عراقجي: حركة عدم الانحياز تدعم إيران في قضية “آلية الزناد”
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
الثورة نت /..
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الخميس، أن بيان الاجتماع الختامي لوزراء خارجية حركة عدم الانحياز، عبّر عن دعم واضح للجمهورية الإسلامية الإيرانية في قضية آلية الزناد داخل مجلس الأمن الدولي.
ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن عراقجي قوله إن حركة عدم الانحياز تعتبر أن القرار الأممي 2231 لا يزال سارياً حتى موعد انتهائه القانوني في 18 أكتوبر الجاري ويجب احترام بنوده والجدول الزمني المقرر له.
وأشار إلى أن البيان الختامي للاجتماع الذي انعقد في أوغندا، تضمن أكثر من 1500 بند، واقترحت إيران إدراج عدد من البنود الإضافية، أبرزها الإدانة الشديدة للهجمات التي شنّها الكيان الصهيوني وأمريكا على إيران، مع استخدام عبارات مثل “الهجمات الشنيعة وغير المقبولة”، وتأكيدها التضامن مع طهران.
وأكد عراقجي أن بيان كمبالا أدرج بنداً مستقلاً يخص الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، إضافة إلى بند آخر يدين العملية الإرهابية التي وقعت في لبنان باستخدام أجهزة النداء (البيجر)، فضلاً عن إعلان دعم إيران في قضية “آلية الزناد” داخل مجلس الأمن.
ولفت إلى أن هذا الموقف يمثل تبنياً لموقف إيران وروسيا والصين وعدد من الدول الأخرى في مجلس الأمن، مقابل رفض محاولة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية تفعيل “آلية الزناد”.
واعتبر وزير الخارجية الإيرانية موقف حركة عدم الانحياز، إنجازاً دبلوماسياً مهماً لإيران، مشيراً إلى أن أكثر من 100 دولة عضو في الحركة أيدت موقف طهران رسمياً، ما يعكس اتساع دائرة الدعم الدولي لسياسة إيران في مواجهة محاولات واشنطن والدول الغربية فرض تفسيرات أحادية للقرار الأممي.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: حرکة عدم الانحیاز آلیة الزناد
إقرأ أيضاً:
الجنوب المحتل.. مسرح لتصادم الأطماع الخارجية وضريبة “مصادرة القرار”
لم يعد خافياً على أي مراقب منصف أن ما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة ليس “فشلاً إدارياً” عابراً، بل هو نتيجة حتمية وممنهجة لمصادرة القرار السيادي، وارتهان “أدوات الداخل” لأجندات “كفلاء الخارج”. المشهد في عدن وحضرموت وشبوة اليوم يقدم الدليل القاطع على أن الأرض التي يدوسها المحتل لا تنبت إلا الفوضى، وأن الأمن والرخاء لا يتحققان إلا بامتلاك القرار الحر، تماماً كما هو الحال في المحافظات الحرة (الشمالية).
فيما يلي تفكيك لهذا المشهد المأساوي من منظور وطني يكشف خفايا الصراع:
1. صراع الوكلاء: عندما يتقاتل “الكفلاء” بدماء اليمنيين
الحقيقة التي يحاول إعلام العدوان طمسها هي أن الاقتتال الدائر في الجنوب ليس صراعاً يمنياً-يمنياً، بل هو انعكاس مباشر لتضارب المصالح بين قوى الاحتلال (السعودية والإمارات).
* أدوات مسلوبة الإرادة: المكونات السياسية والعسكرية في الجنوب (سواء ما يسمى بالانتقالي أو الفصائل المحسوبة على حزب الإصلاح وبقية المرتزقة) لا تملك من أمرها شيئاً. هي مجرد “بيادق” يتم تحريكها أو تجميدها بريموت كونترول من الرياض وأبو ظبي.
