لجريدة عمان:
2025-10-16@19:56:40 GMT

عندما يستخدم العلم أداةً لتدمير البشرية !

تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT

عندما يستخدم العلم أداةً لتدمير البشرية !

عجبًا لأمور البشر كلما توسعوا في العلم وزادت إنجازاتهم العلمية التي بإمكانها إسعاد البشر وتسهيل أمور حياتهم في شتى المجالات وإيجاد الرفاهية والرقي زادت أنانيتهم وزادت رغبتهم في الهيمنة على الناس والإضرار بالبشر في كل مكان وإذلالهم وتمكين الفقر والأمراض والأخطار البيئية، وكذلك استعباد البشر بتكريس مخرجات العلم ونتائجه في إنشاء الطبقية والتمييز العنصري.

الأبحاث والدراسات والاختراعات والابتكارات العلمية يؤخذ منها ما يهدد السلام والاستقرار والحياة الكريمة والصحة.

ولعل الدافع الإنساني لا يوجد لدى المستفيدين من الاختراعات وأسرار العلم والعلوم فيجعلهم يرضخون لتسلط أهل السلطة والمال عليهم لصنع ما يفتك بالبشر.

وفيما يخص الأدوية، فإن توفيرها لمقاومة ومكافحة الأمراض بشتى أنواعها يدخل في بعضها الناحية التجارية الربحية وسهولة التصنيع وتوفيرها بكميات كثيرة لإغراق السوق بغض النظر عن آثارها الجانبية الضارة، وبناءً على الأبحاث التي تجريها شركات الأدوية والتي تعتمدها منظمات عالمية معروفة، فإن هذه الأدوية تجد طريقها للأسواق بسهولة.

وبسبب الإثباتات العلمية التي يقابلها تقبّل لدى المستهلكين عن عدم علم وإدراك لخطورة الأدوية على المدى البعيد، فإن ذلك لاستغلال العلم في الإضرار بالبشر في كل أنحاء المعمورة.

وحول الأوبئة المنتشرة في العالم، فإن للبشر دورًا فيها بسبب جهل عامة الناس بالطرق المثلى للحياة الوقائية الصحية والغذائية المثلى من جهة، وتعمد بعض اللوبيات التي لها أهداف واستراتيجيات ونوايا لنشر الأوبئة المصنّعة والمحضّرة في المختبرات.

ونتساءل لماذا يفكر المهيمنون على التصنيع العسكري والحربي ويتسابقون في اختراع أسلحة أشد فعالية وفتكًا؟ هل العنصرية والتمييز بين البشر والسعي للسيطرة على الدول الضعيفة من أجل الاستيلاء على كنوزها الطبيعية الاقتصادية وتطبيق شريعة الغابة بفعل اختراع الأسلحة المدمرة والفتاكة والأكثر فاعلية من مثيلاتها عند الدول الأخرى؟ وفي عالم الإنترنت ظهرت أنواع شتى من الاعتداءات بسبب السبق العلمي في هذا المجال مثل ما يسمى بالهاكرز الذي تم من خلاله التدخل في خصوصيات الناس وسحب بياناتهم الشخصية والمعلومات المهمة والتقارير والملفات الصحفية والمالية وسحب الأموال من البنوك ومن حسابات الناس الشخصية. وتم تدمير تطبيقات وبرامج، وكل ذلك بسبب العلم.

وكذلك أجهزة التنصت التي تم تطويرها إلى أدوات تجسسية أدت إلى جرائم قتل وانتهاك الحرمات وإلى انكشاف أسرار الأفراد والدول.

قنوات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الناس حول العالم تم تصميمها وتطويرها للاطلاع على تفاصيل حياتهم الشخصية وتتبع الناس الذين يرغبون في النيل منهم، وتم استخدام قنوات التواصل لنفث سموم أعداء البشرية والإنسانية بإغراء الناس بالمحرمات.

