أكد الدكتور خالد عبدالعال نصر عميد كلية أصول الدين بالمنوفية، أن عدم الحفاظ على الهوية الدينية يؤدي إلى التشتت والتفرق وتضارب واختلاف الآراء، ما يحدث نزاعا واختلافا بين المواطنين، وهذا الاختلاف قد يؤدي لتعصب كل طرف ضد الآخر، كما يؤثر على ثقة الناس بالهوية الوطنية لأن الهويتين هما وجهان لعملة واحدة.

علاقة الهوية الدينية بالوطنية

وتابع «نصر» في تصريحات لـ«الوطن»، أن قوة الهوية الدينية تؤدي إلى قوة الهوية الوطنية لدى المواطنين، حيث تربطهما علاقة متبادلة لا غنى عنها في وحدة وبناء الدولة والوطن، لأن الدين الإسلامي يحث المسلمين على حماية الوطن وعرضه والحفاظ على الأخلاقيات العامة والمعاملة الحسنة بين الناس، بالإضافة إلى الحث على إطاعة ولي الأمر وهو الحاكم المسؤول عن رعيته والحفاظ على الممتلكات العامة.

كيفية الحفاظ على الهوية الدينية والوطنية

وأشار عميد كلية أصول الدين فرع المنوفية إلى أن أولى الطرق من أجل الحفاظ على الهوية الدينية هو المنزل، فلا بد من قيام رب الأسرة وزوجته بغرس الأخلاق الحميدة والقيم الدينية والوطنية في نفوس أولادهم، وكذا المدرسة لها دور كبير في تكوين الطالب وحثه على الالتزام بالأخلاقيات الدينية وحب الأوطان بطريقة صحيحة وتحذيره من فقدان هويته الدينية والوطنية مهما كانت الظروف والأسباب.

كما يجب تنشئة الجيل الجديد على المراقبة الداخلية لنفسه وهو ما يسمى «تأنيب الضمير» وليس فقط الخوف من عقوبة القانون، وهنا يكون الحفاظ على الهوية نابعا من داخل الإنسان بحرية دون إجباره عليها، فالمسلم الذي يتحلى بالإيمان المعتدل والفكر الوسطي يكون محصن ضد الشائعات والأكاذيب والتعصب الديني والأفكار المتطرفة، فالصحابة رضوان الله عليهم عندما فتحوا البلاد لم يجبروا أحد بالدخول إلى الإسلام ولكن من خلال معاملتهم ودعوتهم الحسنة دخلوا الإسلام.

دور الأزهر الشريف في الحفاظ على الهويتين

وأكد «نصر»، أن الأزهر الشريف له دور كبير في الحفاظ على الهوية الدينية والوطنية معا من خلال الدور الذي يلعبه في المعاهد الأزهرية بداية من المرحلة الابتدائية ومرورا بالإعدادية والثانوية حتى الوصول إلى مرحلة الجامعة، حيث يعمل الأزهر على غرس روح محبة الدين والوطن في المناهج والمقررات الدراسية، وتوضيح للطالب معنى كلمة وطن وكيفية الحفاظ عليه من خلال التماسك الاجتماعي عن طريق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

يذكر أن «الوطن» أطلقت 3 حملات توعوية تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية»، من أجل الحفاظ على الهويات الدينية والوطنية والمجتمعية، في ظل انتشار الأفكار المغلوطة والمتطرفة والتي تهدف إلى هدم قيم المجتمع وفقدان هويته، لذا وجب تحصين المواطن ضد تلك الأفكار من خلال الفكر المستنير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المنوفية الهوية الدينية الهوية الوطنية مبادرة الوطن الأزهر الشريف كلية أصول الدين الدینیة والوطنیة من خلال

إقرأ أيضاً:

لا ينسب لساكت قول.. علي جمعة يكشف عن أحد أصول الفقه الإسلامي

كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن أصول من أصول الفقه الإسلامي والقضاء، وهو (لا ينسب لساكت قول).

علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرينعلي جمعة يكشف من هو المنافق الحقيقي

وقال علي جمعة، في منشور له عن أحد أصول الفقه (لا ينسب لساكت قول) أنه كذلك من أصول العدالة والإنصاف، وهذا قول الإمام الشافعي بعد تأمل الشريعة من ناحية والحياة من ناحية أخرى.

وتابع علي جمعة: وللأسف فإن كثيرا من الناس خرجت عن هذه القاعدة فحادت عن مقتضى العدالة وأخذ الساكت بجريرة غيره، وطالبوا المفترى عليه أن يتكلم وإلا صح الافتراء وثبت الاتهام، ولابد أن نعود في تأصيل ثقافتنا إلى مقتضيات العدل قال تعالى : (إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

وأشار إلى أن الإنسان إما أن يصدر منه قول أو فعل يحكي عنه، أو لا يصدر عنه لا قول ولا فعل فينسب إليه، أما الحكاية عنه فتعتريها العوارض البشرية؛ ولذلك فقد تكون حقاً وقد تكون باطلة، فإذا كانت دقيقة وصادقة فلا إشكال. وعلى هذا تكون الشهادة لله قال تعالى : (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ) وإقامة الشهادة تستلزم الصدق فيها ومحاولة عدم الوقوع في العوارض البشرية، والعوارض البشرية هي،  السهو : وهو إذا ذَكّره أحد تذكر، والنسيان : وهو إذا ذكره أحد لا يتذكر. والغفلة : وهي حالة يخلط فيها الناقل بين الأحداث.

وأوضح أن الخطأ يتمثل في الفهم غير الصحيح للقول أو الفعل، وقد يأتي هذا الخطأ من التحمل، أو من الحمل، أو من الأداء، وأخطاء التحمل تتعلق بسماع جزء من الكلام، أو بالخطأ في دلالة الألفاظ على معانيها أو نحو ذلك.

وذكر علي جمعة، أن أخطاء الحمل تأتي من الجهل بالحقيقة والمجاز، أو بحمل المشترك على معنى غير مراد للمتكلم، أو عدم فهم النقل في اللغة، أو التفريق بين المترادفات، أو الجمع بين المتفرقات، أو نزع الكلام من سياقه وسباقه ولحاقه، أو الخطأ في التعميم وعدم مراعاة الشروط المقيدة للإطلاق،  وأخطاء الأداء تتمثل في العبارة التي يؤديها الناقل حيث لا تكون منطبقة على ما تحمل أو ما يريد لعجز في القدرة اللغوية أو الاستهانة بها.

طباعة شارك الدكتور علي جمعة علي جمعة الأزهر الشريف أصول الفقه الإسلامي أصول الفقه

مقالات مشابهة

  • المرجعية الدينية صمام الأمان في الأزمات
  • ربنا يستر.. خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي بيجاوب بفهلوة في المسائل الدينية
  • صلاح الدين مصدق يشارك في تدريبات الزمالك الجماعية
  • لا ينسب لساكت قول.. علي جمعة يكشف عن أحد أصول الفقه الإسلامي
  • انتبه .. حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد
  • إصابة 12 شخصا فى حادث تصادم بين سيارتين بالمنوفية
  • طهران تعتقل يهوديين أمريكيين من أصول إيرانية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
  • إصابة 10 فتيات وسائق في حادث تصادم ميكروباص بالمنوفية
  • نهيان بن مبارك: حريصون على تجسيد قيم الهوية الوطنية
  • سميرة آل علي أول امرأة برتبة عميد في شرطة دبي