شرطة أبوظبي: عودة آمنة للمدارس وخطة شاملة لتوفير السلامة للطلاب
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
استقبلت القيادة العامة لشرطة أبوظبي العام الدراسي الجديد «2024 - 2025» بخطة شاملة، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، بالتركيز على تأمين عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، وذلك ضمن استراتيجيتها في تعزيز الأمن والأمان وأمن الطرق، وحثت الجميع على ضرورة التعاون المشترك لتوفير مقومات السلامة والأمان لطلبة وطالبات المدارس.
وهنأت الطلاب وأولياء الأمور والهيئات التدريسية والإدارية بالعام الدراسي الجديد، متمنيةً أن يكون عاماً سعيداً على الجميع، ومؤكدة على أهمية توفير جميع الممكنات التي تعزز سلامة أبنائنا الطلبة والطالبات، واتخاذ كافة التدابير لضمان سلامتهم ووقايتهم وحمايتهم من المخاطر، وثمنت الجهود المخلصة في سبيل الارتقاء بالتعليم والوصول به إلى الآفاق العالمية، بما يلبي احتياجات المجتمع من مخرجات تعليمية على درجة كبيرة من الكفاءة تواكب حركة التقدم والازدهار التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات كافة، والعمل بإخلاص من أجل بناء جيل المستقبل القادر على التفكير والابتكار والإبداع ومواصلة المسيرة، والوصول بها إلى أعلى معايير التنافسية العالمية.
وأعد قطاع الأمن الجنائي برنامجاً توعوياً ضمن الأولوية الاستراتيجية «الوقاية من الجريمة»، يتضمن تقديم محاضرات للطلبة والطالبات والكوادر التعليمية والإدارية بالمدارس وأولياء أمور الطلبة حول مختلف الموضوعات، مثل مخاطر المخدرات على الفرد والمجتمع، وتعزيز التوعية حول الجرائم الإلكترونية مثل التنمر الإلكتروني والإساءة عبر الإنترنت والابتزاز الإلكتروني، إلى جانب غيرها من الموضوعات التي تهدف إلى غرس مفاهيم المواطنة الإيجابية، وتعميق السلوكيات والقيم الصحيحة، وتعزيز التوعية الأمنية الاستباقية.
وتعمل مديرية المرور والدوريات الأمنية بقطاع العمليات المركزية، ضمن الهدف الاستراتيجي لشرطة أبوظبي «التوعية والثقافة المرورية»، على تكثيف برامج التوعية المختلفة، بالتركيز على تنفيذ المبادرات الميدانية وعقد المحاضرات وورش العمل التي تستهدف السائقين ومشغلي حافلات النقل العام، وشرائح المجتمع المدرسي من الطلاب وأولياء الأمور وإدارات المدارس ومشرفي الحافلات المدرسية، لتعزيز السلوكيات المرورية الإيجابية لمختلف الفئات من مستخدمي الطريق، وتعريفهم بالقوانين والأنظمة، وبلوغ أعلى معايير السلامة المرورية لأبنائنا الطلبة أثناء توجههم لمدارسهم وعودتهم منها.
وتشمل الخطة تكثيف الدوريات المرورية على التقاطعات والطرق الداخلية والخارجية في الإمارة، ودوريات رقباء السير لتنظيم حركة السير والمرور وتسهيل حركة الحافلات المدرسية، والتأكد من معابر المشاة لتأمين السلامة المرورية لأبنائنا الطلبة أثناء النزول من المركبة وحتى الوصول إلى باب المدرسة.
كما تنفذ إدارة الإعلام الأمني بقطاع شؤون القيادة برنامج توعية للوقاية من الجريمة وتعزيز الثقافة المرورية، تزامناً مع بدء العام الدراسي، يتم من خلاله نشر رسائل وأفلام توعية متنوعة من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تسلط الضوء على تعزيز توعية الجمهور بحماية أبنائهم من الجرائم الإلكترونية بكافة أنواعها، وحثهم على متابعة أبنائهم، كما توجه رسائل متنوعة للسائقين لتوعيتهم بأهمية الانتباه أثناء قيادة مركباتهم، وخفض السرعات بالقرب من المدارس، والالتزام بالقيادة الآمنة، وبالوقوف الكامل للمركبات عند فتح ذراع «قف» للحافلات، إلى جانب حثهم على التعاون مع عناصر دوريات المرور، في تعزيز انسيابية الحركة.
