وقَّعت هيئة البيئة في أبوظبي والمركز الدولي للزراعة الملحية "إكبا" اتفاقية لتعزيز التعاون بين الطرفين في الأنشطة المتعلقة بالمياه الجوفية والتربة والتنوُّع البيولوجي، بهدف حماية البيئة الطبيعية، ودعم التنمية المستدامة في الإمارة، انسجاماً مع عام الاستدامة، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية فيها.

حضر توقيع الاتفاقية، رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب لهيئة البيئة – أبوظبي، رئيس مجلس إدارة المركز الدولي للزراعة الملحية "إكبا"، و الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، والدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية، وعدد من المسؤولين من الطرفين، عقِب جولة الدكتورة شيخة الظاهري في المركز الدولي للزراعة الملحية، للاطِّلاع على أحدث الابتكارات والتقنيات الزراعية، والتعرُّف على مبادرات ومشاريع المركز في مجال الزراعة الملحية الحديثة.

الحفاظ على البيئة

وقالت رزان خليفة المبارك: على مدى أكثر من عقدين من الزمان، كانت هيئة البيئة – أبوظبي داعماً رئيسياً للمركز الدولي للزراعة الملحية. وأسهمت جهودنا المشتركة في تعزيز الزراعة المستدامة، والحفاظ على البيئة بشكل كبير. وتعزز مذكرة التفاهم الجديدة التزامنا المشترك بمعالجة التحديات الحرجة، مثل ندرة المياه وتدهور التربة وفقدان التنوع البيولوجي. وأنا على ثقة من أن تعاوننا المستمر سيؤدي إلى تقدُّم إيجابي في الاستدامة البيئية، ما يُعزِّز ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه المجالات الحيوية.
وقالت الدكتورة شيخة الظاهري: سعدت بالاطلاع على الإنجازات التي حققها المركز في مجال تطوير الزراعة الملحية، وزيادة إنتاجية المحاصيل، والتغلب على تحديات الزراعة من ناحيتي نوعية التربة ووفرة المياه، التي تتماشى مع الجهود التي تبذلها الهيئة لحماية البيئة. فمن خلال هذه المذكرة نؤكد التزامنا المشترك بحماية مواردنا الطبيعية الثمينة وموائلنا وبيئتنا. وتحقيقاً لهذه الغاية، سنعمل معاً على تنفيذ سلسلة من المشاريع، بهدف تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في أبوظبي وفق رؤية قيادتنا الرشيدة.
وأضافت: سواء كنّا نعمل على إدارة الموارد الطبيعية، أو إعادة تأهيل وإدارة المراعي، أو حماية التربة، أو الحفاظ على الأنواع، أو إجراء البحوث وتحفيز برامج التوعية البيئية، فإنَّ هدفنا المشترك هو ضمان حق الأجيال المقبلة في الحصول على موارد وفيرة، وبيئة مستدامة تضمن حياة أفضل للجميع.

هيئة البيئة – أبوظبي والمركز الدولي للزراعة الملحية يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في حماية المياه الجوفية والتربة والتنوع البيولوجي، بما يشمل إجراء أبحاث بشأن الجينوم النباتي والنباتات المقاومة للجفاف والذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد والمسيّرات، ما يدعم التنمية المستدامة. pic.twitter.com/MygkKNMTbe

— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) September 24, 2024 تعزيز الجهود

