قال مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، الدكتور ماهر الطاهر، إن هناك ما وصفها بـ "المشاريع الشيطانية" التي تُحاك ضد قطاع غزة في مرحلة ما بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، داعيا جميع الفصائل الفلسطينية المختلفة إلى "التصدي لهذه المخططات الخبيثة من خلال التوافق على مشروع فلسطيني واضح المعالم".



وأوضح، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "هناك سيناريوهات عديدة طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية لما يُعرف باليوم التالي للحرب، وسيناريوهات أخرى طرحها الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى سيناريوهات طرحتها أطراف عربية (لم يسمّها)، لكننا نقول بكل ثقة بأن اليوم التالي في قطاع غزة يحدده الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية".

وأشار الطاهر إلى أن "المشاريع الأمريكية والإسرائيلية التي تُحضّر لليوم التالي للحرب في قطاع غزة ترتكز على تشكيل إدارات عميلة وخاضعة للاحتلال الإسرائيلي، وعلينا جميعا التصدي بقوة وحزم لهذا المخطط الشيطاني".

وأضاف: "نحن كشعب فلسطيني ومقاومة لا نقبل بأي تواجد خارجي على أرض قطاع غزة أو إعادة السيطرة على القطاع بشكل أو بأخر. الذي سيقرر طبيعة اليوم التالي في قطاع غزة هو الشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة التي دفعت ثمنا باهظا في هذا العدوان، وبالتالي لن تنجح أي مُخططات تستهدف إجراء ترتيبات في قطاع غزة بمعزل عن شعبنا ومقاومته الباسلة".

وأردف: "لا شك أن الأوضاع صعبة جدا؛ فنحن أمام وضع يحتاج إلى جهد كبير وإلى عملية إعادة بناء، وسنواجه لا شك ظروفا وضغوطات كبيرة من القوى المعادية، لكننا واثقون تماما أن اليوم التالي للحرب لن يكتبه أي أحد سوى أبناء شعبنا في قطاع غزة ومقاومته الباسلة".

تنفيذ مخرجات اتفاق بكين

وذكر مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن "أهمية إعلان بكين تكمن في أنه انعقد في العاصمة الصينية. والصين -كما تعلمون- قوة عالمية صاعدة وقوة اقتصادية كبيرة، وتلعب دور متنامي على الصعيد العالمي، وتعمل باتجاه بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب. فأن يُعقد هذا اللقاء في بكين فلا شك أنه يكتسب أهمية خاصة".

وأردف: "ما أُعلن في اتفاق بكين أنه تم التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، ومشاركة كل القوى ضمن إطار منظمة التحرير، ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، لكن يجب ترجمة ما تم الاتفاق عليه على الأرض، خاصة أن هذا الاتفاق تضمن نقاط مهمة وأساسية وإذا جرى تطبيقها سنطوي صفحة الانقسام السوداء من تاريخ شعبنا".

وتابع: "نأمل ألا يكون إعلان بكين مثل الإعلانات السابقة التي لم يجرِ تنفيذها على أرض الواقع وما يجري على أرض فلسطين اليوم من تطورات خطيرة للغاية تتطلب عمل جدي لإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، ونأمل أن يتم ذلك في أسرع وقت، وهذا الأمر مرهون بمدى توفر الإرادة السياسية والقرار الوطني الفلسطيني".

وبشأن مدى تنفيذ مخرجات اتفاق بكين على أرض الواقع، قال الطاهر: "العبرة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الصين؛ لأننا بصراحة توصلنا للكثير من الاتفاقات سابقا سواء في حوارات جرت في القاهرة أو الجزائر أو موسكو أو في أماكن أخرى، ولكن مع الأسف لم يجرِ ترجمة وتنفيذ هذه الاتفاقات التي تم التوصل إليها".

وأضاف: "هناك تساؤلات حقيقية وجدية من الشعب الفلسطيني بخصوص إذا ما سيجري تنفيذ الاتفاق الجديد هذه المرة أم سيتكرر ما جرى سابقا بعدم ترجمة ما يتم الاتفاق عليه؟، نحن نقول بكل صراحة أن تنفيذ الاتفاق يتطلب من السلطة الفلسطينية أن تتخذ مواقف واضحة بضرورة بلّورة قيادة جماعية للشعب الفلسطيني، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومشاركة كافة القوى الوطنية والإسلامية ضمن إطارها، بما في ذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي".

وشدّد على أهمية "عقد مجلس وطني فلسطيني (برلمان فلسطينيي الداخل والشتات التابع لمنظمة التحرير) بشكل كامل لرسم وبلّورة استراتيجية عمل فلسطيني تقوم على قاعدة استمرار وتصعيد المقاومة، خاصة بعد أن اتضح أننا أمام عدو يريد السيطرة على كل شيء في فلسطين، واتخذ الكنيست الصهيوني قرارا بعدم الاعتراف بأي شكل من الأشكال بدولة فلسطينية. إذن العدو الصهيوني يرفض أية حلول ويستهدف التصفية الشاملة لقضية فلسطين والسيطرة الكاملة على الضفة الفلسطينية والقدس وتهجير شعبنا من الأراضي الفلسطينية".

إلغاء اتفاقات أوسلو

وذكر مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن "التطورات السياسية الخطيرة على الأرض تتطلب فعلا تنفيذ مخرجات اتفاق بكين على أرض الواقع. وإذا كنّا لا نستطيع إنهاء الانقسام بعد ارتقاء 40 ألف شهيد و90 ألف جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء، فمتى يمكن أن ننهي هذا الانقسام؟".

وطالب الطاهر قيادة السلطة الفلسطينية بضرورة "إلغاء اتفاقات أوسلو التي دفع الشعب الفلسطيني ثمنها باهظا، وسحب اعترافها بالكيان الإسرائيلي بشكل كامل؛ لأن قيادة منظمة التحرير اعترفت بالكيان الإسرائيلي عبر اتفاقات أوسلو، ولا مفر من فعل ذلك إذا كانت هناك جدية لبناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية".

وأشار إلى أن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قدّمت للفصائل الفلسطينية، قبل أيام، ورقة إجراءات تنفيذية لتطبيق اتفاق بكين، والجميع يدرس الآن هذه الإجراءات التنفيذية، ونؤكد أن مفتاح عملية إنهاء الانقسام كان ولا يزال في يد قيادة السلطة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس".

مفاوضات ما بعد استشهاد هنية

وبسؤاله عن مدى تأثر المفاوضات باستشهاد إسماعيل هنية، أجاب: "نتنياهو، وحكومة الإجرام في الكيان الصهيوني، لا يريدون التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار؛ فهم يماطلون ويناورون لكسب الوقت، ويريدون استمرار حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، ويحلمون بالقضاء على المقاومة التي تصرفت بمسؤولية ووطنية عالية وتمكنت من أن تضع دائما الكرة في ملعب نتنياهو بأنه هو الذي يعرقل المفاوضات".

وأشار إلى أن "نتنياهو يدرك أن وقف شامل لإطلاق النار سيعني انتحاره السياسي وسيكشف حتما فشله الذريع، وربما يؤدي لمحاسبته وتقديمه للمحاكمة، ولذلك هو يماطل ولا يريد الوصول لوقف شامل لإطلاق النار، ولا شك أن اغتيال الشهيد الكبير إسماعيل هنية سوف يؤثر على المفاوضات، وأعتقد أن أحد أهداف نتنياهو هو أن يعرقل من خلال هذا الاغتيال أن يعرقل عملية المفاوضات".

وأضاف: "لا شك أن اغتيال الشهيد الكبير إسماعيل هنية سوف يؤثر بشكل ملموس على المفاوضات، وأعتقد أن أحد أهداف نتنياهو هو عرقلة عملية المفاوضات من خلال هذا الاغتيال، لأنه -كما أشرت- لا يريد وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني".

وذكر الطاهر أن "نتنياهو يتوهم أنه سيحقق إنجازات مزعومة، لكنه عندما فشل في تحقيق أي من أهدافه على أرض قطاع غزة لجأ لسياسة الاغتيالات الجبانة، لأنه يريد تحقيق صورة نصر ما كي يقدّمه للمستوطنين الصهاينة بعد فشله الذريع على مدى 10 أشهر في كسر إرادة المقاومة".

وتابع: "نحن كمقاومة فلسطينية يهمنا بشكل أساسي وقف حرب الإبادة ضد شعبنا، ووقف قتل الأطفال والنساء وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها ووقف هذه المجازر البشعة، وسنعمل باتجاه أن تستمر محاولاتنا لوقف شامل لإطلاق النار، ولكن لن تنكسر إرادتنا بأي صورة من الصور، ولن نخضع لشروط نتنياهو وحكومة الإجرام الصهيوني".

وأكمل: "سوف نسعى للوصول إلى اتفاق، لكن على أساس التمسك بثوابتنا الفلسطينية، وهي وقف شامل لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، والانسحاب من المعابر (محور فيلادلفيا ونتساريم ورفح)، وتبادل الأسرى، وبدون ذلك لن نرضخ -مهما حدث- لأي من شروط نتنياهو الذي يضع كل يوم شروطا جديدة تعجيزية بهدف عرقلة وقف هذه المذبحة".

