لجريدة عمان:
2025-08-02@14:36:50 GMT

التضليل الإعلامي.. تهديد لسمعة الدول والأفراد

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

التضليل الإعلامي.. تهديد لسمعة الدول والأفراد

قبل أن يبدأ جمهور العالم معرفة الذكاء الاصطناعي التوليدي كان خطر التضليل الإعلامي قد أصبح أحد الأخطار التي تثير المخاوف في العالم أجمع، وتجاوز التأثير السلبي لذلك الصحف وصناع الأخبار إلى تهديد استقرار الدول والمس بسمعتها. ومع معرفة العالم بثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي تضاعف الخطر مئات المرات، وأصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي التوليدي نشر كم هائل من المحتوى المضلل وإغراق شبكة المعلومات به في وقت قصير جدا، بل والمتحكم بتفضيلات الأخبار والمعلومات سواء خلال عمليات البحث أو في أفضلية الظهور العشوائي أمام متصفحي شبكة المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي.

المشهد بهذا المعنى الذي نستطيع تصور جزء بسيط منه حتى الآن شديد الخطورة ليس فقط على بناء السمعة المؤسسية وسمعة الدول والحكومات والأفراد، ولكن يتجاوز الخطر المتوقع ذلك إلى ما يمكن أن يتعلق بمسألة الحياة والموت حينما يقترب الأمر من نشر معلومات صحية وطبية قد تتسبب في كوارث حقيقية، إضافة إلى استهداف الوعي المجتمعي في المنطقة أو الدولة بالأخبار والمعلومات المضللة.

والأمر بهذا المعنى أيضا يمكن أن يؤثر في العلاقات بين الدول حينما تُتداول أخبار ومعلومات وصور ومقاطع فيديو مفبركة، من شأنها أن تثير الأفراد والجماعات، إذ يتحول تأثير الأخبار الكاذبة من السياق المحلي إلى ضرب العلاقات بين الدول ونشوب صراعات مسلحة.. ويمكن بسهولة أن نستعيد صراعات دولية تفاقمت بسبب هذا النوع من الأخبار ، أو أزمات دولية تصاعدت بسبب تصريحات منزوعة من سياقها الحقيقي.

إن الأخبار المضللة التي قد يتداولها الناس، أحيانا، نظرا لميول دينية أو سياسية أو اجتماعية أو لما فيها من خطاب شعبوي يدغدغ مشاعر الناس يمكن أن تكون سببا لخطابات الكراهية داخل المجتمع الواحد أو خطابات العنصرية والمذهبية.

وفي ظروف أكثر قسوة في مجتمعات أقل وعيا، أدت المعلومات المضللة إلى العنف، وإلى استهداف الأفراد والتحرك نحو ذلك بناء على معلومات لا أساس لها من الصحة.

والذي يمكن أن يشعر ببعض الاطمئنان أن الناس باتت واعية بخطر هذه الأخبار، لكن هذا الوعي وحده لا يكفي، فالوعي مهما كان عاليا في مكان ما لا يمكن أن يكون متساويا عند الجميع، لذلك فإن الوعي يحتاج أن يتحول إلى جدار صد صلد لوقف الأخبار والمعلومات المضللة وعدم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ما يحدث اليوم، أن الناس تعيد نشر وتحويل أخبار تؤمن أنها غير صحيحة ثم إنها لا تحاول التدقيق في أخبار أخرى تشكك في حقيقتها؛ الأمر الذي يجعلها تصل إلى أفراد لا يملكون الوعي والقدرة نفسها على تمحيص الأخبار والمعلومات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو دينية أو حتى اجتماعية تمس سمعة الأفراد ومكانتهم في مجتمعاتهم.

ويتطلب أمر معالجة خطر التضليل الإعلامي نهجًا متعدد الأوجه يبدأ بمحو ما يمكن أن نسميها الأمية الإعلامية عبر فهم الجمهور للمهارات البسيطة التي تجعلهم قادرين على إجراء تقييم نقدي لمصادر الأخبار. ولا بد لوسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث أن تتحمل بحكم القانون جانبا أساسيا من هذه المسؤولية، فيمكن عبر الذكاء الاصطناعي الخوارزميات اكتشاف المحتوى المشبوه والإبلاغ عنه وتنبيه المستخدمين له. كما أن على جميع المنصات الإخبارية أو منصات التواصل الاجتماعي أن تكون واعية ومنفتحة على آليات عمل الخوارزميات الخاصة بها وكل ذلك من أجل تنبيه المستخدمين على المعلومات المضللة.

وهذا الأمر يحمل قادة العالم ومؤسساته مسؤولية وضع معايير ومبادئ توجيهية لوسائل الإعلام لمواجهة الحملات التي تأتي من خارج الحدود.