130 من أعضاء «كلنا شرطة» يشاركون في استقبال طلبة المدارس
شارك 130 من أعضاء «كلنا شرطة» في مبادرة «مدارس أكثر أمناً»، والتي شملت تأمين عودة الطلبة والطالبات إلى المدارس مع بداية العام الدراسي الجديد.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود أعضاء «كلنا شرطة» في مساندة الفرق الشرطية بالتوعية والتنظيم، وإيجاد بيئة مدرسية آمنة ومحفزة على تحقيق الأمن المستدام، والمحافظة على سلامة الطلبة وسلامة مستخدمي الطريق.
وأكدت شرطة أبوظبي على أهمية توفير جميع الممكنات التي تعزز سلامة أبنائنا الطلبة والطالبات واتخاذ التدابير الضرورية كافة، لضمان سلامتهم ووقايتهم وحمايتهم من المخاطر، مثمنة الجهود المخلصة في سبيل الارتقاء بالتعليم والوصول به إلى الآفاق العالمية.
دورية السعادة تستقبل الطلبة بالورود والهدايا
شاركت دورية السعادة والطفل وفرسان شرطة أبوظبي والموروث الشرطي، وفرقة الشرطة الموسيقية وعناصر رجال الشرطة، في استقبال طلبة المدارس بالورود والهدايا في أول يوم من العام الدراسي، تحت شعار «عودة آمنة للمدارس»، في كل من أبوظبي والعين والظفرة، ضمن الأولوية الاستراتيجية وهي إسعاد المجتمع والمشاركة المجتمعية.
وأكدت شرطة أبوظبي أن مشاركة إداراتها في استقبال العام الدراسي الجديد تسهم في تعزيز التوعية من أجل سلامة الطلاب، مشيدة برعاية ودعم القيادة للتعليم الذي يعد ركناً أساسياً في مسيرة تنمية بلادنا، ومنظومة متكاملة ومتطورة تقوم على التعاون بين الأسرة والمدرسة، والجمع بين المعرفة والأخلاق والتربية، والاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بوعي ومسؤولية.
وحثت السائقين على الانتباه والتركيز أثناء القيادة في منطقة المدارس وعند خطوط المشاة وعلامات الطريق ومحيطه، وإجراءات السلامة المرورية والتقيد بها، تجنباً لوقوع الحوادث، وحثت سائقي المركبات والحافلات المدرسية على عدم التجاوز، والتقيد بالسرعة المحددة على الطرقات، حفاظاً على طلبة وطالبات المدارس.
وأكدت على أهمية دور الشركاء الاستراتيجيين في تعزيز التوعية والثقافة المرورية والمشاركات المجتمعية، لافتة إلى اهتمام شرطة أبوظبي المستمر بتعزيز الوعي المروري للسائقين ومستخدمي الطريق وأبنائنا الطلبة والطالبات، وإلى أهمية التعاون المشترك في تحقيق أهداف منظومة السلامة المرورية في المجتمع.
ورحبت إدارة الدوريات الخاصة بشرطة أبوظبي، ومن خلال دورية الفرسان «الخيالة»، بأبنائنا الطلبة وأولياء الأمور في عامهم الدراسي الجديد، واستقبل قسم الموروث الشرطي بإدارة المراسم والعلاقات العامة طلاب المدارس بالزي الأول لشرطة أبوظبي لإبراز دوره في حفظ الأمن والأمان والتواجد في كل المحافل والفعاليات.
تعزيز التوعية المرورية لسائقي ومشرفي الحافلات المدرسية
نفذت مديرية المرور والدوريات الأمنية بشرطة أبوظبي، وبالتعاون مع مؤسسة مواصلات الإمارات، ورشاً توعوية لسائقي ومشرفي الحافلات المدرسية حول القيادة الآمنة، لتعزيز إجراءات السلامة لطلبة وطالبات المدارس مع بدء العام الدراسي الجديد 2024 - 2025 في كل من أبوظبي والعين والمناطق الخارجية.
وتسهم ورش التوعية في تعزيز وعي السائقين والمشرفين بقواعد السير والمرور ووضع سلامة الطلاب في الأولوية، والالتزام بمعايير القيادة الآمنة وإجراءات السلامة المرورية، وإطلاع المشرفين والمشرفات على أنظمة السلامة المرورية، وتعزيز السلوكيات الإيجابية وإرشادهم بمخاطر ارتكاب المخالفات.