وقالت الدكتورة طريفة الزعابي: يسعدنا توسيع تعاوننا مع هيئة البيئة – أبوظبي لتنفيذ مشاريع جديدة لحماية بعض الموارد الطبيعية الأساسية مثل التربة والمياه الجوفية في دولة الإمارات العربية المتحدة. أسهمت الشراكة الاستراتيجية التي استمرت أكثر من 20 عاماً بين هيئة البيئة – أبوظبي والمركز الدولي للزراعة الملحية في تعزيز مهام الطرفين التي تضمَّنت تنفيذ العديد من مبادرات الحفاظ على الموارد الطبيعية في أبوظبي. وستتيح لنا الاتفاقية الجديدة القيام معاً بالكثير، لتعزيز الجهود المبذولة لحماية البيئة في أبوظبي بشكل أفضل.
وتسهل الاتفاقية التعاون بين الطرفين لاستكشاف مشاريع محددة وتصميمها وتنفيذها، ويتضمن ذلك استكشاف الابتكارات في استخدام موارد الطاقة الخضراء في الغابات، والمناطق الخضراء، بهدف الحد من التأثيرات السلبية المرتبطة بمصادر الطاقة التقليدية مثل الوقود الأحفوري في تشغيل أنظمة الري، فضلاً عن إعادة تأهيل المراعي وإدارتها لتعزيز الكتلة الحيوية للماشية والحياة البرية.
ويشمل التعاون أيضاً تبادل البذور، مع التركيز على النباتات المحلية المجمَّعة من أبوظبي ومناطق أخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة. وستجري هيئة البيئة – أبوظبي والمركز الدولي للزراعة الملحية أبحاثاً تطبيقية بشأن الأنواع المقاومة للجفاف، لتحديد النباتات التي يمكن أن تُعزِّز جهود استعادة بعض الموائل المتدهورة، والاستفادة من الأبحاث التي يجريها المركز بشأن الأراضي الهامشية للحدِّ من استخدام موارد المياه، مع بناء القدرات عبر تطوير المهارات في أنظمة الري الحديثة، وبرامج إدارة وحصاد المياه.
وسيتبنّى الطرفان التقنيات المتقدِّمة وأفضل الممارسات لاستخدام المياه بكفاءة، ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي كالاستشعار عن بُعد، والطائرات من دون طيار، لرصد الموائل وتقييم جودة البيئة. وتشمل الاتفاقية أيضاً إجراء دراسة للزراعة المائية وأفضل الممارسات لإدارة المحاصيل العلفية التي ترشِّد استهلاك المياه الجوفية، ودراسة فاعلية خفض الاحتياجات المائية للمحاصيل، وتثبيت الكربون في التربة. وسيعمل الطرفان على بناء القدرات في مجالات تسلسل الجينات وتحليل البيانات، وفهم كيفية ارتباط المعلومات الجينية بخصائص النباتات وسرعة نموها.
ولتعزيز الوعي البيئي، ستتعاون الهيئة مع المركز لتطوير المصادر التعليمية الإلكترونية التفاعلية، مع التركيز على مواضيع تتعلق بتدهور الأراضي واستراتيجيات منعها. وسيتعاون الطرفان في مجال المشاريع البحثية من خلال تخطيط مشاريع بحثية وتنفيذها بما يخدم الأولويات الاستراتيجية لكلا الطرفين. ويشمل التعاون أيضاً تبادل الموارد، وتنفيذ أبحاث مشتركة، ونشر نتائج المشاريع بهدف دعم الحفاظ على بيئة مستدامة، واستكشاف القضايا البيئية ذات الأهمية المحلية والإقليمية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات المیاه الجوفیة هیئة البیئة الحفاظ على فی أبوظبی

إقرأ أيضاً:

صراع الهامش ضد المركز أم صراع الهامش والمركز من أجل البقاء؟

صراع الهامش ضد المركز أم صراع الهامش والمركز من أجل البقاء؟
حينما نتحدث عن إن جدلية الهامش والمركز هي اطروحة عفى عليها الزمن لتفسير الحروب والصراعات في السودان وخاصة تلك التي المندلعة في دارفور يعتقد محدودي المعرفة اننا نتحرك بعصبية سياسية أو مناطقية ولكننا نحاول الإجابة على سؤال واحد وهو لماذا ومنذ المهدية كان مواطن دارفور الأكثر قابلية للتطويع العسكري و الانخراط في الأعمال العنيفة من القتل والنخب والسلب؟. الإجابة أعمق و اشمل من إن القول بأن الدافع هو عمل ممنهج من اقلية شايقية وجعلية ودنقلاوية تعمل بتناغم ولديها محفل سري لضمان استمرار تفوقها والاقتصادي والإداري.

ان المشكلة الأساسية التي تغذي وترفد الصراع العسكري في دارفور هو التغير المناخي خلال ال200 عاما الماضية والذي ازداد حدة في السنوات العشرين الأخيرة فالتغير المناخي ادى إلى ارتفاع درجات الحرارة وتذبذب الامطار والجفاف في اغلب مناطق دارفور وكردفان. فمنذ ستينيات القرن المنصرم وحتى العقد الأول من الألفية شهد اقليم دارفور انخفاضا حادا في معدلات الامطار مما زاد الصراع بين المزارعين والرعاة وهو السبب الرئيسي اندلاع الصراع في العام ٢٠٠٣. وقد عرفه العلماء وقتها بأنه أول صراع في التاريخ نجم عن التغير المناخي ولن يكون الاخير.

أيضا فيضانات 2020،2022 و2024 في شمال وجنوب دارفور أدت إلى نزوح حوالي 100 الف مواطن
كما ادى التغير المناخي لانعدام الامن الغذائي والمجاعة وذلك لتسببه في فشل المحاصيل ونفوق الماشية ففي العام 2023 انخفض إنتاج الحبوب في دارفور وكردفان بنسبة 80٪ عن المتوسط مما فاقم من سوء التغذية في هذين الاقليمين.

