موقع النيلين:
2025-07-27@07:03:51 GMT

بلادك حلوة أرجع ليها دار الغربة مابترحم

تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT

●بلادك حلوة أرجع ليها دار الغربة مابترحم ..
وطوف بجناحك الوادي تلقى الخضرة تنسى الهم ..
????⚘️????
●كثيرة هى تلك الكتابات التى تهدف الى تخويف المواطن من عدم العودة الى العاصمة الخرطوم ، مشيرة الى أنها أصبحت مدينة أشباح ، وأن الأمن فيها غير مستتب ، وأنها تفتقر الى الخدمات التى من شأنها مساعدة المواطن وتشجيعه الى العودة .

.
●هذه الكتابات لا تصدر من فراغ ، ولا تُكتب هكذا بعفوية ، بل تنطلق من خطة موضوعة ومرسومة ، في السعي الجاد لوضع العقبات الكؤود ، لعدم عودة إنسان الخرطوم الى وطنه ودياره ، ومن ثم عودة الحياة الطبيعية لإنسان العاصمة وممارسة حياته بشكلٍ طبيعي ..
●السؤال الذى يطرح نفسه ، لماذا كل ذلك؟!!!
وللإجابة على ذلك نقول ، الخرطوم هى عاصمة الدولة السودانية ، ومركز ثقلها ، ومركز القرار السياسي والعسكري ، وهى التى تشكل الرأى العام السوداني الذى تتأثر به به باقي أقاليم السودان ..
●ظلت الخرطوم على مر تاريخ الدولة السودانية الحديث ، هى من تُقرر في كيفية صناعة وصياغة القرارات المصيرية ، وأن إنسان الخرطوم بوعيه ونضوجه الفكري والسياسي هو صاحب هذا التغيير فى كل تقلبات الحياة السياسية والعسكرية في السودان مستشهدين في ذلك بالتغيير الذي تم في أكتوبر ١٩٦٤م ، وأبريل ١٩٨٦م ، وأبريل ٢٠١٩م ..
● حرب الكرامة التى إندلعت فى ١٥ أبريل ٢٠٢٣م ، وكانت وبالاً على المواطن السوداني بشكل عام ، وإنسان الخرطوم على وجه الخصوص ، قد كشفت النقاب عن حقائق كانت غائبة ومغيبة عن الشعب السوداني ، وجعلت الجميع(سياسيين/عسكريين/مؤسسات مجتمع مدني ومنظمات/رجال اعمال/أهل الصحافة والإعلام/أهل الرياضة والفن …الخ) أمام إمتحانٍ عسيرٍ وصعب ، أمام الشعب السوداني الذى بات أكثر وعياً وإدراكاً ، بالذات شريحة الشباب التى يعول عليها الجميع في زيادة رصيدهم الجماهيري منها ..
●الشعب السوداني تعلم من هذه الحرب الكثير جداً ، وأصبح يُفرِق بين من يُريد له الخير ومن يُريد به شراً ، بين من وقف معه في محنته ، وبين من تركه يُعاني الأمرين في رحلة النزوح واللجوء التى فقد فيها كل شئ عدا كرامته وعزته وشموخه…
● لا يحتاج الشعب السوداني بعد كل الذى حدث له ، أن يأتى إليه أصحاب المصالح وعملاء الخارج ليحدثوه عن الخرطوم بعد أن تعافت من دنس أوباش وملاقيط عربان الشتات ومرتزقتهم ، وقد تزينت كعروسٍ جميلةٍ ليلة زفافها ، بفضل ابناء هذا الشعب ، لا يحتاج أن يحدثوه عن خطورة عودته الى الخرطوم وما يكتنفها من مصاعب ومشاكل ، لأنه حديث العاجز الذى فقد كل شئ وأصبح من الماضي ..
●عادت الحياة الى الخرطوم وعادت إليها الروح بفضل جهد القائمين على أمر الخدمات من كهرباء ومياه وشبكة إتصالات ومستشفيات …الخ ..
● تبزل حكومة الولاية بقيادة واليها الهمام احمد عثمان حمزة ، والأجهزة الأمنية ، ومنظمات المجتمع المدني والشباب المتطوعين بكل أحياء العاصمة المثلثة جهوداً جبارة في إعادة الخرطوم الى عهدها الأول وسيرتها الأولى في تفانٍ وروح يغلب عليها حب الأرض والوطن ..
●لذلك فإن الدعوة لعودة إنسان الخرطوم الى دياره ، هى دعوة لعودة عاصمة الدولة السودانية ، وعودة السيادة للدولة ، وعودة الإذاعة السودانية و(هنا أمدرمان) والتلفزيون القومي ، والصحافة السودانية ، والمسرح القومي ، وقاعة الصداقة ، هى عودة للدوري السوداني وفريقي هلال مريخ ، هى عودة لأهل الفن ، هى عودة كل شئ كان وما يزال موجوداً بالدواخل ، لم يتغير رغم مرارة الأيام وفقد الاعزاء والأحباب الذين رحلوا عنا ..
●فالتعد تلك الطيور المهاجرة الى ديارها وموطنها الأصلي المترع بالجمال وخضرة النيل وكل شئ جميل فيها ..
وقد صدق الراحل حمد الريح حينما تغنى ..
بلادك حلوة أرجع ليها دار الغربة ما بترحم ..

عبد الباقي الحسن بكراوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

حسن شاه حسيني: الحفاظ على الأمن والسلام والاستقلال وسيادة الأراضي السودانية يمثّل قوة لكل العالم الإسلامي

قال السفير الإيراني لدى السودان حسن شاه حسيني إن الحفاظ على الأمن والسلام والاستقلال وسيادة الأراضي السودانية يمثّل قوة لكل العالم الإسلامي.الجزيرة – السودان إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حسن شاه حسيني: الحفاظ على الأمن والسلام والاستقلال وسيادة الأراضي السودانية يمثّل قوة لكل العالم الإسلامي
  • لاعب المقاولون السابق يطالب بسرعة اتخاذ الإجراءات لعلاج بونجا
  • اللا-معقول في السياسة السودانية
  • تعرف على أبرز أقوال الصحف السودانية اليوم
  • البرهان يَطَأ كُـلَّ موطئٍ يغيظ القحاطة
  • مصطفى يونس: الأهلي أكبر مفسدة في مصر.. ولن أرجع في كلامي
  • السلطات السودانية تُدمّر آلاف الذخائر غير المتفجرة
  • «أرض من ذهب» تزين واجهات أسوان.. جداريات فنية تحكى التاريخ وتُجسد الهوية
  • غزة: 115 شهيدًا بسبب التجويع والحصار يطبق على أكثر من مليوني إنسان