واشتملت الورش على حفل نظمته مؤسسة مواصلات الإمارات، وتضمن تكريم القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ضمن الشركاء الاستراتيجيين بمدرسة الريادة في أبوظبي، تقديراً لجهودها في تعزيز التوعية المرورية لسائقي ومشرفي الحافلات المدرسية في إمارة أبوظبي خلال العام الدراسي الماضي 2023 - 2024.
وتحرص شرطة أبوظبي على التعاون مع مؤسسة مواصلات الإمارات ضمن جهود التوعية المرورية وفي إطار الإجراءات المتبعة، لضمان عودة مدرسية آمنة لطلبة وطالبات المدارس.
وعززت إدارة المرور والدوريات الأمنية في منطقة العين، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، التوعية لسائقي الحافلات المدرسية بمواصلات الإمارات في مسرح نادي ضباط شرطة منطقة العين حول السلامة المرورية للطلاب، وتعريفهم بأهمية فتح ذراع «قف» من أجل سلامة الطلبة ومستخدمي الطريق، وشاركت إدارة الشرطة المجتمعية العين بالتعريف بمنظومة «كلنا شرطة»، مؤكدة اهتمامها بتعميق الوعي الأمني لدى أعضاء «كلنا شرطة» دعماً للجهود الرامية للوقاية من الجريمة، وحث قسم المتابعة الشرطية والرعاية اللاحقة - العين سائقي الحافلات المدرسية على أهمية القيادة الآمنة لتفادي تراكم النقاط في سجل السائقين وما يترتب عليه من مخالفات.
وشاركت هيئة أبوظبي للدفاع المدني - العين بعقد ورشة توعوية حول الإجراءات الصحيحة لاستخدام طفايات الحريق، ومحاضرة عن الإسعافات الأولية وأهميتها لتعزيز تدابير السلامة والوقاية للسائقين، وأطلعت شركة «ساعد» للأنظمة المرورية سائقي الحافلات المدرسية حول المزايا الجديدة لتطبيقها الذكي في اختصار رحلة المتعامل وتوفير الوقت والجهد، والاستفادة من التقنيات الحديثة في عملية تخطيط الحوادث المرورية البسيطة.
وقدم مستشفى NMC العين محاضرة توعية طبية بإجراء مجموعة من الفحوصات الطبية، كفحص الضغط ومستوى السكر في الدم، إلى جانب تقديم النصائح والإرشادات الصحية، وقدم فرع التوعية والتثقيف المروري بإدارة المرور والدوريات الأمنية بمنطقة العين والشركاء الاستراتيجيون الهدايا الرمزية لسائقي الحافلات المدرسية، إلى جانب مسابقات التوعية والتثقيف المختلفة.
وعقد فرع التوعية والتثقيف المروري بالمناطق الخارجية محاضرات وورشة تعريفية حول إجراءات السلامة المدرسية لسائقي ومشرفات الحافلات المدرسية، ركزت على توضيح كيفية الصعود والنزول ومرافقة الطالب أثناء تواجده في الحافلة، وتعزيز سلامته ووقايته من المخاطر أثناء رحلة الذهاب والإياب، وكيفية استخدام المخارج في الحالات الطارئة، إلى جانب الإرشادات والنصائح المرورية وأهمها التقيد بالسرعات المقررة أثناء القيادة، وربط حزام الأمان، وعدم الانشغال بغير الطريق.
شرطة أبوظبي و«بنك أبوظبي الأول» يسعدان الأطفال الأيتام
أسعدت شرطة أبوظبي وبنك أبوظبي الأول FAB الأطفال الأيتام، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بمناسبة العودة للمدارس، وذلك ضمن أولويتها في إسعاد المجتمع.
ونفذت المبادرة إدارة الإعلام الأمني بقطاع شؤون القيادة ودورية السعادة بمديرية المرور والدوريات الأمنية، وقدم بنك أبوظبي الأول FAB الحقائب والمستلزمات الدراسية للأطفال الأيتام، فيما أعربت الهيئة عن بالغ شكرها وتقديرها للمبادرة الإنسانية التي تركت أثراً طيباً وأدخلت الفرحة في نفوس الأطفال.
وتأتي مشاركة شرطة أبوظبي في المبادرة، تعزيزاً لمفهوم العمل الخيري، وتجسيداً لقيم المحبة والتسامح والعطاء التي رسخها مؤسس الدولة المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقيادتنا الرشيدة في نفوسنا لتؤكد أهمية التواصل مع مختلف فئات المجتمع.
