بينما تتباين التقديرات بشأن تطورات الموقف على الجبهة في منطقة كورسك الروسية، أعلنت أوكرانيا، الأربعاء، إنشاء "منطقة عازلة" في كورسك، حيث تواصل هجومها لوقف القصف الروسي على أراضيها.

وكتب وزير الداخلية إيغور كليمنكو على تيليغرام "يشكل إنشاء منطقة عازلة في كورسك خطوة لحماية السكان عند الحدود من القصف المعادي اليومي".

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إن كييف تعمل على إقامة "منطقة أمنية" في كورسك في روسيا وتعتزم تنظيم مسألة المساعدات الإنسانية، وفتح ممرات لإجلاء المدنيين الراغبين في الذهاب إما إلى روسيا أو أوكرانيا.

وأضافت على تطبيق تيليغرام أن كييف تعتزم تنظيم دخول المنظمات الإنسانية الدولية أيضا إلى المنطقة.

وقصفت أوكرانيا مناطق روسية بصواريخ وطائرات مسيرة، الأربعاء، وقالت إنها تواصل التقدم.

ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن الأمر بأنه يشكل "معضلة حقيقية" بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتمكنت أوكرانيا من السيطرة على شطر صغير من المنطقة الحدودية في كورسك. ورغم أن بوتين قال إن الجيش الروسي سيطرد القوات الأوكرانية إلا أن معارك ضارية لا تزال دائرة هناك منذ أكثر من أسبوع ولم تفلح حتى الآن في طردهم.

وقال يوري بودولياكا، وهو مدون عسكري بارز، أوكراني المولد لكنه من الموالين لجيش روسيا "الموقف لا يزال صعبا.. العدو لا يزال يملك زمام المبادرة وبالتالي يزيد من وجوده في منطقة كورسك، ولو ببطء".

وقالت روسيا، الأربعاء، إنها دمرت 117 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل، وقالت إنها أسقطت صواريخ وعرضت لقطات لقاذفات قنابل من طراز سوخوي-34 تضرب مواقع أوكرانية في كورسك.

وذكرت تقارير غير مؤكدة، بحسب رويترز، أن بعض الطائرات المسيرة التي أطلقتها أوكرانيا ضربت قواعد جوية روسية. وقال الحرس الوطني الروسي إنه عزز إجراءات الأمن عند محطة كورسك للطاقة النووية التي تبعد نحو 35 كيلومترا فقط عن جبهة القتال.

وقال قادة روس إن الجبهة في كورسك استقرت، رغم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي قال إن قوات بلاده تواصل التقدم هناك وأمر كبار قادة الجيش بالإقدام على "الخطوات الرئيسية" التالية في العملية.

وقال مدونون عسكريون روس إنهم يتوقعون أن تقدم أوكرانيا على خطوة كبرى واحدة أخرى على الأقل في الأيام القليلة المقبلة.

وبدأ الهجوم الأوكراني المفاجئ على الأراضي الروسية يوم 6 أغسطس، وأثار ارتباك الكرملين، وتضمن أكثر من 10 آلاف جندي أوكراني مدعومين بالمدرعات والمدفعية، وفقا لمحللين عسكريين.

وأعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الحدودية الروسية حال الطوارئ، الأربعاء.

ووصف الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف الوضع في بيلغورود بـ"الصعب والمتوتر للغاية"، حيث دمرت الهجمات منازل، وتسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، مما أثار قلق السكان.

وقال غلادكوف على قناته بموقع تيليغرام إن السلطات نقلت أطفالا - على وجه الخصوص - إلى أماكن آمنة، وإن حوالي 5000 طفل موجودون في مخيمات.

وأضاف أن حوالي 11 ألف شخص فروا من منازلهم، مع بقاء قرابة ألف في مراكز إيواء مؤقتة.

ويقول محللون عسكريون إن عملية كورسك هي أكبر هجوم على أراض روسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية إن كييف ليس لديها نية لاحتلال أراض روسية، وأضاف أن الهدف من العملية منع روسيا من إطلاق صواريخ على أوكرانيا من كورسك.

