فى الأول من أكتوبر 1997 وهو اليوم الذى فقد فيه ما يقرب من مليون عائلة أراضى زراعية كانوا حتى صدور القانون يتمتعون فيها بحيازة آمنة. الغالبية الساحقة منهم كانوا من صغار المزارعين الفقراء وبفقدان الأرض فقدوا مصدرا رئيسيا لرزقهم ولأمانهم الغذائى أيضا، هذا من أخطر القوانين التى صدرت فى عهد مبارك ومن أكثرها دلالة على عمق الضرر الذى أحدثه بالبلاد.
كان لهذا القانون آثار وخيمة بعيدة المدى نشعر بوطأتها الآن، وإن كان العديد منا لا يدرك علاقتها بهذا القانون الكارثة المسئول بشكل كبير عن تفاقم مشكلة الفقر الريفى والبطالة وأزمة الغذاء، حيث كانت الغالبية العظمى من المستأجرين تعتمد على الأرض لضمان أمنها الغذائى، ومع تغيير الوضع أصبحت سوق الإيجارات مفتوحة وارتفع الإيجار بشكل باهظ علاوة على أن التعاقد ليس قانونيا ولا مسجلا وأصبح النمط السائد هو التأجير لفترة قصيرة تصل إلى موسم زراعى واحد. نتج عن ذلك ابتعاد المستأجرين عن زراعة المحاصيل الغذائية الرئيسية واتجاههم إلى المحاصيل النقدية التجارية بهدف بيعها لتسديد قيمة الإيجار الباهظة، هذا إضافة إلى النتائج البيئية الوخيمة والإضرار بحالة الأراضى الزراعية جراء الاستخدام المفرط للأسمدة الكيماوية بهدف الحصول على محصول أكبر والإحجام عن استخدام الأسمدة البلدية المفيدة للتربة ولكن أثرها لا يظهر إلا على المدى الطويل.
ومن هنا فقدت مصر اقتصاد الأمن الغذائى الموازى الذى كان ينتج جميع المواد الغذائية ومشتقاتها، وأصبحنا نبحث عنه أو بديل له لاستيراده من الخارج بالعملة الصعبة، وهذا ما أدى إلى اختفاء ثقافة الإنتاج، وظهور ثقافة الانتفاع، فكان قبل ذلك القانون عندما يبحث الشاب عن مصدر دخل يقوم بزراعة قطعة أرض ومعها تكون المواشى من جاموس وبقر وغنم وماعز وفى المنزل الفرن البلدى وجميع أنواع الدواجن، وعندما تنظر إلى كل ذلك تجده يتضمن معظم الأمن الغذائى الذى يحتاجه المواطن، ولكن بعد ما حدث من تغيير كبير بسبب هذا القانون أصبح المواطن يبحث عن بديل يدخر له رزقا يوميا، وبدأ يسافر إلى المدن الساحلية ليعمل فى مجالات مختلفة معظمها فى الإنشاءات.
وفى السنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة التوكتوك، كوسيلة دخل يومى، يبحث عنها الشباب وانتشرت فى المدن والنجوع بأعداد غير مقننة، وأصبحت مصدر الجريمة والبلطجة والإزعاج، وأصبح التوكتوك مكان البقرة والخروف، وأصبح الشاب المنتج سابقا، حائرا متخبطا حاليا، ولم تحاول أى جهة معالجة تلك القضايا، وهناك حلول كثيرة غير تقليدية، لمحاولة تصويب ما حدث من نظام مبارك، ذلك الحل يتمثل فى قيام البنك الزراعى بتبنى مشروعات إنتاجية صغيرة داخل القرى والنجوع، بحيث يتم تخصيص الأماكن المملوكة للدولة، وعمل عليها بنية تحتية لتلك المشروعات، مثل معلف، مزارع دواجن، معمل كتكوت، معامل ألبان، تعبئة وتغليف مواد غذائية... إلخ من المشروعات الإنتاجية التى تخدم الأمن الغذائى المصرى، ويتم تأجير تلك المشروعات للشباب مع تمويلها من البنك بنسبة فائدة قليلة وعدد سنوات طويلة، مصر غنية جدا بالموارد لكن فقيرة جدا فى ثقافة إدارة تلك الموارد، فقط ما نحتاجه مسئول يفكر خارج الصندوق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صدور القانون الأرض
إقرأ أيضاً:
لو عايز تستبدل التوكتوك بمركبة كيوت.. تعرف على المستندات وشروط التقديم بالجيزة
في خطوة تهدف إلى تطوير منظومة النقل داخل محافظة الجيزة ورفع مستوى السلامة المرورية، بدأت المحافظة تنفيذ مبادرة إحلال مركبات التوكتوك التقليدية بسيارات صغيرة حديثة تعرف باسم "كيوت".