وركزت المبادرة على التواصل الإيجابي لإسعاد الأطفال وتعريفهم بقواعد السير والمرور، وأهمية الالتزام بحزام الأمان أثناء القيادة أو ركوب المركبة، تفادياً لوقوع الحوادث المرورية، إلى جانب تقديم شرح حول دور دورية السعادة في تعزيز ونشر الإيجابية المرورية.
وقوف المركبات إلزامياً عند رؤية إشارة «قف» بالحافلات المدرسية
دعت مديرية المرور والدوريات الأمنية السائقين إلى الوقف التام عند فتح إشارة «قف» الجانبية بالحافلات المدرسية لجميع المركبات على «الطرق المفردة» في كلا الاتجاهين بمسافة لا تقل عن خمسة أمتار، وعلى الطرق المزدوجة يتم التوقف الكامل لجميع المركبات السائرة في اتجاه سير المركبة بمسافة لا تقل عن خمسة أمتار.
وأكدت أنه سيتم تطبيق المادة «91» عبر الرصد الآلي، وهي «عدم التوقف أثناء مشاهدة المركبة لإشارة «قف» الخاصة بحافلات طلبة المدارس» بالغرامة 1000 درهم و10 نقاط مرورية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي العودة إلى المدارس العودة للمدارس العودة إلى المدرسة شرطة أبوظبي الإمارات التوعية المرورية الوعي المروري العام الدراسي الجديد انطلاق العام الدراسي الجديد المرور والدوریات الأمنیة الشرکاء الاستراتیجیین العام الدراسی الجدید الطلبة والطالبات السلامة المروریة القیادة الآمنة تعزیز التوعیة دوریة السعادة لشرطة أبوظبی شرطة أبوظبی التعاون مع کلنا شرطة على أهمیة فی تعزیز إلى جانب
إقرأ أيضاً:
بين سلاح حماس وخطة ترامب| القاهرة تُمسك بخيوط السلام في غزة وتوازن بين السياسة والإنسانية
في لحظة تداخل فيها صوت المفاوضات مع أصداء الحرب، تعود غزة مجدداً إلى واجهة الحدث العالمي.
فبين أنقاض المنازل وصرخات الأطفال، وبين قاعات التفاوض المغلقة، يتبلور اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، تحاول من خلاله واشنطن أن تعيد إحياء مسار السلام، فيما تواصل القاهرة حمل مسؤوليتها التاريخية كحائط صد إنساني وسياسي في آنٍ واحد.
وبينما لا تزال معضلة سلاح حركة حماس تثير الجدل داخل الغرف المغلقة، بدأت تتكشف ملامح الخطة الأمريكية التي تتضمن نشر قوة استقرار دولية في القطاع، بمشاركة عربية وإسلامية واسعة، في محاولة لتحقيق توازن دقيق بين الأمن والسيادة والمصالحة الوطنية الفلسطينية.
أسلحة حماس الثقيلة.. عُقدة المفاوضات الكبرىلا يزال ملف تفكيك سلاح حماس الثقيل أحد أكثر القضايا حساسية في مفاوضات وقف إطلاق النار.
مصادر أميركية نقلت لموقع "أكسيوس" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يأمل أن يؤدي الاتفاق الجاري بشأن غزة إلى استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات عملية لتطبيق "خطة أمنية جديدة" تبدأ بنشر قوة استقرار دولية قبل أي حديث عن تفكيك السلاح.
ووفقاً للتفاصيل التي كشفتها تلك المصادر، فإن تفكيك أسلحة حماس الثقيلة لن يتم فوراً، بل سيكون المرحلة الأخيرة بعد استكمال انتشار القوة الدولية التي ستضم عناصر من الولايات المتحدة ودول عربية وإسلامية.
قوة المراقبة.. أميركية عربية تركيةتتضمن الخطة تشكيل لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار، قوامها ضباط من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة، لضمان التنفيذ الفعلي لبنود الاتفاق.
وذكرت المصادر، أن حوالي 200 جندي وضابط أمريكي سيشاركون ضمن قوة المهام الدولية، وإن كانوا لن ينتشروا ميدانياً داخل غزة نفسها، وإنما سيعملون من مراكز مراقبة قريبة من الحدود.
والتقى أمس الجمعة كل من ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، وجاريد كوشنر، مستشار الرئيس ترامب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، وناقشوا آلية مراقبة وقف النار وخطط انتشار القوة الدولية داخل القطاع.