* النتيجة: عندما تختلف قوى الاحتلال على تقاسم النفوذ أو الموارد، تندلع الاشتباكات في عدن أو شبوة. وعندما يتفقون، يسود هدوء حذر ومفخخ. المواطن الجنوبي هو الضحية في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، وقودها أبناؤه، وغايتها تمكين الأجنبي.
2. التباين الصارخ: “نموذج السيادة” مقابل “نموذج الوصاية”
المقارنة المنصفة بين الوضع في صنعاء (عاصمة السيادة) وعدن (عاصمة الوصاية) تكشف جوهر الأزمة:
* في المحافظات الحرة: بفضل الله وحكمة القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (يحفظه الله)، امتلكت صنعاء قرارها. طردت الوصاية الأجنبية، فتحقق الأمن والاستقرار، وتوحدت الجبهة الداخلية رغم قسوة الحصار والعدوان. لا يوجد “سفير” يملي الأوامر، ولا ضابط أجنبي يتحكم في المعسكرات.
* في المحافظات المحتلة: السيادة منتهكة بالكامل. القواعد العسكرية الأجنبية تنتشر من مطار الريان في حضرموت إلى جزيرة ميون وسقطرى التي تعبث فيها الإمارات وتفتح الباب للكيان الصهيوني. الفوضى الأمنية، الاغتيالات، والاشتباكات اليومية هي “المنتج الحصري” للاحتلال الذي يرى في استقرار اليمن خطراً على مصالحه.
3. الحرب الاقتصادية.. التجويع سلاح المحتل
ما يعانيه المواطن في الجنوب من انهيار للعملة وغلاء فاحش ليس قدراً محتوماً، بل سياسة “تركيع” متعمدة.
* نهب الثروات: لسنوات، كان النفط والغاز اليمني يُنهب وتورد عائداته إلى البنك الأهلي السعودي، بينما يموت اليمني جوعاً.
* معادلة الردع: عندما تدخل أنصار الله وفرضوا “معادلة حماية الثروة” ومنعوا سفن ناهبي النفط من الاقتراب من الموانئ الجنوبية، كان الهدف حماية ثروة الشعب اليمني (في الجنوب والشمال) من السرقة. هذه الخطوة السيادية أثبتت أن صنعاء هي الحارس الأمين لمقدرات اليمن، بينما أدوات الاحتلال كانت تشرعن النهب مقابل فتات من المال المدنس.
4. سقطرى والمهرة.. الأطماع تتكشف
لم يأتِ تحالف العدوان لإعادة “شرعية” مزعومة، بل جاء لأطماع جيوسياسية واضحة كشفتها تقارير قناة المسيرة والواقع الميداني:
* السيطرة على الجزر والموانئ والممرات المائية.
* محاولة مد أنابيب النفط عبر المهرة لتجاوز مضيق هرمز.
هذه المشاريع الاستعمارية تواجه اليوم رفضاً شعبياً متصاعداً من أحرار المهرة وسقطرى، الذين أدركوا أن “التحالف” ما هو إلا احتلال جديد بثوب آخر.
الخلاصة: الحل في “التحرر”
إن حالة الفوضى العارمة، وغياب الخدمات، وتعدد الميليشيات في الجنوب، هي رسالة واضحة لكل ذي عقل: لا دولة بلا سيادة، ولا كرامة في ظل الاحتلال.
النموذج الذي يقدمه أنصار الله والمجلس السياسي الأعلى في صنعاء يثبت أن امتلاك القرار المستقل، ورفض التبعية، هو الطريق الوحيد لبناء الدولة وحفظ الأمن. وما يحدث في الجنوب هو تأكيد صحة الموقف الوطني منذ اليوم الأول للعدوان: الرهان على الخارج خاسر، والأجنبي لا يبني وطناً، بل يبني سجوناً وقواعد عسكرية. الحل يبدأ من حيث انتهى الشمال: طرد المحتل، واستعادة القرار، وتطهير الأرض من الغزاة وأدواتهم.