غوغل تخسر قضية بالمليارات أمام محكمة العدل الأوروبية في قضية احتكار كبرى
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
خسرت شركة غوغل، يوم الثلاثاء، دعوى قضائية هامة حيث يسعى الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات عليها بسبب منحها أولوية لتوصيات التسوق الخاصة بها على حساب منافسيها في نتائج البحث، وهو ما يُعتبر غير قانوني. تأتي هذه القضية في إطار مكافحة الاحتكار وتنتهي بغرامة ضخمة بعد فترة طويلة من الترافع.
أيدت محكمة العدل الأوروبية قرارًا صادرًا عن محكمة أدنى في الاتحاد الأوروبي، ورفضت استئناف غوغل ضد العقوبة البالغة 2.
وقالت المحكمة في بيان صحفي:" بموجب الحكم الصادر اليوم، ترفض محكمة العدل الاستئناف وتؤيد قرار المحكمة العامة".
وكانت اللجنة عاقبت عملاق وادي السيليكون في عام 2017 بسبب توجيه المستخدمين بشكل غير نزيه إلى خدمةGoogle Shopping الخاصة بها على حساب المنافسين.
Relatedلعدم امتثالها لقواعد اللجوء.. محكمة العدل الأوروبية تغرّم المجر 200 مليون يورومحكمة العدل الأوروبية ترفض طعن منصة تيك توك في قانونية القواعد الرقمية الأوروبية الجديدة باريس تدافع عن جدوى تشديد الرقابة على الحدود بعد قرار لمحكمة العدل الأوروبيةويذكر أن هذه واحدة من ثلاث غرامات بمليارات اليوروهات فرضتها المفوضية على غوغل في العقد السابق، إذ بدأت بروكسل في تكثيف حملتها على صناعة التكنولوجيا.
وقالت المفوضة الأوروبية مارغريت فيستاجر إن قضية التسوق هذه كانت واحدة من أولى المحاولات الرامية إلى تنظيم شركة رقمية وألهمت جهودًا مماثلة في جميع أنحاء العالم.
وقالت جوجل في بيان مقتضب: "نشعر بخيبة أمل من قرار المحكمة الذي يتعلق بمجموعة حقائق محددة للغاية".
المصادر الإضافية • أ. ب.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية غوغل وأكبر قضية احتكار منذ ربع قرن.. محاكمة الشركة بتهمة الهيمنة بالبحث على الإنترنت إسرائيل تطلق حملة إعلانية على غوغل لنشر ادعاءات تربط بين حماس ووكالة الأونروا الإغاثية نشطاء يعرقلون مؤتمر غوغل ويحتجون على العلاقات التجارية مع إسرائيل محكمة العدل الأوروبية غرامة مالية المفوضية الأوروبية الاتحاد الأوروبي غوغل دعوى قضائيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا إسرائيل العدالة ضحايا دونالد ترامب ألمانيا روسيا إسرائيل العدالة ضحايا دونالد ترامب ألمانيا محكمة العدل الأوروبية غرامة مالية المفوضية الأوروبية الاتحاد الأوروبي غوغل دعوى قضائية روسيا إسرائيل العدالة ضحايا دونالد ترامب ألمانيا إيطاليا إيران حركة حماس أوكرانيا غزة سياسة الهجرة السياسة الأوروبية محکمة العدل الأوروبیة الاتحاد الأوروبی یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
المنطقة أمام تحوّلات إستراتيجية كبرى
عند عتبة نهاية الحرب على غزة، تشهد المنطقة تحولات تبدو في طريقها للتبلور بشكل أكثر جلاء ووضوحا، ويمكن القول إن المنطقة تشهد مرحلة انتقالية بين زمنين، بفاعلين جدد، وقواعد ومعادلات مختلفة، وتوازنات جديدة، أنتجتها مرحلة ما بعد انطلاق طوفان الأقصى خلال العامين الأخيرين، وكانت حصيلة الديناميكيات والتفاعلات التي شهدتها المنطقة.
أول تلك التحولات تمثل بتراجع دور إيران، وما تبعه من تراجع دور الفواعل من دون الدولة في المنطقة، وهو الدور الذي صبغ سياسات المنطقة في العقد الماضي بصبغة خاصة وكان له تأثير كبير في صناعة الأحداث وتوجيهها، صحيح أن تأثير تلك الفواعل ما زال ملحوظا في البنى السياسية والاجتماعية في المنطقة، ولكن فعاليتها تراجعت إلى حد كبير، مع تراجع قدرتها على الضبط والسيطرة، وإمكانية أن تكون بدائل فعلية للدولة.