نقل القوات وانسحاب تدريجيتشير الخطة الأمريكية ، إلى أن الجيش الإسرائيلي سينسحب تدريجياً من المناطق التي يحتلها في غزة، ليحل مكانه عناصر من الدول العربية والإسلامية المشاركة في القوة الجديدة.
العملية قد تستغرق عدة أشهر، وستتبعها مراحل متتالية تشمل تفكيك المنشآت العسكرية التابعة لحماس، ثم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والإفراج عن السجناء الفلسطينيين، بما يضمن توازناً رمزياً وإنسانياً بين الجانبين.
ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن هذه المراحل ستكون مترابطة زمنياً وسياسياً، بمعنى أن أي تأخير أو خرق في بند من البنود قد يؤدي إلى تجميد الاتفاق بأكمله.
وهو ما يجعل الدور المصري محورياً في ضمان استمرارية التفاهمات، لما تملكه القاهرة من ثقة متبادلة مع كل الأطراف المعنية.
على الجانب الفلسطيني، لا يبدو أن ملف سلاح حماس سيمر بسهولة.
فقد أعلن المتحدث باسم الحركة حازم قاسم ، أن سلاح المقاومة سيُناقش داخل الإطار الوطني الفلسطيني وليس على طاولة المفاوضات الدولية، مؤكداً أن "سلاح حماس شرعي للدفاع عن الشعب الفلسطيني"، وأن الحركة تتحمل "مسؤولية وطنية لإيجاد صيغة توافقية تحافظ على حق الدفاع وتضمن وحدة القرار الفلسطيني".
هذا التصريح يعكس رغبة حماس في تحييد ملف السلاح عن الضغوط الخارجية، وربطه بالحوارات الداخلية التي ستجري قريباً في القاهرة، في إطار ما يُتوقع أن يكون أوسع حوار وطني فلسطيني منذ سنوات.
القاهرة على موعد جديد مع التاريخحوار وطني شامل في العاصمة المصريةمن المقرر أن تستضيف القاهرة خلال الأيام المقبلة مؤتمراً وطنياً فلسطينياً شاملاً، لبحث مستقبل قطاع غزة بعد توقيع اتفاق وقف النار.
المؤتمر الذي ستدعو إليه مصر، بدعم من الولايات المتحدة وقطر وتركيا، سيبحث عدة ملفات حساسة، في مقدمتها آليات إعادة الإعمار، وخطة الانسحاب الإسرائيلي، وملف سلاح الفصائل الفلسطينية.
ويقول الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، إن مؤتمر القاهرة سيشكل اختباراً حقيقياً لقدرة الفلسطينيين على صياغة رؤية موحدة لمستقبل غزة، مؤكداً أن نجاحه مرتبط بمدى استعداد الفصائل للتنازل المتبادل و"ترسيخ مبدأ الدولة الفلسطينية الجامعة بدلاً من سلطة الفصائل".
شرم الشيخ.. بوابة الاتفاق الأميركي إلى غزةقبل هذا المؤتمر المنتظر، كانت مدينة شرم الشيخ قد شهدت على مدار الأيام الماضية مفاوضات مكثفة وغير مباشرة بين إسرائيل وحماس، برعاية مصرية قطرية أميركية، وبمشاركة تركية، أسفرت عن الإعلان مساء الأربعاء الماضي عن المرحلة الأولى من الخطة الأميركية لوقف الحرب.
ويقول مراقبون إن نجاح المفاوضات في شرم الشيخ لم يكن وليد المصادفة، بل نتيجة تحرك دبلوماسي مصري منسّق مع واشنطن وتل أبيب والعواصم العربية، هدفه الأول وقف نزيف الدم في غزة وتهيئة المناخ لمحادثات سياسية أوسع.
القاهرة تُوازن بين الأمن والسياسة والإنسانقوافل المساعدات.. عنوان الدبلوماسية الإنسانيةفي الوقت الذي كانت فيه القاعات تغص بالمفاوضين، كانت شاحنات المساعدات المصرية تشق طريقها نحو غزة.
فقد تحركت قافلة المساعدات الإنسانية رقم 48، حاملة آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية والطبية، في مشهد يعكس تصميم مصر على ألا تنفصل السياسة عن الإنسان.
وأكدت قناة "القاهرة الإخبارية" أن هذه القوافل المتكررة أصبحت رمزاً لنهج مصري متواصل يرى في دعم غزة واجباً قومياً وإنسانياً لا ينفصل عن الأمن القومي ذاته.
