القصف الإسرائيلي على لبنان هو الحملة الجوية الأشد خارج غزة خلال العقدين الماضيين
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
(CNN) -- منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بشكل مستمر. وقد بدأ هذا التصعيد بعد يوم واحد من الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل. وأعلن حزب الله أنه لن يتوقف عن ضرب إسرائيل حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقد شنت إسرائيل ما يقرب من 9000 هجوم على لبنان، بينما نفذ حزب الله حوالي 1500 هجوم في نفس الفترة الزمنية، وفقًا لبيانات موقع وأحداث الصراع المسلح ACLED.
ووفقًا لبيانات ACLED (بيانات موقع وأحداث الصراع المسلح)، وهي منظمة تجمع بيانات عن الصراعات العنيفة، فإن غالبية النيران المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله منذ بداية الحرب جاءت من الضربات الإسرائيلية والطائرات بدون طيار والقصف والصواريخ على الأراضي اللبنانية.
وفي 25 سبتمبر الماضي، صعدت إسرائيل حملتها الجوية بسلسلة مكثفة من الضربات عبر مساحات شاسعة من لبنان، مما يمثل اليوم الأكثر دموية للبنان منذ حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006- ونقطة تحول في الصراع الحالي.
وشنت إسرائيل غارات جوية غير مسبوقة على لبنان في أقل من ثلاثة أسابيع، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص حتى 4 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإصابة ما يقرب من 7500 آخرين ونزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية.
ويعتبر القصف، الذي تقول إسرائيل إنه يستهدف معاقل حزب الله في البلاد "الحملة الجوية الأكثر كثافة" في العالم خارج غزة في العقدين الماضيين، وفقًا لمجموعة مراقبة الصراع " Airwars".
وعلى مدار يومين، في 24 و25 سبتمبر/أيلول، قال الجيش الإسرائيلي إنه استخدم 2000 ذخيرة ونفذ 3000 ضربة.
وبالمقارنة، خلال معظم حرب أمريكا التي استمرت 20 عامًا في أفغانستان، نفذت الولايات المتحدة أقل من 3000 ضربة سنويًا، باستثناء السنة الأولى من الغزو، حيث تم تنفيذ حوالي 6500 ضربة، وفقًا لبيانات من Airwars حللتها CNN.
وتقول إسرائيل إنها تتخذ خطوات لتقليل الضرر على المدنيين، مثل إجراء مكالمات هاتفية وإرسال رسائل نصية إلى السكان في المباني المخصصة للهجوم. وتقول جماعات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية إن مثل هذه التحذيرات لا تعفي إسرائيل من المسؤوليات بموجب القانون الإنساني الدولي للحد من الضرر المدني.
وسبق لشبكة CNN أن أفادت عن الاستخدام المدمر لإسرائيل للقنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل، والتي يلقي الخبراء باللوم عليها في ارتفاع عدد القتلى في غزة، ويبدو أنها استُخدمت في الغارات الجوية التي قتلت الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله في لبنان. وأثرت الذخائر الضخمة على البنية التحتية المدنية في غزة والآن لبنان.
ووجدت فرق CNN في بيروت هذا الأسبوع أن العديد من الضربات الإسرائيلية حدثت دون سابق إنذار. كما ترسل إسرائيل أوامر الإخلاء عبر الرسائل النصية في منتصف الليل، عندما يكون معظم الناس نائمين.
ونتيجة لهذا، يستمر عدد القتلى في لبنان في الارتفاع، حيث نزح الآن خمس سكان البلاد.
وفي حين استهدفت معظم الغارات الجوية الإسرائيلية على مدار العام الماضي جنوب لبنان، فقد صعدت إسرائيل أيضًا من هجماتها على العاصمة بيروت في الأسابيع الأخيرة، حيث أدت الغارات الجوية المتعددة في جنوب بيروت إلى تدمير المباني السكنية والمناطق المدنية المكتظة بالسكان.
وأسفرت سلسلة سريعة من الضربات عن مقتل ما لا يقل عن سبعة من كبار قادة ومسؤولي حزب الله في الأسابيع الأخيرة، مما شكل الضربة الأكثر أهمية للجماعة منذ تأسيسها في أوائل الثمانينيات.