والتحديثات المستمرة لوسائل التواصل الاجتماعي تصب دائمًا في مصلحة منشئيها وفي مصلحة من يشترون هذه المعلومات لأغراضهم وأهدافهم الشريرة.

ولا يقل خطر الأغذية المصنعة والمهجنة والمهرمنة والمكثرة اصطناعيًا بل باتت أمرًا يؤرق المستهلكين وتدخلهم في أمراض وسرطانات وضعف ووهن وتأثير على النمو الجسدي والعقلي لدى الأجيال وتعمل على تدهور الصحة العامة وبذلك تؤثر على عطاء الأفراد في عملهم وإنتاجيتهم وإنجازاتهم.

الواقع الذي نعيشه الآن يكشف كل يوم خطر هؤلاء الذين استخدموا العلم في الجوانب المضرة والمدمرة، فبقيت فئتان الأولى من يملكه ويطوره حسب مبتغاه، والثانية مستهلكة ومتضررة من مخرجات العلم المهينة لهم.

وفي المقابل يجب أن تظهر فئات من أهل العلم تقاوم التيار المهيمن وتصنع مسارًا يضمن للبشرية الاستفادة من العلم، وهؤلاء المصلحون من أهل العلم ممن يملكون القيم والأخلاق الإنسانية وتكون فطرتهم سليمة كي تسعد البشرية باختراعاتهم، ويكون هؤلاء العلماء والباحثون والمكتشفون هو السلام لا الحرب، والخير لا الشر، والصحة لا المرض، والرفاهية لا الفقر والجوع، والرقي لا التخلف، والمساواة لا العنصرية البغيضة.

وتعزيز دواعي الخير لدى طلبة العلم بشتى أنواعه يضمن للبشرية الاستقرار والطمأنينة والسعادة الحقيقية. ولابد من إيقاف نوايا الشر من خلال الاختراعات الجديدة.

والتاريخ الحديث الذي أعقب الثورة الصناعية والاختراعات بازدهار العلم يحكي قصة معاناة البشر من أنانية وعدوانية من يمتلكون العلم، ومن يغرون العلماء بالمال في سبيل تدمير الحضارة الإنسانية والرجوع بالناس لعصور الظلام والاستبداد، ولكن بثوب آخر، ويكون العلم الذي حصل عليه هؤلاء الناس نذير شؤم وقهر لبقية البشر. والشواهد التاريخية تؤكد استخدام العلم في تدمير الناس والبيئة، منها اختراع القنبلة الذرية التي أظهرت وحشية أصحاب هذا السلاح الفتاك المدمر لمدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان.

لماذا فكر هؤلاء المخترعون في التمادي والتسابق في اختراع أسلحة فتاكة ومدمرة مثل الأسلحة الكيميائية والأسلحة البيولوجية والجرثومية والقائمة تطول؟ هل وصل الجهل لدى العلماء بالعواقب الوخيمة؟،هل هذه الحياة حكرٌ عليهم وليس للآخرين الحق في الحياة الآمنة المطمئنة؟ الذي سيوقف خطر العلم هو عدم استهلاك مخرجات ومنتجات العلم الضارة حتى لو بدت أهميتها لأغراض الدفاع أو الحماية، ولابد أن تظهر جهات عالمية إنسانية حرة للتصدي لوحشية مستخدمي العلم والتكنولوجيا.

المصيبة الكبرى هو مستوى الجهل لدى الناس حيال مخاطر مخرجات العلم التي أضرت بهم وتجعلهم في حالة تخلف دائم، ويجب مد يد العون لكل البشر للتخلص من تحكم أصحاب العلم المتقدم بمصائرنا.

والعلم يتقدم بشكل سريع ومذهل، والذكاء الاصطناعي يلعب دورًا مهمًا في بسط هيمنة الأطراف التي تتقدم فيه بالتجسس وتحديد الأماكن الحساسة في الدول والحصول على أهم وأخطر المعلومات وتعرية كثير من الجهات والحصول على منافع كثيرة في مقابل خسائر مختلفة لغيرهم ممن لم يصلوا لمستواهم حتى الآن.

