احذر تلك الكتب السامة في مكتبة جامعتك
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
تحذر دراسة حديثة صادرة عن جامعة "ليبسكوم" الأميركية من خطر الكتب الأثرية القديمة، التي توجد في مختلف المكتبات حول العالم، خاصة تلك التي تتميز أغلفتها القماشية بألوان زاهية، ويعود السبب في ذلك إلى استخدام صبغات قد تشكل مخاطر صحية جسيمة على مرتادي المكتبات.
وتسلط الدراسة الضوء على الصبغات المستخدمة في تلك الكتب باستخدام ثلاث تقنيات متقدمة لتقييم خطورتها، منها تقنية جديدة لم تستخدم من قبل في هذا السياق، وخلصت الدراسة إلى أن نسبة كبيرة من هذه الكتب تعدّ غير آمنة للتعامل معها في وضعها الحالي.
توجد هذه الكتب القديمة في مكتبات أثرية عريقة في الجامعات العالمية الكبرى، وتعود أصولها إلى عصور مختلفة منها عصر النهضة الأوروبي والعصر الفكتوري، وجاء عرض نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الكيميائية الأميركية، حيث تمت الإشارة إلى أن الخطر لا يقتصر على لمس الكتب فقط، بل يتعدى ذلك إلى استنشاق الأصباغ التي تغطي أغلفتها القماشية.
بدأت الدراسة بعد أن تقدم أمناء مكتبة جامعة ليبسكوم بشكوى إلى قسم الكيمياء في الجامعة، معربين عن قلقهم بشأن الصبغات المستخدمة في أغلفة الكتب. وبعد إجراء دراسات مكثفة، اكتشف الباحثون مركبا صبغيا يُعرف بـ"أسيتوارسينيت النحاس"، وهو مركب كان يُستخدم في العصر الفيكتوري في ورق الحائط والملابس بسبب لونه الأخضر الزمردي المميز.
أدى هذا الاكتشاف إلى إطلاق مشروع أوسع يهدف إلى فحص جميع الكتب "السامة" تحت إشراف الأستاذ المساعد في الكيمياء جوزيف وينشتاين ويب، ليبدأ العمل على المشروع في عام 2022 بتعاون دولي، مستخدمين تقنيات طيفية متقدمة للكشف عن المخاطر المحتملة.
اعتمد الفريق البحثي على ثلاث آليات طيفية أساسية: الأشعة السينية للكشف عن الزرنيخ والمعادن الثقيلة الأخرى، ومطيافية الانبعاث الضوئي للبلازما المقترنة بالحث لقياس تركيزات المعادن، وحيود الأشعة السينية لتحديد جزيئات الصبغات المختلفة.
وأظهرت النتائج الأولية وجود عنصري الرصاص والكروم في بعض الكتب الموجودة في مكتبة الجامعة، وبشكل خاص مركب كرومات الرصاص، وهو صبغة مشهورة بلونها الأصفر الذي كان يستخدمه الفنان العالمي فان غوخ، وقد لاحظوا وجود كميات كبرى من الرصاص مقارنة بالكروم، مما يشير إلى وجود أصباغ أخرى تعتمد على الرصاص في الكتب.
وبسبب المخاطر الصحية المحتملة، أقدم الفريق البحثي على تقييم مستويات المعادن الثقيلة في الكتب لمعرفة مدى تأثيرها على أمناء المكتبات الذين يتعاملون معها باستمرار، وتبيّن أن بعض أغلفة الكتب تحتوي على تركيزات من المعادن تتجاوز الحدود المقبولة للتعرض المزمن وفقا لمعايير "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها". وفي بعض الحالات، كان تركيز الرصاص أكثر من ضعف الحد المسموح به، بينما كان تركيز الكروم أعلى بستة أضعاف.
واستجابة لهذه النتائج الطارئة، عملت إدارة الجامعة على تغليف الكتب الملونة غير المقيّمة بعد والتي تعود للقرن التاسع عشر بأكياس بلاستيكية لتأمين التعامل معها وتخزينها، كما غُلّفت الكتب التي ثبت احتواؤها على صبغات خطيرة، وأزيلت من التداول العام. ويهدف الفريق البحثي إلى تعزيز الوعي بين أمناء المكاتب ومرتاديها حول العالم بنشر النتائج في العديد من المنصات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
ميدل إيست مونيتور يعلن قائمة الكتب المرشحة لجوائز فلسطين للكتاب 2025
أعلن موقع ميدل إيست مونيتور (Middle East Monitor - MEMO)، وهو مؤسسة إعلامية مستقلة تُعنى بتحليل وتغطية قضايا الشرق الأوسط من منظور يركّز على العدالة وحقوق الإنسان، عن القائمة القصيرة لـ جوائز فلسطين للكتاب 2025، وذلك في بيان صدر يوم 22 يوليو/تموز.
