مع استمرار العدوان على غزة، تتكرّر التوترات والأزمات بين تركيا و"إسرائيل" بشكل متصاعد، وآخرها تصريح أردوغان بخصوص إمكانية التدخّل العسكري لبلاده والتي ردّ عليها وزير خارجية الاحتلال بتهديده بمصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ثم حداد تركيا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي تحول لأزمة إضافية بين الجانبين.

تهديد أردوغان

خلال حديثه بين كوادر حزبه وأنصاره، وفي معرض رده على انتقادات بعض أحزاب المعارضة على موقف الحكومة الرسمي تجاه حرب الإبادة في غزة والعلاقة مع دولة الاحتلال، أكد الرئيس التركي قبل أيام أنه وجه دعوة للرئيس الفلسطيني محمود عباس لإلقاء خطاب أمام مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان) كردٍّ على خطاب نتنياهو أمام الكونغرس.

بيدَ أن التصريح الأكثر إثارة للاهتمام كان حديث أردوغان عن أن على بلاده أن تصبح قوية جدًا "حتى لا تفعل إسرائيل ما تفعله بالفلسطينيين"، وأنه "ليس ثمة ما يمنع" أن تتدخل بلاده في فلسطين – أي عسكريًا – كما فعلت في كل من ليبيا وإقليم ناغورني قره باغ بعد أن تتقوى.

ورغم أن التصريح لا يتحدث عن نية أنقرة التدخل العسكري وإنما ينظّر لأهمية قوة تركيا والصناعات الدفاعية فيها تحديدًا لمنع تكرار العدوان على الفلسطينيين، أو لنقل إنه علق سبب عدم التدخل على عدم امتلاك القوة الكافية، إلا أنه استفز ردات فعل غاضبة وحادة من المسؤولين "الإسرائيليين".

فقد هدّد وزير الخارجية يسرائيل كاتس أردوغان بـ "مصير صدام حسين" داعيًا إياه إلى أن "يذكر ما حصل وكيف انتهى الأمر"، كما دعا حلف شمال الأطلسي (الناتو) لطرد تركيا منه موجّهًا سفراءه في الدول أعضاء الحلف للضغط بهذا الاتجاه، كما دعا زعيم المعارضة يائير لبيد أعضاء الحلف لإدانة تصريحه "وإجباره على إنهاء دعمه لحماس". وهي تصريحات ردت عليها الخارجية التركية بأن "مصير مرتكبي الإبادة الحالية لن يختلف عن مصير مرتكب الإبادة السابقة، هتلر".

وإذا كان من اللافت غياب أي تعقيب من الأمانة العامة للحلف وأي عضو فيه، بينما أيّدها السياسي الهولندي المتطرف خيرت فيلدرز، فإن السؤال الأهم يدور حول الدافع لها، ولا سيما في هذا التوقيت. ومن الواضح أن "إسرائيل" سعت لهدفين رئيسيين من هذا التصريح، أولهما إرسال رسالة تحذير وتهديد لتركيا بإمكانية "معاقبتها" في مساحة يمكنها الإضرار بها، وهي العلاقة مع الولايات المتحدة وحلف الناتو.

وأما الثاني فهو انزعاجها من خطوات تركيا التي كانت سدّت أمامها مسارات للتعاون مع الحلف والتي يمكن أن تتكرر مستقبلًا. فقد كانت أنقرة استخدمت "الفيتو" أمام مشاركة "إٍسرائيل" في أنشطة الحلف بما فيها المناورات بعد أزمة سفينة مرمرة في 2010، قبل أن ترفع تلك القيود تدريجيًا بعد عودة العلاقات، وصولًا لفتح "إسرائيل" مكتب ارتباط في بروكسل كدولة شريكة للحلف.

الأهم، أن الرئيس التركي كان هدد في قمة الناتو الأخيرة بأن بلاده لن توافق على "مبادرات التعاون بين إسرائيل والناتو، حتى تأسيس سلام شامل ومستدام على الأراضي الفلسطينية".

