الجزيرة:
2025-10-13@06:56:25 GMT

حريق كنيسة القيامة عام 1808 وعصيان الانكشارية

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

حريق كنيسة القيامة عام 1808 وعصيان الانكشارية

عام 1808م نشب حريق في كنيسة القيامة في القدس على إثره اندلعت خلافات بين الطوائف المسيحية من جهة، مردها صراع على النفوذ داخل الكنيسة، وبين المسلمين والمسيحيين من جهة أخرى، لكن سرعان ما عاد جو التسامح السائد في المدينة، والذي كان جزءا من السياسة العثمانية العامة. وأعيد بناء الكنيسة وانتهت أعمال الترميم عام 1810م.

الظروف التاريخية

في 30 سبتمبر/أيلول 1808م شب حريق في كنيسة القيامة أكل قبة الضريح المقدس "الروتوندا" وهي القبة الرئيسية للكنيسة، وقبة وسقف الكاثوليك، أما أشد الأضرار فوقعت في القسم الغربي من الكنيسة.

وبدأ الحريق في المنطقة المخصصة لطائفة الأرمن فاتُّهموا بالمسؤولية عن اشتعاله. ونصب رؤساء الطوائف المسيحية الخيام في ساحة الكنيسة لحراستها من النهب والاعتداءات. وتذكر بعض المصادر أن كبار علماء القدس المسلمين وأعيانها شاركوا في الحراسة، وكان بين هؤلاء مفتي الحنفية حسن أفندي الحسيني ونقيب الأشراف عمر أفندي الحسيني وغيرهما.

مشهد من داخل كنيسة القيامة في القدس (الجزيرة)

طلب رؤساء الطائفة الأرثدوكسية من السلطان العثماني محمود الثاني أن يسمح لهم بترميم الكنيسة وإعادة بنائها، فحصلوا على فرمان يأذن لهم بذلك في أوائل سنة 1809م. ولما باشروا العمل في مايو/أيار من السنة نفسها عارضهم رؤساء طائفتي الأرمن والكاثوليك.

كما أنهم حرضوا بعض المسلمين على منع بناء الكنيسة، فتوقفت أعمال الترميم وسادت القدس أجواء مشحونة بالتوتر الطائفي وانفلات زمام الأمور من أيدي الحكام. وبعد مدة وجيزة، تغلب الأرثوذكس على المعارضة المحلية وحاولوا متابعة العمل في الكنيسة، لكن رجال الانكشارية (قوات مشاة وفرسان من النخبة في الجيش العثماني) اعترضوا العمال بسلاحهم ومنعوا استمرار العمل في الكنيسة على الرغم من فرمان السلطان وأوامره.

ولما حاولت الدولة التدخل ثانية وفرض استمرار أعمال الترميم أعلن جنود الانكشارية الثورة على المتسلم وطردوه من المدينة وسيطروا عليها وعلى قلعتها. وبعد أن أوقفوا أعمال الترميم بقوة السلاح، توجهوا إلى رؤساء الطائفة الأرثوذكسية ليتوسطوا لهم لدى والي الشام من أجل قبول مطالبهم المتمثلة في نقل الحامية العسكرية الموجودة في القلعة إلى خارج المدينة، وعزل متسلم اللواء مصطفى آغا، وتعيين آخر مكانه.

لم تستقطب حركة العصيان التي قادها الانكشارية تأييد الأغلبية، فأرسل والي الشام وطرابلس يوسف كنج باشا فرقة عسكرية بقيادة ضابط مغربي لإخماد العصيان.

الإصلاحات والتجديدات

تجددت أعمال ترميم الكنيسة وإعادة بنائها في بداية عام 1810م، وانتهت في سبتمبر/أيلول من السنة نفسها.

وبعد يومين من فحص الكنيسة أعيد افتتاحها وعادت إلى طبيعتها ومهمتها بعد توقفها عامين منذ اندلاع الحريق فيها. وعاد جو التسامح الذي كان سائدا بين المسلمين والمسيحيين في المدينة، إذ لم ينجح الانكشارية في كسب تأييد العلماء والأعيان في عصيانهم.

وشارك المسلمون في إعادة افتتاح الكنيسة، كما شاركوا سابقا في حراستها بعد الحريق، واستفاد عدد من العائلات المقدسية ماديا من حماية أبنائها للمؤسسات المسيحية، ومن زيارة الحجاج للأماكن المقدسة وعلى رأسها كنيسة القيامة.

ومن بين الإصلاحات التي جرت على الكنيسة إقامة جدران على جانبي صحن الكنيسة الصليبي أو "الجوقة" لدعم الأقواس التالفة والقبة الجديدة أعلاه. وقد حولت هذه الجدران الصحن فعليا إلى كنيسة منفصلة داخل الكنيسة الأكبر.

وتحت القبة الجديدة "الروتوندا" بني الضريح ليحل محل القبة التالفة بسبب الحريق، والتي يرجع تاريخها إلى عام 1555م.

وأخيرا أقام الأرثوذوكس الدرج المؤدي إلى مصلى الجلجثة في الطابق العلوي، خلف البوابة الشرقية للكنيسة التي كانت مغلقة لفترة طويلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کنیسة القیامة أعمال الترمیم

إقرأ أيضاً:

بلدية غزة: إعادة فتح المدينة عملية معقدة في ظل حجم الدمار الهائل

أكد رئيس بلدية غزة يحيى السراج، اليوم السبت، أن إعادة فتح المدينة، عملية معقدة، في غياب آليات متطورة، وفي ظل حجم الدمار الهائل الذي خلفته جريمة الإبادة الإسرائيلية، وعمليات القصف والنسف والتدمير.