ولفت إلى أن "المقاومة الفلسطينية مدعومة من شعبها الصامد مارست عملية الموازنة بين الصمود والعمل المسلح في التصدي للعدوان والمسار التفاوضي، وخاضت مفاوضات غير مباشرة في أكثر من مكان، وتصرفت بكامل المسؤولية لوقف العدوان، وبالتالي سنستمر بعملية الموازنة بين العمل المسلح والتصدي للعدوان والاستمرار في المسار التفاوضي، لكن على أساس التمسك بثوابتنا الراسخة وعدم الرضوخ لمطالب حكومة الإرهاب الصهيوني".

رد محور المقاومة قادم لا محالة

ونوّه مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى أن "جريمة اغتيال إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران تجاوز لكل الخطوط الحمر، وتطور نوعي خطير للغاية، ونقل للمواجهة مع العدو الصهيوني إلى مستويات ومرحلة جديدة، وأعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي لم يحسب هذه الحسابات الكبرى التي ستترتب على جريمته التي مسّت السيادة الإيرانية".

وأكد أن "رد محور المقاومة على غطرسة العدو قادم لا محالة، وسياسة الاغتيالات لن تزيد الشعب الفلسطيني وكل فصائل المقاومة إلا إصرارا على مواصلة الكفاح وإيقاع المزيد من الخسائر في صفوف العدو المجرم، والذي يعاني أزمة وجودية بكل معنى الكلمة، وسيدرك نتنياهو أنه سيدفع ثمنا باهظا نتيجة لجرائمه ومغامراته".

وذكر أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول الآن الوصول إلى صفقة معينة وفق شروط جديدة يتمسك بها، وواشنطن تريد صفقة مؤقتة لإنهاء الحرب، وفي إطار حسابات معينة، من أجل خدمة الأهداف الأمريكية في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية لأمريكا، لكن وقف العدوان لا يمكن أن يتم بأي ثمن؛ فالمقاومة تريد إنهاء حرب الإبادة وتحقيق أهداف شعبنا الباسل".

معركة دفاع عن النفس

وشدّد على أن "معركة طوفان الأقصى هي معركة دفاع عن النفس في مواجهة غزوة صهيونية مستمرة منذ 76 عاما اقترف خلالها العدو الصهيوني مئات المجازر ضد الشعب الفلسطيني، وكان يعمل باتجاه التصفية الشاملة للقضية الفلسطينية، وكانوا يقولون بأنه يجب الحسم وتصفية قضية فلسطين؛ لأنهم يتنكرون لأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني".

واستطرد قائلا: "لقد جاءت ملحمة 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي كدفاع شرعي عن النفس في وجه العدوان الصهيوني المتواصل والاستيطان وتهويد القدس وتدنيس المسجد الأقصى والاعتقالات والاغتيالات وقتل الناس".

وزاد: "كان من الطبيعي أن يوجّه الشعب الفلسطيني، والمقاومة، على أرض قطاع غزة رسالة مفادها أننا سنواجه العدوان وسنقاتل دفاعا عن حقوقنا. في الواقع، تمكّن شعبنا من تسجيل صفحة مجد في تاريخنا حيث صمدنا طيلة 10 أشهر، بينما لم يتمكن الجيش الصهيوني بكل ما يملكه من أسلحة وتكنولوجيا وطائرات من تحقيق أي إنجاز من الإنجازات التي أعلنها".

وواصل الطاهر حديثه بالقول: "لقد صمد شعبنا صمود أسطوري أذهل العالم أجمع، واهتزت هيبة الجيش الإسرائيلي أمام المستوطنين وأمام العالم بأسره، وبالتالي تمكّن شعبنا من خوض معركة تاريخية بكل معنى الكلمة، رغم أننا دفعنا ثمنا باهظا كشعب فلسطيني".

وقال: "واجهنا حرب إبادة غير مسبوقة وحرب تمييز عنصري بكل معنى الكلمة، وجرت تلك المجازر على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وبدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية، لكننا صمدنا في وجه هذا العدوان وأوقعنا خسائر حقيقية وفادحة بصفوف العدو وسنستمر بالصمود والمقاومة".

أوضاع كارثية لأبعد مدى

وشدّد مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على أن "الأوضاع في قطاع غزة كارثية لأبعد مدى على الصعيد الإنساني، لأن الكيان الإسرائيلي أراد تحويل قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة، وهم استعملوا تعابير في الكيان الإسرائيلي من نوع الإبادة المجتمعية، والإبادة السكانية، والإبادة البيئية، وبالتالي الوضع في قطاع غزة صعب للغاية ولا يمكن وصفه".

وزاد: "سيحتاج قطاع غزة إلى وقت طويل من أجل إدخال المساعدات وإعادة الإعمار، وهناك ضغوطات كبيرة تُمارس على الشعب الفلسطيني والمقاومة لربط موضوع المساعدات وإعادة الإعمار بشروط سياسية، لكن شعبنا ومقاومتنا لن تقبل بأي شروط سياسية".