ولئن كان من غير المتصور تجاوب الحلف مع هذا التحريض، لحاجته لأنقرة في عدد من الملفات الحيوية المتعلقة في المنطقة والحرب الروسية – الأوكرانية وغيرها، إلا أن ذلك مما يزيد في حالة التوتر غير المعلنة بين أنقرة وبروكسل. كما أنه لا يلغي مستوى الوقاحة في تهديدات الساسة "الإسرائيليين"، بما في ذلك "التذكير بمصير صدام حسين" والذي يُعدُّ تهديدًا مزدوجًا لأردوغان كشخص بمصير مشابه (أي الإعدام)، ولتركيا كدولة بإذكاء الصراعات الداخلية، وتفعيل سيناريوهات التشتت والفوضى والضعف.

تأبين هنية

وجاءت الأزمة التالية سريعًا جدًا مع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والذي أدانه أردوغان ووصفه بـ "الهجوم الشنيع" و"الهمجية الصهيونية" والاغتيال الغادر "لأخي إسماعيل هنية".

كما شارك العديد من السياسيين والشخصيات العامة التركية في تشييع الشهيد لمثواه الأخير في الدوحة، مع وفد رسمي يتقدمه رئيس البرلمان نعمان كورتولموش، ونائب الرئيس جودت يلماظ، ووزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالين، ورئيس لجنة الصداقة الفلسطينية – التركية في البرلمان حسن توران، إضافة لرؤساء عدد من الأحزاب السياسية.

كما أعلنت تركيا يوم الجمعة الماضي يوم حدادٍ وطنيٍّ على هنية، ونكّست الأعلام في البلاد، بما في ذلك العلم التركي على السفارة التركية في تل أبيب. وردًا على ذلك، استدعت الخارجية "الإٍسرائيلية" نائب السفير التركي "لتوبيخه" على ذلك، وقال كاتس؛ إن على طاقم السفارة "الذهاب لتركيا والحزن مع رئيسهم" إذا كانوا يريدون الحداد.

كما دعا وزيرُ الأمن القومي بن غفير، السفيرَ التركي لإنزال العلم والعودة لبلاده علمًا أنه في أنقرة منذ أشهر، وقال رئيس حزب "إٍسرائيل بيتنا" ليبرمان؛ إن "تنكيس العلم التركي وصمة عار كبيرة" رافضًا وجود سفارة في تل أبيب "لدولة وقفت منذ بداية الحرب إلى جانب المنظمات الإرهابية".

أزمات متتالية

تثبت الأزمات المتتالية، والمتعاظمة مع الوقت، بين أنقرة وتل أبيب أن العلاقات بينهما لا تقف على أرضية صلبة. فرغم أن حرب "طوفان الأقصى" أتت في سياق أفضل علاقات ثنائية بينهما منذ 15 عامًا وفي ظل رغبة الجانبين بتطويرها، فإنّ الحقائق فرضت نفسها بشكل لم يمكن تجاهله.

لقد أظهرت الحرب الوجه القبيح الحقيقي للاحتلال، ولم يمكن لتركيا التغاضي عن الجرائم والمجازر المتكررة وفق ما كانت تنوي سابقًا، أي الفصل بين علاقاتها مع تل أبيب وسياسات الأخيرة تجاه الفلسطينيين، لا سيما مع موقف الشارع التركي وأحزاب المعارضة ذات الخلفية الإسلامية والمحافظة.

وقد أعاد ذلك تذكير تركيا بأن مصالحها الجوهرية متناقضة مع "إسرائيل" على عكس ما ادعت بعض التصريحات الدبلوماسية المُجاملة خلال مسار المصالحة والتقارب، من شرق المتوسط للصراع مع اليونان ومن دعم المنظمات الانفصالية إلى التحريض على تركيا في الغرب. كما أعادت الحرب أنقرة لحقيقة أن المشكلة ليست محصورة في شخص نتنياهو، وإنما تنسحب على مجمل النخبة السياسية والعسكرية والأمنية بل ومعظم المجتمع في دولة الاحتلال.

إن توصيف أنقرة لما تقترفه قوات الاحتلال في غزة على أنها إبادة جماعية صحيح ودقيق ونابع من الحقائق والوقائع، وليس مجرد ردة فعل أو خطاب ضاغط عليها، كما أن التصريحات العدائية لأنقرة في دولة الاحتلال بعد الأزمات الأخيرة تظهر موقفها الحقيقي من تركيا وقيادتها وخصوصًا أردوغان.

يضاف لكل ما سبق أن تركيا باتت تنظر إلى حكومة نتنياهو على أنها تسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة بشكل ممنهج ومقصود ومتصاعد. وقد قال أردوغان؛ إنها "خطر على الإنسانية جمعاء" محذرًا من أنه لا أحد يمكن أن يضمن أن "من وضعوا أعينهم على لبنان لن يمدّوا أياديهم القذرة لأماكن أخرى".

وعليه، ينبغي على أنقرة أن تتصرف وفق هذه التوصيفات والقناعات والمستجدات التي أكدت حقائق تم تجاهلها سابقًا لحسابات سياسية مفهومة في سياق التقارب مع تل أبيب. تستطيع تركيا، وينبغي عليها، اليوم وضع كل ما وعدت أو هدّدت به موضع التفعيل، مثل المشاركة في قضية الإبادة أمام محكمة العدل الدولية، والقطع الكامل والنهائي للعلاقات التجارية مع "إسرائيل"، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها.

كما ينبغي، تناغمًا مع توصيف الأخيرة كدولة إرهاب وفعلها كإبادة وحماس كحركة مقاومة لا منظمة إرهابية، تعميق العلاقات مع فصائل المقاومة، وتقديم الدعم الذي يتجاوز الموقف السياسي الحالي – على أهميته – نحو مجالات أخرى، والضغط باتجاه إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع رغمًا عن كل المانعين والممانعين والمماطلين.

ويضاف لكل ما سبق مسارات أخرى لا تقلّ أهمية، مثل التنسيق مع الدول ذات السقف الأعلى ضد الإبادة، والدول ذات التأثير على الساحة الدولية، وتثبيت الفيتو على أي مشاركة لدولة الاحتلال، في، ومع الناتو، وغير ذلك من خطوات تساهم في عزلة الأخيرة والضغط عليها، حيث لا يساهم ذلك فقط في حقن دماء الفلسطينيين وإمكانية وقف العدوان عليهم، ولكن كذلك – وفق قناعة أنقرة الصحيحة مؤخرًا – في حماية المنطقة من مغامراتها التدميرية التي لن تكون تركيا نفسها بمعزل عن ارتداداتها السلبية إن حصلت.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تل أبیب

إقرأ أيضاً:

كفارة من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية .. عليك 4 أمور واجبة

حكم ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية من أكثر الأسئلة التي يطرحها البعض، حيث إن صلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم، وأنه لا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، كما قال تعالى «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (الجمعة:9).

وثبت حكم صلاة الجمعة في حديث صحيح رويعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»، قوله صلى الله عليه وسلم: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ » (رواه: أبو داود).

كفارة من ترك صلاة الجمعة

كفارة من ترك صلاة الجمعة هي التوبة النصوح إلى الله تعالى، وملازمة قراءة القرآن والذكر والاستغفار، وتأدية صلاة الجمعة في بيت الله مع الجماعة، والتزود بخير الزاد. قال الله تعالى: “وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ” [البقرة:197].

 شروط التوبة من ترك صلاة الجمعة

ذكر العلماء شروط التوبة المقبولة على المرء أن يجتهد ليحصّلها كلها حتى يطمئنّ أن توبته قد قبلت، والشروط هي:

1- إخلاص النية لله تعالى من هذه التوبة، فلا تكن سعيًا لمرضاة أي أحد سواه.

2- الإقلاع عن الذنب وتركه نهائيًا.

3- الندم على إتيانه والوقوع فيه من قبل.

4-عقد العزم على عدم العودة إليه ثانية. الشروع بالتوبة والإقبال على الله تعالى قبل أن يغرغر الإنسان عند الموت.