ولم يتضح كيف ولا متى ستحاول أوكرانيا الخروج من الأرض التي احتلتها.

ويقول الجيش الأوكراني إنه يسيطر على 74 منطقة، يعتقد أنها قرى صغيرة، في كورسك، بينما يقول مسؤولون روس إن أكثر من 100 ألف شخص نزحوا من منازلهم، معظمهم من كورسك.

ونشرت قناة “وان بلاس وان” التلفزيونية الأوكرانية تقريرا، الأربعاء، قالت إنه من بلدة سودجا الروسية التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن الحدود.

وأظهر التقرير معدات عسكرية روسية محترقة على طرق، بالإضافة لجنود أوكرانيين يسلمون مساعدات إنسانية للسكان المحليين، ويزيلون أعلام روسيا من مبنى إداري.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی کورسک

إقرأ أيضاً:

خلافات علنية بين روسيا وأمريكا وسط تصاعد الحرب .. وموسكو تحشد 50 ألف جندي بالقرب من منطقة حدودبة

موسكو كييف "رويترز" "د ب أ": نشب خلاف علني بين الولايات المتحدة وروسيا اليوم حول تصاعد الحرب في أوكرانيا في وقت حشدت فيه موسكو 50 ألف جندي بالقرب من منطقة أوكرانية وبعد أن حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "يلعب بالنار".

وبينما يتجادل قادة العالم حول مستقبل السلام، يحتدم الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية بسرعة، إذ يتبادل الجانبان شن هجمات بأسراب من الطائرات المسيرة وتتقدم روسيا في مواقع رئيسية على الجبهة.

وقال الرئيس الأمريكي في منشور على منصة تروث سوشيال إن بوتين يلعب بالنار، محذرا من أن أشياء "سيئة حقا" كانت ستحدث لروسيا لولا ترامب.

وأضاف في منشوره الثلاثاء "ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا وجودي، لكانت أمور كثيرة سيئة حقا حدثت بالفعل في روسيا، وأعني سيئة حقا. إنه يلعب بالنار".

وقال يوري أوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، للتلفزيون الرسمي إن تعليق ترامب يوحي بأنه غير ملم بواقع الحرب.

وأضاف أوشاكوف "ترامب ليس على دراية كافية بما يحدث بالفعل في المواجهة الأوكرانية الروسية".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن من المؤكد أن إدارة ترامب تبذل "جهودا كبيرة نحو تسوية سلمية" وإن روسيا "ممتنة لجهود الوساطة التي يبذلها الرئيس ترامب شخصيا".

وأضاف "روسيا، شأنها شأن الولايات المتحدة، لديها مصالحها الوطنية الخاصة والتي تأتي فوق كل اعتبار بالنسبة لنا ولرئيسنا".

وتابع بيسكوف قائلا إن روسيا تستعد للجولة المقبلة من المفاوضات مع أوكرانيا، ولمواصلة الاتصالات مع الولايات المتحدة.

لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس قالت إن ترامب بدأ يفقد صبره تجاه روسيا.

وقالت بروس في مقابلة مع فوكس نيوز "بدأ صبره ينفد"، مضيفة أن ترامب، الذي يعرف بوتين منذ فترة، يشعر "أن شيئا ما قد حدث له، وهو غير قادر على تفسيره، ومن الواضح أن أصيب بخيبة أمل دفعته للتعبير عن غضبه علنا".

أسقطت 71 مسيرة

أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق تليجرام، اليوم أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 71 من أصل 88 طائرة مسيرة معادية أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل.

وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام خمسة صواريخ باليستية من طراز إسكندر-إم/كيه إن23- وصاروخ موجه من طراز كيه إتش69/59- تم إطلاقها من كورسك وفورونيج وشبه جزيرة القرم المحتلة، و88 طائرة مسيرة من طراز شاهد، وطرازات أخرى خداعية تم إطلاقها من مناطق ميلروفو، وأوريل، وكورسك، وبريمورسكو-أختارسك الروسية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".

وأضاف البيان أنه تم صد الهجوم من قبل وحدات الدفاع الجوي ووحدات الحرب الإلكترونية وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين.

وقال البيان إنه بحلول الساعة 00:9 صباح اليوم الأربعاء، أسقطت وحدات الدفاع الجوي 71 طائرة مسيرة في شرق وشمال وجنوب أوكرانيا.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان اليوم، أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 112 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضي عدة مقاطعات خلال الليلة الماضية.

وقال البيان "من الساعة 00:21 بتوقيت موسكو الأثنين حتى الساعة 00:00 بتوقيت موسكو اليوم، دمرت منظومات الدفاع الجوي واعترضت 112 طائرة مسيرة أوكرانية"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

وأضاف البيان أنه "تم تدمير 59 طائرة مسيرة فوق أراضي منطقة بريانسك، و19 فوق أراضي منطقة بيلجورود، و13 فوق أراضي منطقة تولا، و10 فوق أراضي منطقة كورسك، و8 فوق أراضي منطقة أوريول و3 فوق أراضي منطقة كالوجا".

ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.

شروط بوتين

قالت ثلاثة مصادر روسية مطلعة إن شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن الحصول على تعهد كتابي من قادة الغرب بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقا وإلغاء جانب كبير من العقوبات المفروضة على موسكو.

وتتهم كييف والحكومات الأوروبية موسكو بالمماطلة بينما تحقق قواتها تقدما في شرق أوكرانيا.

وقال مصدر روسي كبير مطلع على طريقة تفكير كبار مسؤولي الكرملين، وطلب عدم الكشف عن هويته، "بوتين مستعد لصنع السلام ولكن ليس بأي ثمن".

وذكرت المصادر الروسية الثلاثة أن بوتين يريد تعهدا "كتابيا" من القوى الغربية الكبرى بعدم توسع حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة شرقا، بما يعني رسميا استبعاد قبول عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة.

وأضافت المصادر أن روسيا تريد أيضا أن تلتزم أوكرانيا بالحياد، وأن يتم رفع بعض العقوبات الغربية المفروضة عليها، والتوصل لحل فيما يتعلق بقضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، وتوفير حماية للمتحدثين بالروسية في أوكرانيا.

وقال المصدر الأول إنه إذا أدرك بوتين أنه غير قادر على التوصل إلى اتفاق سلام بشروطه الخاصة، فسوف يسعى إلى أن يُظهر للأوكرانيين والأوروبيين من خلال الانتصارات العسكرية أن "السلام غدا سيكون أكثر إيلاما".

ولم يرد الكرملين على طلب للتعليق على تقرير رويترز. وقال بوتين ومسؤولون روس مرارا إن أي اتفاق سلام يجب أن يعالج "الأسباب الجذرية" للصراع، وهو الاختصار الذي تستخدمه روسيا للإشارة إلى قضية توسع حلف شمال الأطلسي والدعم الغربي لأوكرانيا.

وقالت كييف مرارا إنه لا ينبغي منح روسيا الحق في رفض تطلعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى أن يمنحها الغرب ضمانة أمنية قوية ذات صلاحيات لردع أي هجوم روسي في المستقبل.

وقال حلف شمال الأطلسي في الماضي إنه لن يغير سياسة "الباب المفتوح" لمجرد أن موسكو تطالب بذلك. ولم يرد متحدث باسم الحلف الذي يضم 32 عضوا على أسئلة من رويترز.

وأوردت الوكالة في يناير أن بوتين يشعر بقلق متزايد من التشوهات الاقتصادية في الاقتصاد الروسي في زمن الحرب في ظل نقص العمالة وارتفاع أسعار الفائدة المفروضة للحد من التضخم. وانخفض سعر النفط، وهو حجر الأساس للاقتصاد الروسي، على نحو مطرد هذا العام.

وحذر ترامب، الذي يفتخر بعلاقاته الودية مع بوتين ويعبر عن اعتقاده بأن الزعيم الروسي يريد السلام، من أن واشنطن قد تفرض مزيدا من العقوبات إذا تأخرت موسكو في جهود التوصل إلى تسوية. وألمح ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد إلى أن بوتين "أصابه الجنون" بعد أن شن هجوما جويا واسع النطاق على أوكرانيا الأسبوع الماضي.

وذكر المصدر الأول أنه إذا رأى بوتين فرصة تكتيكية سانحة في ساحة المعركة، فسيتوغل أكثر في أوكرانيا، وأن الكرملين يعتقد أن البلاد قادرة على مواصلة القتال لسنوات مهما فرض الغرب من عقوبات وضغوط اقتصادية.

وقال مصدر ثان إن بوتين صار أقل ميلا للتنازل عن الأراضي وإنه متمسك بموقفه العلني بأنه يريد المناطق الأربع بالكامل التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا.

وأضاف "بوتين شدد موقفه" إزاء تلك الأراضي.

قصف مصانع الأسلحة

قال الجيش الأوكراني اليوم إنه قصف عدة مواقع لإنتاج الأسلحة الروسية خلال هجوم كبير بطائرات مسيرة الليلة الماضية وقالت موسكو إن دفاعاتها الجوية تصدت له.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن الهجوم الأحدث استهدف مصنع كرونشتات الروسي الذي ينتج طائرات مسيرة في بلدة دوبنا خارج موسكو، ومصنع رادوجا القريب الذي يصنع صواريخ كروز.

وأضاف البيان أن مصنع أنجستريم للرقاقات الدقيقة في منطقة موسكو تعرض للقصف أيضا، مضيفا أن المنشأة تنتج مكونات يستخدمها القطاع الصناعي العسكري الروسي على نطاق واسع.

ويقع المصنع في مجمع إلما التكنولوجي في زيلينوجراد. وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على الإنترنت حريقا ودخانا في المجمع التكنولوجي. وتمكنت رويترز من التأكد بصورة مستقلة من موقع تصوير الفيديو، لكنها لم يتسن لها التأكد من تاريخه.

ولم يوضح بيان الجيش الأوكراني نوع الأسلحة التي استخدمتها قواته في الهجوم بعيد المدى، لكن مسؤولا من جهاز الأمن الأوكراني قال في بيان كتابي إن الجانب الأوكراني استخدم طائرات مسيرة. وتفتقر كييف إلى ترسانة من الصواريخ بعيدة المدى.

مقالات مشابهة

  • إصابة ثمانية أشخاص في هجوم بمسيرات روسية على خاركيف شرقي أوكرانيا
  • بمسيّرات.. روسيا تشن هجوما عنيفا ضد أكبر موانئ أوكرانيا على نهر الدانوب
  • روسيا تحذر أوكرانيا: خياركم بين التفاوض أو الهزيمة في ساحة القتال
  • أوكرانيا تعلن استعدادها للمشاركة في مفاوضات روسيا بشرط
  • روسيا تطالب بـ«آليات ملزمة» من أجل السلام في أوكرانيا
  • صحيفة بريطانية: رفع قيود الغرب على استخدام أوكرانيا أسلحته ضد روسيا
  • خلافات علنية بين روسيا وأمريكا وسط تصاعد الحرب .. وموسكو تحشد 50 ألف جندي بالقرب من منطقة حدودية
  • خلافات علنية بين روسيا وأمريكا وسط تصاعد الحرب .. وموسكو تحشد 50 ألف جندي بالقرب من منطقة حدودبة
  • أوكرانيا تشن هجوماً واسعاً على روسيا وتعطل حركة الملاحة الجوية في موسكو
  • روسيا تتقدم في شمال شرقي أوكرانيا لخلق منطقة عازلة