حتى كتابة هذا المقال نزح أكثر من 2.5 مليون شخص من دارفور ليعيشوا في مخيمات في دول مجاورة أو داخل السودان مثال معسكر زمزم الذي أعلنت فيه المجاعة منتصف 2024.
إن استمرار تبسيط أزمة السودان من المجموعات الحاكمة والمعارضة المسلحة في إنها ازمات عرقية مناطقية وصراع مركز وهامش وتحول ديمقراطي وغيرها هو تبسيط مخل عواقبه كارثية. السودان وبقية إفريقيا سيكونون الأكثر تأثرا بالتغير المناخي في العالم بين عامي 2050 و2100 ستختفي مدن وستجف انهار موسمية وستخرج أراضي كثيرة من النطاق الزراعي وسترتفع درجات الحرارة في مناطق بما يستحيل معها العيش البشري وستنتشر المجاعة وتحتدم الصراعات وحاليا الصراع الخفي وراء حرب ال دقلو عل الحكومة هو الذهب والموارد المتبقية في الشمال ولذلك لا ينامون الانفصال لأنو دارفور ببساطة لم يعد بها شيء.

ولذلك كان هجوم الجنجويد شرسا وبشعا وجشعا وتم افراغ نصف السودان من كل رأسماله في مشهد هوليودي مرعب لأن الغزاة من كل غرب إفريقيا اندفعوا بدوافع الجوع والفاقة التي يرزخون تحتها منذ عقود وحين استقروا في البيوت ماتت عزيمة القتال لديهم فقد شبعت البطون وارتوت العروق وتمدنت النفس.

ولذلك أيضا تسلح الشمال في تحول جذري في هذا الصراع البيئي فقد اختبرت فيه هذة الاجيال بشاعة القادمين من الجحيم وخطورتهم على مناطقهم واراضيهم ولن يتوقف هذا التسلح فهو بداية مرحلة جديدة في الصراع من أجل البقاء.
العالم كله يتحرك لمحاولة إنقاذ ما يمكن انقاذه، فمصر تبني ١٦ مدينة في الصحراء لأنها تعلم إن الدلتا والإسكندرية ودمياط وغيرها ستختفي. وسيتم ترحيل من 80 إلى 90٪ من المصريين لهذة المدن الجديدة لأنهم يستعدون لنتائج التغير المناخي الحتمية .

ومازلنا نحن نحوض والصراعات المبنية على الجهل وندور في حلقة مفرغة من الانفاق على الحروب التي يغذيها ويفاقمها التحول المناخي كما ننفق على حكومات تتكون على طرفي الصراع واحدة في بورتسودان التي قد تختفي يوما بفعل ارتفاع مياه البحر دارفور التي تجاوزت الخطوط الحمراء في التغير المناخي منذ عقود وأصبحت جل اراضيها لا تصلح للعيش البشري فعلى ماذا يتصارعون.

واود ان الفت الانتباه هنا إلى أن السيد الصادق المهدي قد اشار في خطابه الاخير (اعتقد في صلاة عيد الأضحى) إلى قضية التغير المناخي ورغم كبر سن الرجل وقتها إلا إنه كان أكثر وعيا من كل من سخروا منه واعتبروا ان افراد فقرة في حديثه للتنبيه لخطورة التحول المناخي هي من باب الرفاهية الثقافية ولكنه كان يعلم إنه التحدي الاكبر والوجودي للسودان وهو المحرك الخفي لكل ما نعيشه من صراعات دامية
رحم الله الامام.
د. سبنا امام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مشهد مستشار قانوني يبحث عن المياه في غزة يشعل المنصات غضبا من التجاهل الدولي
  • هيئة الدواء المصرية توقع مذكرة تفاهم مع وكالة المراقبة الصحية البرازيلية
  • البيئة أبوظبي تفوز بجوائز الحوكمة الرشيدة العالمية
  • هيئة تطوير محمية الإمام تركي: الجوّالون شركاء في حماية البيئة واستدامة الطبيعة
  • نبتة ورد النيل.. لص المياه الذي يهدد البيئة والزراعة في مصر
  • لطفي بوجمعة : ” الحركية الكبيرة التي يعرفها القطاع نرى نتائجها مع تحقيق الإقلاع الرقمي وانفاذ الإدارة القضائية الإلكترونية”
  • صراع الهامش ضد المركز أم صراع الهامش والمركز من أجل البقاء؟
  • وزير البيئة: إنجازات ضخمة بـ151 مليون شجرة و500 متنزه و230 مليارًا لمشاريع المياه.. فيديو
  • استعدادات مكثفة لإنجاح الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي التي تقام خلال الفترة من الـ 27 من شهر آب المقبل حتى الـ 5 من أيلول
  • أبوظبي تحقق 95% من الخطة المرحلية الأولى للمئوية البيئية 2071