مطالبات بآلية دولية لإنقاذ الملايين من الجوع في السودان
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
حذرت 3 هيئات ومنظمات محلية ودولية من أن المجاعة في السودان وصلت إلى معدلات خطيرة تهدد حياة الملايين من النازحين والعالقين في مناطق القتال.
التغيير_ وكالات
وبالتزامن مع تقارير مفزعة عن أزمة غذاء حادة في عدد من مناطق السودان، أعلنت الشبكة الدولية لنظام الإنذار المبكر المجاعة في أكبر معسكر للنازحين في دارفور، وهو ثالث إعلان رسمي للمجاعة منذ عشرين عاما، في حين أكدت تنسيقية معسكرات اللاجئين في الإقليم عن ارتفاع كبير في حالات الموت بسبب الجوع.
وطالبت منظمات محلية بتعميم إعلان المجاعة بمخيم زمزم على كافة المخيمات والأماكن الأخرى في كافة أنحاء السودان نظرا للأوضاع الغذائية والإنسانية المتردية هناك، في ظل شمول القتال 70 في المئة من مناطق البلاد وصعوبة توصيل المساعدات الإنسانية وتراجع القدرة الشرائية لدى أكثر من 80 في المئة من السودانيين بسبب الارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية.
ونقلت “رويترز” عن خبراء ومسؤولين في الأمم المتحدة قولهم إن تصنيف البلاد على أنها دولة مجاعة قد يؤدي إلى صدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمنح الوكالات القدرة على توصيل الإغاثة عبر الحدود إلى المحتاجين.
ودعا الهادي ادريس، عضو مجلس السيادة السابق ورئيس الجبهة الثورية التي تضم عددا من الحركات المسلحة المحايدة في الحرب الحالية في السودان، إلى ضرورة تشكيل آلية رقابة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لضمان انسياب الإغاثة والمساعدات الإنسانية لملايين النازحين والعالقين في مناطق القتال، مشددا على ضرورة الضغط على أطراف الحرب من أجل وقف القتال وفتح الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية.
وضع مأساويووفقا لمعيار “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”، فإن معسكر “زمزم” في شمال دارفور، الذي يأوي زهاء نصف مليون نازح قد دخل في مرحلة المجاعة الفعلية، مع بروز مؤشرات حقيقية في معسكري أبو شوك والسلام، ولكن “الأدلة المحدودة المتاحة تحول دون تأكيد المسألة”.
وأكدت الشبكة أن الأدلة المعقولة تشير إلى تجاوز عتبات المجاعة – المرحلة الخامسة من معيار التصنيف المرحلي المتكامل – في معسكر زمزم للنازحين، دون أن تجزم قطعيا بحدوثها في مناطق أخرى.
وقال آدم رجال، الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين – هيئة شعبية -، إن ما بين 20 إلى 25 شخصا، من بينهم الأطفال والنساء الحمل والأمهات والعجزة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، يموتون يوميا في معسكرات النازحين بسبب سوء التغذية الحاد وانعدام الدواء والعلاج.
ويزداد الأمر سوءا في معسكر زمزم، الذي يقع على بعد 12 كيلومترا جنوبي مدينة الفاشر.
وأوضح رجال: “المخزون الغذائي استنفد والطرق والممرات لعبور المساعدات الإنسانية مغلقة، وتوقفت الأنشطة الزراعية بسبب التعقيدات الأمنية”.
مصاعب كبيرةوتواجه المجموعات الطوعية، التي تعمل في مجال تخفيف كارثة الجوع التي تحاصر نحو 25 مليونا من سكان السودان، البالغ تعدادهم نحو 48 مليونا، مصاعب كبيرة حيث اضطرت لتقليص أنشطتها بعد الانفجار الأخير في أسعار المواد الغذائية، مما زاد من معاناة النازحين والعالقين في مناطق القتال.