ما هي جوائز فلسطين للكتاب؟
جوائز فلسطين للكتاب هي مبادرة ثقافية سنوية أطلقها موقع MEMO عام 2012، بهدف تكريم الأعمال الأدبية والأكاديمية التي تتناول القضية الفلسطينية من جوانبها التاريخية والسياسية والثقافية والإنسانية. وتُمنح الجوائز لكتب مكتوبة باللغة الإنجليزية أو مترجمة إليها، من تأليف كتّاب فلسطينيين أو غير فلسطينيين، ممن يسهمون في إثراء النقاش حول فلسطين وتوسيع فهم العالم لها.
قائمة قصيرة قياسية لعام استثنائي
أكد بيان الجائزة أن عدد المشاركات هذا العام هو الأكبر في تاريخها، ما دفع لجنة التحكيم لاختيار 11 كتابًا بدلًا من الرقم المعتاد، لتشكّل أطول قائمة قصيرة عرفتها الجائزة حتى الآن، في انعكاس لتنامي الاهتمام العالمي بالأدب الفلسطيني والسرديات المناهضة للاستعمار.
أعمال تتقاطع فيها الذاكرة والسياسة والفن
تتنوع الكتب المختارة بين الرواية، والسيرة الذاتية، والدراسات التاريخية والنقدية، وتغطي موضوعات تمتد من النكبة إلى غزة المعاصرة، ومن صور الفلسطينيين في الإعلام، إلى تفكيك السياسات الغربية في فلسطين.
وفيما يلي قائمة الأعمال المرشحة، مترجمة عناوينها إلى اللغة العربية:
ـ "الحياة الأخرى للصور الفلسطينية" ـ عزة الحسن
ـ "صناعة فلسطين: الإنتاج الإبداعي لفلسطين في الإعلام المعاصر" ـ تحرير دينا مطر وهيلغا تاويل-سوري
ـ "الفجر في غزة: حكايات من الحياة والثقافة الفلسطينية" ـ تحرير محمود منى وماثيو تيلر
ـ "الضحايا المثاليون: وسياسات الاستعطاف" ـ محمد الكرد
ـ "فلسطيني: منفى مستحيل" ـ محمد طربوش
ـ "الزمن تحت الخرسانة: فلسطين بين المخيم والمستعمرة" ـ ناصر أبو رحمى
ـ "ذات يوم، سيكون الجميع قد عارضوا هذا دائمًا" ـ عمر العقاد
ـ "العالم بعد غزة" ـ بانكاج ميشرا
ـ "سياسة الخداع: بريطانيا وفلسطين 1914 ـ 1939" ـ بيتر شامبروك
ـ "إن كان لا بد أن أموت" ـ رفعت العرعير
ـ "النصف الأجوف" ـ سارة عزيزة
نحو فهم أعمق لفلسطين
أشادت اللجنة بكل عمل في هذه القائمة، مؤكدة أن كل كتاب يسهم في إعادة رسم الصورة الثقافية والسياسية لفلسطين في الوعي العالمي، ويجسد قوة الكلمة في مواجهة محاولات التهميش والمحو.
ومن المنتظر الإعلان عن الفائزين خلال حفل الجوائز في خريف هذا العام. وقد شكرت اللجنة الكتّاب والناشرين على مشاركاتهم، وكذلك لجنة التحكيم على جهودها في تقييم الأعمال المتميزة لهذا العام.
جائزة هذا العام في سياق مفصلي
تحظى جوائز فلسطين للكتاب 2025 بأهمية خاصة، ليس فقط لكونها تؤكد حضور السردية الفلسطينية في الثقافة العالمية، بل لأنها تأتي في لحظة مفصلية من تاريخ القضية الفلسطينية، حيث يتعرض أهالي غزة لحرب إبادة غير مسبوقة، أوقعت آلاف الشهداء ودمّرت البنية الإنسانية بالكامل.
وفي المقابل، يشهد العالم تحولاً لافتًا في الوعي السياسي والأخلاقي تجاه فلسطين، حيث تتوالى التصريحات والمواقف الشعبية والرسمية المطالِبة بوقف العدوان، والداعية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وإنهاء الاحتلال.
في هذا السياق، تصبح الكلمة المكتوبة ـ كما تقول الجائزة ـ أداة مقاومة بامتياز، تحفظ الذاكرة، وتفضح الظلم، وتفتح آفاقًا جديدة نحو التحرير والعدالة.