مصر انتبهت مبكراً لخطورة الأوضاع وحذرت من اتساع الصراع.. وتسعى لإعادة الاستقرار في «الشرق الأوسط»
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
تحول الشرق الأوسط إلى أكثر مناطق العالم سخونة والتهاباً بسبب الأحداث السياسية والأزمات الإقليمية المشتعلة، وزادها اشتعالاً استمرار العدوان الإسرائيلى الغاشم على الشعب الفلسطينى الأعزل والتصعيدات الأخيرة فى لبنان، إلى جانب توتر الأجواء فى كل من السودان وليبيا والبحر الأحمر من جهة وتصاعد الصراعات بين إسرائيل وإيران من ناحية أخرى.
ووسط هذا الصراع الذى لا يعلم أحد شكل نهايته أو موعدها يبرز دور مصر الفاعل وتصدّرها دور الوساطة بشكل مستمر، سواء بالمبادرات السياسية أو الدبلوماسية من أجل إعادة الهدوء والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط وإحلال السلام المفقود منذ عقود طويلة وتسوية الأزمات بدول الجوار المباشر، لتمثل القاهرة رمانة الميزان لإطفاء نيران الأزمات المتأجّجة فى الشرق الأوسط.
وتشهد الحدود المصرية مترامية الأطراف توتّرات وساحات مشتعلة، فمن ناحية الشمال الشرقى تلتهب الأوضاع فى قطاع غزة المضطرب أمنياً منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى فى 7 أكتوبر، وتحاول إسرائيل تمرير مخططها الرامى إلى التهجير القسرى للفلسطينيين، وهو ما رفضته القاهرة التى تسعى بشتى السُّبل إلى إحباط تصفية القضية الفلسطينية، أما الحدود الغربية التى تمتد لأكثر من 1250 كيلومتراً مع ليبيا، فتشهد هى الأخرى توترات بين الحين والآخر، وجنوباً تتشارك مصر فى 1280 كيلومتراً مع السودان الذى يشهد أعمال عنف وحرباً مستعرة أدت إلى نزوح ملايين اللاجئين الذين استضافتهم مصر، علاوة على ذلك ما يشهده البحر الأحمر من تصعيد، انعكاساً لما يحدث فى غزة.
وقال الدكتور أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن مصر تعمل جاهدة لتحقيق رهانها فى إفشال محاولات تشكيل ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، وهى فى سبيل ذلك تستخدم ثقلها السياسى والدبلوماسى فى المنطقة.
وأكد «العنانى» فى تصريحات لـ«الوطن» أن مصر أول دولة فى العالم كانت لديها رؤية من خلال قيادتها السياسية، حول ما يحدث فى الإقليم، وتتمثل فى أن استمرار هذه الحرب لن يشمل غزة فقط، وسيعمل على اتساع رقعة الصراع فى المنطقة، وهو ما سيؤدى فى النهاية إلى تزايد الأزمات فى المنطقة والخراب والدمار الذى سيزيد ويمتد إلى دول أخرى خارج قطاع غزة، وهو ما رأيناه فى لبنان على سبيل المثال.
ويرى «العنانى» أن مصر تتصدى وبشدة لما يسمى محاولات إقامة شرق أوسط جديد، وتجلى ذلك حينما رفض الجانب المصرى بشكل قاطع تصفية القضية الفلسطينية عن طريق تهجير أهالى غزة، فى ظل محاولات لا تتوقف من جانب الكيان الإسرائيلى لإقامة نظام شرق أوسط جديد، ويراهن فى ذلك بشكل كبير على فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية.
ووسط ضجيج الحرب الذى يحدث فى الشرق الأوسط، تتمسك مصر بتطبيق القانون الدولى ومراعاة ميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية، فهى لا تذهب بعيداً عن هذه المحددات، ولها موقفها الواضح الذى يوحد الدول العربية حول القضية الفلسطينية.
وأضاف «العنانى» أن مصر لديها خطواتها الإيجابية والدبلوماسية، التى ظهرت من خلال مد يد العون لجميع الدول لحل الأزمات والمشكلات، مع الإصرار على نبذ العنف وإيجاد حل سياسى للقضايا فى الشرق الأوسط، سواء فى غزة أو ما يحدث فى السودان ولبنان.
وقال إن مصر هى صاحبة دبلوماسية هادئة فى المنطقة، وتعمل على حل الأزمات من نطاق سياسى ودبلوماسى، كونها ترى أن إشعال المنطقة لن يأتى بالمنفعة على دول الشرق الأوسط وذلك قبل التطرق إلى أمنها القومى، وتعمل على الحل وتتحرك خارج جغرافيا الدولة المصرية لحل الأزمات، وحذرت من مشاكل مسبقاً وأشارت إلى أهمية الحلول السياسية فى بعض البلدان المشتعلة.
وتابع «العنانى» أن القاهرة تمتلك رؤية بعيدة المدى وقادرة على التنبؤ بما هو قادم، وحريصة على الدبلوماسية الهادئة كونها تريد حل الصراعات بأسلوب سياسى وبالجلوس على طاولة المفاوضات، وأدوار عديدة لعبتها فى بعض الأزمات بسياسة هادئة وحكيمة، فمصر تتحرك خارج الحدود الجغرافية ونادت بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وكانت على حياد تام، مشيراً إلى أنه لم تنجح دول كبرى فى استمالة الرأى المصرى، وكان موقفها محترماً ومحايداً كونها تتبنى القرارات الصادرة من مجلس الأمن والمؤسسات الأممية التى تفصل فى النزاعات والصراعات.
وأكد الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية، أن التطورات والتداعيات الخطيرة، تهدد الإقليم بالكامل، وسيكون لها آثارها الاقتصادية الكارثية على العالم ككل، وهو الأمر الذى انتبهت له مصر مبكراً.