وشل الانهيار المتسارع للجنيه قدرة المجموعات الطوعية على تغطية احتياجات الوجبات اليومية، بعد ارتفاع معظم أسعار السلع والمنتجات الغذائية بنسب تراوحت ما بين 150 إلى 300 في المئة خلال الأسابيع الثلاث الأخيرة، توازيا مع تزايد انهيار الجنيه، حيث يجري تداول الدولار الواحد حاليا عند 2700 جنيه، مقارنة مع 600 جنيه عند اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023.
ومع فقدان أكثر من 60 في المئة من السودانيين مصادر عيشهم بسبب الحرب، تشهد مراكز توزيع الوجبات اليومية في بعض المناطق طوابير طويلة للحصول على القليل من الطعام المكون من مواد بسيطة تكفي بالكاد لسد الرمق.
الوسومالسودان المجاعة في السودان تدخل منظمات
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السودان المجاعة في السودان تدخل منظمات
إقرأ أيضاً:
طبيب بريطاني: الماء والملح قوت أطفال غزة وسط المجاعة
لندن - صفا قال الجراح البريطاني غرايم غروم، العائد من مهمة تطوعية في قطاع غزة : إن الأطفال هناك "يحاولون النوم ببطون مملوءة بالماء والملح، في ظل أزمة إنسانية مفتعلة، وصفها بالهمجية التي تعود إلى العصور الوسطى". وكشف غروم عن مشاهد صادمة عاشها خلال عمله ضمن فريق طبي تطوعي في غزة، حيث يعاني الفلسطينيون من مجاعة ونقص في التغذية، تسببا بوفاة عشرات الرضع وتدهور حالة الجرحى المدنيين. وأوضح غروم لوكالة "الأناضول"، أن الجوع المتزايد يؤثر بشكل مباشر على المصابين ويمنع تعافيهم، ويزيد من معدلات العدوى، ويضاعف من خطر الوفاة. وذكر أن الجوع لا يقتصر على المرضى، بل يمتد أيضًا إلى الطواقم الطبية، مشيرًا إلى أن "ما يجري في غزة ليس مجاعة طبيعية، بل مفتعلة". وأشار إلى أنه زار في 27 مايو/أيار الماضي عيادة مختصة بسوء التغذية في غزة، وأبلغه طبيب أطفال بوفاة 60 رضيعًا، بسبب الجوع منذ بدء الحصار، بعضهم كان يعاني من عدم تحمل اللاكتوز (سكر الحليب) ولم يكن هناك حليب خاص لهم. وأضاف "يتم تشخيص 12 طفلًا يوميًا، بسوء تغذية حاد، بينما تعاني بعض الأمهات من الجوع لدرجة تعيق قدرتهن على إرضاع أطفالهن". وذكر أن المجاعة طالت أيضًا العاملين في القطاع الصحي، مستشهدًا بزميله طبيب التخدير الفلسطيني نزار أبو دقة، الذي قال له إن عائلته لم تجد ما تأكله. وتابع أن "أطفال زميله الستة، الذين تتراوح أعمارهم بين عامين ونصف و13 عامًا، ملأوا بطونهم بالماء ولعقوا قليلًا من الملح حتى يتمكنوا من النوم". وذكر أن زميله تمكن من شراء 8 كيلوغرامات من الطحين مقابل 300 دولار، وهو كل ما كان يملكه، وقد يكفيهم لبضعة أيام فقط وبعدها لا يملكون شيئًا. وقال إن الأطفال يحاولون النوم ببطون ممتلئة بالماء والملح في ظل تفشي الجوع ونقص التغذية، مؤكدًا أن الأزمة الإنسانية بلغت مستويات كارثية. وحذر الجراح البريطاني من أن سوء التغذية يضر بالأطفال بشكل خاص ويترك آثارًا صحية ونمائية دائمة. ووجه غروم نداء لقادة العالم قائلًا: "ما نشهده في غزة هو همجية تعود إلى العصور الوسطى، ويجب وقف القصف والسماح بدخول الغذاء".