تواصلت الاشتباكات بدارفور غربي السودان، مخلفة عشرات القتلى بنيالا/ جنوب واستباحة الجنينة/ غرب مما فاقم الأوضاع الإنسانية بصورة غير مسبوقة.

الخرطوم- نيالا: التغيير

تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بولاية جنوب دارفور غربي البلاد، اليوم الأحد، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات.

في وقت كشفت فيه لجان مقاومة بغرب دارفور، عن أوضاع إنسانية قاتمة، بعد مرور 60 يوماً من استباحة مدينة الجنينة، مشيرةً إلى انتشار الجثث فوق أسطح المنازل والطرقات دون أن يتم التعامل معها.

ومنذ منتصف أبريل يخوض الجيش والدعم السريع اشتباكات عنيفة بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، لم تفلح سلسلة هُدن في إيقافها، ما خلف قرابة الـ4 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.

قصف عشوائي

وقال شهود عيان لـ«التغيير»، اليوم إن الاشتباكات تجددت بين الجيش والدعم السريع داخل الأحياء السكنية بنيالا شمال في جنوب دارفور لليوم الثالث.

وأكدوا أن الدعم السريع تستخدم قذائف الهاون بعشوائية من حي كرري وتكساس لاستهداف قيادة الجيش، لكن- للأسف- سقطت غالبية الدانات بمنازل المواطنين في نيالا بأحياء الجير والنهضة وخرطوم بالليل.

وأوضح الشهود أن الجيش بدوره يرد على نقاط إطلاق القذائف مما تسبب في سقوط دانات بمنازل المواطنين بجنوب المدينة مع تحرك عناصر الدعم السريع من مكان لآخر.

واشاروا إلى أن الاشتباكات أدت إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة العشرات بعضها إصابات خطرة تم نقلهم إلى المستشفى التركي بالمدينة.

وكشف شهود العيان أن الدعم السريع حشدت اليوم عشرات السيارات محملة بمقاتلين معظمهم أطفال قصر واقتحمت المدينة من كل المحاور، وترتكز في شارعي الكنغو والمطار وأحياء تكساس وكرري والوادي غرب.

وفي السياق، قالت مصادر لـ«التغيير» إن حركات الكفاح المسلح أرسلت قوة إلى مدينة نيالا للإسهام في فرض الأمن والسلام بجنوب دارفور.

انتشار الجثث بالجنينة

وفي سياق ذي صلة، اتهمت تنسيقية لجان المقاومة- الجنينة بولاية غرب دارفور، الدعم السريع باستباحة المدينة لمدة 60 يوماً وتهجير سكانها قسراً، وارتكاب جرائم القتل والنهب، وقالت إنه «حتى الأبواب والشبابيك والأسقف  تم خلعها أو تكسيرها».

وقالت التنسيقية في تقرير ميداني، السبت، إنه ما زالت هناك جثث على أسقف المنازل وداخل البيوت لم يتم دفنها أو التعامل معها، وأنه تم التخلص من معظم الجثث برميها في وادي كجا أو في مقابر جماعية غرب المشتركة او رنقا (التراب الأحمر).

وأكدت وجود ضعف في شبكة الاتصالات وانقطاع كامل لخدمات الانترنت، ونوهت إلى أنه تم هدم وتدمير  معسكرات النازحين بالمدينة «أجزاء من معسكر أبو ذر، هدم وتدمير كامل  لمعسكر قيلاني (الغابات)، ومعسكر كريندق ومعسكر مدينة الحجاج».

وقالت التنسيقية إنه تم نهب كل الأحياء الجنوبية والغربية، ووصفت الوضع الأمني بأنه لازال غير مستتب مع انتشار واسع للجنجويد والغرباء داخل الجنينة وإطلاق للرصاص العشوائي مع عودة حذرة وضعيفة للحركة في الأحياء الشمالية.

وشكت من شح الأدوية والخدمات الطبية وارتفاع حالات الملاريا والالتهابات، وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والسلع التموينية مع صعوبة في الحركة بين أجزاء المدينة.

ونوهت إلى تركز أغلب السكان المتبقين بمدينة اردمتا التي نزحوا إليها بعد أن دُمرت الجنينة، ووصفت تدخل المنظمات الدولية والإقليمية بأنه ضعيف، وكشفت عن تدفق اللاجئين إلى تشاد خصوصاً سكان مورني وكرينك.

الوسومالجيش الدعم السريع السودان جنوب دارفور حركات الكفاح المسلح حي الوادي غرب دارفور نيالا وادي كجا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع السودان جنوب دارفور حركات الكفاح المسلح غرب دارفور نيالا الدعم السریع جنوب دارفور

إقرأ أيضاً:

هجمات الدعم السريع تُخرج مستشفى الفاشر عن الخدمة وتتسبب في موجة نزوح

الفاشر- أعلن مسؤول في حكومة ولاية شمال دارفور أن المستشفى الجنوبي الوحيد العامل في مدينة الفاشر (عاصمة شمال دارفور غربي السودان) خرج تماما عن الخدمة بعد أن هاجمته قوات الدعم السريع، مساء أمس السبت.

