واشنطن- يعمل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على استثمار الحرب في غزة والتصعيد الإسرائيلي في لبنان والمنطقة لتعزيز حظوظه بالانتخابات الرئاسة المرتقبة، معتبرا أن العالم كان في حالة من السلام خلال فترة حكمه، وأن "ضعف" إدارة الرئيس جو بايدن أدى إلى حروب في الشرق الأوسط.

في الوقت ذاته، وعلى مدار العام الماضي، كررت إدارة بايدن دعواتها لمنع نشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط، خوفا من أن تُجر الولايات المتحدة إليها أو أن تربك الاقتصاد العالمي والأميركي.

ووضعت واشنطن منع اتساع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هدفا معلنا لها منذ اليوم الأول للحرب، وهو ما فشل بجدارة مع وصول العدوان إلى لبنان، وتدخل الحوثيين اليمنيين والمليشيات الشيعية العراقية في الصراع، ناهيك عن الضربات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة، والتي يمكن أن تتسع.

وينتظر العالم رد إسرائيل على هجوم إيران الأخير عليها، حيث قصفت طهران في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري إسرائيل بـ180 صاروخا، وساعدت الولايات المتحدة على إسقاط معظم هذه الصواريخ.

وفيما أكدت إسرائيل أنها ستقوم برد قوي ومؤثر، وعد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، بأنه ستكون هناك "عواقب وخيمة" على إيران، وقال إن بلاده "ستعمل مع إسرائيل" لضمان حدوث ذلك، فيما بدا وكأنه تهديد بعمل عسكري أميركي إسرائيلي مشترك ضد إيران.

مزيد من الأصوات

بالنسبة لترامب، يعمل اتساع الصراع لصالحه بعدة طرق، فدعمه الثابت لإسرائيل، والذي تجسد في نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ودعم سياسات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، يعزز مكانته بين نسبة متزايدة من الناخبين المؤيدين لإسرائيل، خاصة بين الإنجيليين واليهود.

وصوت لترامب 81% من الإنجيليين و23% من اليهود في انتخابات 2020، ويأمل أن يمنحه التصعيد المزيد من أصوات هاتين الفئتين للفوز في عدد من الولايات الحاسمة مثل ويسكونسن وبنسلفانيا.

في الوقت ذاته، لا يحتاج ترامب إلى القلق بشأن عزوف الناخبين المسلمين عن التصويت له، وهو ما يسمح له بمضاعفة الخطاب الذي يروق لقاعدته كمرشح سيقف بحزم مع إسرائيل ضد أعدائها.

وفي حديث مع الجزيرة نت، يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي وعضو الحزب الجمهوري بيتر روف، إن معظم الأميركيين لا يفكرون في تفاصيل سياسة الأمن الخارجي والقومي عند اختيار كيفية التصويت في السباق الرئاسي بل يفكرون بعبارات أوسع، من قبيل: هل يبدو المرشح ضعيفا أو عدوانيا وسيعرّض سلامة البلاد والجنود للخطر؟

وأضاف روف أن "الأزمة الحالية في الشرق الأوسط، والتي يبدو أنها تتصاعد كل يوم، مصدر قلق وطني. قد يساعد ذلك الرئيس السابق دونالد ترامب، المؤيد لإسرائيل، على كسب الدعم المالي والسياسي من الأشخاص المؤثرين الذين يكون قلقهم بشأن أمن إسرائيل على رأس قائمة الأشياء التي تحدد عطاءهم السياسي، وكيف سيصوتون، وكيف سيشجعون أصدقاءهم وعائلاتهم على التصويت".

مع ذلك، استدرك روف أنه قد لا يكون لذلك تأثير كبير على النتيجة، ويرجع ذلك أساسا إلى أن هؤلاء الأشخاص ربما كانوا بالفعل مع ترامب قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويتفق جيريمي ماير، البروفيسور بكلية السياسة والحكومة في جامعة جورج ميسون بولاية فيرجينيا، مع الطرح السابق، ويرى أن "تصاعد أزمة الشرق الأوسط يدفع بعض الناخبين والمانحين اليهود بعيدا عن هاريس ونحو ترامب".

ويقول ماير إنه على الرغم من أن بايدن كان داعما بشدة لإسرائيل، لا سيما بالمقارنة مع القوى الغربية الأخرى مثل المملكة المتحدة وفرنسا التي كانت أكثر انتقادا للهجمات الإسرائيلية على المدنيين في غزة، فإنه لا يمكن أن يكون داعما كما ترغب إسرائيل، ولا يمكنه التغلب على سجل ترامب الكبير في دعم إسرائيل، فقد أعطى ترامب إسرائيل بشكل عام، وحركة المستوطنين الراديكاليين على وجه التحديد، كل ما يريدونه تقريبا.

