سواليف:
2025-10-13@09:12:20 GMT

لجوء لمرة واحدة لا يكفي

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

#لجوء #لمرة_واحدة لا يكفي _ #ماهر_أبوطير

لا يوجد اضطراب حاد من الممكن أن يعيشه الإنسان ويترك تأثيرا عميقا على تكوينه وشخصيته مثل #اللجوء، خصوصا، في حالات #الحرب، أو الاقتتال الداخلي لأي سبب.

تعلن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” قبل يومين أن 4 مخيمات للاجئين الفلسطينيين تضررت جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان، حول صيدا وصور وطرابلس، والرابع في طرابلس، وأن #الفلسطينيين في هذه #المخيمات اضطروا للنزوح بسبب الهجمات الإسرائيلية، أي أن اللاجئين الذين وصلوا لبنان بعد عام 1948، تحولوا إلى نازحين عام 2024، في مشهد يلخص هذه المأساة التي لا تنتهي حتى يومنا هذا.

أكثر من مليوني سوري لاجئ في لبنان بسبب الحرب السورية، وجدوا أنفسهم أمام لجوء جديد، وأغلبهم غادر مناطق جنوب لبنان، نحو مناطق مختلفة في الوسط والشمال اللبناني، وهذا يعني أن اللاجئ السوري، الذي أنجاه الله بعرضه ودمه وماله من مذابح سورية، وجد نفسه مرة ثانية أمام محنة سيئة، وجميع السوريين اليوم تركوا مناطق جنوب لبنان، وبعضهم استأجر غرفة في بيروت أو طرابلس، والبعض الآخر ينام في مراكز الإيواء، وبعضهم في الحدائق وعلى أرصفة الطرقات، في أوضاع مأساوية، لا يمكن التخفيف منها، لأنها نالت من اللبنانيين أولا.

هذا يعني أن اللجوء ليس قدرا لمرة واحدة، بل قد يتكرر في حياة الإنسان مرات ومرات، ما دمت تعيش في الشرق الأوسط الملعون، الذي تنام فيه بحالة، وتصحو بحالة ثانية مختلفة.

المفارقة هنا أن السوريين الذين كانوا يتمنعون طوال سنوات من مغادرة لبنان، والعودة إلى سورية، وأغلبهم ينتظر هجرة إلى بلد ثالث، مثل كندا أو أستراليا أو نيوزيلندا، وجدوا أنفسهم في وضع مختلف تماما، وقد اضطر بعضهم لمغادرة لبنان، والعودة إلى سورية، حتى أن بعض الشباب السوريين المطلوبين لخدمة الجيش فضلوا العودة لسورية، وتسليم أنفسهم للسلطات، بدلا من البقاء في بلد تحت الحرب، يواجهون فيه السيناريو المفتوح بلا نهايات.

والمفارقة الأكثر وجعا أن بعض اللبنانيين الذين كانوا يشهرون ضيقهم من الوجود السوري في لبنان، لم يجدوا غير سورية للمغادرة إليها، باعتبارها أقل خطرا، حيث شهدت الحدود مرور أعداد كبيرة من اللبنانيين للاستقرار مؤقتا في سورية، أو للانتقال إلى بلد ثالث أيضا.

لعنة اللجوء التي لا تأتي لمرة واحدة، ظاهرة بحاجة إلى تحليل، وربما يعرف كلنا أن السبب واضح، ونحن وسط خلطة من تعسف الأنظمة، والاحتلالات، والاقتتالات الداخلية.

أهل غزة وأكثر من ستين بالمائة منهم كانوا لاجئين أصلا من مدن فلسطين المحتلة عام 1948، مثل يافا وحيفا وعكا وصفد والنقب، ومناطق ثانية، وتصنيف اللجوء هنا بمعنى المفهوم الدولي، لكن الفلسطيني يبقى فلسطينيا أينما كان داخل فلسطين، وهؤلاء وجدوا أنفسهم في حرب غزة الحالية ينزحون مجددا من موقع إلى موقع، وبعض العائلات ارتحلت أكثر من 10 مرات خلال عام كامل، ولا شيء معها سوى الخيمة التي باتت عنوانا للعنات في منطقتنا.

تفكر أحيانا بقيمة الاستقرار والشعور بالأمن، وهي قيم لا يقدرها من يتمتع معها، ولا يعرف أهميتها سوى من يفتقدها، وتسأل نفسك عن نهاية هذا المشهد في العالم العربي، حيث موجات اللجوء الداخلي والخارجي كل يوم، في العراق، السودان، ليبيا، واليمن، ودول ثانية.

