قاتل في محيط غزة في نوفمبر من العام الماضي قبل إرساله إلى القطاع في الثاني من ديسمبر، حيث أمضى 51 يومًا في مدينة خان يونس في الجنوب.

وذكر أن الغضب الذي شعر به الإسرائيليون بعد هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر والدعوات للانتقام تم التعبير عنها علانية في وحدته، بينما كانوا ينتظرون إرسالهم إلى غزة، ووصف ذلك بأنه “شيطنة” للفلسطينيين.

وقال “في الأيام التي سبقت دخولنا خان يونس… كانت هناك أجواء تروج لشيطنة أهل غزة”، مضيفا أنه سمع أشخاصا “يتحدثون عن القتل وتدمير غزة بالكامل. وأصبح القضاء عليها شيئا يناقشه الناس، وكأنها فكرة مشروعة”.

وأضاف أن قادة جيش الاحتلال على الأرض بدا وكأنهم يستجيبون لرغبات الجنود في فرض قيود أقل على سلوكهم مقارنة بالتوغلات السابقة.

لم نهتم بحياة الفلسطينيين

لقد تسببت الحرب في غزة في دمار مادي واسع النطاق للمنازل والبنية التحتية والمستشفيات والمدارس. ويقول جرين إنه شهد تدميرًا “غير ضروري” للمنازل الفلسطينية.

وأضاف “لقد شهدنا الكثير من الدمار الذي لم يكن بالضرورة مرتبطًا بأسباب عسكرية. كل شيء يميل إلى الخلط حقًا، كما تعلمون – الناس يدمرون المنازل لأنهم يعتقدون أنهم يجب أن ينتقموا لما حدث في (7 أكتوبر) ويختلط الأمر بأسباب تدمير المنازل لأسباب عسكرية”.

وأضاف أنه شهد “فوضى … يمكنني أن أخبرك بنسبة 100٪ أننا دمرنا منازل على الأقل لأسباب انتقامية ولا نهتم بما يكفي بحياة الفلسطينيين”.
ووصف حجم الدمار في غزة قائلا: “لا يمكنك أن تتخيل ذلك. مدن مدمرة بالكامل”.

أعمال نهب

وقال جرين إن أحد الأشياء التي أزعجته أكثر من غيرها هو مشاهدة نهب منازل الفلسطينيين من قبل جنود في وحدته.
وقال “لقد رأيت أعمال النهب التي يقوم بها الجنود طيلة الوقت. كان هذا أمراً صعباً للغاية بالنسبة لي. كانوا يأخذون الهدايا التذكارية من منازل الفلسطينيين، وهو ما أعتقد أنه يرتبط بشكل مباشر بالشيطنة التي شهدناها قبل الدخول إلى خان يونس”.

وأضاف “كان الجنود يأخذون القلائد ويمارسون النهب ويرسمون على الجدران ويخلفون وراءهم أضراراً في المنازل لم تكن ضرورية على الإطلاق”.

قرار الرحيل

في النهاية، هناك لحظة محددة دفعت جرين إلى اتخاذ القرار الصعب بمغادرة وحدته: عندما أمر أحد القادة بحرق منزل فلسطيني حيث كانوا متمركزين فيه”.

وقال “في مرحلة ما، أمر قائدي فصيلتي بإحراق المنزل الذي نقيم فيه”، ذهبت إليه، واقتربت منه وسألته “لماذا نفعل ذلك؟” وأعطاني بعض الأسباب، وأعتقد أن هذه الأسباب لم تكن قوية بما فيه الكفاية”.

وتابع “كانت هذه الأسباب، كما تعلمون، عسكرية، لكنها كانت مختلطة بأسباب انتقامية. والآن، أعتقد أن هذا هو ما يحدث في غزة. إن (إسرائيل) تفعل الأشياء لأنها بحاجة إلى تحقيق نوع من الأغراض العسكرية، لكن كل هذا يختلط بحاجتنا إلى الانتقام”.

وتابع “قلت لهم: “أنا لست على استعداد للمشاركة في هذا الأمر. أنا لا أهدم منزلاً كان مملوكاً لعائلات ستصبح بلا مأوى بسبب ذلك – وأنا أرحل. وغادرت مع أول سيارة خرجت”.

وقال جرين إنه قرر التحدث علناً للضغط على الحكومة الإسرائيلية لقبول وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.

وأوضح “أعتقد أن هناك صفقات ملموسة على الطاولة الآن، وحماس توافق عليها، وهي صفقات منطقية. أعني أن هذه الصفقات تنص على إطلاق سراح جميع الأسرى لكن (إسرائيل) لا تقبل بإنهاء الحرب. وهذا أمر جنوني”.

وأضاف جرين أن الرفض الإسرائيلي لقبول الصفقة كان سببًا في مقتل الأسرى الإسرائيليين. نحن نعلم عن أكثر من 10 أسرى قُتلوا مباشرة نتيجة القصف الإسرائيلي”.

وتابع “يتعين علينا أن نطالب حكومتنا بوقف الحرب. فهذا هو الحل الوحيد الصحيح لإنقاذ أرواح الفلسطينيين الذين يموتون كل يوم ويعيشون في جحيم حقيقي خلال الأشهر القليلة الماضية، وإنقاذ الجنود الإسرائيليين الذين يتواجدون الآن في غزة ويموتون كل يوم، وإنقاذ أرواح الأسرى بكل تأكيد”.

وفي يونيو وقع جرين مع أربعين جندياً احتياطياً آخرين على رسالة يرفضون فيها الخدمة في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. وهو واحد من ثلاثة جنود فقط أعلنوا عن رفضهم للخدمة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

ما هي فصائل السلام التي شكلتها بريطانيا لقمع ثورة الفلسطينيين؟

في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، ظهرت في فلسطين الانتدابية تشكيلات شبه عسكرية عُرفت باسم "فصائل السلام"، بدعم مباشر من سلطات الانتداب البريطاني، وذلك في سياق قمع الثورة الفلسطينية الكبرى (1936–1939)، وهو ما يتكرر حاليا مع مجموعة "أبو شباب" المدعومة إسرائيليا.

وتألفت هذه الفصائل من عناصر فلسطينية وعربية محلية، أغلبهم من الخصوم السياسيين للمفتي أمين الحسيني، الزعيم الوطني والديني البارز في تلك المرحلة، وهدفت بريطانيا إلى استغلال الانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين لضرب المقاومة، من خلال تجنيد متعاونين محليين لملاحقة الثوار وتقديم المعلومات عن تحركاتهم.

وتشكلت فصائل السلام أساساً من عناصر عشائرية ووجهاء محليين، خصوصا من القرى والمناطق التي تضررت بفعل الثورة، أو من أشخاص تربطهم مصالح خاصة مع السلطات البريطانية، ورغم تسميتها بـ"فصائل السلام"، فقد تورطت هذه المجموعات في مواجهات مسلحة ضد رجال المقاومة، وأسهمت في اعتقال عدد كبير منهم، مما أثار عداءً واسعاً تجاههم في الأوساط الشعبية.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
مع تراجع الثورة الفلسطينية الكبرى واقتراب الحرب العالمية الثانية، لم تعد فصائل السلام تمثل أولوية استراتيجية لبريطانيا، التي بدأت تتخلى تدريجياً عن دعمها لها. 

وبعد أن استُخدمت هذه التشكيلات لضرب الثوار وتفكيك البنية التنظيمية للانتفاضة، قامت سلطات الانتداب بحل معظم وحداتها وسحب الغطاء عنها، خاصة مع تصاعد الانتقادات الدولية والمحلية لطبيعة عملها. 


وقد تعرض العديد من أفراد هذه الفصائل للاغتيال أو الانتقام الشعبي بعد انكشاف تعاونهم، بينما انسحب آخرون من المشهد السياسي بهدوء، بذلك انتهى دور فصائل السلام بوصفها أداة مرحلية وظّفتها بريطانيا لتفتيت الجبهة الوطنية الفلسطينية، ثم تخلّت عنها بعد أن استنفدت وظيفتها.

ويتكرر هذا الأسلوب حاليا في قطاع غزة، وكشفت إذاعة جيش الاحتلال تفاصيل جديدة عن التعاون والدعم الإسرائيلي الذي تحظى به مجموعة "أبو شباب"، والتي تنشط في رفح، جنوب قطاع غزة.

وقالت الإذاعة، إن قوات "الجيش" نقلت أسلحة إلى عناصر المجموعة، من طراز "كلاشنكوف" والتي تمت مصادرتها من حماس والاستيلاء عليها في القطاع خلال العمليات الجارية.

ويتركز نشاط المجموعة في منطقة رفح، وهي المنطقة التي احتلها جيش الاحتلال، والآن يعمل رجال أبو شباب هناك.

وتزعم الإذاعة أن من بين مهام عناصر المجموعة حماية المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة، ومحاربة حماس، رغم أن الدلائل والتقارير تشير إلى ضلوع المجموعة بعمليات السطو على المساعدات، وتعمدها خلق حالة من الفوضى في غزة.

ومن ناحية أخرى، ذكرت صحيفة معاريف العبرية، أن "الجهة التي تقف وراء تجنيد مجموعة أبو الشباب الإجرامية هي جهاز الأمن العام (الشاباك)، فقد أوصى رئيس المنظمة، رونين بار، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا في تجنيد العصابة، وتزويدها ببنادق كلاشينكوف ومسدسات غُنِمت من حركتي حماس وحزب الله خلال حرب السيوف الحديدية، وهي الآن في مستودعات جيش الدفاع الإسرائيلي".

