«نتنياهو» يمنع تطعيم الأطفال
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
«بايدن» يقايض حماس بمحتجزين مقابل الأمريكانكاتب إسرائيلى: العالم انتفض لستة رهائن وتعامى عن 40 ألف شهيد
إسرائيل والعالم كله يبدى حزنه البالغ على 6 محتجزين إسرائيليين قُتلوا، وتتصدر أسماؤهم وصورهم وقصص حياتهم وأسرهم نشرات الأخبار، مع أنهم ليسوا سوى قليل من الحرب فى غزة، وليسوا سوى جزء ضئيل من ضحاياها.
هكذا بدأ «جدعون ليفى» - زاويته فى صحيفة هآرتس العبرية قائلا بتهكم إن «هيرش غولدبيرغ بولين وإيدن يروشالمى» أصبحا من المشاهير رغما عنهما خلال أسرهما وبعد موتهما، كما بكى العالم قتلى الأسرى الإسرائيليين، «كيف لا وهم 6 شباب جملاء مروا بجحيم الأسر قبل إعدامهم بوحشية».
واستغرب «ليفى» التناقض المذهل بين التغطية الواسعة لحياة هؤلاء وموتهم، مقابل تجاهل المصير المماثل لأشخاص فى مثل سنهم لا يقلون عنهم براءة وصدقاً وجمالاً، ويمثلون ضحايا أبرياء على الجانب الفلسطينى.
وأوضح «ليفى» أنه ومع أن العالم يشعر بالصدمة لمصير غزة، فإنه لم يبد قط احتراما مماثلا للضحايا الفلسطينيين، فلا الرئيس الأمريكى جو بايدن يدعو أقارب الفلسطينيين الذين استشهدوا حتى ولو كانوا يحملون الجنسية الأمريكية مثل عائلة غولدبيرغ وبولينز، ولا الولايات المتحدة تطالب بالإفراج عن آلاف المختطفين الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل من دون محاكمة.
وأضاف بقوله «الغريب أن إسرائيلية شابة قُتلت فى مهرجان نوفا تثير تعاطفا وشفقة فى العالم أكثر من مراهقة لاجئة من جباليا، كما يقول ليفى معلقاً بأن الإسرائيليين أكثر شبهاً «بالعالم».
وتساءل الكاتب «ماذا عن مئات وآلاف المختطفين الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة المحتلة وماذا عن المعتقلين الإداريين الذين يحتجزون دون محاكمة، وماذا عن المقاتلين غير الشرعيين والعمال الأبرياء الذين تم القبض عليهم وهم متجزون فى ظروف جهنمية؟».
فهؤلاء أيضا -كما يقول جدعون ليفى- لهم أسر قلقة لا تعرف ماذا حدث لهم منذ 10 أشهر، وهم أيضا محرومون من الزيارات من جانب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقصص بعضهم لا تقل عن مقطع فيديو إيدن يروشالمى الذى نشرته حركة المقاومة حماس هذا الأسبوع.
يأتى ذلك فى الوقت الذى دخلت حرب الإبادة الجماعية التى يشنّها الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة يومها الـ335 على التوالى، بارتكاب سلسلة مجازر مروعة بمحيط مستشفى شهداء الأقصى ورفح ودير البلح وخان يونس وشمال القطاع.
وأسفرت عن مئات الشهداء والمصابين والمفقودين وسط قصف جوى ومدفعى متواصل على كافة مناطق غزة، وارتكاب مجازر دامية، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين. وأعلنت عن ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 40861 شهيدًا و94398 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضى.
ونددت برفض الاحتلال التنسيق لدخول الفرق الطبية التابعة للحملة الطارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال فى مناطق شرق صلاح الدين، وذلك فى اليوم الأول للحملة فى المحافظات الجنوبية للقطاع، والمتواجد بها نسبة كبيرة من الفئة المستهدفة من الأطفال.
وناشدت كافة المؤسسات والجهات المعنية التدخل العاجل لإنجاح حملة التطعيم بالوصول إلى كافة الأطفال فى أماكن تواجدهم. وكشفت شبكة «إن بى سى نيوز» الأمريكية، عن أن عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين لدى حماس تضغط على البيت الأبيض للنظر بجدية فى إبرام صفقة مع المنظمة المصنفة إرهابية لتأمين إطلاق سراح أقاربهم، دون إشراك إسرائيل فيها.