حين يقفز العربي في مركب صغير ويغامر بحياته ليعبر البحر الأبيض المتوسط مع المهربين بحثا عن ملاذ آمن في أوروبا، يكون قد وصل أعلى درجات الذعر والرغبة بالحياة حد تجريب الانتحار في هكذا انتحار، فلا تلومه أبدا، لأن الحياة غالية، ولم يترك أحد لأهل المشرق فرصة للتنفس والحياة، فالمستقر أصبح لاجئا، واللاجئ تكرر نزوحه مرات ومرات.
لجوء لمرة واحدة لا يكفي للتطهر من ذنوب عيشنا في هذا المشرق.

مقالات ذات صلة العقل زينة 2024/10/16

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: لجوء لمرة واحدة اللجوء الحرب الفلسطينيين المخيمات لمرة واحدة

إقرأ أيضاً:

لوّحت بالمحاسبة.. مسؤولة بـ “الأمم المتحدة” تكشف استهداف المدنيين والمستشفيات والملاجئ وأماكن اللجوء في دارفور

متابعات- تاق برس- أدانت منسقة الأمم المتحدة المقيمة للشؤون الإنسانية في السودان، دينيس براون، “بأشد العبارات” الاستهداف المتكرر والمتعمد للمدنيين في شمال دارفور.

 

وقالت براون في بيانها: “يجب عدم استهداف المستشفيات والملاجئ وأماكن اللجوء”.

 

وأضافت: “أكرر ندائي السابق لاحترام القانون الإنساني الدولي والوقف الفوري للهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية”. وتابعت: “تتطلب هذه الحوادث تحقيقات شاملة ونزيهة، ويجب محاسبة المسؤولين عنها”.

 

وأشارت براون إلى أنه “في مساء الجمعة وحتى صباح الأحد، استهدفت هجمات بطائرات مسيرة موقعًا يأوي نازحين في حي الدرجة الأولى.

 

وأفادت التقارير بأن قوات الدعم السريع، هي التي نفذت الهجمات، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 57 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال”.

 

كما أفادت التقارير بأن قوات الدعم السريع نفذت سلسلة من الهجمات، من بينها هجوم على المستشفى السعودي بالفاشر، آخر مرفق طبي رئيسي عامل بالمدينة، ما أسفر عن مقتل 53 مدنيًا على الأقل وإصابة أكثر من 60 آخرين بين يومي 5 و8 أكتوبر الجاري.

 

وأشارت براون، إلى تضرر المستشفى، الذي لا يزال يخدم آلاف المدنيين المتضررين من النزاع، بشدة. وأكدت أن الهجوم على هذا المرفق الحيوي “يمثل ضربة قاصمة لبقاء المدنيين المحاصرين في المدينة”.

 

ودعت براون إلى وقف الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، مؤكدة التزام الأمم المتحدة بدعم سكان الفاشر وجميع المتضررين من النزاع في السودان.

الأمم المتحدةالدعم السريعالفاشر

مقالات مشابهة

  • هل يكفي رفع اليدين في الصلاة وعدم نطق تكبيرة الإحرام ؟.. الرأي الشرعي
  • لوّحت بالمحاسبة.. مسؤولة بـ “الأمم المتحدة” تكشف استهداف المدنيين والمستشفيات والملاجئ وأماكن اللجوء في دارفور
  • ألمانيا: اليمن بحاجة لحكومة قوية وموحدة وعلى الحوثيين مراجعة أنفسهم
  • داخلية غزة تمهل أفراد العصابات 6 أيام لتسليم أنفسهم ونيل العفو
  • ألمانيا تسعى لاتفاق مع سوريا لإعادة طالبي لجوء مرفوضين
  • الأونروا: لدينا مخزون يكفي لإطعام سكان غزة لثلاثة أشهر وننتظر السماح بتوزيعه
  • استشاري علاقات أسرية: الحب وحده لا يكفي لنجاح الزواج.. ونموذج القدوة غائب عن البيوت
  • علاج غير متوقع لآلام المفاصل دون اللجوء إلى الأدوية والجراحة
  • الأونروا: لدينا ما يكفي من الغذاء لتوزيعه علي جميع سكان غزة لمدة 3 أشهر
  • أشهر خطرة ولبنان وغزة في دائرة ترقّب واحدة