تحدى الأعراف وحارب من أجل القضايا الوطنية .. مسيرة رجل الأعمال الشجاع حميد الأحمر
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن فرض عقوبات على رجل الأعمال اليمني الشيخ حميد الأحمر، و9 من شركاته، إلى جانب عدد من رجال الأعمال العرب، بسبب اتهامات بتمويل حركة "حـمـ.ـاس".
وجاء في بيان الوزارة أن الأحمر لعب دورًا حاسمًا في جمع التبرعات لصالح الحركة، مستخدمًا ستار العمل الخيري لتوجيه الأموال.
وفقاً لما نُشر على موقع وزارة الخزانة، يعتبر الأحمر أحد أبرز المؤيدين الدوليين لحماس، ويلعب دوراً رئيسياً في محفظة استثمارية سرية تُنسب إلى الحركة، والتي كانت تدير في ذروتها أصولاً تزيد قيمتها على 500 مليون دولار.
كما أوضح البيان أن الأحمر منذ عام 2013، ترأس مؤسسة القدس الدولية الخيرية، وهي منظمة يُزعم أنها تتبع لحماس ويقع مقرها في لبنان. وقد تم إدراج المؤسسة في قائمة العقوبات الأمريكية منذ أكتوبر 2012 بدعوى أنها تخضع لسيطرة حماس وتدعم أنشطتها.
وهذه الخطوة تأتي كصدمة لحزب الإصلاح، الذي يُعد الأحمر من أبرز أعضائه، إذ تعتبره الوزارة الأمريكية ضالعًا في دعم أنشطة تعتبرها إرهابية.
والعقوبات طالت شركات الأحمر العاملة في عدة دول، بما في ذلك مجموعة الأحمر التجارية، وشركة الأحمر لتوريد وتوزيع الزيوت، وسما الدولية للإعلام، ومؤسسة السلام للتجارة والتوكيلات العامة، وجميعها مقرها في اليمن. بالإضافة إلى ذلك، طالت العقوبات شركات أخرى في كل من التشيك ولبنان وتركيا.
شمل البيان قائمة بالشركات التي فرضت عليها العقوبات، وهي:
1. مجموعة الأحمر التجارية (اليمن).
2. الأحمر لتوريد وتوزيع الزيوت (اليمن).
3. سما الدولية للإعلام (اليمن).
4. مؤسسة السلام للتجارة والتوكيلات العامة (اليمن).
5. سبأ للتجارة والاستثمار S.R.O. (التشيك).
6. سبأفون الدولية ش.م.ل (أوفشور) (لبنان).
7. حية إنيرجي ياتريملاري أنونيم سيركيتي (تركيا).
8. إنفستريد بورتفوي يونيتيمي أنونيم سيركيتي (تركيا).
9. شركة سبأ ترك (تركيا).
رجل الأعمال المعروف الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر منذ بدايات مسيرته، اتخذ الأحمر نهجًا مختلفًا يتسم بالجرأة والشجاعة بدلاً من الوقوف مع السلطة، انحاز الأحمر إلى المعارضة، مدركًا أنه بذلك يجعل من نفسه ومن استثماراته هدفًا سهلاً للانتقادات والهجمات. ومع ذلك، لم يتراجع قط، واستمر في التمسك بمواقفه، التي حملته تكاليف شخصية ومادية كبيرة.
حينما اجتاحت جماعة الحوثي العاصمة صنعاء، وسيطرت على المؤسسات الحكومية بقوة السلاح، كان بإمكان الشيخ حميد الأحمر الانسحاب وتجنب الصراع، حفاظاً على مصالحه الشخصية غير أنه رفض هذا المسار السهل، وظل متمسكًا بمواقفه المعارضة للانقلاب ورفضه للانفلات الأمني وانتشار المليشيات نتيجةً لذلك، كانت شركاته وأملاكه من أوائل الممتلكات التي تعرضت للنهب والمصادرة على أيدي الحوثيين.