الأمم المتحدة.. ننتظر الضوء الأخضروفي السياق ذاته، أكدت الأمم المتحدة أنها تملك نحو 170 ألف طن متري من المساعدات الإنسانية الجاهزة للدخول إلى غزة، لكنها تنتظر الضوء الأخضر من إسرائيل للسماح بإدخالها.
وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، إن ما تم إدخاله خلال الأشهر الماضية لم يتجاوز 20% من الاحتياجات الفعلية، محذراً من كارثة إنسانية إذا لم تتسارع الإجراءات.
أعلنت الحكومة الإسرائيلية موافقتها على إطار اتفاق يشمل وقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة، سواء أحياء أو موتى، تمهيداً لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار الكامل.
ونقلت القناة الإسرائيلية "12" أن الاتفاق لقي ترحيباً من الأمم المتحدة وعدد من القوى الإقليمية، وعلى رأسها مصر التي لعبت الدور الحاسم في صياغة التفاهمات وضمان تطبيقها.
في تعليقه على الاتفاق والتحركات الجارية، قال الخبير الاستراتيجي اللواء محمد حمد إن مصر أثبتت مجدداً أنها الضامن الحقيقي للاستقرار في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن القاهرة نجحت في الجمع بين الضغط السياسي والتدخل الإنساني في آنٍ واحد.
وأوضح اللواء حمد أن وقف إطلاق النار ليس مجرد نتيجة تفاوضية، بل هو ثمرة لعمل دبلوماسي مصري دؤوب بدأ منذ اليوم الأول للأزمة، لافتاً إلى أن "القاهرة تحركت في ثلاثة اتجاهات متوازية: أولها الوساطة السياسية، وثانيها التحرك الإنساني عبر القوافل المتواصلة، وثالثها التنسيق الأمني لمنع امتداد الصراع".
وأضاف أن مصر "لم تتعامل مع القضية من منظور إغاثي فقط، بل من زاوية استراتيجية، تهدف إلى إعادة بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة وتهيئة المناخ لاستئناف العملية السياسية الشاملة".
رسالة القاهرة: السلام لا يُفرض بالقوةوشدد اللواء محمد حمد على أن موقف مصر كان واضحاً منذ البداية: لا يمكن لأي تسوية أن تنجح طالما تُركت غزة تحت الحصار والجوع.
وقال إن القاهرة كانت الطرف الوحيد القادر على التحدث إلى الجميع دون استثناء، بفضل علاقاتها المتوازنة مع واشنطن وتل أبيب والفصائل الفلسطينية.
وأضاف أن "التحرك المصري منح الاتفاق الجديد مصداقية حقيقية"، مشيراً إلى أن مصر لا تسعى إلى أضواء سياسية، بل إلى استعادة روح العدالة التي افتقدها الشرق الأوسط منذ عقود.
أبعاد إنسانية وأمنية للاتفاقيرى اللواء محمد حمد أن نجاح وقف إطلاق النار، إذا التزم به الطرفان، سيفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار، ويمهّد لعودة التنسيق الأمني الإقليمي في مواجهة الإرهاب والتطرف.
وقال إن مصر تدرك أن التهدئة الدائمة في غزة ليست هدفاً بحد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق استقرار أوسع يشمل الحدود المصرية والفلسطينية والإسرائيلية، مما يجعل الاتفاق خطوة في طريق طويل نحو الأمن الشامل.
يؤكد الخبير الاستراتيجي أن ما تقوم به مصر ليس مجرد وساطة، بل قيادة ميدانية حقيقية في العمل الإنساني، وأن القاهرة باتت الجهة الأكثر ثقة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في تنسيق مرور المساعدات عبر معبر رفح.
كما لفت إلى أن تكرار إرسال القوافل المصرية يؤكد أن الدولة المصرية تنظر إلى معاناة غزة كـ"أزمة إنسانية تخص الأمة كلها"، وليست شأناً إقليمياً محدوداً.
من بين هدير الشاحنات المصرية التي تشق طريقها إلى غزة، وداخل غرف المفاوضات التي تتشابك فيها مصالح العالم، تبرز مصر كصوت العقل في زمن الانقسام، وكجسر يعبر فوق النيران نحو سلامٍ طال انتظاره.
فالهدنة الحالية ليست نهاية الحرب، لكنها بداية الأمل، ورسالة تؤكد أن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يُصنع بالثقة، وبأيدٍ تعرف أن للإنسان قيمة تتجاوز كل الحسابات السياسية.