غزة - آبة صمامة ـ صفا

أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة الطبيب منير البرش، أن الوضع الصحي في قطاع غزة "يمر بأصعب مراحله منذ سنوات"، بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، واقتحام قوات الاحتلال المستشفيات وتدميرها، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، وسفر الجرحى.

وكشف البرش، الذي يرأس لجنة الطوارئ الصحية في شمالي غزة، خلال حوار خاص مع وكالة "صفا"- أُجري قبل الاجتياح الإسرائيلي المستمر لليوم الخامس على التوالي لشمالي القطاع- أرقامًا صادمة تتعلق بالبنية التحتية الصحية في القطاع.

وشدد على أن الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة ركز على استهداف المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية والكوادر الصحية، مشيرًا إلى أن الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة "مخيفة جدًا".

وقال الطبيب البرش: "لدينا 17 مستشفى تعمل بشكل جزئي، بينما 19 مستشفى من أصل 36 في القطاع خارج الخدمة تمامًا، وتوجد 9 مستشفيات ميدانية، 4 منها تعمل بكامل طاقتها و5 تعمل جزئيًا".

وجاء حديث الطبيب البرش قبل تهديد قوات الاحتلال أمس مستشفيات كمال عدوان والإندونيسي والعودة في شمالي القطاع بالإخلاء، تحت القصف وإطلاق نار.

وأشار إلى أن 43% من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل بشكل جزئي، بينما تعمل 37% فقط من مراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بشكل كامل، وهي 10 مراكز من أصل 27.

وأوضح المسؤول الطبي أن 38% من المستشفيات غير قادرة على تقديم خدمات الولادة، و31% من المستشفيات العاملة تواجه صعوبات في تقديم الرعاية الطارئة وإجراء العمليات.

وبيّن أن 25% من المستشفيات التي تقدم خدمات العناية المركزة تعاني من تحديات كبيرة، وسط ظروف صعبة يعيشها قطاع غزة بعد عام كامل من الدمار واستهداف الكوادر الصحية.

ولفت إلى أن 80% من المرضى لا يجدون أدويتهم، في ظل توقف خدمات أساسية مثل القسطرة القلبية، مما يؤدي إلى وفاة العديد بسبب الجلطات والأمراض المزمنة، كما أن توقف خدمة غسيل الكلى أدى إلى وفاة 25% من المعتمدين عليها.

عجز في الدواء والكوادر

وبيّن أن العجز الدوائي في القطاع الصحي في غزة "مخيف للغاية"، حيث نفدت أكثر من 83% من المستهلكات الطبية و60% من الأدوية الأساسية.

وأوضح الطبيب البرش أن المنظومة الصحية تعاني من نزيف حاد في كوادرها الرئيسية بسبب النزوح القسري من شمالي القطاع إلى جنوبه، واستشهاد أكثر من 830 طبيبًا وممرضًا وعاملًا في القطاع الطبي، عدا عن اعتقال أكثر من 310 آخرين في سجون الاحتلال.

وتسعى الوزارة، وفق الطبيب، لتعويض النقص من خلال الاستعانة ببعض الوفود الخارجية، خاصة في التخصصات الدقيقة مثل جراحة المخ والأعصاب، والتجميل، والمسالك البولية.

وأشار إلى أن هناك نحو ألف كادر صحي فقط موجودون في شمالي القطاع من أصل 12 ألفًا، مما زاد العبء على المنظومة الطبية بشكل خطير.

حصر الإعاقات وتحديات التأهيل

وقال المدير العام للصحة في غزة إن الوزارة تعمل حاليًا على حصر الإعاقات بالتعاون مع منظمة الصليب الأحمر، موضحًا أن عملية الحصر لا تزال جارية، خصوصًا فيما يتعلق بحالات البتر.

وأضاف أن "جميع الأرقام التي صدرت غير دقيقة، وأن الجهود مستمرة مع الصليب الأحمر لإحصاء حالات البتر المختلفة وإعداد برامج لتأهيل المصابين".

وأشار إلى أن العمل مستمر في مراكز العلاج الطبيعي، بما في ذلك مركز الشيخ رضوان، والمستشفى المعمداني، والمستشفى الأندونيسي (قبل الاجتياح)، مؤكدًا الحاجة الملحة لفتح مراكز جديدة.

