الأسباب اليمنية القديمة والحديثة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف ..
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
يستعد الشعب اليمني لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام ابتهاجا والتزاما وإيمانا منا نحن اليمنيين باتباع قدوتنا الأولى نبينا محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والسلام وعلى آله، قائدا ورمزا للهوية الدينية الإيمانية وللتغيير والبناء الروحي والنفسي والمعنوي، واحياء هذه المناسبة العظيمة عند الشعب اليمني يعني الانتصار للوعي والأخلاق والقيم والمشروع التي جاء بهم نبينا العظيم والذي حولها إلى منظومة متكاملة تراكمية لانتصار الحق والخير وأهل الحق والخير ضد الباطل والشر وأهل الباطل والشر .
إن الاستعدادات اليمنية رسميا وشعبيا للاحتفاء بهذه الذكرى العظيمة ما هي إلا حرص يمني للاحتفال بقائد التغيير الأول عند الشعب اليمني، والذي يعد قدومه اليهم بشارة اخرج فيهم ولاءهم الإيماني الأول لقبول ودعم ومساندة نبي الأمة في أيام دعوته الأولى، ولهذا يعد احتفالنا نحن اليمنيين بذكرى المولد النبوي الشريف هو تمايز وتميز يمني للارتباط بالله وبرسول الله، انه التميز والتمايز الأول الذي يناقض تماما موقف قريش وأعراب مكة الرافض لدعوة النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم، ثم حاصروه وجوعوه وخططوا لقتله ، أما أهل اليمن فقد هوت قلوبهم اليه عليه الصلاة والسلام وعلى آله وأمنوه وآووه ومنحوه مدينتهم وبيوتهم ومزارعهم ليؤسس فيه ومنه أول مدينة إسلامية لنشر هدى الله وقيم كتاب الله، وليبني فيه مشروع العزة والهيبة والقوة لهذه الأمة المحمدية..
من هذا الأساس المتين فإن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين بمولده وبدعوته وبشارة نبوته ومشروعه وقيمه وأخلاقه يحتفل الشعب اليمني بيوم مولده الشريف، احتفالا بتوفيق الله لهم لمنحهم موقفهم وولائهم الإيماني لله ولرسوله، واحتفالا ليتمايز أصحاب الحق عن أصحاب الباطل، واحتفالا يظهر الذين على نهج الله ورسول الله ويفضح ويعري من اتبعوا خطوات الشيطان الرجيم والمنافقين..
يحتفل الشعب اليمني بالمولد النبوي الشريف اليوم وهو متوج بشرف وعزة وتأييد الله للانتصارات العسكرية على قوى الشيطان الصهيوامريكي في البر والبحر والجو، وبحشوده الشعبية المليونية الأسبوعية التي تناصر المجاهدين الأعزاء في فلسطين، بينما تعج شوارع ومدن الإعراب بحفلات الرقص والغناء على أشلاء أطفال غزة..
يحتفل الشعب اليمني بمولد خير البشر عليه افضل الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين سنويا لترسيخ مفاهيم أخلاق الأنبياء ومفهوم التناقض مع أعداء الأمه ومفهوم التغيير والبناء الذي استطاع ان يحكم العالم ويبني يؤسس إمبراطورية هزمت أقوى الإمبراطوريات العالم خلال 40 عاما، وهذا التميز والتمايز اليمني يرتفع عاليا بالانتماء الإيماني وترسيخه عمليا في واقع الحياه، ولهذا علينا ان نستثمر هذه المناسبة العظيمة لنتذكر ونعمل ونتوجه ونستحضر دائما التميز هذا لنضبطه في واقع مسيرة حياتنا اليوم ونحن في بداية مشروع البناء والتغيير الذي اطلقته القيادة الثورية والسياسية للحكومة، وكذلك ضبطه في المواقف والولاءات والعداوات والالتزامات في كل مواقع المسؤولية، واستحضار الانتماء الإيماني والأخلاقي لرسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله في كل الحالات وكافة الظروف..
وهذا يعني ان نتحمل المسؤولية في الحفاظ على تمايزنا و تمايزنا عن أعدائنا باستثمار الدروس من المولد النبوي الشريف لإيجاد مشروع يمني نهضوي وتعبوي واسع وشامل لمواجهة كل مخاطر أمريكا وإسرائيل وأدواتهم الشيطانية التطبيعية في المنطقة، نستثمر ذلك في رفع مستوى الوعي والمعرفة وإيجاد الروى الصحيحة وبرامج العمل العلمية لمواجهة كافة مشاريع الشياطين وأعوانه مهما كانت أصوات العواء التي يصيح بها أهل الباطل والشر ..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي
موضوع التنوع الثقافي مرتبط بشكل مباشر بمستوى التربية التي يتلقها النشء والشباب داخل الأسرة بالدرجة الأولى، ومن خلال الاحتكاك والاختلاط بالمحيط الذي يتعامل معه، ومنه المحيط الرياضي، ويعزز ذلك من التعليم الإيماني الديني الذي ينشأ عليه الشباب، والتعليم بكل مراحله الأساسي والثانوي والجامعي، وفي مجتمعنا اليمني حتما سوف نستبعد أي فكرة للتنوع الثقافي الديني، لأن شعب الإيمان لا يدين ولا يعترف ولا يؤمن إلا بدين خاتم المرسلين الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فإننا سوف نتحدث عن ثقافة متداولة بين الشباب من باب التنوع في السلوكيات المكتسبة من الأسرة والمجتمع، والعمل والتعليم، وهذا التنوع بالتأكيد له تأثير إيجابي وسلبي، لكن ايجابياته أكثر بكثير نتيجة لارتباطه بدين التسامح والسلام والمحبة الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لماذا الحديث في هذا الموضوع؟ لأن العالم في تاريخ 29/ يوليو 2025م، وخلافاً للعام الماضي يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، وأنا أرى أننا نحن أحق بأن نذكر بالتنوع الثقافي وأثره الإيجابي، وأن نتطرق إلى التمييز العنصري الذي نبذه الإسلام مع صعود المؤذن بلال بن رباح على المنبر لدعوة الناس للصلاة، فهو أول مؤذن في الإسلام رغم أنه كان عبدا لبني جمح، وبعد إسلامه أصبح من سادة القوم، وهذا لأن الإسلام ينبذ التمييز العنصري، من يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي، يضيفون حواراً بين الثقافات المختلفة، وهذا شيء لا مفر منه في عالمنا المنفتح والذي أصبح قرية واحدة نتيجة للتطور التكنولوجي والتنوع في وسائل التواصل المختلفة، لكن مع الأخذ بالحيطة والحذر الشديد من تضييع ثقافتنا الدينية وهويتنا الإيمانية في خضم الثقافات والسلوكيات الغربية غير الحميدة، لذا وجب على الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية، الحرص على تنظيم المحاضرات الثقافية التي تحصن الشباب الرياضي من ثقافة الانحدار والضياع والتشتت الفكري البعيد عن تقوى الله واكتساب مرضاته، وخلق مجتمع متسامح متماسك يسود بداخله العدل والمساواة، وتختفي من صفوفه العنصرية والعصبية والولاءات القبلية التي تمزق النسيج الاجتماعي، وتخلق طبقات مجتمعية فقيرة وطبقات متوسطة وطبقات فائقة الثراء والعبث والتفاخر بالممتلكات العقارية والأرصدة المالية، بحيث لم يعد قادراً على توفير أبسط مقومات العيش الكريم «الخبز» نتيجة لحصار وعدوان وصراع مصدره السلطة.
مما لا شك فيه أن التنوع الثقافي المرتبط بهويتنا الإيمانية، ومحاربة التمييز والتعصب هما مصدر من مصادر التطور والتقدم والازدهار الذي يطمح إلى تحقيقه المجتمع، لأن تنوع الثقافة وفهم ثقافة الآخرين من خلال تعلم لغاتهم ومعرفة أسلوبهم في الحياة دون تقليدهم والانجرار إلى سلوكياتهم غير السوية، وإنما من باب المعرفة واتقاء شرهم ومعرفة الطرق والوسائل التي تمكننا من التعامل معهم وصدهم عن التدخل في شؤوننا، وتسيير أمورنا، لأن تنوع الثقافات يكسب الشباب مهارات جديدة، ويخلق لهم فضاء من التبادل العلمي والفكري والمعرفي، ويمنحهم مجالاً أوسع للابتكار والاختراع والإبداع، يسمح بنشر ثقافة دين التسامح والإيمان المطلق بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويسلط الضوء على سلوكيات أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فنحن أحق بإنشاء يوم عالمي للتنوع الثقافي مبني على هويتنا الإيمانية، وذلك ما نتمنى أن يتم عبر بحث علمي يتناول التنوع الثقافي وأهميته في نشر سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تتم المشاركة به في المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شهر سبتمبر من العام الجاري.