التغلغل التركي في قبرص الشمالية يدفع إسرائيل لخطة طوارئ
تاريخ النشر: 31st, July 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – في الذكرى الـ51 لعملية السلام القبرصية التي قامت بها تركيا عام 1974، نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية تحليلاً مثيرًا للاهتمام. زعم التقرير أن جمهورية شمال قبرص التركية (قبرص الشمالية) أصبحت قاعدة لأنشطة استخباراتية وصاروخية وإرهابية تابعة لتركيا وإيران.
وذكرت الصحيفة أن قبرص الشمالية تحولت بعد نصف قرن إلى “قاعدة عسكرية واستخباراتية صامتة لكنها فعالة” لصالح تركيا.
وفقًا للتقرير الذي كتبه محلل العلاقات الدولية “شاي جال”، نائب رئيس الشؤون الخارجية في شركة الصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية، نشرت تركيا طائرات “بيرقدار تي بي 2” المسلحة بدون طيار في قاعدة غيتكال الجوية منذ عام 2021، وعرضت أنظمة “أكينجي” المسيرة في عام 2024.
وزعم أن هذه الطائرات يمكنها الوصول بسرعة إلى منصات الطاقة والنقاط الاستراتيجية قبالة سواحل إسرائيل. كما أفادت مصادر إسرائيلية بنشر صواريخ “أتماكا” المضادة للسفن وصواريخ “تايفون” الباليستية ذات المدى البالغ 560 كم في قبرص الشمالية.
وادعى التقرير أن هذه الأنظمة، عند نشرها حول جيرني وغازي ماغوسا، يمكنها استهداف مواقع مثل تل أبيب والقدس وخليج حيفا.
وزعمت الصحيفة أن قبرص الشمالية لم تتحول فقط إلى قاعدة عسكرية، بل أصبحت أيضًا مركزًا للعمليات المالية والاستخباراتية. وأشار التقرير إلى تصاعد نشاط حركة “حماس” وقوات “قدس” التابعة للحرس الثوري الإيراني، مشيرًا إلى أن وثائق تم الاستيلاء عليها خلال عمليات إسرائيل ضد غزة في 2021 و2023 كشفت أن “حماس” تدير خطط هجوم ضد أهداف إسرائيلية في أوروبا من شمال قبرص وتركيا.
كما ذكر التقرير اكتشاف خلية تابعة لـ”قوات قدس” في المنطقة عام 2023، كانت تستعد لعمليات ضد إسرائيليين في أوروبا.
وادعت “إسرائيل هيوم” أن الفنادق والكازينوهات وبعض الجامعات في قبرص الشمالية تُستخدم لغسيل الأموال والتجسس والابتزاز الدبلوماسي لصالح إيران و”حماس”. كما زعمت أن عمليات “مصائد العسل” استُخدمت للحصول على معلومات من دبلوماسيين أجانب.
وأشار التقرير إلى أن غياب الشفافية في العديد من الشركات بالمنطقة جعلها مركزًا جذابًا للجهات التي تسعى إلى الالتفاف على العقوبات الدولية.
كما انتقد التقرير استمرار التعاون الأمني بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، قائلاً إنه “يخلق ثغرة أمنية لكل من قبرص وإسرائيل”، رغم أن الاتحاد لا يعترف بسيادة أنقرة على أراضٍ قبرصية محتلة. كما زعم أن مبدأ الإجماع في الناتو يجعل من غير العملي تفعيل المادة 5 (الدفاع المشترك) في حالة حدوث توتر مع تركيا.
وذكرت الصحيفة أن بعض الأوساط الأمنية الإسرائيلية، وإن لم تعلن رسميًا، تدعو إلى تنسيق عسكري مع اليونان وقبرص الجنوبية إذا زادت التهديدات القادمة من قبرص الشمالية. وأشارت إلى أن اسم هذه العملية المحتملة قد يكون “غضب بوسيدون”.
ويتضمن السيناريو المزعوم منع تعزيزات تركيا العسكرية للجزيرة، وتعطيل أنظمة الدفاع الجوي، وتدمير مراكز الاستخبارات، وأخيرًا استعادة السيطرة على الأراضي التابعة لقبرص الجنوبية وفقًا للقانون الدولي.
واختتم التقرير بالإشارة إلى العمليات الإسرائيلية السابقة ضد المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدًا أن “السيناريوهات التي تبدو غير محتملة اليوم قد تصبح واقعًا غدًا”.
Tags: إسرائيلاسطنبولتركياقبرصقبرص الشمالية
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: إسرائيل اسطنبول تركيا قبرص قبرص الشمالية قبرص الشمالیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يدفع بخطة لتهجير فلسطينيي غزة.. وتفاهمات مع خمس دول لاستيعابهم
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعد وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بالشروع في تنفيذ خطة لتهجير آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة خلال أسابيع، حال عدم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، في محاولة لإبقائه ضمن الائتلاف الحكومي.
ووفقًا للصحيفة، بدأ نتنياهو بالفعل اتخاذ خطوات عملية لتسريع ما وصفه بـ"التهجير الطوعي"، تشمل اجتماعات دورية حول الخطة، بمعدل مرة أسبوعيًا، وتوزيع الصلاحيات بين الأجهزة المعنية، أبرزها الموساد ووزارة الخارجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو وجّه جهاز الموساد لتكثيف الاتصالات مع خمس دول، لم يُكشف عن أسمائها، لاستيعاب الفلسطينيين المرحّلين، في حين ذكرت تقارير سابقة أن إسرائيل تواصلت مع كل من إثيوبيا، ليبيا، وإندونيسيا ضمن قائمة الدول المحتملة.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الموساد ديفيد برنياع، الذي يتواجد حاليًا في الولايات المتحدة، ناقش هذا الملف مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وعدد من المسؤولين الأمريكيين، وطلب دعما أمريكيا لتقديم حوافز لتلك الدول مقابل استقبال المهجّرين.
وبحسب الخطة، سيتم تنفيذ "الهجرة الطوعية" من غزة إلى الأردن عبر إسرائيل، وليس من خلال الأراضي المصرية كما كان يُخطط سابقًا.
وتشمل المرحلة الأولى تهجير آلاف الفلسطينيين خلال الأسبوع الأول من التطبيق.
وفي سياق متصل، تعهد نتنياهو لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالمضي قدمًا في خطة لاحتلال أجزاء من قطاع غزة، في حال فشل جهود التوصل إلى صفقة مع حماس، وذلك لتفادي انسحاب سموتريتش من الحكومة.
وكشفت صحيفة هآرتس أن نتنياهو طرح مؤخرًا أمام المجلس الوزاري المصغر خطة لإعادة احتلال مناطق في غزة، تبدأ من الشمال، وهدد بتنفيذها ما لم توافق حماس على وقف إطلاق النار خلال مهلة قصيرة.
يُذكر أن حركة حماس أعلنت استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. إلا أن نتنياهو يتمسك بشروط معقدة، من بينها نزع سلاح الفصائل، وسط اتهامات داخلية بأنه يواصل الحرب لأسباب سياسية بحتة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 206 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في ظل مجاعة ونزوح واسع، وسط تجاهل تام للقرارات الدولية ودعوات محكمة العدل الدولية لوقف العدوان.