فضل المشي إلى صلاة الجمعة .. لن تتخيل ماذا أعد الله للمؤمنينهل تُحسب صلاة الجمعة جماعة لمن أدرك التشهد الأخير؟.. إليك الحكم بالتفصيل
حكم من ترك ثلاث جمعات من غير عذر

بيّن الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، أن من ترك صلاة الجمعة لأكثر من مرة، فإنه بذلك بدأ يرتكب آثامًا ومَعاصي، وهي علامة من العلامات السيئة.


وأوضح «جمعة» أن من ترك صلاتين من صلاة الجمعة، أي لأسبوعين، فهذا الأمر لا يجعله يخرج من ملة الإسلام، منوهًا بأن خروج المسلم عن الملة أمر صعب.ولفت إلى أن الإمام مالك ذهب إلى أن من ترك ثلاث صلوات للجمع متتالية، بغير عذر، أو بعذر غير مقبول كالنوم بسبب السهر بالليل للعب، فإنه تُرد شهادته، بمعنى أنه لا يقبل القاضي شهادته في المحكمة، بما يدل على حالة النقص، مشيرًا إلى أن الخروج من الملة هي أقاويل المتطرفين.

حكم ترك صلاة الجمعة

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن صلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم بالغ عاقل قادر، وأنه لا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، كما قال الله تعالى «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (الجمعة:9).


واستدل الأزهر على «حكم ترك صلاة الجمعة » بما روى الإمام النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»، متابعًا قوله صلى الله عليه وسلم: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ». (رواه: أبو داود).


ونبه على الأزهر ترك صلاة الجمعة إثم كبير ما دام بغير عذرٍ يمنعه من أداء صلاة الجمعة، وأنه قد ورد في ترك صلاة الجمعة وعيد شديد كما في الحديث الشريف: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ» (رواه: النسائي).


واستدل أيضًا على حكم ترك صلاة الجمعة بقول النبي صلى الله عليه وسلم قال أيضًا: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [رواه: مسلم].

كيفية المحافظة على الصلاة

تعد الصلاة عماد الدين وأحد أركان الإسلام الخمسة التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف: «بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ».
 

وورد عن أَبي هُريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «الصَّلواتُ الخَمْس، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ» رواه مسلم،وعن عثمانَ بنِ عفان-رضي الله عنه-قالَ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه-صلى الله عليه وسلم-يقولُ: «ما مِن امرئ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ» رواه مسلم.
 

وقال الإمام النووي في شرح الحديث السابق: «وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَتْ كَفَّارَة لِمَا قَبْلهَا مِنْ الذُّنُوب مَا لَمْ يُؤْت كَبِيرَة وَذَلِكَ الدَّهْر كُلّه. مَعْنَاهُ أَنَّ الذُّنُوب كُلّهَا تُغْفَر إِلَّا الْكَبَائِر فَإِنَّهَا لَا تُغْفَر، وَلَيْسَ الْمُرَاد أَنَّ الذُّنُوب تُغْفَر مَا لَمْ تَكُنْ كَبِيرَة، فَإِنْ كَانَ لَا يُغْفَر شَيْء مِنْ الصَّغَائِر، فَإِنَّ هَذَا وَإِنْ كَانَ مُحْتَمَلًا فَسِيَاق الْأَحَادِيث يَأْبَاهُ. قَالَ الْقَاضِي عِيَاض: هَذَا الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث مِنْ غُفْرَان الذُّنُوب مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرَة هُوَ مَذْهَب أَهْل السُّنَّة، وَأَنَّ الْكَبَائِر إِنَّمَا تُكَفِّرهَا التَّوْبَة أَوْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى وَفَضْله، وَاَللَّه أَعْلَم».
 

كيفية المحافظة على الصلاة
1- راقب أوقات الصلاة: استخدم رزنامة توضّح أوقات الصلاة أو ساعة خاصة بذلك أو تطبيقًا على الجوال، أو أي طريقة أخرى لتبقى مراقبًا لأوقات الصلاة أولًا بأول.


2-انتظر الصلاة إلى الصلاة: إن السبب الأساسي لتأخير الصلاة هو الغفلة عن مواعيدها، والالتهاء أوقات الصلوات، والحل المباشر لهذه المشكلة هو تعويد نفسك على انتظار الصلوات، هذا لا يعني بالتأكيد أن تبقى جالسًا على السجادة بعد كل صلاة تنتظر الصلاة التالية، بل يعني أن تبقى متنبهًا طوال الوقت إلى كم من الوقت تبقى للأذان التالي، وأن تبقى متيقّظًا في كل لحظة إلى موقعك من اليوم ومن أوقات الصلوات الأخرى، حتى إذا اقترب وقت الأذان كنتَ على استعداد للصلاة قبل أن يؤذن.

3- استعد قبل الأذان: تسمع الأذان، ثم تدّعي أنك تريد فقط إكمال ما بدأت به من أعمال، ثم تنسى الصلاة، ويستمر ذلك لساعات قبل أن تتذكر الصلاة مرة أخرى، هل هذا أمر مألوف بالنسبة لك! إنه يتكرر كثيرًا معنا جميعًا، لذلك وجب أن تتجنّب ذلك عن طريق الاستعداد "قبل الأذان"، بما أنك صرت تعرف أوقات الأذان، وتنتظر الصلاة إلى الصلاة، فأنت تعرف متى يكون وقت الأذان القادم، عندما يتبقى 5 دقائق لهذا الأذان، اترك كل ما في يديك واذهب لتهيّئ نفسك للصلاة، توضّأ، ثم افرش سجادة الصلاة واجلس عليها لتستغفر أو تسبح أو تقرأ بعض الآيات لمدة دقيقتين فقط قبل الأذان، هذه الدقائق الخمس رغم قصرها، إلا أنهما تعدّك للصلاة وتجبرك على أدائها في وقتها، كما أنها تساعد في تصفية ذهنك لتكون أكثر خشعًا في الصلاة.
 

4- اذهب للمسجد: الخطوة السابقة تفيد جدًا، لكن إذا كنت رجلًا فما رأيك بأدائها في المسجد بدلًا من مكان العمل أو البيت؟ الصلاة في المسجد تعين على الالتزام، كما أنها تضاعف الأجر، وتجمع المسلمين على ما يوحّدهم ويذكّرهم بخالقهم، حاول أن تُلزم نفسك بصلاتين على الأقل في المسجد كل يوم.
 

5- وتعاونوا على البر والتقوى: مشكلة تأخير الصلاة هي مشكلة شائعة بين الناس، والجميع يطمح إلى تجاوزها، تعاون مع صديق لك، أو أخ، أو زوج للتخلص منها، ذكروا بعضكم بالصلوات، أو أعدّوا جدولًا للتقييم وتنافسوا بينكم، أيقظوا بعضكم على صلاة الفجر، وابتكروا طرقًا خاصة بكم لتتحدوا بها هذه المشكلة.
 

6- الدعاء بأن يعينك الله: مهما بذلت من الجهود للمحافظة على الصلاة على وقتها، تذكر أن هذا توفيق من الله، يوفّق لهُ من يُخلصُ نيّته ويُحسن التوجّه إليه، فادعُ الله دائمًا بأن يعينك على أداء الصلوات في أوقاتها، وأن يقبلها منك.
 

فضل المحافظة على الصلاة في وقتها
فضل المحافظة على الصلاة في وقتها ، إنّ للصلاة فضلًا عظيمًا، فهي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين، ومن أعظم شعائر الدين، وأفضلها الصلاة على وقتها مصداقًا لما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن أيّ الأعمال أحبّ إلى الله تعالى، فقال: «الصلاة على وقتها، قال: ثمّ أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قال: ثمّ أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله»، فضل المحافظة على الصلاة في وقتها ، وقد دلّ الحديث على أنّ الصلاة على وقتها أفضل الأعمال البدنيّة، ويشترط أداء الصلاة في أوّل وقتها؛ لتكون أحبّ الأعمال إلى الله تعالى؛ ولذلك فإنّ أداء الصلاة في أوّل الوقت أفضل من التراخي في أدائها، ويجدر بيان أنّ الله -تعالى- جعل لأداء الصلاة فضلٌ عظيمٌ، ولا سيّما إن كان على وقتها، ومن هذه الفضائل ما يأتي:
 

فضل المحافظة على الصلاة
1. نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا.

2. محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله تعالى ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.

3. أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.

4. يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده.

5. تُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى.

6. عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أجر من خرج إلى الصلاة بأجر الحاجّ المُحرم.7. أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.

8. يُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.

9. يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه.

10. تبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه

فضائل دنيويّة عاجلة للمصلي

أولًا: أفضل الأعمال وأحبها إلى الله سبحانه وتعالى بعد الشهادتين.

ثانيًا: نور ونجاة لصاحبها الذي يحافظ عليها في الدنيا.

ثالثًا: نهيها صاحبَها عن بذاءة اللسان وفحشه وعن منكرات الأعمال وسيئاتها؛ قال تعالى: «اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ».

رابعًا: غسل الخطايا التي يمكن أن تصدر عن العبد، وبما أنّ عدد الصلوات خمس فالمسلم الذي يصلي يغسل خطاياه خمس مرات في اليوم. خامسًا: تكفير السيئات وغفران الذنوب التي تحدث بين صلاة وأخرى.

سادسًا: انتظار الفرض منها بعد الفرض يعدّ رباطًا في سبيل الله تعالى.سابعًا: إكرام الله تعالى لمن يصليها برفع درجاته وحطّ خطاياه.

ثامنًا: كتابة الحسنات لمن مشى إليها. تاسعًا: صلاة الملائكة على صاحبها ما دام في مصلاه. عاشرًا: كتابة الأجر لصاحبها كأنّه حضرها في حال استعد لها وذهب ووجد الناس قد سبقوه بها.

الحادي عشر: كتابة أجر الحاج المحرم لمن خرج من بيته متطهرًا ليصليها

فضل الصلاة في الآخرة

سبب كبير لدخول الجنة ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم فيها.يُعِد الله عز وجل ضيافة في الجنة لمن غدًا بها وراح، نورًا لصاحبها يوم القيامة.

طباعة شارك حكم ترك صلاة الجمعة حكم ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية ما هي عقوبة ترك صلاة الجمعة عقوبة ترك صلاة الجمعة ما هي كفارة ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية كفارة ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية ما هي كفارة من لم يصلي صلاة الجمعة كفارة من لم يصلي صلاة الجمعة حكم الذي لا يصلي الجمعة بسبب العمل حكم تارك صلاة الجمعة بسبب النوم تارك صلاة الجمعة حكم ترك صلاة الجمعة بسبب العمل حكم من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية ترك صلاة الجمعة متعمدا حكم ترك صلاة الجمعة متعمدا من ترك صلاة الجمعة فقد كفر هل ترك صلاة الجمعة من الكبائر حكم ترك صلاة الجمعة بسبب التعب حكم ترك صلاة الجمعة بسبب العمل في الغرب حكم من ترك ثلاث جمعات من غير عذر صلاة الجمعة ترك صلاه الجمعه

مقالات مشابهة

  • الإغاثة الأوروبية تقف مع مؤسسة الأزهر وتدين التهديدات الإسرائيلية ضدها
  • تحولات في العلاقات بين إسرائيل وهولندا بسبب الحرب على غزة
  • أردوغان: سنسلمكم تركيا خالية من الإرهاب
  • كفارة من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية .. عليك 4 أمور واجبة
  • كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟
  • التغلغل التركي في قبرص الشمالية يدفع إسرائيل لخطة طوارئ
  • تركيا ترحب بالخطوات المتخذة للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • رئيس البرلمان التركي يتوعد نتنياهو بالمحاكمة الدولية على جرائم غزة
  • رئيس ديوان المحاسبة يلتقي نظيره التركي في أنقرة
  • إسرائيل.. تمديد اعتقال موظف بالسفارة التركية صوّر قاصرات في غرف تغيير الملابس