لم تقتصر مواقف الأحمر الشجاعة على الساحة اليمنية فحسب، بل تجاوزت حدود بلاده فقد أبدى التزاماً ثابتاً بدعم القضية الفلسطينية، حيث ترأس مؤسسة القدس الدولية الخيرية ورابطة برلمانيون من أجل القدس وفلسطين، ما وضعه في مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتبر أنشطته تهديداً مباشراً. ونتيجة لذلك، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليه وعلى تسع من شركاته بحجة دعمه لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس".
وعلى الرغم من الأعباء التي قد تفرضها هذه العقوبات، يرى العديدون أن هذا الموقف يمثل وسام شرف يكرس دور الأحمر كرمز ليس فقط على المستوى الوطني، بل أيضًا على المستويين العربي والإسلامي. ورغم اختلاف البعض مع آرائه ومواقفه، لا يمكن إنكار أن الشيخ حميد الأحمر يمثل نموذجًا فريدًا لرجل أعمال تحدى مقولة "رأس المال جبان". لقد أثبت أن هناك من يضع المبادئ والمواقف الوطنية والإنسانية قبل المكاسب المالية، وأنه من الممكن أن تتجاوز قيمة الشخص حدود الثروة لتصل إلى التأثير والمكانة التي يصعب أن تهتز حتى في ظل أصعب الظروف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حماس حمید الأحمر الشیخ حمید
إقرأ أيضاً:
العقوبات الأمريكية بين أبواب الجحيم وأكواب الآيسكريم (وخزة)
إلى الصديق اللدود ماركو روبيرو وزير الخارجية الأمريكية في المنظومة الإبراهيمية ودول دعم الانحياز
مع تحياتي
إن كنت لا تعلم فهنالك قطر عريق وفسيح في أفريقيا والعالم العربي اسمه السودان ملئ بالخيرات والأمجاد وصاحب إرث وشعب طيب ومسالم وشجاع. وعنده مصفاة بضاحية الجيلي حديثة ومنتجة تكفي احتياجات هذه البلاد الممتدة من الجازولين والكيروسين والغاز ومستخرجات عديدة من مستهلكات الطاقة، تسلط عليها مجموعة من الأوباش والمرتزقة والمتمردين، ومن خلفهم بعض الأجانب والدويلات الممولة طمعاً وحسداً واحتلوها وبدءوا بنهب ما فيها دعما لقوافلهم العسكرية القاتلة، واستثمارا للوقود في السوق الأسود وعونا لمجهوداتهم الارهابية. واستطاعوا أن يحتلوا ٧٥% من مساحة السودان كما اجتاحوا ملايين من منازل الأبرياء وقتلوا ونهبوا واغتصبوا وأحرقوا ودمروا كل الممتلكات الخاصة بالسودانيين، وحطموا بالكامل البنية الأساسية للشعب السوداني التي بناها منذ ١٠٠ عام المتمثلة في مصانعه ومشاريعه الاقتصادية ومشروعاته الزراعية وجامعاته ومدارسه ومشافيه ومتاحفه وكل ما تتخيله من مفيد وطيب وجميل.
وعندما استيقظ الشعب وخرج من هول الصدمة التحق بجيشه مقاتلا بالأسلحة الخفيفة والأسنان والأظافر فأجلاهم شبرا شبرا وحرر عاصمته الباسلة الخرطوم وأقصاهم إلى الأطراف والمجاهل، والآن يعيشون على بقايا ما سرقوه يشترون بما نهبوا من مصارفنا المسيرات العمياء التي تدك ما بقي من مشروعات الطاقة ومعينات الشعب على الحياة.
وفي معركة مشهودة بمصفاة الجيلي التي كما تعلم تشكل مستودعا للمحروقات وكيمياء الطاقة مما تستعمل في الفصل والاستخراج للوقود الخام، في هذه المعركة الضارية هرب من هرب من المرتزقة واستسلم من استسلم واحترق من احترق. وفي قلب المستودع فقد الشعب السوداني من جنوده الكثير من الأبطال الذين استشهدوا احتراقا وسط هذا اللهيب فداءً لهذا الشعب واستخلاصا لهذه المنشأة الاقتصادية الاستراتيجية. ولأن الولايات المتحدة تدعي بأنها قلعة للحرية والعدالة وحقوق الانسان فقد فُجعنا أنها صمتت صمت القبور وهي ترى هذه العصابات الارهابية تقتل وتغتصب وتنهب وتمارس أبشع ما عرفته البشرية من جرائم وهي التي كانت أصواتها تدوي بالحق والباطل كلما تعرضت ربيبتها إسرائيل لنسمة هواء ساخن من الجيران وتقيم الأرض ولا تقعدها.