وخلص إلى القول "اليوم، تعد روسيا وإسرائيل من الدول القليلة التي ستكون مفعمة بالحيوية المطلقة إذا فاز ترامب".

مفاجأة أكتوبر

علاوة على ذلك، يقول الأكاديمي الأميركي إنه يمكن لترامب الاستفادة من الفوضى في الشرق الأوسط لتعزيز انتقاده لإخفاقات السياسة الخارجية لإدارة بايدن-هاريس. وبينما تتبادل إيران وإسرائيل الهجمات، يمكن لترامب أن يجادل بأن السلام والاستقرار الذي حققه خلال سنوات حكمه الأربع، انهار خلال سنوات حكم بايدن ونائبته ومنافسته هو كامالا هاريس.

ويرى البروفيسور ماير، أن اتساع الصراع والتصعيد في الشرق الأوسط بمثابة "أخبار جيدة لترامب". مضيفا أن "التوترات والأزمات العالمية خطيرة بما فيه الكفاية بحيث تدفع الناخبين للتصويت ضد هاريس".

وفي كل مرة تجري فيها انتخابات رئاسية في أميركا، تثور تكهنات حول "مفاجأة أكتوبر" المحتملة التي تقلب السباق، مع بقاء أسابيع أربعة فقط قبل التصويت. وبحسب مراقبين، قد يكون التصعيد بين إسرائيل وإيران هو مفاجأة هذه الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث سيكون ترامب هو المستفيد بلا شك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

خبير في الشؤون الايرانية: اغتيالات الصف الأول الهدف الحقيقي خلف الهجوم الإسرائيلي على إيران

في تصريحات خاصة لصحيفة المناطق قال الدكتور محمد عبادي، الخبير في الشؤون الإيرانية، إن “إسرائيل قررت التدخل لقطع الطريق على مسار المفاوضات الأمريكية–الإيرانية المتعثرة، وذلك بعد تمسك طهران برفض الشرط الأمريكي المتعلق بتخصيب اليورانيوم.”

وأضاف: “الهجوم الذي شنته إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية يحمل أبعادًا تتجاوز تدمير البنية التحتية النووية؛ وأرجح أن الهدف الأول هو تنفيذ سلسلة اغتيالات تستهدف قادة الصف الأول داخل النظام الإيراني.”

وتابع عبادي قائلاً: “من المتوقع أن ترد طهران بعنف، بما يُنذر بإشعال حريق واسع في منطقة الشرق الأوسط. فإيران تدرك أن ضربة من هذا النوع لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، وأن الرد يجب أن يكون بمستوى حجم الهجمات التي تعرضت لها.”

أخبار قد تهمك ترمب: لا أقول إن ضربة إسرائيل لإيران وشيكة لكنها محتملة بقوة .. وهناك خطر اندلاع نزاع هائل في الشرق الأوسط 12 يونيو 2025 - 9:39 مساءً وزير الدفاع الأمريكي يحذر: إيران تتجه إلى صنع سلاح نووي 12 يونيو 2025 - 9:34 مساءً

وفيما يخص الموقف الأمريكي، أوضح عبادي أن “واشنطن ستحاول النأي بنفسها عن الضربات، محملةً إسرائيل المسؤولية عنها، وربما تستغل ما حدث كأداة للضغط الأقصى على إيران من أجل انتزاع اتفاق مهين وشامل بشروط أمريكية.”

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدين أي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط
  • محللون: الاعتداءات الإسرائيلية على إيران تصعيد سافر يهدد الأمن بالشرق الأوسط
  • جولد بيليون: الذهب في مصر يرتفع 70 جنيها مع تصعيد الشرق الأوسط
  • خبير في الشؤون الايرانية: اغتيالات الصف الأول الهدف الحقيقي خلف الهجوم الإسرائيلي على إيران
  • تصعيد إسرائيلي-إيراني غير مسبوق يشعل الشرق الأوسط وتحذيرات أمريكية من "صراع واسع النطاق"
  • ترامب: ضرب إسرائيل لإيران محتمل للغاية.. وأحذر من صراع واسع النطاق
  • ترامب عن الانسحاب الكبير من الشرق الأوسط: مكان خطر
  • نشرة أخبار العالم | ترامب يؤكد إجلاء موظفين أمريكيين من الشرق الأوسط .. إسرائيل تستعد لضرب إيران وطهران تحذر من عواقب وخيمة
  • تقرير: إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لضرب إيران
  • أسعار النفط تسجل أكبر ارتفاع يومي لها منذ أكتوبر نتيجة توترات الشرق الأوسط