وتركزت هذه الضربات في الغالب على حي الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي منطقة سكنية مكتظة ومعقل لحزب الله. وهناك اغتالت إسرائيل زعيم الجماعة المسلحة في غارة جوية على مخبئه تحت الأرض في 27 سبتمبر.
ولكن مع استمرار حملة إسرائيل لنزع سلاح حزب الله، يدفع المدنيون الثمن الأغلى، بما في ذلك 127 طفلاً قتلوا في أقل من ثلاثة أسابيع، وفقاً لوزارة الصحة.
وفي 23 سبتمبر وحده، قُتل ما لا يقل عن 558 شخصاً - بما في ذلك 50 طفلاً و94 امرأة.
وبحسب مدير مكتب لبنان في منظمة "كير" الدولية، فإن النساء والفتيات يتأثرن بشكل خاص بالنزوح الناجم عن الغارات الجوية.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي انفوجرافيك بيروت حركة حماس حزب الله غزة الغارات الجویة من الضربات حزب الله
إقرأ أيضاً:
تصاعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت قبيل عيد الأضحى
قال أحمد سنجاب، مراسل "القاهرة الإخبارية" من بيروت، إن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارة جوية بصاروخين على أحد المواقع في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، بعد تحذير مسبق لسكان المنطقة من الاقتراب لمسافة 300 متر من مواقع محددة.
وأضاف سنجاب، خلال مداخلة مع الإعلامية أميمة تمام، أن الغارة استهدفت موقعًا قرب "مسجد القائم"، وسبقتها تسع غارات تحذيرية نفذها الطيران المسيّر، مشيرًا إلى أن الغارات تأتي في توقيت شديد الازدحام في الضاحية، التي تُعد من أكثر مناطق العاصمة كثافة سكانية وتضم مراكز تجارية نشطة.
وأوضح أن هذه الضربات تمثل أكبر موجة تصعيد منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، مشيرًا إلى أن هناك توقعات بمزيد من الغارات خلال الساعات القادمة، خاصة بعد إعلان جيش الاحتلال تحديده لعدة مواقع في مناطق مثل "حارة حريك" و"الحدث".
وأشار سنجاب إلى أن تصاعد أعمدة الدخان بكثافة من موقع القصف، يدل على استخدام ذخائر شديدة الانفجار، فيما لم تُعرف حتى الآن حصيلة الخسائر البشرية أو المادية نتيجة استمرار الغارات، وصعوبة دخول فرق الدفاع المدني إلى المواقع المستهدفة.
وفيما يتعلق بالبيان الذي أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي زعم أن وحدة جوية تابعة لحزب الله، تحمل الرقم 127، تعمل على إنتاج آلاف الطائرات المسيّرة بدعم من جهات إيرانية، قال سنجاب إنه لا توجد شواهد ميدانية تؤكد صحة هذه المزاعم، لافتًا إلى أن المناطق المستهدفة هي مناطق مدنية ومزدحمة بالسكان.
وتابع سنجاب قائلاً إن توقيت الغارات يحمل دلالة رمزية، إذ جاءت قبيل ليلة عيد الأضحى، في محاولة – على ما يبدو – لإفساد أجواء العيد، تمامًا كما حدث في عيد الفطر قبل نحو شهرين، كما تتزامن الغارات مع بداية موسم سياحي كان اللبنانيون يأملون أن يكون واعدًا، ومع وصول عدد كبير من المغتربين لقضاء العطلة في لبنان، ما يجعل الرسالة واضحة بأن "لبنان ليس آمناً".
وأضاف أن المواقع المستهدفة لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن مطار رفيق الحريري الدولي، ما يشير إلى نية إسرائيلية لعرقلة الموسم السياحي وضرب الاستقرار الداخلي في لبنان.
وختم سنجاب بالإشارة إلى أن هذا العدوان يأتي بعد لقاء جمع رئيس الحكومة اللبنانية بوفد من "حزب الله"، جرى خلاله تداول ملف نزع سلاح الحزب، كما يأتي بعد يومين من زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت ولقائه بالأمين العام لحزب الله، ما يضيف بعدًا سياسيًا للغارات الحالية.