وتابع "يوجد لدينا أكثر من 20 مشروعًا للتأهيل، بما في ذلك مشاريع في جنوبي قطاع غزة لإعادة تأهيل مستشفى ناصر الطبي، وأيضًا استئناف العمل في مستشفى الشفاء، ولكن تنفيذ هذه المشاريع يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين".

تحديات صحية

وأكد مدير عام وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات شمالي القطاع تعاني من نقص العديد من الأجهزة الطبية، خاصة أجهزة الرنين المغناطيسسي وأجهزة التشخيص التخصصية، بعد أن دمرها الاحتلال بشكل كامل.

ولفت إلى أن المختبر المركزي لقطاع غزة، الذي كان مسؤولًا عن فحص المياه والأغذية والأدوية، تعرض لتدمير كامل، مما يحول دون إجراء الفحوصات الضرورية، بالإضافة إلى عدم توفر أجهزة إنعاش حياة أو مستلزمات طبية تخصصية في غرف العمليات، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة للمرضى.

وبيّن الطبيب البرش وجود أكثر من 25 ألف طلب تحويل للعلاج خارج قطاع غزة منذ إغلاق معبر رفح في 7 مايو/ أيار 2024، مشددًا على ضرورة فتح المعبر لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى.

"إرادة أسطورية"

وأكد الطبيب البرش "قوة إرادة الكادر الصحي في قطاع غزة، رغم التحديات الصعبة التي يواجهها'، إذ أُعيد- بشكل جزئي- إعمار عديد المستشفيات في ظل حصار شديد يمنع خلاله الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية والوقود، إلا بكميات محدودة جدًا.

وتابع "الكادر الطبي يعيش في أسوأ ظروفه، فهو مستنزف ومنهك بسبب قلة أعداده في شمالي القطاع، ويتحمل أعباءً كبيرة تجاه المواطنين والنازحين ومراكز الإيواء، ويؤدي دورًا أسطوريًا في علاج المرضى".

"عام كالقيامة"

وذكر الطبيب البرش، في ختام حواره مع وكالة "صفا"، أن "هذا العام مرّ علينا كمنظومة صحية مليئًا بالألم وفقدان الأحبة والعاملين في وزارة الصحة، فقد شهدنا الكثير من المآسي".

وأضاف "لقد كانت الأيام كأيام القيامة، حيث شهدنا كيف يُقتل الناس ويدفنون في مقابر جماعية، ودفنا عشرات الأحبة الذين ماتوا بين أيدينا، هذا العام لا يمكن وصفه بكل الكلمات والقواميس، ولكنه يحفزنا على الأمل بأننا شعب ذو إرادة قوية، وأننا بإذن الله منتصرون، وسيعوّضنا الله عن هذا الألم الكبير والفراق العظيم".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: منير البرش الحرب على غزة طوفان الأقصى الطبیب البرش شمالی القطاع فی القطاع قطاع غزة فی شمالی الصحی فی أکثر من إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في غزة