بناء على ذلك، شهدت المنطقة إعادة ترتيب لمكانة دولها، من حيث الفعالية والتأثير، فقد تبوأت تركيا ودول الخليج مكانة مميزة في قدرتها على التأثير في الإقليم وعلى المستوى العالمي، لا سيما الأطراف المنخرطة في معادلات المنطقة، وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمتها، حيث باتت هذه الأطراف تملك تأثيرا ملموسا لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب، دفعه لممارسة ضغوط علنية على الحليف الإسرائيلي العتيد وإجباره على الانخراط في التسوية، كما كان لهذا التأثير دور في منع إسرائيل من إعلان ضم الضفة الغربية، وهو الأمر الذي كان مُدرجا على خطط إسرائيل وعلى بعد خطوّة من فعله.
لقد ساهمت التحركات العربية- الإسلامية، ودخول باكستان على خط التفاعلات الجارية في المنطقة، لدفع ترامب إلى التدخل، في محاولة لهندسة التوازنات، وإبقاء الولايات المتحدة الأمريكية ضابطا للتفاعلات، لضمان عدم تحول هذه الديناميكيات إلى حالة إقليمية تخرج من تحت السيطرة الإقليمية، وكان شرط هذه التحركات الضمني، الضغط على إسرائيل، وإلا فإن لكل طرف كامل الحرية في تشكيل شبكات أمان استراتيجية تضمن له الحماية.
على ضوء ما تقدم، يمكن القول إن موجة تغيير الشرق الأوسط التي سبق وأن أعلن عنها اليمين الإسرائيلي المتطرف وبدأ بتنفيذها الفعلي، قد تم كسرها. وسبب ذلك يعود إلا أن تداعيات هذا التغيير، بحسب خرائط وخطط اليمين الإسرائيلي، كان ستمس جميع الفاعلين في المنطقة دون استثناء، وبالتالي شعرت غالبية الأطراف بالتحدي الذي تواجهه والذي من شأنه تغيير ليس فقط المعادلات في المنطقة، بل وحتى خرائط الدول ومصائر شعوبها.
دفع هذا الأمر دول المنطقة إلى القيام بهجوم معاكس، وتحويل الخطر الذي وضعه نتنياهو في قلبها، إلى فرصة لعكس الهجمة، وقد تجلى ذلك بوضوح في التحرك الذي قادته السعودية وفرنسا، والذي يهدف إلى إيجاد حل للقضية الفلسطينية يتمثل بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتطبيق حل الدولتين، الذي ترفضه إسرائيل اليمينية؛ صحيح أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية رمزيا إلى حد بعيد، لكنه تحوّل إلى معطى تفاوضي وورقة تفاوض قوية وملزمة لدول المنطقة في مواجهة واشنطن التي تضغط من أجل ايجاد هيكلة جديدة للمنطقة تكون إسرائيل أحد مرتكزاتها، وفي مواجهة إسرائيل التي تعتقد أنها قادرة على الفصل بين استمرار رفضها الإقرار بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة، وبين إقامة علاقات نافعة مع دول المنطقة.
إزاء ذلك، يبدو أن المنطقة ستكون أمام أحد سيناريوهين: الأول، أن تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية هندسة هيكلة إقليمية جديدة، تكون إسرائيل أحد أطرافها، لكن إسرائيل المتخفّفة من أعباء اليمين المتطرف والمعترفة بالحق الفلسطيني، وهو احتمال قد يكون قابلا للتحقّق قياسا بما تنتظره إسرائيل بعد نهاية الحرب، من صراعات سياسية داخلية، قد ينتج عنها إزاحة اليمين المتطرف وعودة اليمين الوسط، والتوصل معه إلى ترتيبات مرحلية للخروج من الأزمة الراهنة عبر ترتيبات مشتركة، أمريكيا وعربيا وإسرائيليا.
أما السيناريو الثاني، فيتمثل في بقاء الأوضاع على ما هي دون تغيير في نهج التعاطي مع الوضعين الفلسطيني والإقليمي، وفي هذه الحالة فإن الأطراف الإقليمية والعربية ستعمل على ترسيخ التوازنات القائمة عبر تدعيم التحالفات وتأكيدها عبر إقامة أطر فعلية بهدف ردع اليمين الإسرائيلي المتطرف من تحقيق أهدافه، حيث يشكل فراغ القوّة محركا خطيرا في اتباع هذا المسار.
عند عتبة نهاية الحرب على غزة، قد تحصد المنطقة ثمارا استراتيجية مهمة زرعتها تضحيات الفلسطينيين عبر عامين من الصمود الأسطوري في مواجهة أعتى المتطرفين وأكثرهم همجية.
x.com/ghazidahman1