والحراك الذي يحدث في العالم حيال الذكاء الاصطناعي هو كيفية الحصول على حصص في السوق العالمي بطرق مشروعة وغير مشروعة. فالذي لا يواكب التقدم العلمي الذي يحدث في العالم وينافس فيه، فسيكون مستهلكًا ومغلوبًا على أمره في المستقبل القريب والبعيد.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ماذا قال الناشطون عن مخرجات قمة شرم الشيخ؟

أثارت قمة شرم الشيخ للسلام بمصر جدلا واسعا بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي بعد أن اختتمت أمس الاثنين بتوقيع الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا على "اتفاق غزة"، حيث أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الحرب انتهت، مما ترك وراءه العديد من التساؤلات حول جدية القمة في إلزام إسرائيل بمخرجاتها.

وتضمنت الوثيقة التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ نقاطا أبرزها: أن الشرق الأوسط لا يحتمل دوامة متواصلة من الحروب، ودعم جهود الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق سلام دائم، والعمل على تطبيق الاتفاق بما يضمن السلام والأمن والاستقرار، إضافة إلى التأكيد أن السلام الدائم هو ذلك الذي تنعم فيه جميع الأطراف بالازدهار.

السلام المنشود في قمة شرم الشيخ، سيكون مجرد واقع افتراضي آخر من وحي خيال ترامب، كما هو حال معظم ما يقوم به أو يتصور وجوده. هذه المنطقة أكثر تعقيدا بكثير من تسويات مفروضة بالقوة، أو نتائج للربح والخسارة. لكن المهم هنا أن فتح ملف (السلام) في شرم الشيخ، ليس غير عنوان مؤجل لمرحلة…

— لقاء مكي (@liqaa_maki) October 13, 2025

وقد شهدت مخرجات القمة تجاذبات بين المغردين، إذ اعتبر بعضهم أن السلام المنشود في قمة شرم الشيخ ليس إلا واقعا افتراضيا آخر من وحي خيال ترامب، كما هو حال معظم ما يقوم به أو يتخيله.

وذهبوا إلى أن المنطقة أكثر تعقيدا بكثير من تسويات تُفرض بالقوة، أو نتائج تحددها حسابات الربح والخسارة.

وأكد هؤلاء أن فتح ملف "السلام" في شرم الشيخ ليس سوى عنوان مؤجل لمرحلة قادمة، وأن خطواته التنفيذية لن تبدأ قبل حسم عناصر القوة في الشرق الأوسط عبر صراع عسكري حاسم.

لولا صمود الشعب الفلسطيني وبسالة ابطال المقاومة لما توقفت الحرب لافضل لاحد في ايقاف الحرب غير غزة وشعبها وابطالها

— Abood Alqadri (@abdo_alqadri) October 13, 2025

من جهة أخرى، رأى مغردون أن قمة شرم الشيخ قد توقف صوت السلاح لكنها لا تنهي الحرب الكامنة في القلوب. فالسلام لا يولد من البيانات الختامية، إنما من عدل يعيد الحقوق، وكرامة لا تداس، وإدراك بأن الهدوء المؤقت ليس سلاما، بل هو استراحة بين جولتين من الألم.

إعلان

وفي المقابل، قال آخرون إن الشرق الأوسط يقف بعد قمة شرم الشيخ أمام فرصة تاريخية، وأن نجاحها يتوقف على رعاية دولية حقيقية لتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة، ومعالجة البيئة الإقليمية المعرقلة، وبناء دول فاعلة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق.

وأشاروا إلى أن المنطقة أرهقتها الفوضى وتستحق الاستقرار.