نجحت دولة الإمارات عبر جهودها الإنسانية ومساعداتها الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين ضمن" عملية الفارس الشهم 3"، في مد شريان الحياة للقطاع الصحي داخل قطاع غزة وإنقاذه من الانهيار التام والخروج النهائي من الخدمة.
وبرهنت دولة الإمارات خلال تدخلها السريع لمواجهة التحديات الطبية الناجمة عن الوضع المتفاقم في قطاع غزة، عن جاهزية قصوى واحترافية عالية ظهرت جليا من خلال التواجد على أرض الواقع سواء عبر المستشفى الإماراتي الميداني داخل القطاع أو المستشفى العائم الذي أرسلته إلى مدينة العريش المصرية، وكذلك عبر نقل الحالات الصعبة والحرجة إلى مستشفيات الدولة لتقديم العلاج والرعاية الطبية، إضافة إلى إرسال المساعدات والإمدادات الطبية بمختلف أنواعها لتعزيز قدرات القطاع الصحي داخل غزة.
ويواصل المستشفى الميداني الإماراتي المتكامل داخل قطاع غزة، منذ تدشينه في ديسمبر 2023 تقديم خدماته العلاجية لأبناء القطاع، عبر كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، بالإضافة متطوعين طبيين.وبلغ عدد الحالات التي تلقت العلاج في المستشفى الميداني الإماراتي حتى أبريل الماضي أكثر من 51 ألف حالة شملت الإصابات الحرجة والعمليات الجراحية الدقيقة.وأطلقت دولة الإمارات، من خلال المستشفى، مبادرة إنسانية نوعية لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين ممن تعرضوا للبتر، بهدف دعم إعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
وتبلغ سعة المستشفى 200 سرير، ويضم غرفاً للعمليات الجراحية مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة، وعلى سبيل المثال نجح فريق الأطباء في المستشفى في استئصال ورم يزن 5 كيلوجرامات من بطن مريض عانى لسنوات من آلام حادة ومضاعفات صحية شديدة الخطر.
وأرسلت دولة الإمارات في فبراير 2024 مستشفى عائما متكاملا إلى قبالة سواحل مدينة العريش المصرية لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين.
ويضم المستشفى العائم طاقما طبيا وإداريا من مختلف التخصصات تشمل التخدير والجراحة العامة والعظام والطوارئ، إضافة إلى ممرضين ومهن مساعدة، وقد نجح المستشفى حتى أبريل الماضي بالتعامل مع نحو 10370 حالة.
وتبلغ سعة أسرة المستشفى 100 سرير، ويضم غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبرا وصيدلية ومستودعات طبية.
وعملت دولة الإمارات في موازاة ذلك، على نقل الحالات الطبية الحرجة إلى أراضيها للعلاج وتقديم الرعاية المطلوبة لهم، وذلك تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجونها في مستشفيات الإمارات.. كما وجه سموه باستضافة ألف طفل فلسطيني أيضاً برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وفي 14 مايو الماضي وصل العدد الإجمالي للمرضى والمرافقين الذين تم نقلهم إلى الإمارات إلى 2634، ما يجسد حرص الدولة على توفير الرعاية العلاجية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين في مستشفياتها.وتستحوذ الإمدادات الطبية والصحية على نسبة كبيرة من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تواصل الإمارات تقديمها إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة منذ بدء الأزمة.
وتتضمن المساعدات الطبية التي تقدمها الإمارات إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة، مختلف أنواع الأدوية والمعدات طبية مثل أجهزة غسيل الكلى وجهاز الموجات فوق الصوتية "التراساوند" وأجهزة إنعاش رئوي وكراسي متحركة وأقنعة تنفس صناعي، إضافة إلى سيارات الإسعاف.
وبعد مرور 500 يوم على إطلاق "عملية الفارس الشهم 3"، قدمت الإمارات أكثر من 1200 طن من المواد والمستلزمات الطبية دعما للمستشفيات المحلية في قطاع غزة، كما تم تعزيز المنظومة الصحية بـ17 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات.
ونفذت دولة الإمارات حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل، ضمن جهود وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية.
وفي السياق ذاته، أرسلت دبي الإنسانية خلال الفترة من الأول من يناير حتى 24 أبريل 2025 ثلاث شحنات إغاثية إلى مطار العريش المصري دعما للأشقاء الفلسطينيين في غزة، نقلت على متنها حوالي 256 طناً مترياً من الإمدادات الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
وتعزيزا للصحة العامة والوقاية من الأمراض السارية، تسهم الإمارات عبر مشروعات ومبادرات نوعية في توفير المياه الصالحة للشرب في قطاع غزة، كما تنفذ مجموعة من مشروعات إصلاح شبكات الصرف الصحي بهدف الحد من التلوث ومنع انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

 

 

أخبار ذات صلة ركنة تسجل أدنى درجة حرارة في الإمارات الإمارات تواصل إنزال المساعدات جواً لإغاثة سكان غزة

 
 
 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في غزة
  • مستشار نتنياهو يكشف ملامح رؤيته في غزة: لا دولة فلسطينية أو إعمار دون نزع السلاح
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • الوضع الصحي في غزة ينهار.. مساعدات لا تكفي ليوم واحد وآلاف الجرحى بلا علاج
  • عبور 35 شاحنة مساعدات أردنية إلى شمال غزة وتوزيعها بشكل مباشر
  • منظمات حقوقية وخبراء ألمان: "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية بغزة
  • منظمات حقوقية وخبراء ألمان: "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية في غزة
  • تنديد بمواصلة الاحتلال منع دخول الصحافة العالمية إلى قطاع غزة
  • مدير المؤسسة السورية للمخابز محمد الصيادي لـ سانا: وزارة الاقتصاد والصناعة تعمل رغم التحديات على إيصال الطحين إلى محافظة السويداء بشكل يومي، بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والإنسانية
  • محافظ أسوان: تجهيز القومسيون الطبى بشكل حضاري لعلاج حالات التأمين الصحي