في أعقاب الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على مواقع عسكرية إيرانية في وقت مبكر من صباح السبت، ظهر هدوء نسبي في الشارع الإيراني، مع مؤشرات على عدم تأثر الحياة اليومية.

ورصد مراسل الجزيرة عمر هواش في مداخلة على شاشة الجزيرة الأجواء العامة والتفاعل الشعبي والرسمي مع الهجوم والذي أظهر حالة من الارتياح بين الإيرانيين، رغم التوتر الذي سبّبته الهجمات.

وتفاعلت منصات التواصل الاجتماعي الإيرانية مع الحدث، حيث حاول الإعلاميون والسياسيون التقليل من أهمية الضربة، بما يتماشى مع الرواية الرسمية التي أفادت أن الهجوم لم يكن بحجم التهديدات التي أعلنتها إسرائيل مسبقًا.

وسبق لتل أبيب أن وعدت بتوجيه "ضربة قوية وغير مسبوقة"، إلا أن تصريحات المصادر الإيرانية تشير إلى أن الهجمات الإسرائيلية كانت محدودة ولم تحدث تأثيرا كبيرا على المواقع المستهدفة.

وكان أبرز مظاهر استقبال الإيرانيين للضربة الإسرائيلية حسب مراسل الجزيرة على النحو التالي:

1. الحياة اليومية:

استمرار الدوام في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية دون تعطيل استئناف حركة الملاحة الجوية في مطاري الخميني الدولي ومهر آباد منذ التاسعة صباحا عدم تأثر الحركة اليومية للمواطنين في مختلف المدن الإيرانية

2. التفاعل الإعلامي والشعبي:

تهوين النشطاء الإعلاميين والسياسيين الإيرانيين من حجم الضربة الإسرائيلية توافق الرواية الشعبية مع الموقف الرسمي في التقليل من أهمية الهجوم رفض الرواية الإسرائيلية التي صورت الهجوم بأنه "كبير وغير مسبوق"

3. الموقف الرسمي:

اقتصار الرد الرسمي على بيان وزارة الخارجية الذي وصف الهجوم بـ"العدوان" غياب تصريحات المرشد الإيراني والرئيس حتى لحظة المداخلة عدم صدور بيانات عن قيادة الأركان والحرس الثوري

4. الخسائر المعلنة:

مقتل ضابطين من الجيش الإيراني: رائد ورقيب يعملان في الدفاعات الجوية وقوع خسائر محدودة في المقار العسكرية المستهدفة بمحافظتي إيلام وخوزستان وجود جرحى لم يتم الكشف عن عددهم بشكل رسمي

5. التساؤلات المطروحة:

احتمالية صدور بيانات جديدة من القيادة الإيرانية طبيعة الرد الإيراني المحتمل: هل سيكون واسعا أم محدودا؟ إمكانية عدم الرد نظرا لمحدودية الهجوم وتأثيراته وفق الرواية الإيرانية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !

عبد العزيز السليماني

أرسل ما تشاء من رسائلك القصيرة أو الطويلة، فلا صوت يصدح، ولا جواب يأتي، ولا أبواب تُفتح لقراءة ما تودّ قوله! هذا هو حال الكثير من الناس الذين يضعون تصنيفًا شخصيًّا للبشر؛ كلما بَعُدت درجة الأهمية بالنسبة لهم، كلما كنت بعيدًا عن مرمى التواصل معهم.

أصبحت خدمة الرسائل «الوتسابية» من أكثر وسائل التواصل استخدامًا بين ملايين البشر، سواء كان هذا التواصل صوتيًّا أو كتابيًّا أو مرئيًّا.

في أماكن مختلفة، تجد الناس يشغلون أوقاتهم في مراسلة الآخرين والتواصل معهم، لكن بعض الناس، حتى وإن كان التواصل معهم من أجل العمل، لا يردون على المكالمات الهاتفية، وتبقى الرسائل «الوتسابية» معلقة دون أن تحصل على إذن أو إيضاح لما بها من كلمات.

هذه الأفعال تصدر من فئة معينة من الناس، سرّ ذلك هو أنهم يرون أنك لست مهمًّا بالنسبة لهم، حتى وإن كنت شخصًا بسيطًا «على باب الله». اهتمامات هذه الفئة هي قطع كل حبال التواصل مع الآخرين، حتى وإن لم يكن الأمر يتعلق بطلب شخصي.

