حرب الاستنزاف الطويلة تنتقل إلى الداخل
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
كتب نقولا ناصيف في" الاخبار":ليس الهجوم السيبراني الإسرائيلي ضد حزب الله، الثلاثاء والأربعاء، غير مسبوق في المواجهة المفتوحة معه فحسب، بل انتقل إلى بُعد آخر لا يقل خطورة فيها هو الحرب مع مجتمع حزب الله برمته، وليس مع مقاتليه فقط.
ما آل إليه الاعتداءان الإسرائيليان المتواليان، أفضى إلى بضعة معطيات منها:
1 - تحوّل الخط الأزرق من جبهة إسناد لغزة إلى ساحة حرب تستنزف الجيش الإسرائيلي في الجانب الآخر من الحدود طوال 11 شهراً.
2 - توسُّع المواجهة المفتوحة إلى أبعد من خطوط التماس والانتقال إلى العمليات الأمنية إلى أن بلغت في اليومين المنصرمين وسيلة غير مسبوقة في النزاع هي تفجير أـجهزة الاتصالات. أكثر من مرة أكدت إسرائيل وجارتها الولايات المتحدة بأن الهجمات الامنية هذه تدخل في نطاق قواعد الاشتباك المعمول بها بين طرفيْ النزاع في الجنوب تفادياً للوصول بتسعير المواجهة إلى حرب مفتوحة.
3 - بعد إقرار حزب الله بأن تفجيرات الثلاثاء أكبر اختراق استخباري له في حربه الطويلة مع إسرائيل، عنت هذه للجيش الإسرائيلي استعادة بعض من الاعتبار لهيبته منذ اندلاع «طوفان الأقصى» وانضمام حزب الله إليها على نحو مباشر بأن أحال شمال إسرائيل أرضاً مهجورة سوى من الفرق العسكرية الإسرائيلية.
4 - على الأهمية التي انطوى عليها اغتيال شكر كأعلى مسؤول عسكري في حزب الله وهو شكل خسارة فادحة يتطلب بعض الوقت تعويض دوره وقدراته، لتفجيرات الثلاثاء والأربعاء في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب بُعد مختلف وآخر هو استهداف الدولة العبرية مجتمعاً برمّته أفصحت عنه الأحداث المتوالية الثلاثاء والأربعاء.
5 - المتوقع من الكلمة التي سيدلي بها عصر اليوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن يعيد تأكيد ما أعلنه الحزب في بيانه الثاني الثلاثاء أنه سيرد وسيلحق بإسرائيل «القصاص العادل». على نحو مماثل لما قاله بعد اغتيال شكر، يعضد معنويات جمهوره وأنصاره ومقاتليه، كي يجزم بأن رد الحزب سيتسم بحكمة لتجنب حرب مفتوحة لا أحد يريدها ولن تقع في أي حال. هو الموقف الذي يُسمع باستمرار من مسؤولي حزب الله أنهم لن يجازفوا بخيار كهذا، إلا أن جبهة الإشغال وإسناد غزة لن تتوقف إلا بانطفاء حرب القطاع نهائياً.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
عداء مفتوح | وزير الخارجية الإسرائيلي يوبّخ سفير هولندا بتصريح مباشر
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي في توبيخ رسمي للسفير الهولندي: “نأسف لاختيار حكومتكم تحويل صداقة طويلة مع إسرائيل إلى عداء مفتوح”، وفقا لنبأ عاجل عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”.
وفي سياق متصل، قال السفير الدكتور عمر عوض الله، وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية للشؤون السياسية، إن إسرائيل تستخدم التجويع كأداة للضغط بهدف التهجير القسري، لكنه أكد أن الشعب الفلسطيني سيظل صامدًا، وأن الإجماع العربي والدولي يعتبر التهجير القسري "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه.
وأضاف عوض الله ، خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، ببرنامج "منتصف النهار"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية": "السمعة الأمريكية تقوم على مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما لا نراه في تعاملها مع القضية الفلسطينية".
الولايات المتحدة إذا ما استمرت في دعمها غير المشروط لإسرائيل، فإنها ستخسر الكثير من مصداقيتها الدولية، لافتًا إلى أن الإدارة الأمريكية أمام خيارين: إما الانخراط في جهد دولي متعدد الأطراف، أو الانعزال إلى جانب "دولة مارقة".
ولفت إلى وجود تحوّل في المزاج الشعبي والسياسي داخل الولايات المتحدة، خاصة مع الجيل الجديد من السياسيين والمشرّعين الذين بدأوا في إبداء مواقف أكثر تعاطفًا مع القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن استمرار التواطؤ الأمريكي مع جرائم الحرب الإسرائيلية سيؤدي إلى خسائر كبيرة على مستوى الدعم الشعبي الأمريكي.
وعن التصريحات المتطرفة التي تصدر عن قادة اليمين الإسرائيلي، قال السفير عوض الله إن هذه اللغة التصعيدية لن تؤدي إلا إلى فتح أبواب الجحيم على الإسرائيليين أنفسهم، مؤكدًا أن المشروع الاستيطاني الإسرائيلي فشل في الماضي وسيفشل في الحاضر والمستقبل.