ولفت الطاهر إلى أن "إعادة بناء ما دمّرته الحرب في قطاع غزة سيحتاج إلى وقت طويل، لكن شعبنا الصامد الصابر سيتمكن بعد وقف حرب الإبادة من أن يعمل بشكل جدي لإعادة بناء قطاع غزة واستمرار الحياة واستمرار المقاومة والكفاح من أجل انتزاع كامل حقوقنا الوطنية وتحرير أرضنا وبلادنا، ورغم صعوبة تلك المهمة، إلا أن الشعب الفلسطيني سيتصدى لها بدعم من حلفائه وأصدقائه في العالم أجمع".

وهاجم الإدارة الأمريكية قائلا: "الولايات المتحدة هي التي تمد إسرائيل بوسائل القتل والتدمير؛ حيث تُقدّم كل أنواع السلاح للعدو الصهيوني الذي يسعى لإشعال حرب إقليمية كبرى، والقنابل التي تُلقى على أطفال ونساء غزة هي قنابل أمريكية، وبالتالي أمريكا شريك أساسي في العدوان الغاشم، وهي أيضا قادرة على وقف الحرب إن أرادت ذلك، لكنها في واقع الأمر لا تريد وقف الحرب".

وتابع مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: "الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث عن ضرورة وقف إطلاق النار، ولكنها لا تمارس أي ضغط حقيقي أو جاد على الكيان الصهيوني".

واختتم الطاهر بقوله: "الحديث عن وجود خلافات بين بايدن ونتنياهو هو مجرد اختلافات تكتيكية لا يمكن التعويل عليها، وتصريحات الإدارة الأمريكية حول استمرار الجهود لوقف حرب الإبادة ليست سوى مناورات وخداع لتضليل الرأي العام في العالم أجمع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية مقابلات الجبهة الشعبية فلسطين غزة الإسرائيلي حماس إسرائيل فلسطين حماس غزة الجبهة الشعبية المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف شامل لإطلاق النار الکیان الإسرائیلی الولایات المتحدة الشعب الفلسطینی وقف حرب الإبادة إسماعیل هنیة الیوم التالی العالم أجمع فی قطاع غزة اتفاق بکین على أرض التی ت إلى أن

إقرأ أيضاً:

حقوقية فلسطينية لـعربي21: السيسي والجامعة العربية على المحك بسبب مجاعة غزة (فيديو)

قالت الناشطة الحقوقية ومديرة جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، آمال خريشة، إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجامعة الدول العربية باتوا على المحك في ظل تفاقم المجاعة التي تعصف بقطاع غزة"، مؤكدة أن "الصمت العربي، وعدم اتخاذ خطوات فعلية لكسر الحصار، يرقى إلى مستوى التواطؤ مع جرائم التجويع والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون".

وأوضحت، في مقابلة مصوّرة مع "عربي21"، أن "الإضراب المفتوح عن الطعام الذي أطلقه، السبت الماضي، عدد من القادة والنشطاء الفلسطينيين في الضفة الغربية، جاء كصرخة مدوية ضد المجاعة في غزة، وتجسيدا حيّا للتلاحم مع الأهالي الذين يواجهون حرب إبادة متواصلة".

وأضافت خريشة أن "هذه الخطوة جاءت بعد استنفاد كافة الوسائل الممكنة للضغط على المجتمع الدولي والعربي، وللتأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن "تجويع الأطفال في غزة وصل حدا لا يمكن الصمت عليه، مع استشهاد أكثر من مئة طفل بسبب المجاعة وحدها".


ولفتت إلى أن "هذا الإضراب سيُشكّل مقدمة لتحركات أوسع، تشمل انضمام مؤسسات المجتمع المدني في الضفة، ومشاركة لجنة المتابعة داخل أراضي 48، إلى جانب تنظيم مسيرة أمام القنصلية الأمريكية، في رسالة تقول: (أجسادنا جزء من المقاومة، وألمنا واحد، ومصيرنا واحد)".

وشدّدت الحقوقية الفلسطينية على أن "الرسالة الأساسية للمضربين هي تحميل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن استمرار المجازر، وفضح ازدواجية المعايير"، مؤكدة أن "الدول التي تواصل تسليح إسرائيل أو تصمت عن جرائمها، شريكة في المجاعة والإبادة التي تطال المدنيين في غزة".

وأكدت أن "الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله رغم كل ما يواجهه؛ فالعدو الفاشي لا يفهم إلا لغة الضغط والقوة"، مؤكدة أن "التضامن العربي والدولي يجب أن يتجاوز البيانات، ويتحوّل إلى خطوات فعلية مثل قطع العلاقات، ووقف تصدير السلاح، ورفض التطبيع".

ولليوم السادس على التوالي، يواصل عشرات الشخصيات السياسية والحقوقية الفلسطينية في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، إضرابهم المفتوح عن الطعام، رفضا لجريمة تجويع إسرائيل قطاع غزة، ومنع المساعدات عن سكانه.

وإلى نص الحوار الخاص مع "عربي21":

ما الهدف الرئيسي من إعلان عدد من القادة والنشطاء الفلسطينيين بدء إضراب مفتوح عن الطعام؟

هذه الخطوة جاءت في سياق نشاط متواصل لدى أوساط مختلفة في الضفة الغربية، للضغط من أجل وقف حرب الإبادة في قطاع غزة، ولتعبئة الضفة الغربية لاستخدام مخزونها الكفاحي في مواجهة الاحتلال، بمعنى أن هناك فعاليات مختلفة.

قرّرنا الذهاب إلى إضراب عن الطعام، لأننا رفعنا صوتنا، واستخدمنا أدوات كثيرة، واستخدمنا كل الوسائل المتاحة للمناصرة والضغط على الأوساط الدولية، وعلى الأوساط العربية، وعلى النظام السياسي الفلسطيني، من أجل وقف الانقسام.

فكرنا في استخدام أجسادنا، لأن المجاعة، أو جريمة التجويع في قطاع غزة، تهدد حوالي 70 ألف طفل، وقد قضى حوالي 110 أطفال نتيجة التجويع.

استخدمنا أجسادنا للتعبير عمليا عن تضامننا وتلاحمنا مع شعبنا في قطاع غزة، وللضغط ولتوسيع قاعدة الضغط في الضفة الغربية.

وقد نجحنا، لأن هذه المبادرة ستتبعها مبادرة أطلقتها شبكة المنظمات الأهلية، سيكون هناك إضراب عن الطعام، وكذلك لجنة المتابعة في داخل مناطق الـ48 ستشارك في الإضراب، ثم يتبع ذلك تجمع ومسيرة أمام القنصلية الأمريكية.

لذلك، نحن نستخدم أجسادنا، نستخدم معدتنا، لنقول لشعبنا في غزة: همّنا واحد، وألمنا واحد، ورغم العدوان والمجازر والجنون الذي يُمارس يوميا في قطاع غزة، نقول: إننا شعب واحد، ووطن واحد، وقضية واحدة.

مَن هم أبرز المشاركين في هذا الإضراب؟

هناك تجمع شخصيات من المؤتمر الوطني الشعبي "14 مليون"، الذي يطالب بضرورة عقد انتخابات للمجلس الوطني وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.

وهناك أيضا شخصيات من "نداء فلسطين"، وهو تجمع لثلاث قوى فلسطينية داخل منظمة التحرير، مع مستقلين وشخصيات وطنية وحركات مدنية.

وكذلك هناك شخصيات من الهيئة الوطنية الفلسطينية للسلم الأهلي، التي تطالب أيضا بضرورة وقف كافة أشكال الانقسام والذهاب إلى وحدة مبنية على وحدة النسيج الوطني المجتمعي الفلسطيني.

وكما أسلفت، هناك توجه لمشاركة قطاعات أوسع من المجتمع المدني.

ما الرسالة التي يسعى المشاركون في الإضراب لإيصالها للعالم؟

الرسالة هي تحميل المسؤولية للنظام الدولي، الذي فشل في حماية قطاع غزة، وفشل في استخدام أدوات الحماية التي أقرها القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الدولي.

آن الأوان للضغط على هذا الاحتلال الغاشم من أجل وقف الحرب في قطاع غزة، ومن أجل فتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية والطبية والغذاء بطريقة تضمن كرامة الناس في قطاع غزة، والذهاب إلى إعمار غزة، والذهاب إلى حل سياسي ينهي هذا الاحتلال.

المجتمع الدولي، مُمثلا بأعلى هيئة وهي مجلس الأمن، فشل في حماية الشعب الفلسطيني، ولا يزال مستمرا في تطبيق معايير مزدوجة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني–الإسرائيلي. نقول: إذا كان العالم يهتم بأمن إسرائيل، يجب أن يعلم أنه لا أمن لإسرائيل إلا بأمن الشعب الفلسطيني.

إسرائيل تُهدّد السلام في المنطقة، وإسرائيل تُهدّد السلام العالمي.

لذا، نطالب باستخدام أدوات العدالة للمحاسبة، ووقف التجارة مع إسرائيل، ووقف بيع الأسلحة، خاصة أن الجمعية العامة اعتمدت الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية فيما يتعلق بعدم قانونية الاحتلال، وإنهاء هذا الاحتلال عام 2025.

وبالتالي، أي دولة وقّعت وصادقت على هذا القرار — 124 دولة، منها دول من أوروبا — إذا تجاوزت هذا القرار، فهي تعتبر شريكا في هذا العدوان.

لذلك نقول: إننا كشعب لن تُكسر إرادتنا، وسنواصل نضالنا المشروع من أجل حقنا في تقرير المصير، ومن أجل مواجهة ما يجري في الضفة الغربية من تطهير عرقي، وما يجري في قطاع غزة من مجازر وإبادة.

هي صرخة فلسطينية إلى العالم، إلى الضمير العالمي، تأتي ضمن مبادرات عديدة أطلقناها، لتقول: إنك أنت مسؤول عن المجاعة في غزة، أنت مسؤول عن جريمة التجويع في قطاع غزة، خاصة المسؤولين في دول أوروبا، حيث ستُرسل عشرات الآلاف من الرسائل إلى كل مسؤول في الاتحاد الأوروبي أو في الحكومات الأوروبية.

هذه الصرخة تتجاوب أيضا مع حركات التضامن العالمية، والتي نحييها ونقدرها في المجتمع الفلسطيني.

ودعني أقول: إن الإضراب عن الطعام أصبح نقطة انطلاق لفعاليات مختلفة، من مسيرات ورفع شعارات، وتوافد العديد من الوفود إلى مكان الإضراب عن الطعام.

ألم يكن من الأجدى أن ننتقد موقف الدول العربية قبل أن ننتقد موقف الدول الغربية؟

منذ اللحظة الأولى للعدوان، كانت هناك نداءات، وكانت هناك لقاءات دبلوماسية قامت بها أوساط النظام السياسي الفلسطيني المختلفة، توجهت خلالها إلى الجامعة العربية أو إلى دول عربية منفردة، للضغط على إسرائيل من أجل وقف هذا العدوان.

ولكن دعني أقول: بدون إرادة سياسية عربية تُترجم فعلا على الأرض، تحمي مصالحها أولا، وتحمي الشعب الفلسطيني ثانيا، فلن يكون هناك إلا مزيد من التوغل الإسرائيلي نحو هندسة ما يُسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد"، الذي سيمسّ سيادة كل الدول العربية، ومصادرها، وكرامة مواطنيها.

نحن نقول دوما: إننا نحترم الشعوب العربية، ونعرف أنها تحت ضغط الأجهزة الأمنية وغياب الديمقراطية، رغم أن هناك مبادرات مهمة جدا جرت في العديد من الدول العربية.

لذلك، هذه الصرخة موجّهة إلى العالم بكل مستوياته، وهي موجهة إلى الجامعة العربية وإلى الأنظمة العربية: آن الأوان لاتخاذ خطوات فعلية، مثل وقف إمداد البترول، قطع العلاقات، وإلغاء الاتفاقيات المبرمة بين دولة الاحتلال وبعض الدول.

بدون هذه الخطوات، ستبقى المنطقة في حالة تجدّد للعدوان الإسرائيلي، الذي طال سوريا ولبنان، وهناك توجهات واضحة أعلن عنها نتنياهو فيما يتعلق بالتوسع في العراق، وحتى في مصر.

نحن نثق بالشعوب العربية، ونحترم وقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية وضد الاستعمار.

لذلك، هذه الصرخة، من أجسادنا، من أرواحنا، من أرواح الأطفال في غزة، من أرواح الأمهات اللواتي يمتن كل لحظة مئات المرات، تقول: كفى، آن الأوان لاتخاذ خطوات جادة وفعلية توجع وتؤلم هذا العدو الفاشي.

ما طبيعة الخطوات الفعلية والمؤثرة التي تطالبين بها الجانب العربي؟

أطالب بخروج الجماهير العربية مرة أخرى للتلاحم والتضامن مع نضالنا لوقف العدوان في غزة. نتحدث عن مليار عربي. نتحدث عن إمكانية أن يكون هناك توجه سلمي، وتظاهر واسع باتجاه رفح من الجانب المصري.

نتوقع أن يكون هناك مزيد من الضغط في الشارع المصري على النظام المصري لفتح المعابر، لإدخال المساعدات الغذائية والطبية.

ضغط من أجل وقف هذه الاتفاقيات مع العدو، وبالتالي رفض كافة أشكال التطبيع، ورفض مشروع إعادة هندسة الشرق الأوسط بما يخدم مصالح الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال.

لذلك نقول: إن الشعوب العربية قادرة، وقد انطلقت إلى الشوارع مرات عديدة، وناضلت ضد الاستعمار، وناضلت ضد الديكتاتوريات، ونحن نثق بها.

لهذا، الصرخة تقول: إننا جميعا في سفينة واحدة، يجب أن ننجو من كافة أشكال الاستعمار. آن الأوان لعدم ترك غزة. هناك مليونا إنسان على حافة الموت والإبادة.

الشعب الفلسطيني لن يستسلم. الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله، كما واصل منذ أكثر من 77 عاما.

ما جرى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ربط الواقع الحالي بما جرى في عام 1948، فكان الرد الإسرائيلي: تهجير قسري، استيلاء على الأرض، قتل، عنصرية، إبادة، تطهير عرقي. هذه هي مكونات الحركة الصهيونية.

كيف تنظرون إلى موقف السلطات المصرية من دعم القضية الفلسطينية ووقف حرب الإبادة في غزة؟

مصر، بكل مكوناتها، هي دولة أساسية في رسم السياسة الإقليمية، ولها ثقل عالمي في محطات عديدة من مسار تاريخ الصراع العربي–الإسرائيلي. لذلك، من غير المفهوم إطلاقا مشاركتها في حصار شعبنا في قطاع غزة، كما أن منع إدخال المواد الغذائية المتكدسة في الشاحنات على الحدود غير مبرر بأي حال من الأحوال.

بإمكان مصر، إذا توفرت الإرادة السياسية، كسر هذا الحصار، ويمكنها الاستعانة بهيئات دولية، بل وبعدد من الدول لمرافقة هذه القوافل لدى اقتحامها الحواجز الإسرائيلية.

لقد أدّت مصر دورا مهما جدا داخل مجلس الأمن وفي الهيئات الدولية المختلفة، فيما يتصل بضرورة وقف هذا العدوان، وهي وسيط، والشعب الفلسطيني ينتظر نجاح هذه الوساطة لإنهاء الحرب.

أعتقد أن على الشعب المصري، والقوى الحيّة، والقوى الديمقراطية، والتنظيمات السياسية والمدنية، أن تواصل الضغط، بالتنسيق مع شبكات عربية مختلفة، على النظام المصري من أجل فتح المعابر، والضغط على إسرائيل، بل والمطالبة بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد التي تستنزف الموارد والمصادر المصرية لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

موقف مصر الرافض للتهجير لاقى تقديرا كبيرا، وهو موقف مهم في مواجهة السياسة الإسرائيلية. ونأمل أن يُبنى على هذا الموقف، وأن تتخذ مصر خطوة متقدمة، خاصة في ظل التطورات الجارية المرتبطة بالصفقة.

من غير المفهوم إطلاقا أن يُصرّح السيد بحبح بتفاؤل إزاء التوجهات الإيجابية لدى حماس، ثم يأتي «ويتكوف» ويقلب الطاولة ليعبّر عن رؤية نتنياهو. من هنا تتصاعد التخوفات الجدية من اغتيالات سياسية، ومن عمليات تهجير وضربات إضافية قد تُسقط مئات الآلاف في قطاع غزة، وتُمهّد لعملية تهجير في الضفة الغربية.

لهذا، فإن مصر على المحك، والجامعة العربية على المحك.

هذه الأنظمة، واستمرارها، لا تقوم إلا على الشرعية التي تستمدها من شعوبها؛ فالاستعمار لا يمنح شرعية لأحد. وهذا هو منطق التاريخ، في المنطقة العربية وفي كل أنحاء العالم.

وأنا أطالب النظام المصري، من خلال هذا الإضراب عن الطعام، حتى لو فقدنا الحياة، بأن تكون رسالتنا الأخيرة: يجب الانتصار للشعب الفلسطيني، ويجب إحقاق العدالة لهذا الشعب؛ فهناك مثلٌ يجب استحضاره دائما على طاولة الدبلوماسيين والساسة ومتخذي القرار: "أُكلتُ يوم أُكِل الثور الأبيض".

لكن ما تعقيبك على تصريحات محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور التي تحدث فيها عن صعوبة فتح معبر رفح، وأن الأمر قد يتطور إلى فتح جبهة قتال مع الولايات المتحدة، "ولا أحد يستطيع أن يقول لأمريكا لا"؟

هناك شعوب عديدة قالت لأمريكا "لا"، وانتزعت حقوقها، وهزمتها، ولم تحقق أمريكا أهدافها في عدد كبير من مناطق العالم.

نحن لا نريد أن يترتب على الموقف المصري آثار سلبية، ولكن وفق القانون الدولي الانساني، يُفرض عليها التزامات بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية؛ فقد جاء الأمين العام للأمم المتحدة في بداية الحرب إلى رفح، وصرّح علنا بمواقف مناهضة لهذا العدوان على المدنيين، وعلى الأمهات، وعلى الأطفال.

الوكالات التابعة للأمم المتحدة لديها العديد من التقارير، وأصدرت مواقف جريئة تؤكد أن هذه حرب على النساء، وعلى الأطفال، وعلى المدنيين، حرب تدميرية لا تحترم القواعد التي أرساها القانون الدولي الإنساني، والقانون الجنائي الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

لذلك، يمكن لمصر فتح المعابر لدخول المواد الغذائية، والطبية، والوقود، من خلال التنسيق مع هذه الهيئات. حينها، فلتُقاتِل الولايات المتحدة وإسرائيل الأمين العام والهيئات الدولية، لأن مصر ستجد إلى جانبها دعما من دول أوروبية، مثل إسبانيا، والنرويج، وأيرلندا، وفرنسا.

لا يمكن السكوت على ما يجري؛ فكل مَن يصمت، أو يبرر، أو يغضّ الطرف، هو في المحصلة شريك في الجرائم، وشريك في قتل الأطفال.

في السابق، كانت تُخفى الأدلة المتعلقة بجرائم الإبادة. اليوم، ومنذ ما يزيد عن 22 شهرا، تُبث هذه الجرائم على مرأى ومسمع من العالم بأسره؛ فماذا سيقول المسؤولون في مجلس الأمن، ورؤساء هذه الدول، وكل متخذي القرار، للأجيال القادمة؟، "أغلقنا أعيننا؟ أغلقنا آذاننا؟ لم نرَ، ولم نسمع؟".

لا يمكن الاستمرار في ذلك. ما يجري في غزة له انعكاسات ليس فقط على دول الإقليم، بل على أوروبا، والولايات المتحدة ذاتها، وقد رأينا كيف أن قمع حركات التضامن في الغرب يهدد ما يُسمى بـ"الديمقراطية". ما يجري في غزة يُهدّد منظومة حقوق الإنسان برمّتها.

ورغم كل ذلك، هناك أصوات عالمية قوية تطالب بإعادة هيكلة مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، وإنهاء هيمنة الدول الخمس الكبرى، التي تملك حق النقض (الفيتو)، وهناك إمكانية حقيقية للشعوب لبناء ائتلافات تواجه هذا النظام الدولي المختل.

كنت آمل أن نشهد موقفا أكثر صلابة ووضوحا من الصين وروسيا، يمارس ضغطا فعليا على الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما يتعلق بجرائم الإبادة التي تطال الإنسان والحجر والشجر في قطاع غزة.

قطاع غزة يتحول إلى أرض محروقة، وترامب – بطريقة عشوائية – يتعامل مع العالم بمنطق الصفقات التجارية ومنطق المافيا، للأسف الشديد.

لهذا، آن الأوان للرئيس عبد الفتاح السيسي تحديدا، وللجامعة العربية، أن يتخذوا خطوات مدروسة، منسقة مع كل الجهات التي تعمل من أجل حماية القانون الدولي الإنساني، واحترام الضمير الإنساني، فيما يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية ككل.

لكن ماذا لو لم يفعل السيسي وجامعة الدول العربية ما تطالبين به، خاصة بعد عامين على بدء الإبادة؟

أنا أثق بالشارع المصري. هناك أصوات، وهناك مبادرات من مواطنين مصريين.

وأعتقد أن الضغط العالمي، والتضامن الإنساني، سيكون لهما أثر ملموس، وهذا مرتبط أيضا بصلابة الموقف الفلسطيني، ووقف الانقسام الفلسطيني.

هناك عوامل كثيرة تتحرك بالتوازي، وأنا على ثقة بأن الشعب المصري لن يصمت على قتل آلاف الأطفال والنساء، واستشهادهم بسبب التجويع.

أعتقد أن كل مصري شريف، وكل مصرية تناضل من أجل الحرية، ومن أجل احترام الحقوق غير القابلة للتجزئة، سيعلو صوته وصوتها للضغط على نظام الحكم في مصر لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة.

مقالات مشابهة

  • "الشعبية": الإدارة الأمريكية شريكة تمامًا في تجويع وقتل شعبنا
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • السفير الفلسطيني: لن تنجح محاولات تشويه دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية تدين تحريض الاحتلال على الشعب الفلسطيني
  • تعليمات عاجلة من ملك المغرب لإرسال مساعدة إنسانية للشعب الفلسطيني
  • حقوقية فلسطينية لـعربي21: السيسي والجامعة العربية على المحك بسبب مجاعة غزة (فيديو)
  • أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية: مصر لم تتخل يومًا عن مسؤوليتها القومية تجاه قضيتنا
  • ناصري يستقبل سفير بريطانيا..وهذا ما دار بينهما
  • السوداني يوجه بإزالة جميع المعوقات التي تعترض مشاريع الطاقة
  • تغييرات داخل الأمن الفلسطيني في لبنان.. القرارات حاسمة