طوّر فريق علمي من جامعة برمنغهام البريطانية تقنية جديدة فائقة الدقة للكشف المبكر عن الطحالب الزرقاء السامة (السيانوباكتيريا) في المياه العذبة، وهو ابتكار يُتوقع أن يُحدث تحولًا كبيرًا في إدارة موارد المياه ومراقبة جودتها، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.

ووفق دراسة نُشرت حديثاً في دورية الجمعية الأميركية للكيمياء، تعتمد التقنية الجديدة على تكنولوجيا الطيف الكتلي المتقدمة، وتمكّن من رصد الأنواع السامة من الطحالب من خلال تحليل مركّب “الفيكوسيانين”، وهو الصبغة الزرقاء التي تميز هذه الكائنات المجهرية.

وأوضح الفريق أن الطحالب الزرقاء تلعب دورًا بيئيًا مهمًا، لكنها تُنتج أحيانًا “السيانو توكسينات”، وهي سموم قد تُسبب أضرارًا للكائنات المائية والإنسان، منها تلف الكبد وأعراض عصبية خطيرة.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن بعض البحيرات تسجل مستويات مرتفعة من هذه السموم تفوق الحدود الآمنة لمياه الشرب.

وتُمكّن الطريقة الجديدة من التمييز بين الأنواع السامة وغير السامة للطحالب في وقت قياسي، من خلال رصد اختلافات دقيقة في بنية مركّب الفيكوسيانين باستخدام أدوات طيفية وحسابية متطورة، دون الحاجة إلى مجهر أو تسلسل جيني، وهي وسائل تقليدية تستغرق وقتًا أطول وتفتقر للدقة أحيانًا.

وقال الدكتور “جاسبريت ساوند”، المؤلف الأول للدراسة، إن المنهج الجديد سريع وحساس للغاية، ويسمح بتتبع كيفية انتشار الأنواع السامة في البحيرات قبل أن تهيمن عليها.

وأضاف البروفيسور “تيم أوفرتون”، أستاذ التكنولوجيا الحيوية الميكروبية بكلية الهندسة الكيميائية بجامعة برمنغهام، أن التقنية تمثل تقدماً كبيرًا، وستساعد في حماية النظم البيئية وتحسين جودة المياه الصالحة للاستخدام البشري.

وشملت الدراسة تحليلاً لعينات من بحيرات مختلفة في المملكة المتحدة، حيث لاحظ الباحثون تفاوت محتوى الطحالب الزرقاء من بحيرة لأخرى، ما يفتح المجال لرسم خرائط طيفية دقيقة لتركيبة كل بحيرة ومخاطرها.

ومن المتوقع أن تُستخدم التقنية مستقبلاً في المرافق الحكومية، وشركات معالجة المياه، ومراكز الأبحاث البيئية، مع إمكانية تطوير أجهزة محمولة لتقييم جودة المياه ميدانياً خلال دقائق.

ويساهم هذا الابتكار في دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، خصوصًا الهدف السادس المتعلق بـ”المياه النظيفة والصرف الصحي”، والهدف الثالث بشأن “الصحة الجيدة والرفاه”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: بريطانيا صحة الجسم مياه ملوثة

إقرأ أيضاً:

منظومة تسويق جديدة| معهد القطن يكشف أهم الأنواع المستنبطة حديثا

يتربع القطن المصري طويل التيلة منذ عقود على عرش الغزل والمنسوجات العالمية، ويُعد من رموز الهوية الاقتصادية لمصر.

وفي اليوم العالمي للقطن، تحتفل الدولة بإنجازات غير مسبوقة في زراعة "الذهب الأبيض"، الذي أصبح ركيزة استثمارية رئيسية للمزارعين بمختلف المحافظات، بعد إطلاق حزمة من الإجراءات الداعمة لزراعته، تضمنت منظومة تسويق عالمية تربط المزارعين بالأسواق الدولية، إلى جانب التوسع في الرقعة الزراعية بما يتناسب مع قيمة المحصول الذهبي، وتطوير المحالج ومصانع الغزل والنسيج لزيادة القيمة المضافة بدلًا من تصديره خامًا.

تطوير قطاع الأقطان

وتعمل الدولة على تطوير قطاع الأقطان بشكل متكامل يشمل الزراعة والتجارة والصناعة، ضمن خطة لإحياء المحاصيل الصناعية ورفع تنافسيتها عالميًا.

