عندما يستخدم العلم أداةً لتدمير البشرية !
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
عجبًا لأمور البشر كلما توسعوا في العلم وزادت إنجازاتهم العلمية التي بإمكانها إسعاد البشر وتسهيل أمور حياتهم في شتى المجالات وإيجاد الرفاهية والرقي زادت أنانيتهم وزادت رغبتهم في الهيمنة على الناس والإضرار بالبشر في كل مكان وإذلالهم وتمكين الفقر والأمراض والأخطار البيئية، وكذلك استعباد البشر بتكريس مخرجات العلم ونتائجه في إنشاء الطبقية والتمييز العنصري.
الأبحاث والدراسات والاختراعات والابتكارات العلمية يؤخذ منها ما يهدد السلام والاستقرار والحياة الكريمة والصحة.
ولعل الدافع الإنساني لا يوجد لدى المستفيدين من الاختراعات وأسرار العلم والعلوم فيجعلهم يرضخون لتسلط أهل السلطة والمال عليهم لصنع ما يفتك بالبشر.
وفيما يخص الأدوية، فإن توفيرها لمقاومة ومكافحة الأمراض بشتى أنواعها يدخل في بعضها الناحية التجارية الربحية وسهولة التصنيع وتوفيرها بكميات كثيرة لإغراق السوق بغض النظر عن آثارها الجانبية الضارة، وبناءً على الأبحاث التي تجريها شركات الأدوية والتي تعتمدها منظمات عالمية معروفة، فإن هذه الأدوية تجد طريقها للأسواق بسهولة.
وبسبب الإثباتات العلمية التي يقابلها تقبّل لدى المستهلكين عن عدم علم وإدراك لخطورة الأدوية على المدى البعيد، فإن ذلك لاستغلال العلم في الإضرار بالبشر في كل أنحاء المعمورة.
وحول الأوبئة المنتشرة في العالم، فإن للبشر دورًا فيها بسبب جهل عامة الناس بالطرق المثلى للحياة الوقائية الصحية والغذائية المثلى من جهة، وتعمد بعض اللوبيات التي لها أهداف واستراتيجيات ونوايا لنشر الأوبئة المصنّعة والمحضّرة في المختبرات.
ونتساءل لماذا يفكر المهيمنون على التصنيع العسكري والحربي ويتسابقون في اختراع أسلحة أشد فعالية وفتكًا؟ هل العنصرية والتمييز بين البشر والسعي للسيطرة على الدول الضعيفة من أجل الاستيلاء على كنوزها الطبيعية الاقتصادية وتطبيق شريعة الغابة بفعل اختراع الأسلحة المدمرة والفتاكة والأكثر فاعلية من مثيلاتها عند الدول الأخرى؟ وفي عالم الإنترنت ظهرت أنواع شتى من الاعتداءات بسبب السبق العلمي في هذا المجال مثل ما يسمى بالهاكرز الذي تم من خلاله التدخل في خصوصيات الناس وسحب بياناتهم الشخصية والمعلومات المهمة والتقارير والملفات الصحفية والمالية وسحب الأموال من البنوك ومن حسابات الناس الشخصية. وتم تدمير تطبيقات وبرامج، وكل ذلك بسبب العلم.
وكذلك أجهزة التنصت التي تم تطويرها إلى أدوات تجسسية أدت إلى جرائم قتل وانتهاك الحرمات وإلى انكشاف أسرار الأفراد والدول.
قنوات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الناس حول العالم تم تصميمها وتطويرها للاطلاع على تفاصيل حياتهم الشخصية وتتبع الناس الذين يرغبون في النيل منهم، وتم استخدام قنوات التواصل لنفث سموم أعداء البشرية والإنسانية بإغراء الناس بالمحرمات.
والتحديثات المستمرة لوسائل التواصل الاجتماعي تصب دائمًا في مصلحة منشئيها وفي مصلحة من يشترون هذه المعلومات لأغراضهم وأهدافهم الشريرة.
ولا يقل خطر الأغذية المصنعة والمهجنة والمهرمنة والمكثرة اصطناعيًا بل باتت أمرًا يؤرق المستهلكين وتدخلهم في أمراض وسرطانات وضعف ووهن وتأثير على النمو الجسدي والعقلي لدى الأجيال وتعمل على تدهور الصحة العامة وبذلك تؤثر على عطاء الأفراد في عملهم وإنتاجيتهم وإنجازاتهم.
الواقع الذي نعيشه الآن يكشف كل يوم خطر هؤلاء الذين استخدموا العلم في الجوانب المضرة والمدمرة، فبقيت فئتان الأولى من يملكه ويطوره حسب مبتغاه، والثانية مستهلكة ومتضررة من مخرجات العلم المهينة لهم.
وفي المقابل يجب أن تظهر فئات من أهل العلم تقاوم التيار المهيمن وتصنع مسارًا يضمن للبشرية الاستفادة من العلم، وهؤلاء المصلحون من أهل العلم ممن يملكون القيم والأخلاق الإنسانية وتكون فطرتهم سليمة كي تسعد البشرية باختراعاتهم، ويكون هؤلاء العلماء والباحثون والمكتشفون هو السلام لا الحرب، والخير لا الشر، والصحة لا المرض، والرفاهية لا الفقر والجوع، والرقي لا التخلف، والمساواة لا العنصرية البغيضة.
