منتدى الصلب العالمي: انخفاض شديد في إنتاج الصلب الإيراني في فصل الصيف
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
تشير إحصائيات المنتدى العالمي للصلب إلى أن إنتاج الصلب الإيراني انخفض بشكل حاد هذا الصيف.
وخلال السنوات القليلة الماضية، واجهت إيران عجزًا متزايدًا في الكهرباء خلال موسم الصيف، حيث تقلل من إمدادات الكهرباء إلى وحدات الصلب كل عام.
ويظهر أحدث تقرير لمنتدى الصلب العالمي أن إنتاج الصلب الإيراني انخفض بنسبة 15% هذا الصيف مقارنة بالموسم نفسه من العام الماضي.
وفيما يتعلق بشهر أغسطس (منتصف الصيف)، الذي وصل فيه العجز الكهربائي في إيران إلى رقم غير مسبوق قدره 20 ألف ميغاواط، بلغ إنتاج إيران من الصلب نحو 10% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، ونحو 33% مقارنة بأغسطس 2022، ونحو 44% مقارنة لنفس الشهر من عام 2021.
وأنتجت إيران 1.4 مليون طن فقط من الفولاذ الشهر الماضي، في حين تنتج ضعف هذه الكمية في فصلي الربيع أو الخريف، عندما لا تواجه وحدات الصلب انقطاعات في الكهرباء والغاز.
وفيما يتعلق بأسعار الصلب العالمية، خسرت مصانع الصلب الخام الإيرانية فقط حوالي 1.5 مليار دولار هذا الصيف بسبب الأنشطة غير المكتملة والإنتاج الضئيل.
مثل هذا الانخفاض الكبير في إنتاج الصلب الخام أثر أيضًا سلبًا على نشاط الصناعات الأخرى المرتبطة بالصلب، مثل صناعة السيارات وتصنيع القطع، فعلى سبيل المثال، وانخفض إنتاج الصناعتين المذكورتين بنسبة 15% في أول شهرين من الصيف.
ولم تنشر المؤسسات الاقتصادية والصناعية الإيرانية حتى الآن تقريرا عن الخسائر الناجمة عن العجز الكبير في الكهرباء والغاز على صناعات البلاد بأكملها، لكن بعض التقديرات الداخلية التي سلطت الضوء عليها وسائل الإعلام الإيرانية أفادت بخسائر تبلغ نحو ثمانية مليارات دولار جراء العجز في الطاقة في البلاد العام الماضي.
وتحظى صناعة الصلب في البلاد بأهمية كبيرة، حيث تبلغ حصتها 16% من إجمالي صادرات البلاد غير النفطية، وتشكل واحدة من أهم سلاسل الإنتاج الصناعي في البلاد، ومن ناحية أخرى، تكاد تكون خلال العقدين الأخيرين الصناعة الوحيدة في إيران التي ارتبطت بالازدهار، وقد ارتفع إنتاجها السنوي من سبعة ملايين طن إلى أكثر من 31 مليون طن.
وتواجه صناعة الصلب منذ عدة سنوات، إلى جانب الصناعات الأخرى في إيران، عجزًا كبيرًا في الكهرباء في الصيف وأزمة غاز في الشتاء.
وتظهر إحصائيات المنتدى العالمي للصلب أن إنتاج إيران من الصلب الخام في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام بلغ 19 مليونًا و800 ألف طن، ويرتبط جزء كبير منه بإنتاج الفولاذ الخام في فصل الربيع، وهي فترة يقل فيها العجز في الكهرباء والغاز.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار إنتاج الصلب فی الکهرباء
إقرأ أيضاً:
الانهيار يلوح في الأفق.. الاقتصاد الإيراني يترنّح والمفاوضات النووية قد تُحدّد مصيره
تعمقت الأزمة مع دخول البلاد في حلقة مفرغة: انخفاض مستويات المياه يُعيق إنتاج الكهرباء، بينما يؤدي غياب الكهرباء إلى انهيار أنظمة ضخ المياه. اعلان
يتفاقم الوضع الاقتصادي في إيران تحت وطأة ضغوط متجددة، إذ بات مصير البلاد الاقتصادي مرتبطًا أكثر فأكثر بالتطورات السياسية القادمة من واشنطن.