وقال الدكتور مصطفى عمارة، وكيل معهد بحوث القطن، إن القطن المصري يمثل المادة الخام الأساسية لصناعة الغزل والنسيج عالميًا، ويتربع على قمة الجودة بفضل صفاته الغزلية والتكنولوجية الممتازة والتجانس العالي بين الألياف، ما يقلل الفاقد أثناء التصنيع ويجعل كبريات دور الأزياء العالمية تفضله عن غيره.

زراعة القطن

وأشار إلى أن القطن المصري يُعد من أقل المحاصيل الصيفية استهلاكًا للمياه، ويمكن زراعته في الأراضي الملحية والضعيفة ونهايات الترع، كما يساهم في تحسين خواص التربة الطينية وتحقيق الاستدامة، ويوفر فرص عمل عديدة في الزراعة والصناعة، بجانب منتجاته الثانوية من الزيوت والأعلاف.

وأوضح "عمارة" أن الأصناف الحديثة من القطن المصري تنتمي لطبقة الأقطان الطويلة، وتشمل أصناف تناسب الوجه القبلي مثل جيزة 95 و98، وأخرى تناسب الوجه البحري مثل سوبر جيزة 86 و94 و97، إلى جانب طبقة الأقطان الطويلة الممتازة مثل أكسترا جيزة 45 و93 و96 التي تتميز بطول الشعيرة والمتانة والنعومة العالية.

وأضاف أن هذه الأصناف الجديدة عالية الإنتاجية، مبكرة النضج، قصيرة العمر، وتوفر نحو 30% من مياه الري مقارنة بالأصناف القديمة.

المساحة المنزرعة من القطن

وكشف "عمارة" أن المساحة المنزرعة هذا العام بلغت 195 ألف فدان على مستوى الجمهورية، منها 22 ألف فدان في الوجه القبلي و173 ألف فدان في الوجه البحري، بإنتاجية متوقعة تصل إلى 1.4 مليون قنطار زهر، مشيرًا إلى أن الخطة تستهدف الوصول إلى 10 ملايين قنطار خلال 6 سنوات، في إطار استراتيجية التوسع في الأراضي الجديدة بأصناف مقاومة للتغيرات المناخية.

وأكد "عمارة" أن الدولة المصرية وضعت منظومة تسويق جديدة منذ عام 2019 تجمع بين النظام التعاوني القديم وآليات السوق الحر، وتشمل توزيع أكياس جوت مميزة لكل صنف في مراكز التجميع التي تديرها الشركة القابضة للغزل والنسيج والقطن، بحيث يورد المزارع محصوله بموجب بطاقة الحيازة الزراعية والبطاقة الشخصية.

وأضاف أن الهيئة العامة للتحكيم واختبارات القطن ومعهد بحوث القطن يشرفان على فرز الأقطان وتحديد درجة النظافة والرتبة والتصافي، ثم يتم البيع بالمزادات العلنية التي تتيح للمزارع أفضل سعر مرتبط بالسعر العالمي، مما ساعد على القضاء على الوسطاء وربط المزارعين مباشرة بالأسواق الدولية.

وأشار إلى أن المحالج الجديدة تخرج منها الأقطان خالية من الشوائب وبجودة تصديرية عالية، بما يعزز مكانة القطن المصري كأحد أهم السلع الاستراتيجية الداعمة للصادرات المصرية وصناعة الغزل والنسيج.

طباعة شارك القطن القطن المصري القطن المصري طويل التيلة اليوم العالمي للقطن

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات: تراخيص «إنترنت الأشياء للسيارات» لأسباب تقنية وسياسية
  • تربوية الزرقاء الخاصة تكرم الدكتور المواضية
  • سفيرنا في عمّان يبحث مع وزير المياه الأردني سُبل تحقيق الأمن المائي في الدولتين
  • خلال فعاليات «ملتقى جودة المياه».. الإمارات تؤكد ريادتها في الابتكار
  • بتمويل بريطاني: توقيع اتفاقيتين لتطوير خدمات المياه في مأرب وأبين
  • رئيس «الطب النفسي» بجامعة الملك سعود: طيف التوحد يشمل 5 أنواع
  • بعد الفيلم المُرتقب.. الإعلان عن موسمين جديدين من مسلسل Peaky Blinders
  • البيت الأبيض: محادثات تقنية بشأن غزة تجرى في مصر
  • نقص الإمكانات يفاقم خسائر المربين بالجبل الأخضر بعد تسمم أغنام بـ”الدرياس”
  • منظومة تسويق جديدة| معهد القطن يكشف أهم الأنواع المستنبطة حديثا