ألمانيا: اليمن بحاجة لحكومة قوية وموحدة وعلى الحوثيين مراجعة أنفسهم
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
أكد السفير الألماني توماس شنايدر، أن اليمن بحاجة إلى حكومة قوية وموجدة، بعيدة عن الخلافات التي تؤثر على مسارها، في الوقت الذي دعا الحوثيين لمراجعة أنفسهم والشراكة في عملية السلام بدلا من مواصلة الصراع والإنقسام في البلاد الغارقة بالحرب منذ أكثر من 10 سنوات.
وقال السفير شنايدر، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط: «اليمن بحاجة إلى حكومة قوية وموحّدة، كما أن المجتمع الدولي يحتاج إلى شريك يمني فاعل يمكن الاعتماد عليه»، داعياً الأطراف اليمنية إلى مناقشة خلافاتهم الداخلية والتوصّل إلى تسويات وتوافقات تُمكّنهم من التحرك بشكلٍ مشترك وفعّال.
وأضاف: «من المهم أن يتأكد اليمنيون من أن جميع الأطراف الفاعلة تسير وفق رؤية واحدة، وتنسّق مواقفها، وتتوصل إلى موقف مشترك، لأن ذلك يصبّ في مصلحة الشعب اليمني أولاً، ويسهّل التعامل مع المجتمع الدولي ثانياً».
وتابع: «نحن نشجّع أصدقاءنا في اليمن على مناقشة خلافاتهم الداخلية والتوصل إلى تسويات وتوافقات تسمح لهم بالتحرك بشكل مشترك وفعّال، فذلك ضروري لليمن ولشركائه على حد سواء».
وأوضح أن برلين تتعامل مع الملف اليمني من منظورٍ شاملٍ يراعي خصوصية المنطقة، ويركّز على مساعدة اليمنيين في إيجاد السبل الكفيلة بالمضي قدماً نحو استقرار بلادهم ونهوضها.
وعن الأوضاع في اليمن خلال السنوات العشر الماضي، قال شنايدر: «للأسف شهدنا عسكرة الصراع، وسيطرة الجماعات المسلحة على مساحات واسعة من البلاد، وهذا وضع يجب تجاوزه سريعاً. على جميع أصحاب المسؤولية في اليمن أن يعملوا على إنهاء العنف واللجوء إلى الحوار لإيجاد حلّ سلمي للأزمة، بيد أنه لا يبدو في الوقت الحالي أن الحوثيين يساهمون في هذا الاتجاه».
وأضاف: «نحن قلقون للغاية من هجمات الحوثيين على الملاحة المدنية في البحر الأحمر، إذ يُستهدف مدنيون وعمال على متن السفن، وهذا أمر غير مقبول إطلاقاً، كما شهدنا احتجاز موظفين تابعين للأمم المتحدة، وهو تصرّف نُدينه بشدة، لأن موظفي الأمم المتحدة موجودون لخدمة الشعب اليمني، وهم يمثلون المجتمع الدولي، ومن يرتكب مثل هذه الأفعال يجب أن يسأل نفسه؛ إلى أي مدى يمكن اعتباره شريكاً في تحقيق السلام؟».
ودعا السفير الألماني الحوثيين إلى أن «يراجعوا أنفسهم فيما إذا كانوا يريدون أن يكونوا شركاء في السلام أم الاستمرار في طريق الصراع والانقسام». وتابع: «وزير خارجيتنا أوضح ذلك قبل أيام في الكويت، عندما أكّد أننا لا نقبل الطريقة التي يتصرف بها الحوثيون، وندعو الجميع في اليمن إلى بذل جهد إضافي وإثبات استعدادهم الفعلي لتسوية سلمية للأزمة».
وأكّد السفير الألماني أن المملكة دولة محورية ورائدة في العالمين العربي والإسلامي، وأن ما تقوله بشأن اليمن مهم جداً بالنسبة لألمانيا، مضيفاً: «لا يمكن التوصل إلى حلّ للأزمة اليمنية من دون السعودية».
وتعتقد برلين، بحسب السفير، أن على طهران التصّرف بما لا يشكّل تهديداً لجيرانها أو للمجتمع الدولي، مشيراً إلى أن إيران «إن كانت جادة في سعيها لتعزيز الاستقرار الإقليمي، فإن اليمن يمثّل الاختبار الحقيقي لإثبات حسن نيتها».
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: البحر الأحمر المانيا المجلس الرئاسي مليشيا الحوثي الحرب في اليمن فی الیمن
إقرأ أيضاً:
وزير الداخلية يدفع بطلب عاجل إلى المجتمع الدولي
متابعات- تاق برس- دعا وزير الداخلية الفريق شرطة بابكر سمرة مصطفى إلى تحركٍ دولي عاجل لدعم العائدين وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
وأشار سمرة إلى أن القيود المالية والعقوبات المفروضة على البلاد باتت عقبة أمام أي جهود جادة للتنمية والاستقرار.
جاءت دعوة الوزير خلال فعالية رفيعة المستوى عُقدت على هامش اجتماعات اللجنة التنفيذية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جنيف، حملت عنوان “السعي نحو استجابات مستدامة لأزمات النزوح الجديدة والممتدة في السودان ومنطقة الساحل”.
وشارك فيها وزراء من مالي وتشاد ومسؤولون أمميون وممثلون لمؤسسات مالية وتنموية دولية، في إشارة إلى الاهتمام الإقليمي المتزايد بأزمة السودان المتشابكة.
وأشار وزير الداخلية إلى أن أكثر من 2.2 مليون سوداني عادوا إلى مناطقهم منذ بداية العام، رغم الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب في البنية التحتية والخدمات الأساسية، مؤكدًا أن هذا الرقم يعكس إرادة قوية لدى السودانيين للتمسك بالأمل واستعادة الحياة من بين الركام.
وأضاف أن الحكومة تعمل على تهيئة بيئة آمنة ومستقرة للعائدين عبر إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات وشبكات المياه والكهرباء، إلى جانب دعم سبل كسب العيش، غير أن حجم التحديات يتجاوز قدرات الدولة في ظل الانكماش الاقتصادي الراهن.
وفي تحذير ضمني من الاكتفاء بالمساعدات الإنسانية، شدّد وزير الداخلية على أن “الاستجابة الإنسانية وحدها لا تكفي”، داعيًا إلى تبنّي مقاربات تنموية طويلة الأمد وشراكات مبتكرة تتيح الاستثمار في إعادة الإعمار وتوفير فرص عمل للشباب والنساء، مع دعم المبادرات المحلية التي يقودها العائدون أنفسهم.
واختتم وزير الداخلية الفريق بابكر مداخلته بالتأكيد على أن دعم العائدين هو استثمار في السلام الإقليمي، مشيرًا إلى أن تحقيق عودة طوعية وكريمة ومستدامة يتطلب رفع القيود الاقتصادية عن السودان وتمكين مؤسساته الوطنية من لعب دورها الكامل في عملية البناء والتنمية.
المفوضية السامية لشؤون اللاجئينبابكر سمرةوزير الداخلية السوداني