ففي ظل استمرار سياسة "الضغط الأقصى" التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومع استمرار المفاوضات النووية، تشهد الأسواق المالية تقلبات حادة، فيما تنهار البنية التحتية للطاقة ويزداد الضغط على شبكة الكهرباء الوطنية.
الريال الإيراني، والإنتاج الصناعي، والطاقة، جميعها تخضع لضغط هائل، إذ أصبحت أسعار صرف العملات الأجنبية تتقلب بسرعة مع كل تصريح يخرج من البيت الأبيض.
وعلى الرغم من الآمال المعلقة على حل دبلوماسي، إلا أن المشاكل البنيوية للاقتصاد الإيراني لا تزال قائمة في قطاعات عدة، من البنوك إلى الخدمات العامة. ويرى مراقبون أن الاعتماد المفرط على رفع العقوبات كاستراتيجية، قد فشل في معالجة جذور الأزمة الداخلية.
قال كمال سيد علي، نائب محافظ البنك المركزي الإيراني السابق: "الواقع هو أن اقتصادنا يتفاعل بشكل حاد مع التطورات السياسية. وإذا عاد شبح الحرب الشاملة، فإن سعر الدولار سيسجل أرقامًا قياسية جديدة".
وقد هبط الريال إلى 1.05 مليون مقابل الدولار في آذار/ مارس، بعد أن لوّح ترامب باحتمال تدخل عسكري إذا رفضت طهران العودة إلى طاولة التفاوض. ثم تعافى قليلًا مع بدء المحادثات في عُمان، قبل أن يعاود الهبوط مع تعثر المفاوضات.
أزمة خدماتوفي نيسان/ أبريل، اعترف وزير الطاقة عباس علي آبادي بأن محطات الطاقة في البلاد تنتج فقط 65 ألف ميغاواط سنويًا، في حين أن البلاد بحاجة إلى 85 ألف ميغاواط لتلبية الطلب، مما أدى إلى انقطاعات متكررة للكهرباء، أثّرت على توزيع المياه، والاتصالات، وخدمات الإنترنت.
في المدن الكبرى، أصبحت الانقطاعات أمرًا روتينيًا. وتحدث متصلون بوسائل إعلام فارسية مثل "إيران إنترناشونال" عن فشل متسلسل في الخدمات، حيث تؤدي انقطاعات الكهرباء إلى انقطاع الهاتف، وحرمان المواطنين من المياه النظيفة.
وتعمقت الأزمة مع دخول البلاد في حلقة مفرغة: انخفاض مستويات المياه يُعيق إنتاج الكهرباء، بينما يؤدي غياب الكهرباء إلى انهيار أنظمة ضخ المياه.
Relatedبالتعاون مع الإمارات والسعودية.. إيران تقترح إنشاء ائتلاف نووي إقليميعقوبات أمريكية جديدة على إيران تستهدف برنامجها الصاروخيفي خضم التوترات مع واشنطن، تتصاعد الانتقادات في الداخل الإيراني بسبب غياب خطة إنقاذ اقتصادي حقيقية. صحيفة "كيهان" المقربة من التيار المتشدد تساءلت مؤخرًا: "ما الذي تفعله الحكومة غير التفاوض مع الولايات المتحدة؟"، محذرة من أن الدبلوماسية يجب أن تكون وسيلة لتحسين الاقتصاد، لا بديلًا عن الإصلاح الداخلي الضروري.
وقال أفشين مولوي، الباحث في معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز: "سنوات من سوء الإدارة والفساد والسياسات الرديئة أدت إلى ضعف أداء اقتصاد من المفترض أن يكون قوة إقليمية كبرى. بدلًا من ذلك، أصبح الاقتصاد الإيراني متأخرًا عن الركب، ولا يمكن تحميل العقوبات وحدها مسؤولية ذلك".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة