بشير التابعي: نملك أفضل لاعب في العالم .. وبإمكاننا صناعة مفاجأة بالمونديال
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
أعرب بشير التابعي، مدافع الزمالك ومنتخب مصر السابق، عن أمله في أن يتمكن الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن من تحقيق إنجاز تاريخي يعيد اسم الكرة المصرية إلى الواجهة العالمية، خلال بطولة كأس العالم المقبلة المقررة إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك عام 2026.
وقال التابعي، خلال ظهوره الإعلامي عبر فضائية “CBC”، إن المنتخب المصري يمتلك جميع المقومات التي تؤهله لتقديم نسخة قوية ومشرفة في المونديال المقبل قوامه الاساسي يضم محمد صلاح الذي يعد من أفضل لاعبي العالم بل أفضلهم خلال العام الأخير ، مشيراً إلى أن الجيل الحالي يضم عناصر قادرة على الظهور المميز إذا تم إعدادهم بالشكل الأمثل من خلال فترات تجمع طويلة ومعسكرات مغلقة تساعد على الانسجام الفني والذهني.
وأوضح مدافع الزمالك السابق أن المنتخب الوطني اعتاد الظهور بشكل متميز في البطولات التي تسبقها فترات إعداد طويلة، مثل بطولات كأس الأمم الإفريقية، التي عادةً ما تشهد أداءً منضبطاً ومستويات متميزة من اللاعبين المصريين، وهو ما يأمل أن يتم تطبيقه في التحضير لكأس العالم المقبلة.
وأضاف التابعي أن الجهاز الفني بقيادة حسام حسن يملك من الحماس والخبرة والقدرة القيادية ما يؤهله لإعادة روح الفانلة الحمراء في نفوس اللاعبين، مشدداً على أن وجود إبراهيم حسن إلى جوار شقيقه يزيد من قوة الجهاز الفني لما يتمتع به الثنائي من انسجام فكري وعملي وخبرة طويلة داخل المستطيل الأخضر.
وتابع نجم الدفاع السابق تصريحاته قائلاً: "أتمنى أن نرى المنتخب المصري يحقق إنجازاً مشابهاً لما قدمه المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022، بعدما نجح في كتابة التاريخ بوصوله إلى نصف نهائي البطولة، وأثبت أن الكرة العربية قادرة على المنافسة في أكبر المحافل العالمية إذا توافرت لها الاستعدادات المثالية والدعم الفني والإداري المطلوب".
وأكد التابعي أن المنتخب المصري لا يقل في الإمكانيات عن المنتخبات الإفريقية والعربية الكبرى، موضحاً أن العناصر الحالية تمتلك خبرات احترافية كبيرة، إلى جانب لاعبين شباب قادرين على صنع الفارق إذا حصلوا على الثقة الكاملة من الجهاز الفني.
وأشار إلى أن الهدف في المرحلة المقبلة لا يجب أن يقتصر على “التمثيل المشرف” كما كان يُقال في السابق، بل يجب أن يكون التركيز على تحقيق نتائج حقيقية والتأهل إلى الأدوار المتقدمة، لأن الكرة المصرية تمتلك تاريخاً عريقاً وشعبية ضخمة في القارة السمراء تجعل الجماهير تتطلع دائماً إلى ما هو أبعد من مجرد المشاركة.
واختتم بشير التابعي حديثه بتوجيه رسالة دعم للجهاز الفني الحالي بقيادة التوأم حسن، قائلاً: "كلنا ثقة في حسام وإبراهيم، نعلم جيداً غيرتهما على قميص المنتخب الوطني، ونتمنى أن ينجحا في إعادة البريق للفراعنة، وأن تكون تصفيات كأس العالم القادمة بداية لعودة قوية للكرة المصرية على الساحة الدولية".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المنتخب المصري إبراهيم حسن حسام حسن المنتخب الوطني الزمالك محمد صلاح المونديال الولايات المتحدة الأمريكية التوأم حسام وإبراهيم حسن الجهاز الفنی
إقرأ أيضاً:
زمن الخوف الفني.. كيف أصبحت صناعة الإبداع رهينة الرقابة الذاتية وصوت الجمهور الغاضب؟
شهدت الساحة الفنية في السنوات الأخيرة تحوّلًا عميقًا في طريقة تفكير الفنانين وصنّاع الدراما.
و لم يعد الخوف نابعًا من الرقابة الرسمية أو لوائح المؤسسات، كما كان الوضع في الماضي، بل أصبح الخوف ينبع من مصدر جديد أشد تأثيرًا وأسرع بطشًا: الجمهور. أو بالأحرى، الرأي الجمعي الذي تصنعه السوشيال ميديا في لحظات، وتحوّله إلى محكمة طارئة يمكنها إدانة أو تبرئة أي شخص بضغطة زر.