الأونروا: لدينا ما يكفي من الغذاء لتوزيعه علي جميع سكان غزة لمدة 3 أشهر أزمة طاحنة تُواجه القطاع الطبي في غزة بعد الحرب

وقال السراج في تصريحات إعلامية، إنه لا يوجد شارع في غزة إلا تضرر، وأن أكثر من 85% من إجمالي الآليات الثقيلة دمرها العدو، وهو ما يعرقل عمليات البلدية لتأهيل المدينة ،وفقا لوكالة سند للأنباء .

وبين أن طواقم البلدية تعمل تحت ضغوط ضخمة، في غياب الإمكانيات وجراء الدمار الهائل الذي خلفه العدو.

وأشار السراج إلى أن البلدية قدمت خطة من ثلاث مراحل لإعادة إعمار بلديات القطاع، وتم نقاشها مع مؤسسات دولية.

ومنذ أكتوبر 2023 شنّ العدو بقوته العسكرية وفرض حصارٍ مشدد، حربًا ضروس على قطاع غزة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، طالت كل مناحي الحياة .

وتضررت 95% من مدارس القطاع، فيما تحتاج أكثر من 90% من المباني التعليمية إلى إعادة بناء شاملة، وتعرض 668 مبنى مدرسيًّا للقصف المباشر، ودُمّرت كليًا 165 مؤسسة تعليمية، وجزئيًا 392 مؤسسة.

واستشهد أكثر من 13,500 طالب، فيما حُرم نحو 785,000 طالب من التعليم، كما استهدف العدو المعلمين والكادر التعليمي، حيث قتل 830 منهم، فيما فقد القطاع الأكاديمي 193 عالمًا وباحثًا خلال الحرب.

 

انتشال 100 شهيد أعدمهم الاحتلال في غزة: دمار واسع في المدينة

قال الدفاع المدني في قطاع غزة صباح اليوم، إنه تم انتشال نحو 100 شهيد من تحت الأنقاض في مناطق مختلفة من القطاع، تبدو على جثامينهم آثار إعدام ميداني نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني لقناة التلفزيون العربي أن الطواقم تواصل العمل لانتشال جثامين نحو 10 آلاف شهيد ما زالوا تحت الركام منذ مراحل سابقة من العدوان، مشيرًا إلى أن عمليات البحث تجري في ظروف “كارثية” بسبب الدمار الهائل ونقص المعدات.

 

وفي السياق ذاته، أعلنت إدارة مستشفى العودة أنها استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ستة شهداء بعد انتشالهم من مناطق كانت تنتشر فيها قوات الاحتلال جنوب وادي غزة، إضافة إلى ثلاث إصابات من مخيم البريج وسط قطاع غزة، جرى تحويلها إلى أقسام الجراحة والعناية المكثفة.

 

وفي سياق متصل، قالت شبكة المنظمات الأهلية في غزة إنها طالبت بإرسال طواقم متخصصة وآليات لتفكيك العبوات الناسفة والمواد المتفجرة التي خلّفها الاحتلال، محذّرة من “كارثة إنسانية جديدة” تهدد حياة المدنيين والعاملين في الإنقاذ.

 

كما صرّح المتحدث باسم بلدية غزة بأن المدينة “تواجه انهيارًا شاملاً في بنيتها التحتية”، مشيرًا إلى أنه لا يوجد شارع في غزة إلا وتضرر بفعل القصف، وأن أكثر من 85% من الآليات الثقيلة دمرها الاحتلال، ما يعرقل جهود فتح الطرق وجمع النفايات ومعالجة الصرف الصحي.

 

وأكد أن البلدية قدمت خطة من ثلاث مراحل لإعادة إعمار البلديات بالتعاون مع مؤسسات دولية، موضحًا أن توفير المياه الصالحة للشرب وفتح الشوارع يشكلان أولوية قصوى في المرحلة الحالية، رغم العمل “تحت ضغوط هائلة وغياب شبه كامل للإمكانيات.

مقالات مشابهة

  • الكنيسة الكاثوليكية بمصر تهنئ أعضاء مجلس الشيوخ المنتخبين والمُعيّنين
  • لهيب منتصف المدينة يوقظ المنيا: حريق هائل يلتهم محلا تجاريا ويثير الذعر
  • رئيس وزراء كردستان يفتتح كنيسة جديدة في عنكاوا
  • الدفاع المدني يكشف سبب الحريق في جولة سبأ بعد السيطرة عليه في وقت قياسي
  • افتتاح كنيسة أم النور ومعهد للأزهر في أربيل
  • في هذه المدينة الأمريكية.. حتى الجنازات تتحوّل إلى حفلات شارع مبهجة
  • نقابة فناني نينوى تنتقد شعار مجلس المحافظة الجديد: لا يليق بتاريخ المدينة
  • بلدية غزة: إعادة فتح المدينة عملية معقدة في ظل حجم الدمار الهائل
  • رئيس بلدية خان يونس: 350 ألف طن من النفايات منتشرة في المدينة
  • بدء انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وسط قصف جوي على أطراف المدينة (فيديو)