تشهد العلاقات بين إسرائيل وإيران تصعيدًا خطيرًا بعد الهجوم الصاروخي الضخم الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، حيث أكدت مصادر إسرائيلية أن الرد سيكون "قويًا" وقد يشمل استهداف منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى.

التصعيد الأخير: 200 صاروخ إيراني

شمل الهجوم الإيراني الذي وقع الثلاثاء إطلاق نحو 200 صاروخ استهدفت إسرائيل، مما تسبب في حالة طوارئ في تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية.

وفي ظل هذه التطورات، أعلنت إيران أنها سترد مجددًا في حال قامت إسرائيل بشن هجوم مضاد، مؤكدة أن جميع الخيارات متاحة، بما في ذلك توجيه ضربات مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية.

الاستعدادات الإسرائيلية للرد

أكد المسؤولون الإسرائيليون أنهم يستعدون للرد على الهجوم الإيراني بعمليات عسكرية قد تشمل غارات جوية على منشآت النفط الإيرانية أو حتى اغتيالات مستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. 

ويعتبر استهداف منشآت النفط أحد الخيارات المطروحة بقوة في الأوساط الإسرائيلية، إلى جانب احتمالات أخرى تشمل عمليات سرية مماثلة لتلك التي استهدفت إسماعيل هنية في طهران قبل شهرين.

مشاورات إسرائيلية مع الولايات المتحدة

رغم استعداد إسرائيل للرد بمفردها على الهجوم الإيراني، إلا أن هناك مشاورات جارية بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. 

مسؤولون إسرائيليون أكدوا أن التنسيق مع الولايات المتحدة ضروري بسبب التداعيات الاستراتيجية لأي هجوم على إيران. 

ومن المتوقع أن يشمل هذا التنسيق التعاون الدفاعي مع القيادة المركزية الأمريكية وتوفير المزيد من الذخائر للقوات الجوية الإسرائيلية، بالإضافة إلى أشكال أخرى من الدعم العملياتي الأمريكي.

تعليق بايدن على الموقف

من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة وإسرائيل تناقشان الرد المناسب على الهجوم الإيراني، مشيرًا إلى أنه "يبقى أن نرى" ما ستكون النتيجة النهائية. 

وأضاف مسؤول أمريكي في تصريحات يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة تدعم الرد الإسرائيلي، لكنها تؤكد على ضرورة أن يكون الرد "مدروسًا" لتجنب تصعيد غير محسوب قد يخرج الأمور عن السيطرة.

خلف الكواليس: غموض حول طبيعة الرد

على الرغم من التأكيدات الإسرائيلية بأن الرد سيكون كبيرًا، إلا أن تفاصيل الهجوم المضاد لم تتضح بعد بشكل كامل. 

وقد أفاد مسؤولون إسرائيليون أن اجتماع مجلس الوزراء الذي انعقد لمناقشة طبيعة الرد انتهى دون اتخاذ قرار واضح بشأن الخطوات التالية. ويعزى هذا الغموض إلى رغبة المسؤولين الإسرائيليين في التشاور مع إدارة بايدن قبل اتخاذ خطوات نهائية.

هل تتجه الأمور نحو مواجهة شاملة؟

يطرح الموقف الحالي تساؤلات حول مدى استعداد كل من إسرائيل وإيران للمضي قدمًا في مواجهة شاملة. 

فمع تهديدات إيران بالرد على أي هجوم إسرائيلي، والحديث عن استهداف منشآت استراتيجية حساسة مثل المنشآت النفطية والنووية، يبدو أن التوترات قد تأخذ منحى جديدًا وأكثر خطورة في الأيام المقبلة.

الخيار الإسرائيلي بالاعتماد على الضربات الجوية والعمليات السرية يضع المنطقة أمام سيناريوهات متعددة. 

كما أن الدعم الأمريكي المحتمل يعزز من موقف إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه يثير المخاوف من تصعيد قد يشمل أطرافًا أخرى في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عاجل الهجوم الإيراني على إسرائيل الرد الإسرائيلي التعاون الإسرائيلي الأمريكي التصعيد في الشرق الأوسط الهجوم الإیرانی على الهجوم

إقرأ أيضاً:

تكلفة الصاروخ الواحد 12.7 مليون دولار.. صراع إسرائيل وإيران يكشف هشاشة ترسانات الدفاع الأمريكي

كشفت شبكة “سي إن إن” الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة استنفدت نحو 25% من مخزونها من صواريخ الدفاع الجوي “ثاد” (THAAD) خلال الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في يونيو الماضي، واستمرت 12 يومًا.