وأوضح «إكرام» أن الدبلوماسية المصرية تسعى إلى الحلول السياسية للصراعات المسلحة، فبالعنف والحروب ستدخل المنطقة فى حالة من الفوضى، وهى بذلك تستخدم الدبلوماسية وثقلها فى المنطقة.
وفسر أستاذ العلوم السياسية محاور تحرك مصر فى الصراعات بالمنطقة وفق عدة مبادئ، من بينها دعم وحدة واستقرار الدول، والتأكيد على خطورة الحلول العسكرية وما ستخلفه من دمار وخراب للمنطقة والعالم، ونبذ العنف بكل أشكاله، وضرورة الاستماع إلى لغة العقل والحوار فى حل المشكلات، بما يضمن استقرار الإقليم واستعادة هدوئه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشرق الأوسط الاحتلال إسرائيل غزة لبنان مصر إيران القضیة الفلسطینیة فى المنطقة یحدث فى
إقرأ أيضاً:
عدنان الروسان : غزة ستبتلع اسرائيل… و المنطقة مقلوب عاليها سافلها
#سواليف
#غزة ستبتلع #اسرائيل… و #المنطقة #مقلوب عاليها سافلها
#عدنان_الروسان
الأمبراطوريات تصل الى مراحل من العظمة تدخلها في دائرة الغرور ثم التوحش ثم الإنهيار هذا ليس تحليل بل قراءة للتاريخ منذ الآلاف السنين و استعراض لنشوء الحضارات ثم موتها #أمريكا لا شك انها #امبراطورية قوية العضلات ، و تمارس كل انواع #الغرور و الاذلال للشعوب ليس العربية فقط ، و لأن #اسرائيل تظن نفسها امبراطورية أيضا و عظمى على الأقل في المنطقة فهي ترى مدى الإنحطاط و الإنبطاح العربي الرسمي و قد أوحى لها هذا بأن تقول بالفم الملآن ” سنغير شكل الشرق الأوسط ” .
اسرائيل ليست الا فأر يزأر ، و قد أذلتها المقاومة الفلسطينية في غزة اذلالا ما بعده اذلال و أوصلتها الى مستوى لم تكن تحلم هي و لا كل المنطقة بأن تصل اليه ، انها لم تعد متيقنة أنها ستبقى في المنطقة لسنوات طويلة بل ان بعض المستوطنين غادروا و فهموا ان اللعبة انتهت و أن ما ظنوا انه حقيقة في حروب الأيام الستة و اكتوبر السادات لم يكن الا سرابا يحسبه الظمئان ماء ، و أن حماس بامكانياتها المتواضعة ، الفقيرة ، القليلة العدد و العدة قد أذاقتهم الويلات على مدى واحد و عشرين شهرا و ما يزال المشهد مستمرا ..
ذبحت اسرائيل و تذبح الأطفال و النساء و الشيوخ و لكنها تشعر بالإختناق ، ان غزة تبتلع اسرائيل او تكاد ، و ترامب غاضب من اسرائيل الضعيفة التي لا قوى على شيء ، و ترامب يرى أن امريكا باتت اسيرة لحرب صغيرة و هي تدعم اسرائيل هي و بريطانيا في مواجهة العالم كله الذي لم يعد يصدق رواية معادات السامية و المظلومية اليهودية..
اليوم امريكا تضع قواتها في الشرق الأوسط في حالىة تأهب ، و تسمح لعائلات العسكريين الأمريكيين في البحرين و العراق و الكويت بالمغادرة و الأخبار تتوالى و قد يكون كل ذلك حربا نفسية لإخضاع ايران و اجبارها على الإستسلام و التوقيع على ما يريده ترامب و لا ندري هل ستقوى ايران على الصمود في وجه العاصفة الأمريكية ام انها ستستسلم كما حصل مع حزب الله.
المنطقة مقلوب عاليها سافلها …
و غزة تقاتل وحدها ، و الكل في ارجاء دنيا العرب تنتظر و تراقب المشهد و كأنه فيلم كاوبوي امريكي و ينتظرون من سينتصر ، و وصل الكثيرون الى التساؤل متى نصر الله و اينه ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا – صدق الله العظيم.
غزة أيها الناس مهما كانت مئالات الحرب ، ايا كانت فقد حققت ما كان يجب ان تحققه و دخلت تاريخ الأمة من أوسع ابوابه و سجلت صحائف من نور ، و ستبتلع اسرائيل ان لم تكن هي فمئالاتها و انعكاساتها ، و المنطقة مقبلة على حدث كبير و انتظروا ، ما توقم به اسرائيل و حلفائها او من تبقى من حلفائها هو محراك الشر و شرارات الحريق الكبير الذي لن يبقي و لن يذر ، و يضحك الكثيرون من هذا الكلام و لكن من يقرأ المشهد و يستشرف المستقبل القريب يعلم علم اليقين أن اسرائيل وضعت المنطقة على صفيح ساخن و أن اسرائيل قد تكون سبب انهيار الولايات المتحدة الأمريكية.
أمريكا لا تقاتل في الشرق الأوسط فقط بل في كاليفورنيا و تكساس و نيويورك ايضا و ما نراه ليس معتادا و لا متوقعا ، و ما يجري شيء يقارب الخيال ، او على رأي المثل الجاري ” اشي بخالط الكذب “
غزة تقاتل دفاعا عن شرفنا و عزتنا و ديننا و أمتنا و رايتنا و تدفع اثمانا لا يقدر عليها غيرها و نحن قد نكون نقترب من نهاية تاريخ و الدخول في تاريخ جديد..
و الله أعلم.