عربي21:
2025-10-16@16:15:39 GMT

مجزرة رابعة.. بداية تنتظر النهاية

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

مرت الذكري 11 لمجزرة رابعة العدوية، التي وقعت في 14 آب/ أغسطس 2013، ولا تزال واحدة من أحلك الأحداث في تاريخ مصر المعاصر. في ذلك اليوم، فض الجيش المصري والداخلية والبلطجية اعتصاما لمؤيدي الديمقراطية في مصر، ما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص في غضون ساعات.

كان هذا الحدث بمثابة نقطة تحول في تاريخ مصر والمنطقة، وألقت تداعياته بظلالها على الأحداث في الشرق الأوسط.



المذبحة التي تمت بأمر مباشر من الجنرال عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، كان الهدف منها إبادة المتظاهرين في رابعة العدوية والنهضة، باستخدام المدرعات والجرافات والقناصة والذخيرة الحية، لخلق حمام دم وكتابة بداية لمرحلة لم تكتب نهايتها بعد.

أعطت الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة شعورا بإمكانية استخدام العنف والقوة المفرطة ضد المعارضة دون أن تواجه عواقب كبيرة
وفقا لمصادر مختلفة، يتراوح عدد الشهداء بين 1300 و3000، ولا يزال من الصعب تحديد الرقم الدقيق بسبب الجثث المحترقة وتدمير الأدلة. كما أصيب آلاف الأشخاص واعتقل الآلاف في يوم المجزرة. وأعقبت المجزرة حملة قمع غير مسبوقة وقبض على عشرات الآلاف، وحُكم على العديد من القيادات بأحكام مشددة، واستخدم النظام المصري الإعدامات كوسيلة ردع فيعدم الثوار بمحاكمات مسيسة.

وتشهد مصر تدهورا خطيرا في حقوق الإنسان وحرية التعبير والصحافة، وانتشر التعذيب بصورة ممنهجة والإخفاء القسري والمحاكمات غير العادلة، ما خلق مناخا من الخوف والصمت غير مسبوقة.

هذه الحالة من القمع أدت لتهميش المعارضة في مصر وتعزيز سلطة الجنرال السيسي، الذي أصبح رئيسا في عام 2014.

وعلى المستوى الدولي، وعلى الرغم من أن العديد من الدول الغربية أعربت عن قلقها، إلا أن العلاقات مع مصر ظلت مستقرة، غير أن الثقة بين مصر وبعض شركائها الدوليين قد اهتزت، بسبب انتقادهم لسجل مصر في مجال حقوق الإنسان.

قد لا تكون رابعة سببا لسلسلة المجازر التي حدثت في سوريا واليمن وغزة، لأن لكل هذه الصراعات جذورها الخاصة وديناميتها المعقدة، ومع ذلك، فقد أعطت الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة شعورا بإمكانية استخدام العنف والقوة المفرطة ضد المعارضة دون أن تواجه عواقب كبيرة.

لقد أظهرت مجزرة رابعة كيف يمكن قمع احتجاجات جماهيرية كبيرة باستخدام القوة المفرطة دون مساءلة أو فرض عزلة على مرتكبيها، لذلك، بعد رابعة، شهدت المنطقة موجة من تعزيز السياسات الاستبدادية، وأصبحت الحكومات أكثر استعدادا لاستخدام القوة للحفاظ على السلطة. كما شجعها ذلك على اتخاذ مواقف أكثر دموية ضد المعارضة، كما في سوريا، أو ضد مقاومة الاحتلال، كما في غزة.

مجزرة رابعة محسوسة حتى اليوم، فرابعة ستظل رمزا قويا للنضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنها أيضا تذكير مأساوي بالتكلفة الباهظة لهذا النضال
إن عدم وجود ردود فعل قوية وحاسمة من المجتمع الدولي تجاه مجزرة رابعة قد أرسل إشارة إلى بعض الأنظمة في المنطقة بأن استخدام العنف المفرط لن يؤدي بالضرورة إلى عزلة دولية أو عقوبات شديدة، وهذا أحد العوامل التي شجعت الحكومات الأخرى على اتخاذ إجراءات قمعية مشابهة.

تركت مذبحة رابعة العدوية بصمة لا تمحى على مصر والمنطقة؛ فلم يقتصر الأمر على تعزيز القوة العسكرية في مصر فحسب، بل أدى أيضا إلى تفاقم القمع السياسي والانقسامات الاجتماعية والانهيار الاقتصادي لتفقد مصر دورها الحيوي ومكانتها الدولية، وتكتب البداية لسلسلة مجازر لم يكتب لها النهاية حتى لحظة كتابة هذه السطور بشكل مباشر أو غير مباشر.

آثار مجزرة رابعة محسوسة حتى اليوم، فرابعة ستظل رمزا قويا للنضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنها أيضا تذكير مأساوي بالتكلفة الباهظة لهذا النضال، فمتى تستعد الشعوب لهذه التضحية حتى تكتب النهاية؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر السيسي حقوق الإنسان مجزرة رابعة مصر السيسي حقوق الإنسان مجزرة رابعة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجزرة رابعة

إقرأ أيضاً:

بعد إبلاغه بمقتل أسرته.. مفاجأة سارة تنتظر فلسطينيا محررا

كشف المصور الصحفي الفلسطيني شادي أبو سيدو أن حراس سجن إسرائيلي أبلغوه بمقتل زوجته وطفليه خلال حرب غزة، قبل أن يكتشف لاحقا أنهم على قيد الحياة، بعد الإفراج عنه بموجب اتفاق تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل.

وكان أبو سيدو اعتقل من دون محاكمة في 18 مارس 2024، بموجب قانون "المقاتلين غير الشرعيين" الإسرائيلي، وأكد أنه تعرض للضرب المبرح والمعاملة المهينة في السجون الإسرائيلية.

لكن المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية نفى علمه بهذه الاتهامات، مؤكدا أن "جميع السجناء احتجزوا وفق الإجراءات القانونية".

ولم يكتشف المصور الفلسطيني أن رفيقة حياته وفلذتي كبده على قيد الحياة إلا بعد إطلاق سراحه، الإثنين، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة أميركية، بعد حرب استمرت عامين.

وفي ممر منزل العائلة بخان يونس، ركضت زوجته هناء بهلول وارتمت بين ذراعيه، بينما ظل أبو سيدو يطبع القبلات على وجنتي ابنته وابنه، اللذين ظن أنه لن يراهما مرة أخرى.

ونقلت "رويترز" عن أبو سيدو قوله: "سمعت صوتها فقط. سمعت صوت أولادي، فصعقت، لا يوصف، أحياء. يعني أنا رأيت زوجتي وأولادي وهم أحياء، تخيل وسط الموت، أحياء".

وأضاف أنه اعتقل في مستشفى الشفاء شمالي قطاع غزة في 18 مارس 2024.

وكان أبو سيدو، وهو مصور صحفي، بين 1700 فلسطيني احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب المدمرة في غزة.

وأفرج السلطات الإسرائيلية عن أبو سيدو، الإثنين، إلى جانب 250 سجينا مدانا أو مشتبها به في هجمات مميتة، مقابل 20 رهينة إسرائيليا كانت تحتجزهم حماس منذ هجومها عبر الحدود في أكتوبر 2023.

قانون "المقاتلين غير الشرعيين"

قالت هناء إن محامي مؤسسة الضمير، وهي منظمة حقوقية فلسطينية، أخبرها بأن زوجها محتجز بموجب قانون "المقاتلين غير الشرعيين" الإسرائيلي، وهو شكل من أشكال الاعتقال الإداري.

ونقلت "رويترز" عن عمير شاتز، وهو خبير إسرائيلي في القانون الدولي في معهد الدراسات السياسية في باريس، إن القانون يتيح لإسرائيل سجن الأشخاص من دون اتهام أو محاكمة، واحتجاز كثير منهم تعسفيا، وتقييد وصول المحامين إليهم.

وتقول مؤسسة الضمير إن 2673 من سكان غزة محتجزون حاليا بموجب هذا القانون.

لكن الجيش الإسرائيلي قال في بيان إن سياسة الاعتقال التي ينتهجها "تتماشى تماما مع القانون الإسرائيلي واتفاقيات جنيف"، بشأن المعايير القانونية للمعاملة الإنسانية في وقت الحرب.

"مقبرة الأحياء"

قال أبو سيدو إنه تعرض للضرب المبرح، وتقييد يديه، وعصب عينيه أثناء احتجازه، وبدا معصماه وبهما علامات خلال لقائه مع "رويترز"، حيث قال إن السبب في تلك الآثار هو الأصفاد والقيود.

وقالت هناء إن زوجها احتجز في البداية في معسكر الاعتقال العسكري الإسرائيلي "سدي تيمان"، ثم نقل إلى معسكر "عوفر" العسكري في الضفة الغربية المحتلة، ومنه إلى سجن "كتسيعوت" في إسرائيل.

وأوضحت أن زوجها اعتقل فقط لأنه "صحفي في مؤسسة فلسطينية"، لكن متحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية إن جميع السجناء احتجزوا وفقا للإجراءات القانونية، وتم الحفاظ على حقوقهم.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لـ"رويترز" في سبتمبر الماضي، إن من بين حوالي 100 تحقيق جنائي يتعلق بحرب غزة، كان معظمها بشأن مزاعم إساءة معاملة أو وفاة محتجزين في الحجز العسكري، وقد أدت قضيتان إلى توجيه لوائح اتهام، وحكم على جندي واحد بالسجن 17 شهرا.

وقالت أماني سراحنة من نادي الأسير الفلسطيني إن أوضاع السجناء الفلسطينيين تدهورت بشكل كبير بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، مع ورود تقارير عن اعتداءات جنسية وضرب وحرمان من الدواء والطعام.

وأضافت أن الظروف كانت أسوأ بالنسبة لفلسطينيي غزة المحتجزين عسكريا.

وقال أبو سيدو إن السجن كان "مقبرة الأحياء"، مضيفا: "طبعا نزعوا مني الروح عن الجسد، لكن لما رجعت إلى أرض غزة سرعان ما عادت الروح إلى الجسد. لكن لما رأيت الدمار الكبير، كيف أبدأ من جديد؟ هذه قصة وحكاية".

مقالات مشابهة

  • بعد إبلاغه بمقتل أسرته.. مفاجأة سارة تنتظر فلسطينيا محررا
  • أي تحديات تنتظر المرحلة الثانية من خطة إنهاء حرب غزة ؟
  • «كنت حاسس إن النهاية قرّبت».. روايات مروّعة من ركاب قطار سوهاج بعد خروج عربات عن القضبان
  • بكين تعلن استعدادها للقتال حتى النهاية في الحرب التجارية مع واشنطن
  • إندبندنت: ما جرى انتصار لترامب وبداية النهاية لنتنياهو
  • العدو الإسرائيلي يخرق وقف إطلاق النار في غزة بارتكاب مجزرة جديدة
  • انطلاق مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان ومجتمعنا أمانة» بجامعة القناة
  • الكشف عن تفاصيل مجزرة .. امرأة تنحر أُسرة زوجها بسكين جنوبي العراق
  • بكين: مستعدون للقتال حتى النهاية في الحرب التجارية مع واشنطن
  • «كفيفة» تنتظر وحدة سكنية منذ 10 سنوات