ووفقاً للتقرير، أطلقت القوات الأمريكية المشاركة في الدفاع عن إسرائيل أكثر من 100 إلى 150 صاروخ “ثاد” لاعتراض وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية، ما شكل استنزافاً كبيراً لأحد أهم أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية وأكثرها تكلفة.

وتملك واشنطن حاليًا سبعة أنظمة “ثاد”، وقد استخدم اثنان منها في الصراع الأخير، بحسب التقرير. وأكد مسؤولون عسكريون سابقون وخبراء في الدفاع الصاروخي أن هذا الاستخدام المكثف كشف عن ثغرات كبيرة في الجاهزية الدفاعية الأمريكية، كما أثار قلقًا واسعًا بشأن قدرة وزارة الدفاع على تعويض هذا الاستنزاف في الوقت المناسب.

وفي الوقت الذي استخدمت فيه القوات الأمريكية ما يعادل ربع المخزون، لم تشترِ الولايات المتحدة في العام الماضي سوى 11 صاروخًا جديدًا فقط من طراز “ثاد”، وتخطط للحصول على 12 صاروخًا آخر فقط خلال العام المالي الحالي، بحسب بيانات الميزانية الفيدرالية لعام 2026.

وصرّح مسؤول دفاعي للشبكة أن البنتاغون “يدرس بعناية مستويات مخزون زمن الحرب من الذخائر الأساسية، ويعمل على توسيع الطاقة الإنتاجية بشكل كبير”، مشيراً إلى أن ميزانية عام 2026 تتضمن 2.5 مليار دولار لتوسيع إنتاج الصواريخ والذخائر، و1.3 مليار دولار إضافية لتحسين سلاسل التوريد الدفاعية.

أشار التقرير أيضًا إلى أن الاستنزاف السريع لنظام “ثاد”، الذي تصنعه شركة “لوكهيد مارتن” وتبلغ تكلفة كل صاروخ منه نحو 12.7 مليون دولار، يأتي في وقت يشهد فيه الدعم الشعبي الأمريكي للدفاع عن إسرائيل تراجعًا كبيرًا، وهو ما يفرض ضغوطًا إضافية على صناع القرار في واشنطن.

على صعيد آخر، ذكر التقرير أن تقييمًا استخباراتيًا أوليًا أفاد بأن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية لم تدمر البنية التحتية الأساسية للبرنامج النووي، بل ربما أعادت تأخيره لبضعة أشهر فقط. لكن وكالة المخابرات المركزية (CIA) رفضت هذا التقييم، مؤكدة أن البرنامج تعرض لأضرار جسيمة.

رغم تأكيد وزارة الدفاع الأميركية على الجاهزية والقدرة على الرد على التهديدات، فإن الاستنزاف غير المسبوق لمنظومة “ثاد” خلال صراع إقليمي محدود نسبياً، يطرح أسئلة جدية حول الجاهزية الاستراتيجية الأمريكية في أي مواجهة أوسع، خصوصاً في ظل تنامي التوترات مع الصين وروسيا.

مقالات مشابهة

  • مستشار عسكري: ارتباك في الموقف الأمريكي بسبب السياسات الإسرائيلية في غزة |فيديو
  • تكلفة الصاروخ الواحد 12.7 مليون دولار.. صراع إسرائيل وإيران يكشف هشاشة ترسانات الدفاع الأمريكي
  • رئيس الأركان الإيراني: لا نثق بتعهدات إسرائيل وأمريكا ومستعدون لمواجهة أي تهديد
  • الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل انهارت خلال الحرب الأخيرة وتصريحات كاتس «استعراض نفسي»
  • إسرائيل تستنزف احتياطي الولايات المتحدة من صواريخ ثاد
  • منظمتان حقوقيتان في إسرائيل تؤكدان ارتكاب إبادة جماعية بغزة
  • ”التعليم“ و”منشآت“ تطلقان مبادرة لتأجير ملاعب ومسارح المدارس الخاصة مساءً - عاجل
  • رابطة الدوري الأمريكي لكرة القدم تسعى لاستقطاب مولر إلى الولايات المتحدة
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • إعلام مصري: عام على الضربات الإسرائيلية في اليمن.. تصعيد غير مسبوق وتحولات استراتيجية