وتمكّن الجيش السوداني وحلفاؤه في القوة المشتركة من التصدي للهجوم، الذي أسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

ووفقا لتصريحات المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم عبد الله خاطر -التي نُشرت على وسائل التواصل- فإن المستشفى الجنوبي توقف عن العمل، وتم إجلاء مرضاه إلى مرافق صحية أخرى.

هجوم الدعم السريع أخرج مستشفى الفاشر الجنوبي عن الخدمة كليا (مواقع التواصل) شاهد عيان

وقال خاطر إنه كان شاهد عيان على الأحداث رفقة المدير العام للمستشفى الدكتور عز الدين أحمد أسو، وأنهما تمكنا من مغادرة المستشفى قبل أن يتم الاعتداء عليهما من قبل عناصر من قوات الدعم السريع، حيث تعرض الدكتور أحمد أسو للضرب وصودرت وثائقه الأصلية كافة.

ووُصفت حالة أحمد أسو الصحية بالمستقرة، وتم نقله إلى مكان آمن، في حين أصيب المدير الطبي لقسم الحوادث بكسر في الساق، وفق خاطر.

وحسب المصدر نفسه، فإن المستشفى الآن تحت سيطرة الجيش، وهم مستعدون للعودة للعمل بأسرع وقت ممكن عندما تسمح الظروف الأمنية. وبخصوص حجم الخسائر، قال إنهم لم يتمكنوا من حصرها بالكامل، لكن تمت سرقة 60% من الرواتب، ونهب الأدوية وتخريب سيارات الوزارة.

مصادر تحدثت عن سرقة رواتب موظفي مستشفى الفاشر الجنوبي (مواقع التواصل) واقع مرير

وتُعد مدينة الفاشر من أقدم مدن دارفور تاريخيا، ويبلغ عدد سكانها نحو 2 مليون نسمة من إجمالي سكان الإقليم البالغ نحو 6 ملايين نسمة، وفقا للإحصائيات الرسمية الصادرة عام 2006 (لا توجد إحصائيات جديدة متوفرة).

وتضم الفاشر 5 مستشفيات رئيسية، وهي المستشفى التعليمي، ومستشفى النساء والتوليد التخصصي، والمستشفى العسكري، ومستشفى الشرطة، ومستشفى الفاشر الجنوبي.

وقصفت قوات الدعم السريع بالمدفعية بعض أحياء مدينة الفاشر، حيث تسعى إلى بسط سيطرتها على إقليم دارفور الذي يربط السودان بدول الجوار.

وشوهدت طائرة للجيش السوداني تحلق في سماء المدينة ليلة السبت وصباح اليوم الأحد، كما نُفذت عملية إنزال جوي، الأربعاء الماضي، لدعم الفرقة السادسة مشاة في المدينة.

أوضاع إنسانية بائسة

ومنذ عدة أشهر، تشهد مدينة الفاشر تصاعدا في العمليات العسكرية في ظل غياب شبه كامل للمنظمات الإنسانية والإغاثية في المنطقة.

وقال شهود عيان إن المعارك المستمرة بين قوات الجيش وحلفائه في القوة المشتركة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، أجبرت آلاف المدنيين على النزوح خلال الأسابيع الأخيرة، كما تعرضت منازل عديدة وبنى تحتية للدمار جراء القصف والاشتباكات.

وحذر مواطنون في المدينة من تفاقم الأوضاع الإنسانية. وأكدوا أنهم بحاجة ماسة للمساعدات الغذائية والطبية، لا سيما النازحين الذين فروا من مناطق القتال إلى المدينة.

وناشدوا المنظمات الدولية التدخل العاجل لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، وحماية المدنيين من ويلات الحرب. وحثوا الأطراف المتنازعة على وقف إطلاق النار والدخول في حوار لإنهاء النزاع.

مقالات مشابهة

  • معارك في الخرطوم والفاشر والجنائية الدولية تجمع معلومات عن جرائم دارفور
  • بينهم 7 ملايين هربوا بعد الحرب.. أكثر من 10 ملايين نازح داخل السودان
  • والي جنوب دارفور يوجه اتّهاما خطيرا لقوات الدعم السريع
  • الأمم المتحدة تعبر عن استيائها من الهجوم على مستشفى بالسودان
  • أطباء بلا حدود: القتال في السودان يغلق آخر مستشفى في مدينة دارفور
  • معارك الفاشر تخرج المشفى الوحيد في المدينة عن الخدمة
  • السودان.. خروج مستشفى الفاشر الرئيسي عن الخدمة
  • نيران الفاشر تطال المرضى.. والنزوح الآن بين الأحياء
  • السودان.. مستشفى الفاشر الرئيسي يخرج عن الخدمة
  • هجمات الدعم السريع تُخرج مستشفى الفاشر عن الخدمة وتتسبب في موجة نزوح