وتعزيز دواعي الخير لدى طلبة العلم بشتى أنواعه يضمن للبشرية الاستقرار والطمأنينة والسعادة الحقيقية. ولابد من إيقاف نوايا الشر من خلال الاختراعات الجديدة.
والتاريخ الحديث الذي أعقب الثورة الصناعية والاختراعات بازدهار العلم يحكي قصة معاناة البشر من أنانية وعدوانية من يمتلكون العلم، ومن يغرون العلماء بالمال في سبيل تدمير الحضارة الإنسانية والرجوع بالناس لعصور الظلام والاستبداد، ولكن بثوب آخر، ويكون العلم الذي حصل عليه هؤلاء الناس نذير شؤم وقهر لبقية البشر. والشواهد التاريخية تؤكد استخدام العلم في تدمير الناس والبيئة، منها اختراع القنبلة الذرية التي أظهرت وحشية أصحاب هذا السلاح الفتاك المدمر لمدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان.
لماذا فكر هؤلاء المخترعون في التمادي والتسابق في اختراع أسلحة فتاكة ومدمرة مثل الأسلحة الكيميائية والأسلحة البيولوجية والجرثومية والقائمة تطول؟ هل وصل الجهل لدى العلماء بالعواقب الوخيمة؟،هل هذه الحياة حكرٌ عليهم وليس للآخرين الحق في الحياة الآمنة المطمئنة؟ الذي سيوقف خطر العلم هو عدم استهلاك مخرجات ومنتجات العلم الضارة حتى لو بدت أهميتها لأغراض الدفاع أو الحماية، ولابد أن تظهر جهات عالمية إنسانية حرة للتصدي لوحشية مستخدمي العلم والتكنولوجيا.
المصيبة الكبرى هو مستوى الجهل لدى الناس حيال مخاطر مخرجات العلم التي أضرت بهم وتجعلهم في حالة تخلف دائم، ويجب مد يد العون لكل البشر للتخلص من تحكم أصحاب العلم المتقدم بمصائرنا.
والعلم يتقدم بشكل سريع ومذهل، والذكاء الاصطناعي يلعب دورًا مهمًا في بسط هيمنة الأطراف التي تتقدم فيه بالتجسس وتحديد الأماكن الحساسة في الدول والحصول على أهم وأخطر المعلومات وتعرية كثير من الجهات والحصول على منافع كثيرة في مقابل خسائر مختلفة لغيرهم ممن لم يصلوا لمستواهم حتى الآن.
والحراك الذي يحدث في العالم حيال الذكاء الاصطناعي هو كيفية الحصول على حصص في السوق العالمي بطرق مشروعة وغير مشروعة. فالذي لا يواكب التقدم العلمي الذي يحدث في العالم وينافس فيه، فسيكون مستهلكًا ومغلوبًا على أمره في المستقبل القريب والبعيد.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
هيئة البترول بغزة: العدو يستخدم سياسة “التنقيط” في إدخال غاز الطهي
الثورة نت /..
أكدت الهيئة العامة للبترول في قطاع غزة، اليوم الاحد، أن العدو الصهيوني ينتهج سياسة “التنقيط” في إدخال غاز الطهي إلى القطاع، في مخالفة واضحة لما تم الاتفاق عليه، ما يؤدي لزيادة حدة الأزمة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
واستنكرت الهيئة، في توضيح صحفي، ما تقوم به ما وصفتها بـ”الصفحات المشبوهة التي تخدم أجندات العدو بشكل مباشر أو غير مباشر”، من نشر معلومات “مغلوطة ومضللة” حول ملف توزيع الغاز في القطاع، و”محاولة إثارة البلبلة” بين المواطنين في ظرف إنساني بالغ التعقيد، وفق وكالة “سند” للأنباء.
وأوضحت أن ما يُنشر من ادعاءات لا تمت للحقيقة بصلة، وتهدف فقط لتشويه الجهود المبذولة لتأمين الحد الأدنى من احتياجات المواطنين من الغاز، رغم شح الكميات الواردة وصعوبة الأوضاع.
وشجبت الهيئة استهداف عدد من موظفيها وفرق التوزيع ونشر أسمائهم أو صورهم والترويج لمزاعم باطلة بحقهم، وهو ما يعرض حياتهم للخطر الحقيقي نتيجة رصد العدو الإسرائيلي واستهدافه لأي كوادر مدنية يُشار لها علنًا، خاصة في ظل الواقع الأمني المعقّد.
وأشارت إلى أنها تنشر عبر منصاتها الكميات الواردة للقطاع من الغاز بشكل دوري، إضافة لعدد المستفيدين من تلك الكميات، مذكّرة بأن للمحطات حُصة من كل كمية واردة تتصرف بها دون تدخل مباشر من الهيئة، وتصل للسوق لتزويد جزء من احتياجات المرافق الاقتصادية المختلفة والتي تصب في النهاية لخدمة المواطنين.
وأهابت هيئة البترول بأبناء الشعب الفلسطيني عدم الانجرار خلف “حملات التحريض المشبوهة”، والثقة بالجهات الرسمية المخولة بإدارة الملف وفق ما تقتضيه المصلحة العامة.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 يواصل العدو الصهيوني -بدعم أمريكي أوروبي- ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر “محكمة العدل الدولية” بوقف تلك الجرائم.
وأسفرت هذه الإبادة عن سقوط أكثر من 241 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة الكثيرين، أغلبهم من الأطفال، فضلًا عن دمار واسع أزال معظم مدن القطاع ومناطقه عن الخريطة.