وفي هذا السياق، لا بد من التأكيد أن من أهم الوسائل الناجعة والمجربة لمحاربة التضليل الإعلامي ومحاولات زعزعة الاستقرار تتمثل في دعم الصحافة النوعية وتقويتها لأنها تستطيع أن تقوم ببناء التوازن مع جعل هذه الوسائل الإعلامية تلتزم بمعايير صارمة وموضوعية في تدقيق الأخبار وتأكيدها.

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نبقى نقلل من مخاطر هذا النوع من التضليل، والتهديد الذي يشكله على الدول والأفراد والمجتمعات المحلية والدولية، والحلول ممكنة لكن تأخرها قد يزيدها تعقيدا في ظل الثورة الجديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاصطناعی التولیدی التواصل الاجتماعی الذکاء الاصطناعی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الصبان: سنصل إلى الحياد الصفري قبل 2060 وعلى العالم أن يلحق بالمملكة .. فيديو

الرياض

في ظل الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي، تبرز المملكة كأحد أبرز الفاعلين في مجال خفض الانبعاثات الكربونية، من خلال التزامها بمبادئ الاقتصاد الدائري للكربون وسعيها الجاد نحو تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060.

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد سرور الصبان، كبير مستشاري وزير النفط السعودي سابقًا، خلال مداخلته عبر برنامج “MBC في أسبوع”، أن بعض الدول الغربية كانت تشكك سابقًا في قدرة المملكة على الوصول إلى الحياد الصفري، بل وذهبت إلى حد القول إنها ستمنع تطوير مصادر الطاقة البديلة مثل الشمس والرياح والهيدروجين.

وأضاف: “رأينا بالأمس كيف أن تشغيل أول وحدة اختبار من نوعها لتقنية انتقاء الكربون من الهواء مباشرة المشاريع، مما يعد خطوة عملية نحو بلوغ المستوى الصفري، وربما قبل عام 2060”.

وأشار الصبان إلى أن المملكة لا تعتمد فقط على تقنية واحدة، بل تعمل على أكثر من مسار في وقت واحد، مثل مشاريع الطاقة المتجددة، والهيدروجين، والطاقة النووية، إضافة إلى التوسع في المساحات الخضراء ضمن مشروع “السعودية الخضراء” الذي أطلقه ولي العهد.

وقال: “نحن الآن أمام الدول الغربية التي تروج لفكرة أن النشاط البشري هو السبب الرئيس في تغير المناخ، من أجل استهداف قطاع النفط، ولكن الحقيقة أن التغير المناخي ظاهرة طبيعية عمرها ملايين السنين، ولا يمكن تحميل البترول والغاز كامل المسؤولية، ورغم ذلك تبنت المملكة مبدأ الحياد الصفري بكل جدية”.

وتابع: “السعودية دائمًا سباقة في المبادرات، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، وهي الآن من أوائل الدول في مجموعة العشرين التي تمضي بثقة نحو تحقيق الحياد الصفري، بل ستتجاوزه قبل الدول الصناعية الكبرى، التي تسببت أصلًا في أزمة الاحتباس الحراري منذ الثورة الصناعية”.

وفيما يخص العوائد الاقتصادية، أوضح الدكتور الصبان أن التقنية التي تم إطلاقها مؤخرًا يمكن استخدامها في إنتاج السلع الكربونية وضخها في الحقول التي انخفض فيها مستوى الاحتياطيات، مما يعزز إنتاج النفط ويعود بالنفع على الاقتصاد الوطني والمجتمع الدولي على حد سواء.

كما أشاد بانطلاقة مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، مؤكدًا أنه يسير في الاتجاه الصحيح وحقق نتائج إيجابية بالتعاون مع وزارة الطاقة والجهات المعنية، ما يعكس التزام المملكة الحقيقي بهذا الملف الحيوي.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/08/e41qrT7hXIzM5eyW.mp4

مقالات مشابهة

  • ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار
  • الصبان: سنصل إلى الحياد الصفري قبل 2060 وعلى العالم أن يلحق بالمملكة .. فيديو
  • المطرف: يجب التعامل مع الذكاء الاصطناعي بتوازن ووعي..فيديو
  • المستشار الإعلامي السابق لوزير جيش الاحتلال: الحرب حوّلت “إسرائيل” إلى شرير العالم وعزلتها 
  • “تريندز” يؤكد أهمية الإعلام الرصين في تعزيز التفاهم الإنساني ومكافحة المعلومات المضللة
  • عالية المهدي: لا يمكن خفض الأسعار مع فائدة 24% وتضخم بـ11%
  • بعد تسونامي الاعترافات المنتظرة بفلسطين.. قصة دولة قررت الانتحار
  • هل يمكن طلب سائق خاص من الجنسية اليمنية؟.. مساند تجيب
  • شعبة الاقتصاد الرقمي وإيتيدا تطلقان دورة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • رداً على فرنسا وبريطانيا.. رئيس الكنيست: يمكن إقامة دولة فلسطينية في لندن أو باريس