ثورة في علم المياه… تقنية تكشف «الطحالب السامة» قبل أن تلوّث البحيرات
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
طوّر فريق علمي من جامعة برمنغهام البريطانية تقنية جديدة فائقة الدقة للكشف المبكر عن الطحالب الزرقاء السامة (السيانوباكتيريا) في المياه العذبة، وهو ابتكار يُتوقع أن يُحدث تحولًا كبيرًا في إدارة موارد المياه ومراقبة جودتها، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.
ووفق دراسة نُشرت حديثاً في دورية الجمعية الأميركية للكيمياء، تعتمد التقنية الجديدة على تكنولوجيا الطيف الكتلي المتقدمة، وتمكّن من رصد الأنواع السامة من الطحالب من خلال تحليل مركّب “الفيكوسيانين”، وهو الصبغة الزرقاء التي تميز هذه الكائنات المجهرية.
وأوضح الفريق أن الطحالب الزرقاء تلعب دورًا بيئيًا مهمًا، لكنها تُنتج أحيانًا “السيانو توكسينات”، وهي سموم قد تُسبب أضرارًا للكائنات المائية والإنسان، منها تلف الكبد وأعراض عصبية خطيرة.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن بعض البحيرات تسجل مستويات مرتفعة من هذه السموم تفوق الحدود الآمنة لمياه الشرب.
وتُمكّن الطريقة الجديدة من التمييز بين الأنواع السامة وغير السامة للطحالب في وقت قياسي، من خلال رصد اختلافات دقيقة في بنية مركّب الفيكوسيانين باستخدام أدوات طيفية وحسابية متطورة، دون الحاجة إلى مجهر أو تسلسل جيني، وهي وسائل تقليدية تستغرق وقتًا أطول وتفتقر للدقة أحيانًا.
وقال الدكتور “جاسبريت ساوند”، المؤلف الأول للدراسة، إن المنهج الجديد سريع وحساس للغاية، ويسمح بتتبع كيفية انتشار الأنواع السامة في البحيرات قبل أن تهيمن عليها.
وأضاف البروفيسور “تيم أوفرتون”، أستاذ التكنولوجيا الحيوية الميكروبية بكلية الهندسة الكيميائية بجامعة برمنغهام، أن التقنية تمثل تقدماً كبيرًا، وستساعد في حماية النظم البيئية وتحسين جودة المياه الصالحة للاستخدام البشري.
وشملت الدراسة تحليلاً لعينات من بحيرات مختلفة في المملكة المتحدة، حيث لاحظ الباحثون تفاوت محتوى الطحالب الزرقاء من بحيرة لأخرى، ما يفتح المجال لرسم خرائط طيفية دقيقة لتركيبة كل بحيرة ومخاطرها.
ومن المتوقع أن تُستخدم التقنية مستقبلاً في المرافق الحكومية، وشركات معالجة المياه، ومراكز الأبحاث البيئية، مع إمكانية تطوير أجهزة محمولة لتقييم جودة المياه ميدانياً خلال دقائق.
ويساهم هذا الابتكار في دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، خصوصًا الهدف السادس المتعلق بـ”المياه النظيفة والصرف الصحي”، والهدف الثالث بشأن “الصحة الجيدة والرفاه”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: بريطانيا صحة الجسم مياه ملوثة
إقرأ أيضاً:
المياه: خفض الفاقد المائي بنسبة 4.4% خلال الربع الثالث من 2025
صراحة نيوز-قالت وزارة المياه والري إنها خفضت الفاقد المائي خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 4.4%، لتصل نسبة الفاقد المائي في جميع مناطق المملكة إلى 40,9% مقارنة مع الربع الثالث 2024 البالغ (45,3%) تحقيقا للاستراتيجية الوطنية للمياه 2023-2040.
وبينت الوزارة في بيان أن ذلك يأتي ضمن استراتيجية خفض الفاقد المائي نتيجة تكثيف جهود خفض الفاقد المائي وإدخال تقنيات التكنولوجيا الحديثة في توزيع وإدارة والتحكم بمصادر المياه والتحول الرقمي وإشراك القطاع الخاص في عمليات صيانة الخطوط ورفع كفاءة عمليات قراءة العدادات والفوترة التي وصلت دقة القراءات إلى 98% وزيادة عدد فرق الصيانة في جميع مناطق المملكة واستبدال مليون عداد مياه معطل منها نصف مليون عداد في مناطق مياهنا.
إلى جانب تكثيف حملات ضبط الاعتداءات التي بلغت خلال 2025 حيث تم ضبط أكثر من 11,519 اعتداء على خطوط رئيسية وتوفير 10,8 مليون متر مكعب في المملكة خلال الربع الثالث 2025 وتوفير نحو 31,4 مليون متر مكعب خلال العام الحالي انعكست على تحسين التزويد المائي للمواطنين في جميع المناطق وكذلك التحول إلى الانسياب الطبيعي في مختلف المناطق.
وأكد الوزارة أن ذلك يعد إنجازا وطنيا كبيرا سينعكس بشكل كبير على تحسين خدمات المياه في جميع مناطق المملكة.
وأشارت الوزارة إلى أن الفاقد المائي في رأس أولويات القطاع المائي من خلال تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص المحلي كأول تجربة على مستوى المنطقة أسهمت بخفض الفاقد بشكل تراكمي من بداية العام وحتى نهاية الربع الثالث 2025 بنسبة 5,3% مقارنة بالفترة المشابهة من العام الماضي 2024.
وأوضحت الوزارة أن استراتيجية خفض الفاقد التي بدأت عام 2021 نجحت سنويا في خفض الفاقد من 52,5 % عام 2021/2022 بمعدل 2% سنويا، مبينة أن مشاريع خفض الفاقد شملت إعادة هيكلة مناطق التوزيع وتقسيم المناطق الرئيسية إلى فرعية يسهل مراقبتها وإدارة الضغوط فيها، واستخدام تقنيات حديثة مثل برامج ERP، Cash Desk، X7 ، وإطلاق تطبيق وزارة المياه والري الذي وفر خدمات إلكترونية متقدمة للتعامل مع كافة ملاحظات المواطنين وحسنت من عمليات التزويد المائي .