ونقلت الشبكة، نقلاً عن 5 أشخاص مطلعين على المناقشات أن الخيار قيد المناقشة حالياً لدى إدارة الرئيس جو بايدن.
وفى اجتماعهم مع مستشار الأمن القومى، جيك سوليفان، بعد أن قتلت حماس ست رهائن، بينهم الأمريكى «هيرش غولدبرغ - بولين»، حث أقارب الأمريكيين المختطفين الإدارة على تقييم خيارات لا تشمل إسرائيل، حسبما ذكرت المصادر ذاتها.
وقال مسؤولو الإدارة للعائلات، إنهم سيستكشفون كل خيار، لكن الصفقة مع حماس التى تشمل إسرائيل لا تزال هى النهج الأفضل، وفقا لأشخاص مطلعين على المحادثات.
وتأتى المناقشات بشأن هذه الصفقة الأحادية فى وقت يعتقد فيه أفراد العائلات، وبعض مسؤولى الإدارة، بشكل متزايد أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لن يلتزم باتفاق مع حماس ينفذ وقفاً لإطلاق النار فى غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن، ولا يزال 4 رهائن أمريكيين متبقين محتجزين لدى حماس تعتقد الولايات المتحدة أنهم على قيد الحياة، وتسعى الإدارة لاستعادة رفات 3 آخرين يُعتقد أنهم قتلوا.
وقالت شبكة «إن بى سى نيوز»، فى يونيو الماضى، إن إدارة بايدن ناقشت إمكانية التفاوض على صفقة أحادية مع حماس لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين فى غزة إذا انهارت محادثات وقف إطلاق النار التى تشمل إسرائيل.
غير أن تنفيذ الفكرة لم يتم، مع معارضة بعض كبار مسؤولى الإدارة لها بشدة، واختيار الرئيس جو بايدن مواصلة محاولة التوصل إلى اتفاق أوسع يشمل إسرائيل، ويرسم فى النهاية مسارا لإنهاء الصراع.
وكشفت الشبكة عن أن إدارة بايدن أعدت قائمة بالسجناء فى الولايات المتحدة الذين قد ترغب حماس فى إطلاق سراحهم مقابل تحرير الرهائن الأمريكيين، ما يثبت أنها كانت تدرس الفكرة داخلياً، ووفقاً لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين مطلعين على الخطة، وتضم هذه القائمة 5 أشخاص، وتضيف المصادر أن إدارة بايدن أجرت اتصالات أولية مع حماس، من خلال مسؤولين قطريين، قبل حوالى 6 أشهر، لاستكشاف إمكانية إبرام صفقة أحادية وسط المفاوضات المتعثرة.
وأصدرت حركة «حماس»، بيانا انتقدت فيه تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مع المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، قائلة إن المقترحات الجديدة غير ضرورية، وأضافت أن الضغط ضرورى للحفاظ على الاتفاق القائم وأدانت الحركة تمسك نتنياهو بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا، الذى يربط مصر بغزة ووصفته بأنه «محاولة لإحباط التوصل إلى اتفاق».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تطعيم الأطفال نتنياهو إسرائيل مع حماس فى غزة
إقرأ أيضاً:
“شعبي بدأ يكره إسرائيل”.. ماذا يعني اكتشاف ترامب؟
ظلّت استطلاعات الرأي في أميركا تتحرّك بشكل نامٍ وبطيء لصالح القضية الفلسطينية حتى عملية 7 أكتوبر (2023)، التي أحدثت تغيّراً تاريخياً، بدأت تظهر إرهاصاته، فتعدّت هذه القاعدة الديمقراطية الشبابية ليصل هذا النمو إلى قلب اليمين؛ قاعدة ترامب “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” (ماغا).
تساءلت صحيفة فايننشال تايمز أخيراً: “هل اختبرت غزّة حدود دعم دونالد ترامب بنيامين نتنياهو؟”.
تستشهد الصحيفة بما قاله ترامب عن نتنياهو في اسكتلندا يوم الاثنين: “هناك مجاعة حقيقية جارية في غزّة”، وذلك بعد يوم من وصف نتنياهو التقارير عن المجاعة بأنها “كذبة صارخة”. قال إنه شاهد صور الفلسطينيين الجياع على شاشة التلفزيون، ويوم الثلاثاء صرّح بأن الشخص لا بدّ أن يكون “بارد القلب جدّاً” أو “مجنوناً”، حتى لا يجد هذه الصور مروّعة. كان هذا توبيخاً نادراً من رئيس أميركي لم يفرض سوى قيود قليلة على سلوك أكبر مستفيد من المساعدات الخارجية لواشنطن، الذي امتدحه نتنياهو بوصفه “أعظم صديق عرفته إسرائيل على الإطلاق”.
تفكّك الإجماع التاريخي على دعم إسرائيل بين الحزبين، وحتى داخل الحزب الجمهوري نفسه
ولكن تعليقات ترامب، في خضمّ تصاعد الإدانة الدولية لإسرائيل، لمّحت إلى وجود حدودٍ غير مُعلَنة لتلك العلاقة، وفقاً لما يقوله محلّلون وأشخاص مقرّبون من الإدارة، بحسب الصحيفة.
واللافت ليس التوبيخ العلني لنتنياهو، الذي يمكن أن يلحسه الرئيس المزاجي، بل في التغيّر في قاعدة ترامب اليمينية، بمن في ذلك جمهوريون شباب (ومقدّمو) بودكاست من أقصى اليمين، أكثر تشكّكاً في علاقة واشنطن بإسرائيل. قالت كانديس أوينز (بودكاستر شهيرة ومروّجة متكرّرة لنظريات المؤامرة المعادية للسامية)، في برنامجها الأسبوع الماضي: “ما هذه العلاقة الفريدة، الغريبة، المقزّزة، المنحرفة التي يبدو أن لدينا مع إسرائيل؟”. كما وصفت النائبة النارية المؤيّدة لترامب، مارغوري تايلور غرين، يوم الاثنين، الأزمة في غزّة بأنها “إبادة جماعية”، واقترحت تشريعاً لحظر المساعدات لإسرائيل.
رفض الكونغرس ذلك، لكن استطلاعات الرأي تفيد بأن لدى شباب جمهوريين الآن نظرة سلبية تجاه نتنياهو. قال ترامب أخيراً لأحد كبار المانحين اليهود، وفقاً لخبير في شؤون الشرق الأوسط يتواصل بانتظام مع الإدارة: “شعبي بدأ يكره إسرائيل”.
ما أكّدته الحرب المدمّرة بعد “7 أكتوبر” أن العدو الصهيوني لا يستطيع الاستمرار في الحرب من دون دعم أميركي كامل
تنقل الصحيفة عن جون هوفمان (محلّل شؤون الشرق الأوسط في معهد كاتو الليبرالي بواشنطن) أن المسؤولين الإسرائيليين “يدركون ما هو قادم”، ويعرفون أن الشيك المفتوح الذي منحته لهم هذه الإدارة قد لا يستمرّ، لا في الإدارة المقبلة، ولا بعد انتخابات منتصف المدّة الأميركية عام 2026. لكن عندما قصفت إسرائيل الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزّة، في وقت سابق من الشهر الماضي (يوليو/ تموز) ، ما أثار شكاوى من قادة مسيحيين في العالم، اتصل ترامب بغضب بنتنياهو، بحسب ما أفاد به مسؤولون. وعندما نفّذت إسرائيل في اليوم نفسه غارات على دمشق، حيث رفعت الإدارة الأميركية العقوبات القديمة لإعطاء القيادة الجديدة هناك “فرصة للعظمة”، تدخّل ترامب سريعاً، ووجّه وزير خارجيته ماركو روبيو لاحتواء التوتّر.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، وبعد وساطته لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، شنّ ترامب هجوماً على نتنياهو لاستمراره في شنّ الهجمات. قالت كافاناه: “أعتقد أن هناك قيوداً على نتنياهو، وأن هناك خطوطاً حمراء.
لكن من الصعب تحديدها بدقّة، لأنها تعتمد على كيف يعرّف ترامب المصالح الأميركية في اللحظة الراهنة”. ولا يزال الجمهوريون يدعمون الحكومة الإسرائيلية بنسبة 71%، في المقابل الدعم بين الديمقراطيين انخفض إلى 8% فقط، وفقاً لاستطلاع جديد من “غالوب”.