قد ظننا مخطئين أن أمريكا سوف تقلد عنق هذا الشعب ولو من باب الرمزية طوقا من الياسمين على فدائيته وشجاعته وصموده ضد الغزاة والخارجين عن القانون والشرعية. وبديلا عن ذلك فقد صُدمنا بأن الخارجية الأمريكية تصدر في الأيام القليلة الماضية بيانا بعقوبات ظالمة للسودان بمرافعة هزيلة ومصنوعة، تدعي أن الجيش السوداني كان يستخدم في معركته ضد هؤلاء البغاة والغزاة والمجرمين اسلحة كيميائية محظورة. وهو يعلم قبل غيره كذب هذا الادعاء الذي ما أراد منه إلا أن يمنح هذه العصابة جدلا جديدا لترميم صفوفها ورفع روحهم المعنوية المنهارة بعد هذه الهزائم المنكرة التي أصابتهم في مقتل، وتقليلا لنضال هذا الشعب البطل الذي ناله بالدم والدموع وأشلاء الأبطال الذين تناثروا على رباه وقراه كالدراري شرفا وكبرياء.
همسة عابرة وقرصة أذن لا تستدعي معاودة الطبيب للسيد روبيرو إن مصفاة الجيلي لتكرير النفط المحتلة بالمرتزقة هي ليست أحد أفرع مصانع باسكن روبنز Baskin Robbins للبوظة والآيسكريم والمعنى واضح.
وأخيرا تقبلوا عاطر التحايا من أحفاد ملايين القتلى في مذابح الهنود الحمر السكان الأصلاء بأمريكا وذراري أكثر من ٢٠ مليون من عبيد أفريقيا الذين نقلوا في نخاسة السخرة عمالا بلا أجر في مزارع القطن ورعاية الأبقار وحفر الأنفاق والمجاري خدما للمنازل وجواري في أسواق الدعارة والمراقص والسقوط.
تقبلوا التحايا العاطرات الدامعات من أحفاد مئات الالاف في هيروشيما وناجازاكي وطوكيو، والالاف الأبرياء المحترقين في فيتنام الشمالية، والالاف الضحايا في قرى أفغانستان الجريحة، وأكثر من مليوني قتيل في العراق الذي اغتصب ونهب ومُرغ أنفه بالتراب ولم تتواضع أمريكا لترسل حتى خطاب اعتذار بعد أن أعلنت بلا حياء أمام العالم أن معلومات اسلحة الدمار الشامل التي أدت لغزو العراق كانت مضللة وكاذبة
تقبلوا أيضا التحيات العاطرات لآلاف من الأطفال المبتورين في غزة والخيام المحروقة، ومئات الأسر التي شطبت بفضل قنابلكم المزلزلة من قوائم السجل المدني.
وبالمناسبة ماذا فعلتم بشأن تدمير مصنع الشفاء السوداني للأدوية؟ الذي كان مصنعا حديثا لتصنيع أدوية الملاريا والكوليرا والمضادات الحيوية والذي زعمتم كذبا وزورا أنه أقيم خصيصا لتصنيع الأسلحة الكيميائية القاتلة.
وصدق المثل العربي القائل “رمتني بدائها وانسلت” ولأن أمريكا علمتنا السير ضد طبيعة الأشياء فإنها ترميك بدائها ولا تنسل ولا تبالي، وتبقى أبداً وإن غادرت مثل داء الزكام في بيوت الفقراء في ليالي البرد القارسات.
حسين خوجلي
إنضم لقناة النيلين على واتساب