هذا المناخ الجديد خلق طبقة كثيفة من الرقابة الذاتية، رقابة تجبر الفنان على وزن كل كلمة، والمخرج على حساب كل لقطة، والكاتب على تجنب كل فكرة قد تُغضب فئة ما. وهكذا تحوّل الإبداع إلى حقل ألغام، يتحرك فيه الجميع ببطء وحذر، حتى لا تنفجر تحت أقدامهم موجة غضب رقمية تعصف بما تبقى من سمعتهم.
في قلب هذه الأزمة يقف الممثل، الذي لم يعد يتحدث بعفويته المعهودة أصبحت التصريحات مدروسة مثل النصوص، والجمل محسوبة كما لو كانت جزءًا من عمل تمثيلي كلمة واحدة قد تُجتزأ، تعليق بسيط قد يتحول إلى أزمة، ونبرة صوت مختلفة قد تُحمَّل بما لا تحتمل. هذه الحساسية المفرطة دفعت الكثير من الفنانين إلى الصمت، ليس احترامًا للصمت، بل خوفًا من العاصفة. فالممثل الذي كان يومًا ما يتحدث بثقة عن رأيه، أصبح الآن يفضّل الغموض، لأن الوضوح قد يُفهم ضدّه.
أما المخرج، فقد تحوّل من قائد للعمل الفني إلى مدير أزمة قبل حتى أن يبدأ التصوير. المشاهد الجريئة ليست بالضرورة تلك التي تتناول التابوهات، بل حتى أكثر المشاهد اليومية أصبحت تمثل مخاطرة. فكرة جديدة قد تُعتبر إزعاجًا لمجموعة معينة، ومعالجة مختلفة قد تُتهم بأنها إساءة، وتقديم شخصية خارج القوالب التقليدية قد يفتح بابًا لنقاشات لا نهاية لها. هذه الحسابات دفعت البعض إلى إنتاج أعمال آمنة، أعمال يسهل مرورها دون اعتراضات، لكنها تمر أيضًا دون بصمة فنية حقيقية.
وبين هذا وذاك، يعيش النقد الفني مرحلة غير مسبوقة من الضعف. لم يعد الناقد قادرًا على ممارسة دوره الأصلي: التقييم الموضوعي. فهناك من يخشى غضب الجماهير، وهناك من يحاول الحفاظ على علاقته بالفنان، وهناك من اختار الصمت لأن الصراحة لم تعد مستحبة. وبهذا اختفى الصوت الذي كان يوجّه الصناعة من الداخل، ويكشف نقاط القوة والضعف، ويصنع توازنًا بين المبدع والجمهور. ومع غياب النقد، أصبحت الساحة مفتوحة للتجارب المتشابهة والأفكار المكررة، لأن أحدًا لم يعد لديه الجرأة ليقول: هذا لا يصلح.
السوشيال ميديا لعبت الدور الأكبر في هذا المشهد. هي ليست مجرد منصة للتعبير، بل ساحة قتال. الحكم فيها يصدر بسرعة، وأحكام الإعدام الفنية قد تأتي من حسابات مجهولة أو حملات جماعية لا تعرف سياقًا ولا تاريخًا. كل خطأ حتى لو كان شخصيًا أو عفويًا قد يتحول إلى قضية رأي عام، وكل رأي قد يُحمّل ما لا يحتمل. أصبح الخوف من الهجوم جزءًا أساسيًا من حسابات الفنان قبل أي خطوة.
لكن خطورة الخوف ليست على الفنان فقط، بل على الجمهور نفسه. الجمهور يخسر الإبداع الحقيقي، يخسر التجارب الجريئة، يخسر الأصوات التي كانت تملك القدرة على فتح ملفات غير تقليدية. الفن الذي يُنتَج تحت وطأة الخوف يكون بلا روح، بلا مخاطرة، بلا عمق. يصبح مجرد تكرار آمن، يُرضي الجميع لكنه لا يحرّك أحدًا.
الصناعة تحتاج اليوم إلى شجاعة. تحتاج إلى فنان يستعيد صوته، ومخرج لا يخشى التجربة، وناقد يعود إلى موقعه الحقيقي، وجمهور يفهم أن الاختلاف جزء من الإبداع وليس تهديدًا له. الفن الحقيقي يقوم على الحرية، والحرية لا تزدهر في بيئة تخاف من الكلام.
في النهاية، السؤال الحقيقي ليس: لماذا الفنانون يخافون؟ بل: كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ وكيف نستعيد مساحة الإبداع التي فقدناها؟ الإجابة تبدأ حين يدرك الجميع فنانين وجمهورًا وصنّاع قرار أن الخوف يُنتج فنًا ضعيفًا، وأن المواجهة وحدها هي التي تعيد للفن مكانته، وللمبدع شجاعته، وللجمهور ثقته في أن الفن ليس نسخة واحدة تُصنع لإرضاء الجميع، بل مساحة رحبة تتحمل التعدد والاختلاف والجرأة.