عندما تسأل نفسك: لماذا لا يرد على الاتصال؟ ترى من الواجب ألا تزعجه، وتكتفي بإرسال رسالة يتيمة، لتفاجأ بأنها هي الأخرى تظل «عالقة في مكانها»، وتعلم أنك في قائمة الانتظار، وتتمنى الحصول على الرد. والواقع الذي تتنبه له فيما بعد أن كل رسائلك القديمة والحديثة محبوسة في خانة الأرشيف أو تابوت المهملات ــ كما يسميه البعض.

أصبحت «المصلحة» هي التي تحرّك الكثير من الناس نحو اتجاهات الحياة، والارتباط بالأشياء، والتواصل مع الآخرين. وغياب «المصلحة» هو ما يُخرج البعض من نطاق الإنسانية إلى التعامل مع الغير بطريقة غير آدمية. فطالما أنك لست من المُرحّب بتواصلهم معهم -حتى وإن كنت نقيًّا، غير مؤذٍ أو متسلق- تبقى بعيدًا عن «العين والقلب».

عندما تلتقي بشخص لا تريد منه شيئًا سوى أنك تظن به خيرًا، وتخبره بأنك دوما تحاول الاتصال به صوتيًّا وكتابيًّا، وتطالبه بمعرفة الجواب الذي يُقنعك ويفك عنك شر التساؤلات والتخمينات وسوء الظن أحيانًا! تجده يُسرع لفتح كتاب «المبررات»، يذكر لك بأنه مشغول جدًّا في أعماله اليومية، أو لم ينتبه لكثرة الرسائل التي تصل إليه، أو ليس لديه الوقت الكافي للرد حتى وإن قرأ ما كتبت. لذا، فهو «عذر أقبح من ذنب». لكن، لو كانت هناك مصلحة تُرجى منك، فستجده متصلًا طوال الوقت، ولربما منحك اهتمامًا خاصًّا ووقتًا أطول من أي شيء آخر يعترض طريقه.

بعض الناس يتبنى فكرة الرد فقط على الأرقام المسجلة في هاتفه، أما الأرقام الأخرى فلا يرد عليها، حتى وإن كانت لا تطالبه بشيء أو تلزمه بأمر. يرى بأن حياته يجب أن يُسخّرها لنفسه، دون أن يعي أن عليه حقوقًا يجب أن يؤديها للآخرين.

من خلال المواقف والأحداث نكتشف أن أرشفة الرسائل في الهواتف النقالة قد حرمت البعض من فرصة الحصول على الردود، وأصبحت عبارة عن «صندوق مظلم» يرمي فيه بعض الناس مطالب الآخرين، أو يحجب البت في بعض الأمور المهم الرد عليها.

باختصار شديد، الحياة لم تُخلق من أجل الهروب من الآخرين أو تصنيفهم على حسب «المصلحة»، وإنما البشر سواسية في الحصول على الحقوق وأداء الواجبات. فلو لم يكن لدى الآخر شيء عندك، لما طرق بابك. تأكد بأن كف اليد عن مساعدة الغير سلوك سوف يحاسبك الله عليه يومًا، وربما تقع في شر أعمالك إذا اعتقدت بأن حوائج الناس لا تُقضى إلا من خلالك.

بعض المواقف والتصرفات تكشف الكثير من السواد الذي يُخفيه البعض عن الآخرين، فمثلًا عندما تتصل بشخص ما وتجد حسن استقباله لمكالمتك، ثم يدر وجهه عنك، لتجد نفسك غير مرغوب في الرد عليه، فأفضل الأشياء أن تحفظ كرامتك، وأن تنأى بنفسك جانبًا عن هذه النوعية من البشر الذين لا يهمهم إلا أنفسهم، ويُغلّبون مصلحتهم فوق أي شيء.

مقالات مشابهة

  • هدوء حزب الله في مواجهة الضغوط.. اوراق قوة ام تمرير للوقت؟
  • عاجل | يسرائيل هيوم: بعض المواقع الإسرائيلية توقفت إثر الهجوم السيبراني وأخرى نشرت فيها رسائل سياسية
  • بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غزة؟
  • «الشارقة الثقافية» ترصد سؤال الهوية في الرواية العربية
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي في أعقاب إطلاق الصاروخ من اليمن
  • رئيس البرلمان الإيراني مخاطباً رئيس الكنيست الإسرائيلي: أنتم مصدر خزي وعار للبشرية
  • محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
  • التخلص من تساقط الشعر بـ 10 طرق طبيعية
  • قوافل المساعدات تدخل السويداء وسط هدوء حذر
  • حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !