دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى محاكمة من يوصفون بمدبري 11 سبتمبر/أيلول 2001 وعلى رأسهم خالد شيخ محمد أمام القضاء العسكري، وذلك بعد أيام من إلغائه اتفاقا كان سيجنبهم أحكاما محتملة بالإعدام.

وقال أوستن -في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي في أنابوليس قرب واشنطن- إن عائلات ضحايا الهجمات تستحق أن ترى المشتبه بهم المعتقلين في سجن غوانتانامو منذ نحو عقدين يمثلون أمام المحكمة.

وأضاف أن "عائلات الضحايا وأفراد قواتنا المسلّحة والمواطنين الأميركيين يستحقون أن يروا محاكمات عسكرية في هذه القضية".

وكان وزير الدفاع الأميركي ألغى يوم الجمعة الماضي اتفاقا يجنب المشتبه بهم خالد شيخ محمد ووليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي المحاكمة مقابل إقرارهم بذنبهم وحصولهم على عقوبة مخففة ستكون في الغالب السجن المؤبد بدلا من الإعدام.

وتعني الخطوة التي اتخذها أوستن أن الثلاثة قد يواجهون محاكمة في نهاية المطاف تفضي إلى الحكم عليهم بالإعدام.

وجاء إلغاء اتفاق الإقرار بالذنب -الذي تم توقيعه في 31 يوليو/تموز الماضي- بعد أن كف الوزير الأميركي يد المسؤولة العسكرية سوزان إسكالييه التي سهلت إبرام هذا الاتفاق، وكانت تشرف على محكمة الحرب التابعة لوزارة الدفاع (البنتاغون) في غوانتانامو.

وأثار الاتفاق غضب أقارب ضحايا الهجمات التي اتهم تنظيم القاعدة بتنفيذها والبالغ عددهم نحو 3 آلاف قتيل.

ولم يعلن البنتاغون عن تفاصيل الاتفاق، بيد أن صحيفة نيويورك تايمز كشفت أنه بموجب هذا الاتفاق وافق المشتبه بهم الثلاثة على الاعتراف بذنبهم مقابل الحكم عليهم بالسجن مدى الحياة بدلا من خضوعهم لمحاكمة يمكن أن تؤدّي إلى إعدامهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

حين يغيب العقل.. يتحدث الجسد

حين يُنهك العقل من كثرة التفسير، حين تتراكم الأسئلة دون أجوبة، وحين لا يبقى للكلمات معنى…

يتنحّى العقل، ويُطفئ الضوء.

وحينها، يتقدّم الجسد.

الجسد لا يُجيد البلاغة، ولا يتقن البيان.
لكنه حين يتكلم… لا يكذب.
هو لا يراوغ، لا يُجامل، لا يساوم.

يرتجف حين نخاف، يضطرب حين نُقصي ذواتنا عن المشهد، ينكمش حين تُغلق الأبواب في وجه أرواحنا، وينطق — بطريقته — عندما يُمنع علينا البوح.

في بدايات شبابي، كنت أكتب على الصفحة الأولى من كل كتاب عبارة لا أعرف من أين جاءت، لكنها كانت تشبهني:

“عندما يغيب العقل يتحدث الجسم”
واليوم فقط فهمت ما كنت أكتبه.

ليس العقل هو القائد دائمًا، وليس المنطق هو الحَكم.
فكم مرة غصّ حلقي أمام جمعٍ من الناس دون أن أكون مريضًا؟
وكم مرة ارتعشت يدي وأنا أمدّها لسلام، كأنني أرتكب خطيئة؟
كنت أختبئ خلف ابتسامة وادعة، لكن جسدي كان يصرخ في الداخل:
“أرجوك، لا ترني لهذا الضوء، لا تسلّطني في هذا المشهد، لا تجعلني هدفًا للعيون…”

لم يكن رهابًا، بل كان جسدي يتكلم بدلاً من عقلي، لأن عقلي خذلني، وانشغل بإحصاء احتمالات الإحراج والفشل.

ثم قرأت نصًا، كأنّه كُتب عني… لكنه كان أوسع.

لم يكن عن كلية مزروعة، بل عن الرفض ذاته، حين يُزَرع في بيئة لا تعرف كيف تحتضن المختلف.

كتبت د. ظافرة عن الرفض حين يُنتزع من مكانه، ويُلقى في مجتمع لا يُشبهه.

كل من حوله يرفضه:

الأطفال لا يمدّون له أيديهم،
الكبار لا ينظرون إليه،
والمكان الجديد يضيق به، بلا ماء، بلا رحمة.

لم يكن الرفض مذنبًا…
لكنه كان غريبًا.

والغريب، في منطق بعض المجتمعات، لا يستحق إلا أن يُقصى، حتى وإن كان يحمل الخير.

أفكّر أحيانًا:
كم منّا خُلع من مكانه، وزُرع في بيئة لا تُشبهه؟
كم منّا رفضه المحيط لأنه لم يُشبههم؟
كم منّا صرخ من الداخل: “أنا لا أنتمي هنا”… لكن صوته لم يخرج من حنجرته، فاضطر أن يُخرجه من عضلة، من رعشة، من مرض؟

الجسد لا يكذب.
والألم الحقيقي… لا يختبئ إلى الأبد.

حين يغيب العقل، يتحدث الجسد.
فإمّا أن نُصغي باكرًا… أو ننتظر الصراخ المتأخر من مكانٍ لا يُسمع فيه شيء.

مقالات مشابهة

  • محكمة أمريكية تلغي اتفاق الإقرار بالذنب مع خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر
  • حين يغيب العقل.. يتحدث الجسد
  • القضاء الأمريكي يلغي اتفاق الإقرار بالذنب مع المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر
  • محكمة تلغي اتفاق الإقرار بالذنب مع مدبّر هجمات سبتمبر
  • مدير الدفاع المدني في الساحل السوري: الألغام التي زرعها النظام البائد أكبر عائق نواجهه لإخماد الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي
  • محكمة أميركية تلغي صفقة إقرار بالذنب لخالد شيخ محمد
  • الجيش الأميركي يدخل سباق المسيّرات "بكامل قوته"
  • تدمير المعنى: السلام أنموذجا
  • زيلينسكي يدعو إلى مزيد من الاستثمار في الدفاع
  • وزير الدفاع الأميركي يبحث مع نتنياهو عملية "مطرقة الليل"