وبحسب تقرير آفي أشكنازي مراسل الصحيفة العسكري، فقد "قدّم رونين بار وجهاز الأمن العام (الشاباك) لرئيس الوزراء خطةً تجريبية ملخصها أن قطاع غزة يحتوي على كميات هائلة من الأسلحة المتنوعة - بنادق، وقاذفات قنابل، وصواريخ محمولة على الكتف، وغيرها ، وأن إدخال بعض البنادق والمسدسات بشكل مدروس ومُراقَب لن يُغيّر من سباق التسلح في غزة".

وذكرت الصحيفة، أن "مجموعة أبو الشباب تضم عشرات العناصر، وهي مكونة من عائلات عشائرية، ومعظم الشخصيات التي جندها جهاز الأمن العام (الشاباك) كعصابة مرتزقة لإسرائيل هم مجرمون غزيون يتاجرون في جرائم المخدرات والتهريب وجرائم الممتلكات"، وفق التقرير.

وكان أساس الفكرة العملياتية لجهاز الشاباك هو استخدام المجموعة كقيادة عمليات، ودراسة إمكانية تشكيل حكومة بديلة لحماس في خلية صغيرة ومحدودة المساحة داخل رفح بحسب الصحيفة.


وقالت المؤسسة الأمنية إنها "لا تُحيط بهذه المجموعة بحواجز ضخمة لتكون بديلاً عن حماس، بل هي عبارة عن بضع عشرات إلى بضع مئات من الأعضاء. الهدف الأساسي هو دراسة إمكانية بناء عناصر محلية تحل محل أنشطة حكومة حماس في مناطق محددة جغرافيا".

بدوره، زعم صحفي إسرائيلي أجرى مقابلة مع ياسر أبو شباب، الذي يقود المجموعة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أن الأخير ينسق مع جيش الاحتلال، ويعمل في مناطق تقع تحت سيطرته في القطاع.

وقال دورون كادوش المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال: إنه أجرى مقابلة مع أبو شباب، كاشفا عن تفاصيل أنشطته وتعاونه مع السلطة الفلسطينية، وعلاقة مجموعته بالاحتلال.
وزعم أبو شباب أن "مئات العائلات تلجأ إلينا، ونستقبل العشرات منها يوميًا، نحن نحميها في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش، يصلون إلينا عبر ممر إنساني، ونطالب بالسماح بنقل عشرات الآلاف من الأشخاص بأمان، وأن يكون الممر الإنساني تحت إشراف دولي".

وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "هناك علاقات تربطه مع السلطة الفلسطينية، وهي شريكة في عمليات التفتيش الأمني على مداخل المنطقة التي يتواجد فيها، علاقتنا مع السلطة قائمة في إطار المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وفي إطار شرعيتها القانونية، نجري عمليات تفتيش أمنية عبر جهاز المخابرات الفلسطينية، الذي يتعاون معنا في هذا الشأن لضمان عدم دخول عناصر معادية تُخرب مشروعنا للتحرر من حماس، دون أن نتلقى تمويلًا من السلطة".

وأوضح أننا "لا نعمل مع إسرائيل، لكن هدفنا حماية الفلسطينيين من حماس، أسلحتنا ليست من إسرائيل، بل هي أسلحة بسيطة جمعناها من السكان المحليين، دون استبعاد إمكانية التنسيق معها في المستقبل، وإذا تم أي تنسيق، فسيكون إنسانيا، لصالح أهلنا في شرق رفح، وسيتم تنفيذه من خلال قنوات الوساطة".

مقالات مشابهة

  • جندي إسرائيلي: قواتنا في غزة انتقلت من الهجوم إلى الدفاع
  • القوات الإسرائيلية تقتل شقيقين بذريعة محاولتها خطف سلاح جندي في نابلس
  • فلسطيني يسيطر على سلاح جندي إسرائيلي ويصيب4 جنود دفاعًا عن شقيقه(فيديو)
  • ما هي فصائل السلام التي شكلتها بريطانيا لقمع ثورة الفلسطينيين؟
  • تحذيرات من تفشي “سكايبوس” في سجن “مجدّو” وسط إهمال طبي متعمد بحق الأسرى الفلسطينيين
  • “قوات القاسم”: استولى مقاتلونا على مواد متفجرة تستخدم في نسف منازل المواطنين في غزة
  • تحذير إسرائيلي من عواقب استمرار ارتكاب جرائم الحرب ضد الفلسطينيين
  • والدة جندي إسرائيلي قتيل : جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه
  • “الخيرية الهاشمية” توزع لحوم الأضاحي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالأردن
  • والدة جندي إسرائيلي قتل بكمين خان يونس: جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه