ليه كل شيخ برأي واسمع كلام مين؟.. الورداني يُجيب
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
قال الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى ومدير مكتب الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء المصرية، أن العلماء قالوا عن اختلاف المذاهب أنه نوع من أنواع الرحمة، لما فيه من سعة على المسلمين.
ليه كل شيخ برأي واسمع كلام مين؟
ورد سؤال إلى أمين الفتوى يقول: "أنا بشوف مشايخ أزهرية مختلفين في الرأي حول المسألة الواحدة، وكل واحد على مذهب مختلف، لدرجة أني فقدت ثقتي في الأراء، وحاسس أن ده تأليف في الدين؟
وأجاب الورداني أنه حضرة النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة في عملية تطهير المدينىة بما يسمي بالجواسيس: قال النبي صلى الله عليه وسلم لنا لما رجع من الأحزاب : ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال: بعضهم لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي، لم يرد منا ذلك، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم ).
ووضح الورداني، أن الحديث يُبين أن سيدنا رسول الله قال لهم ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة، فهناك من صلى في الطريق حيث فهموا من كلام النبي أنه يُريد بهم الاستعجال والسرعة في الوصول، والبعض الأخر لم يُصلى بالفعل إلا بعد الوصول لبني قريظة على فهم ظاهر كلام النبي.
الحكمة من تنوع المذاهب
وتابع الورداني، أن النبي لم ينهى أحد الفريقين على فعله، وهذا يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن للصحابة رضي الله عنهم أن تتعدد أفهامهم لكلام حضرة النبي، لأنه صلى الله عليه وسلم، قد أوتي جوامع الكلمة، وهذا يسمح للناس أن يختلفوا في فهم النص الواحد بين ظاهر الكلام ومعانيه المختلفه، وهذا الاختلاف في فهم النص هو اختلاف سعة وتنوع ووسع من رحمة الله تعالى.
وأشار الورداني إلى تسلسل المذاهب الأربعه وصولًا لسيدنا النبي، فقال أن المذاهب الفقيه ما هى إلا مدارس متصله بحضرة النبي، فعلى سبيل المثال تعلم في هذه المدارس الشافعي عن سيدنا الإمام مالك، عن سعيد أبن المثيب، ثم عن سيدنا عبد الله ابن عمر، ثم عن حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.
من اتبع من المذاهب ؟
واستطرد الورداني مؤكدًا على أن هذه المذاهب كلها عبارة عن مدارس متصله بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه على من يدخلها أن يخرج مجتهدًا في مسائل الدين الفقيه، ولهذا فإن المذاهب لم تأتي لحيرة المسلم ولكن لكي تُعلم المسلمين.
وانتهى الورداني، أن من يريد السؤال عن أمور الفقيه عليه أن يتبع مذهب مفتيه، وهذا يعني أن تسأل من المفتيين من تثق في علمه، ويكون مذهبه هو مذهب سواء كان شافعي أو مالكي أو غيرها من المذاهب الأربعه، ولا تكون كالذي يُشتت نفسه بيه الأطباء ويأخذ أدوية مختلفه تتعارض مع بعضها ولا ينول الشفاء، فما يفتيك به مفتيك هو مذهبك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الورداني الدكتور عمر عمرو الورداني أمين الفتوى العصر الاختلاف لإفتاء المصرية اجتهادات فقهية متجددة ر الإفتاء المصرية النبی صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
على طريقة خمسة وخميسة.. حكم تلطيخ الجدران بدم الأضحية
قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى السايق لمفتى الجمهورية السابق، إنه غير مقبول شرعًا قيام البعض بنحر أضحيتهم وتلويث البدن والممتلكات بدماء هذه الأضاحي على طريقة «خمسة وخميسة».
وأضاف «عاشور»، فى إجابته على سؤال «ما حكم قيام المُضحين بوضع دماء على المنازل والسيارات تبركًا بها؟»، أن الأضحية سنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولها سنن وشروط وآداب ينبغى على المسلم التحلي بها.
من جانبها، أكدت دار الإفتاء، أن نحر الأضحية في الشوارع وترك مخلفاتها من السيئات العِظام والجرائم الجِسام، لأن فيه إيذاء للناس، قال تعالى: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا» (الأحزاب: 58).
وقالت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «ما حكم نحر الأضحية في الشوارع؟»، أن فاعل ذلك إنما يتخلق بأخلاق بعيدة عن أخلاق المسلمين، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضى الله عنهما عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِه» أخرجه البخاري في صحيحه.
وأوضحت أن الناحر للأضاحي أو غيرِها في شوارع الناس وطرقهم مع تركه للمخلفات فيها يؤذيهم بدمائها المسفوحة التي هي نجسة بنص الكتاب العزيز، ويعرضهم أيضًا لمخاطر الإصابة بالأمراض المؤذية، متسائلة: وأين هؤلاء من حديث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الذي رواه أَبو بَرْزَةَ رضي الله عنه قَالَ قُلْتُ: يَا نبي اللَّهِ، علمني شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ. قَالَ: «اعْزِلِ الأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ» أخرجه مسلم في صحيحه.
وتابعت: وكما أن إماطة الأذى صدقة، وهي من شعب الإيمان، فإن وضع الأذى في طريق الناس خطيئة، وهو من شعب الفسوق والعصيان؛ وإن ذلك ليجلب الأذى لفاعله في الدنيا والآخرة؛ وبرهان ذلك ما رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل» أخرجه أبو داود في سننه.
وواصلت: فإن هذه الخصال -نحر الأضحية في الشوارع- تستجلب لعنَ الناسِ لفاعليها، وما نحن فيه -مِن تقذير شوارع الناس ومرافقهم وتعريضهم للأمراض والأخطار- مثير لغيظ الناس واشمئزازهم وحنقهم على فاعليها ومرتكبيها، فالواجب القيام بهذا النحر في الأماكن المعدة والمجهزة لمثل ذلك، والواجب الحرص على الناس وعلى ما ينفعهم، والنأي بالنفس عن كل ما يُكَدِّر عيشَهم أو يؤذي مشاعرهم وأبدانهم.