المبادرة لا تقتصر على تحديث المركبات، بل تأتي ضمن خطة شاملة لتحويل شوارع المحافظة إلى بيئة نقل أكثر تنظيمًا وأمانًا للمواطنين.
تشمل المرحلة الأولى من المبادرة أحياء ومناطق مختارة نظرًا لكثافة استخدام التوكتوك فيها، وهي:
حي الهرم
حي العجوزة
مدينة السادس من أكتوبر
حدائق أكتوبر
وتهدف هذه المرحلة إلى استبدال المركبات القديمة بمركبات مرخَّصة حديثة يمكن تتبعها، لضمان الانضباط والشفافية وتحسين مستوى الخدمة.
حددت المحافظة قائمة واضحة من المستندات لتسهيل عملية الإحلال، وتشمل:
بطاقة الرقم القومي
صحيفة الحالة الجنائية موجهة للحي
مستند بيع التوكتوك خارج نطاق محافظة الجيزة
إقرار رسمي برغبة صاحب المركبة في الإحلال
التعهد بالالتزام الكامل بقواعد تشغيل المركبة البديلة
شروط المبادرة والحوافز التشجيعيةأكدت المحافظة أن المبادرة اختيارية وليست إجبارية، مع وجود شروط أساسية لقبول الطلب:
أن يكون المتقدم من مواليد محافظة الجيزة ومثبتًا بالرقم القومي
الالتزام بإجراءات الترخيص وتشغيل المركبة الجديدة وفق الضوابط
كما توفر المبادرة حوافز تشجيعية للسائقين للتخلي عن التوكتوك القديم والانتقال إلى وسيلة نقل أكثر أمانًا وتنظيمًا.
تمويل ميسر وتسليم الدفعات الأولىوأوضح محمد مرعي، السكرتير المساعد بالمحافظة والمتحدث الرسمي للمحافظة، أن أول دفعة من السيارات البديلة تم تسليمها لحي الهرم، مع توفير نظام تقسيط ميسر للراغبين في الشراء.
وأضاف أن بقية الأحياء ستبدأ استقبال الطلبات وفق جدول زمني منظم لضمان سرعة الإجراءات وسهولة التسليم.
شدد مرعي على أن السيارة الجديدة تعتبر بديلاً مباشرًا للتوكتوك القديم، ويتم تسليمها فقط بعد إثبات بيع التوكتوك خارج الجيزة، لضمان عدم زيادة أعداد المركبات في الشوارع.
وأضاف أنه بمجرد بيع التوكتوك، يمكن للمواطن التوجه للشركة المختصة لاستلام السيارة الجديدة واستكمال إجراءات الترخيص بسرعة.
خصصت المحافظة مسارًا إداريًا مبسطًا لتسهيل جميع خطوات الإحلال، بدءًا من التقديم وحتى استلام المركبة وترخيصها، بما يضمن سرعة الخدمة وينعكس على تحسين جودة النقل والحد من التكدسات المرورية.
وتعد مبادرة إحلال التوكتوك بمركبات "كيوت" خطوة أساسية نحو تطوير منظومة النقل في الجيزة، وتحويل شوارع المحافظة إلى بيئة حضارية وآمنة، مع تعزيز الانضباط المروري وتحسين تجربة المواطنين داخل المدن المختلفة.