بعد #قمة_شرم_الشيخ، الشرق الأوسط أمام فرصة تاريخية:
نجاحها يتوقف على رعاية دولية حقيقية لتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة، معالجة البيئة الإقليمية المعرقلة، وبناء دول فعلية في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق.
المنطقة تعبت من الفوضى وتستحق الاستقرار.

— Pierre Jabbour (@PierreJabbour14) October 14, 2025

في حين اعتبرها البعض "مسرحية دبلوماسية"، تخدم مصالح الدول الكبرى دون ضمانات ملموسة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. ولفتوا إلى أن الوثيقة ركزت على الإغاثة وتأمين الحدود، مع إشارات غامضة إلى "إصلاح السلطة الفلسطينية"، مما يثير شكوكا حول تحقيق العدالة للفلسطينيين.

قمة شرم الشيخ مسرحية” دبلوماسية، تخدم مصالح الدول الكبرى دون ضمانات ملموسة لدولة فلسطينية مستقلة. الوثيقة ركزت على الإغاثة وتأمين الحدود، مع إشارات غامضة إلى “إصلاح السلطة الفلسطينية”، مما يثير شكوكاً حول تحقيق العدالة للفلسطينيين.

— FI (@Fer1Fi) October 14, 2025

وأشار ناشطون إلى أن أكثر ما لفت انتباههم في قمة شرم الشيخ هو عدد القادة والممثلين لجميع الدول العظمى والغنية في العالم، معتبرين أن ذلك دليل على حجم الصداع الذي تسببت به غزة وحجم الصوت الداخلي المرتفع للمطالبة بإنهاء الإبادة.

وأضافوا أن الجميع حضر ليلتقط صورة ويثبت أنه لعب دورا في وقف الحرب على غزة، مما يعكس تأثير التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية، ويرونها فرصة مهمة الآن ليحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه.

كلمة ترامب
في الكنيست كانت إعلانا عن نهاية حرب غزة و بدء مسار مخاض طويل .
من دهاليز ترتيبات اليوم التالي
أخشى أن يكون مؤتمر #شرم_الشيخ
بداية
التطبيع من أوسع أبوابه
مع ما تبقى من الدول العربية
و ايضا الدول غير العربية ك باكستان و اندونيسيا و ما بينهما
مقابل وعد ضبابي بطريق سلام…

— عثمان بخاش (جديد) Osman Bakhach (@NasserEldine17) October 14, 2025

وأكد ناشطون أيضا على ضرورة استمرار المظاهرات والنشاطات والتثقيف حول القضية الفلسطينية حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه، محذرين من أن يكون مصطلح "السلام" المستخدم سببا في خفض الغضب العالمي أو صرف الاهتمام عن القضية الفلسطينية.

وشددوا على أنه "لا سلام بلا حرية للفلسطينيين ودولة تضمن حقوقهم الكاملة".

مقالات مشابهة

  • اليابان تتغير بسرعة وأسلحة جديدة متطورة لتدمير الخصوم
  • صورة .. حارس المغرب يستخدم زجاجة محمد أبو جبل في المونديال
  • عاجل-وزير الدفاع الإسرائيلي: سنعمل مع القوة الدولية لتدمير أنفاق حماس وبنيتها التحتية
  • أمين الإفتاء يوضح كيف يستخدم المتطرفون الجهاد الرقمي لتدمير الأوطان
  • رابطةُ العالم الإسلامي تعرب عن تطلعها نحو مخرجات “قمة شرم الشيخ” لتخفيف الكارثة الإنسانية التي يعانيها أهالي غزة
  • ربنا يكفينا شره.. خالد الجندي: احذروا من الجاهل الذي لا يعلم أنه جاهل
  • الشيخ خالد الجندي: التعالم آفة العصر.. واحذروا من الجاهل الذي لا يعلم أنه جاهل
  • ماذا قال الناشطون عن مخرجات قمة شرم الشيخ؟
  • وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة للتعليم والمعلم يظل البوصلة التي توجه المستقبل