في النتيجة، تفكك الإجماع التاريخي على دعم إسرائيل بين الحزبين، وحتى داخل الحزب الجمهوري نفسه. تبدو الأمور قد حُسمت داخل الحزب الديمقراطي، وهي تتطوّر لصالح فلسطين في الحزب الجمهوري، كما كشفت تصويت أكثرية أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، الذين صوّتوا للمرة الأولى لصالح قرارات تحظر بيع أسلحة هجومية لإسرائيل. القرارات التي قادها السيناتور بيرني ساندرز، وبدعم من جيف ميركلي وبيتر ولش، هدفت إلى منع صفقة بقيمة 675.7 مليون دولار تشمل آلاف القنابل الثقيلة وقطع التوجيه الذكي. أيضاً، صفقة بيع عشرات آلاف البنادق الآلية لقوات تشرف عليها شخصيات متطرّفة مثل إيتمار بن غفير.
قال ساندرز إن الأسلحة الأميركية تُستخدم في قتل المدنيين وانتهاك القانون الدولي، مضيفًا: “لدينا قانون يمنع تقديم مساعدات لمن يعرقل المساعدات الإنسانية أو ينتهك حقوق الإنسان، وإسرائيل تفعل الاثنين معاً”.
ورغم إسقاط المشروعَين بأغلبية 70 مقابل 27، إلا أن الرقم يحمل دلالة تاريخية: للمرّة الأولى يصوّت أكثر من نصف الديمقراطيين ضدّ تسليح إسرائيل. يعكس التصويت، بدرجةٍ ما، اتجاهات استطلاعات الرأي الأخيرة، ففي استطلاع غالوب (إبريل/ نيسان 2025)، دعم 36% من الأميركيين فقط إسرائيل في غزّة، ما يعني انخفاضاً من 54% في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وهو يتوافق مع استطلاع بيو (يونيو 2025)، الذي بين أن 64% من الديمقراطيين يعتبرون أن إسرائيل “ذهبت بعيداً” في ردّها العسكري. و42% من الجمهوريين يوافقون الرأي، وهي أعلى نسبة منذ بدء تتبع هذا السؤال عام 2006. كما بين الاستطلاع أن 58% من الشباب (تحت سن 30) يرون أن على واشنطن الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، بينما يدعم 23% يدعمون إسرائيل بلا شروط.
ماذا يعني ذلك استراتيجيا لإسرائيل؟… تفيد تحليلات مراكز بحثية مثل “Cato” و”Defense Priorities” بأن الحكومة الإسرائيلية تدرك أن بيئة الدعم الأميركي تمرّ بمرحلة انتقالية. يقول جون هوفمان من Cato إن إسرائيل “تقرأ الواقع جيداً”، وتسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الإقليمية في غزّة ولبنان وسورية، قبل أن تُفرض عليها قيود جديدة، سواء عبر انتخابات 2026 أو تغيّر محتمل في ميزان القوى داخل الحزبَين.
في المقابل، يرى محلّلون أن ترامب نفسه بدأ يرسم خطوطاً حمراء لنتنياهو، خصوصاً حين اتصل به غاضباً بعد قصف الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزّة، أو حين بعث وزير خارجيته ماركو روبيو إلى دمشق للتهدئة بعد الغارات الإسرائيلية على مواقع سورية.
لكن موقف ترامب يبقى غامضاً، كما يقول السيناتور الديمقراطي كريس مورفي: “ترامب يقول كلّ شيء ونقيضه… من الصعب بناء سياسة على هذا الأساس”. لا توجد لدى ترامب أيّ قيم أخلاقية، ولا دوافع إنسانية، وهو يشاهد المجاعة في غزّة، تحرّكه غريزة حيوان سياسي يقرأ المزاج العام بذكاء تاجر. عندما يقول إن شعبه “بدأ يكره إسرائيل” فهو سيتبع مزاج شعبه؟
ما أكّدته الحرب المدمّرة بعد “7 أكتوبر”، أن العدو الصهيوني لا يستطيع الاستمرار في الحرب يوماً من دون دعم أمريكا الكامل، في المقابل تواصل غزّة الصمود من دون دعم حتى برغيف خبز. والحرب كما قال علي عزّت بيغوفيتش، في أوج المجازر في البوسنة، يكسبها “من يصبر أكثر لا من يقتُل أكثر”. ولم يعرف تاريخ البشرية صبراً كصبر أهل غزّة ولا قتلاً كقتل نتنياهو.
الشروق الجزائرية